الغزو الفكري والانحلال الأخلاقي

د. منال محمد أبو العزائم
1446/04/03 - 2024/10/06 18:55PM

الحمد لله؛ والصلاة والسلام على رسول الله؛ وبعد:

          فإن من مشاكل هذا العصر الانحلال الأخلاقي، وهي مشكلة انتشرت في العالم كله شرقه وغربه. ومن المؤسف أنها وصلت إلى بلاد المسلمين ولم ينج منها بلد؛ وصارت من أكبر المصائب التي تواجه هذه الأمة. وهي ظاهرة لها صور كثيرة ومتنوعة. وكلها تنافي تعاليم الإسلام الذي دعا إلى مكارم الأخلاق وإلى الأدب مع الله ومع الناس، ونهي عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن. قال تعالى: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)[1]. ومع ذلك تجدها تؤثر على شباب المسلمين رغم كل تلك الأوامر الربانية بالبعد عن المعاصي والشهوات وتحذيرهم من تبعاتها في الدنيا والآخرة.

أسباب الإنحلال الخلقي
ولابد لأي ظاهرة من أسباب ساعدت على ظهورها؛ ودراسة الأسباب تساعد على إيجاد الحلول. ولذا علينا إعمال الفكر والتأمل فيما قد يكون من الأسباب التي ساعدت على إنتشار هذه الظاهرة.

الغزو الفكري
الغزو الفكري هو أكبر الأسباب في الإنحلال الأخلاقي؛ حيث نشر الفتنة بالدنيا والانخراط وراء الشهوات وتقديم المال والشهرة على الدين والأدب. وقد لعب الإعلام المنحرف الدور الأكبر في تغيير المعايير عند الناس والترويج للمادة وتهميش الأخلاق والفضيلة أمامها، فصار المال هو أهم شيء في الحياة عند السواد الأعظم من الناس، لاسيما أصحاب الديانات الأخرى. وهذا أدى إلى فوضي أخلاقية وتجاوزات لحدود الأدب والدين وكل القيم الإنسانية في سبيل الحصول عليه؛ مما أدى إلى إنتشار سوء الأخلاق والجرائم المصاحبة لها مثل القتل والسرقة والاغتصاب والزنا وقطع الطريق وحتى الردة والكفر. وصارت البشرية أتعس مخلوقات الله لانعدام القيم واختفائها. وقد تكلم نبينا الكريم عن هذا الأثر السلبي لعبادة المال قبل أربعة عشر قرناً من الزمان، حيث قال صلى الله عليه وسلم: (تعس عبد الدينار، والدرهم، والقطيفة، والخميصة، إن أعطي رضي، وإن لم يعط لم يرض)[2]. فلهم التعاسة في الدنيا والعذاب في الآخرة. ولا يعبد المال إلا شقي ضائع بعيداً عن الله غافل في شهواته وناسياً أنها سيحاسب على كل قرش كسبه وفيما صرفه. قال صلى الله عليه وسلم: (لا تزولُ قدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يسألَ عن عُمُرِهِ فيمَ أفناهُ؟ وعن علمِهِ فيمَ فعلَ فيهِ؟ وعن مالِهِ مِن أينَ اكتسبَهُ؟ وفيمَ أنفقَهُ؟ وعن جسمِهِ فيمَ أبلاهُ؟)[3]. وقال تعالى: (أُولَٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ ۖ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ)[4].

غياب الوعي الإسلامي وإنتشار المدارس العلمانية
ومما زاد من إنتشار الإنحلال الأخلاقي سوءاً غياب الوعي الإسلامي والوازع الديني وإزاحة التعليم الإسلامي وحفظ القرآن وتعلم أحكامه جانباً من جراء غزو التعليم الأكاديمي البحت، وغزو المدارس الأجنبية والأنظمة العلمانية والمدارس المختلطة في بلاد المسلمين. وتم خلط المفاهيم التربوية في رؤوس الطلبة وأولياء الأمور، وصار مصطلح التعليم الأكاديمي يرمي للتعليم بعيدا عن القرآن في حقيقته. وهذا تهميش لا مبرر له تقوم به الكثير من المدارس دون التفكير في أنه لا تعارض بين القرآن والعلم. وأصبح هناك نوعين من المدارس، منها أنظمة الخلاوي التي لا تعلم سوي القرآن الكريم وربما بعض كتب السنن، وفي الجانب الأخر هناك تعليم الدارس العادية التي لا تعلم من التربية الإسلامية والقرآن إلا القدر القليل والذي يتناقص شيئاً فشيء بين حين وآخر؛ حيث ترى زيادة في التركيز على مواد جانبية مثل الإنجليزي والفرنسي والدراسات الاجتماعية وإزاحة القرآن الكريم جانباً بحجة أن الطفل يمكن أن يتعلمه لوحده. وتم نشر هذا الفكر المسموم بين الناس وأصبح الأب يفتخر بأن أبنه أو ابنته صار طبيب أو مهندس في حين أنه بالكاد يعرف جزء عم أو صغار السور فقط من القرآن. وصارت هناك أفكار إلحادية متناثرة في بعض كتب العلوم والفيزياء والطب والفلك وغيرها. بل ووصل الأمر الآن في العالم إلى إدخال التربية الجنسية وأفكار المثليين في المناهج لبعض المواد الغربية. ولا يستغرب إن حدث نفس الأمر في المدارس الإسلامية تدريجياً كما حدث في المدارس الأجنبية. وهذه هي خطط العلمانيين المرتبة منذ القدم.

الماسونية نجحت في تغيير الناس عن طريق إفساد المرأة
ولا شك أن الماسونية لها صلة وثيقة بالعلمانية، لأنها ساعدها الأيمن الذي تحقق به الإنتقال التدريجي للناس من الإيمان إلى الكفر والفجور والخلاعة. وقد استعملت الإعلام البطيء والمبرمج عبر السنين لإحداث هذه التغييرات الكبيرة خلال عشرات السنين. فهم من أصبر الناس على مبتغاهم وأهدافهم، ويستعملون الهندسة الاجتماعية وتشويه الحقائق في ذلك. حتى حققوا جزء كبير من خططهم الشريرة التي أودت بالناس لعبادة الشيطان والكفر والفجور، ونجحت في نشر الزنا والانحلال الأخلاقي. وقد ركزوا جهودهم على المرأة لكونها مؤثر كبير الفعالية على المجتمعات. فنجحوا في تغييرها وإفسادها الذي أودي بفساد الناس وقلب الموازين. وأكبر دليل على ذلك ما حدث في أوروبا وأمريكا خلال العقود الماضية. فقد كانت النساء في أوائل القرن الماضي لازلن متسترات ويعرفن القيم الإنسانية والعفة والحياء. وكان نظام الأسر والمحافظة على الشرف وحماية الأبناء والإخلاص الزوجي وغيره صفة النساء. وحتى لو كن غير مسلمات كان ذلك طبعهن وكن يتمسكن بالمسيحية التي تحرم الزنا كما يحرمها الإسلام. بل حتى اليهود ومعظم أصحاب الديانات الأخرى كانوا يحرمون الزنا. فتبدل الأمر وخرج عن السيطرة بعد أن أوقعت العلمانية شباكها على المرأة ونجحت في تغييرها ففسدت وفسد معها المجتمع، كما انحل أخلاقياً وأدبياً ودينياً. ولم تعد هناك القيم التي نشأ عليها الآباء والأجداد، بل حلت محلها الرذيلة والسرقة والإنتهازية والتبذل، وأصبحت المرأة تتعرى في مواقع الإنترنت لتكسب المال، ولم تعد النساء نساء كما لم يعد الرجال رجال. فلا غيرة ولا نخوة ولا حفاظ على العرض والشرف ولا رجولة أو أدب. وضاعت الإنسانية وصارت الحيوانات أكثر أدبا وحياءً من البشر. بل امتد الأمر إلى إنتشار القتل والسرقة والإغتصاب.

ذهاب نخوة الرجال
ومن المؤسف أن الأعلام قد طال الرجال أيضاً وغير تفكيرهم وجعلهم يستسلمون للواقع دون نقاش. وصار الشاب يرى أخته مع الغريب ولا يحرك لذلك ساكناً. وأصبحت الأم تشجع ابنتها على السفور وتفرح إن صادقها أحد الأغراب. واصبح الأب بلا كلمة ولا دور، وسيطرت عليه أفكار تحرير المرأة والنسوية كما سيطرت على المرأة. فلم تعد له قوامة ولا اعتبار في بيته. فتفككت الأسر وضاع الأطفال وفقدت المرأة حق النفقة والرعاية وحسن العشرة. وفقد الرجل القوامة والاحترام في بيته ومن أهله. ولم تعد له كلمة تسمع أو اعتبار من زوجته وابنائه. وصار الكل دائر على حل شعره كما يقولون ولا يعبأ بما يقوله أب ولا أم. وتجد الأطفال ضائعون مع أصدقاء السوء، والفتيات سارحات في الشوارع مع الرجال، والشباب يتسكعون في المنتزهات ... فلا صلاة ولا مساجد ولا قرآن يتلى في البيوت التي تعج بالفوضى والضياع. وقنوات اليوتيوب تتصدر الساحة في ترهات المنازل وعلى الشاشات وأجهزة الآباء والأبناء. وحتى قنوات التلفاز تمتلئ بالدعايات المخلة والمناظر الفاضحة والأفلام الخليعة التي تملأ رؤوس الصغار بالخداع وتعودهم على رؤية الفاحشة، فيمثلوا الأدوار بنجاح بمجرد وصلوهم سن البلوغ. 

وقوع الابتلاءات من إنتشار المعاصي
ولم ينتهي الأمر بضياع الأسر والأطفال فحسب، بل ظهرت أنواع شتى من الابتلاءات؛ فإنتشرت المصائب على الناس مسلمهم وكافرهم؛ وظهرت الحروب والأوبئة والجرائم وفقد الأمان والجوع والخوف والأزمات الاقتصادية والزلازل والبراكين والفيضانات والموجات الحرارية والبرد والصقيع وغيرها من الكوارث الطبيعية والمصطنعة. وكلما تمادى البشر في فسقهم كلما اشتدت عليه المحن. وليس بعجيب، فقد بين الله تعالى أن المعاصي سبب من أسباب البلاء. قال الله تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)[5]. ورغم كل ذلك تجد الناس لا يزالون يغطون في نومهم وغفلتهم، فلا زلازل توقظهم ولا أوبئة تجعلهم يرجعون إلى الله. وهم يرون الناس يموتون من حولهم ومع ذلك تجد الملاهي الليلية تعج بالراقصين والراقصات، والخمارات مزدحمة بالسكارى ودور الدعارة مفتوحة الأبواب في وضح النهار ومخافر البوليس تزدحم بالمجرمين والمحاكم تعج بالقضايا الجنائية.

تهميش العلماء
وزاد تهميش العلماء وتقليل مكانتهم بين الناس في هذا العصر من الإنحلال الخلقي، فلم تعد لهم كلمة تسمع وألقى الناس الفتوى والإسلام برمته وراء ظهورهم وصاروا يعملون ما يجلب لهم المال والشهرة دون رقين أو وازع ديني. ومن الغريب أن تجد المصلين في المساجد المجاورة وتسمع الأذان والإقامة وصوت الأئمة يلهج بآيات الله والفاسقين من حولهم لا يزالون يتراقصون على أنغام الموسيقى ويختلطون ويرتكبون المعاصي. وكأن الله تركهم في غيهم يترددون دون هداية ... فلا حياة لمن تنادي كمن في أذنيه وقر وصدى يمنعه من سماع الحق وفي عينيه غطاء عن رؤيته. فلا تنفع فيهم أي موعظة أو نصح. تماماً كما وصفهم الله تعالى بقوله: (وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ ۖ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا ۚ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ)[6]. وقوله: (وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ۖ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ۗ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ۖ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ۚ أُولَٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ)[7]. وذلك لزيادة عدد الفسقة والعصاة وطغيانهم على القلة الصالحة. فأصبح العلماء ليسوا هم بالأشرف عند الناس وأرفعهم منزلة كما كان وينبغي أن يكون، بل تجدهم أناس عاديين وينُصَّبون كأئمة مساجد أو أساتذة مدارس أو غيرها من الوظائف والمسميات ذات المرتبات الضعيفة والتي بالكاد تكفي حاجتهم. وقد كانوا يُكرمون في زمن الدولة الإسلامية ويولون المناصب العالية ويرقون لطبقات رفيعة في ظل الخلافة. وهم في الأصل أشرف الناس بما وعوه من علم شريف يستحقون عليه التكريم والإجلال. وما حدث ذلك إلا لضعف الإيمان عند عامة الناس وذهاب الصالحين وغلبة المنافقين في المجتمع. وقد تنبأ نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم بحدوث ذلك حين قال: (يذهبُ الصالحون الأولُ فالأولُ وتبقَى حُثَالَةُ كحُثَالَةِ التمرِ لا يُبَالِي اللهُ بِهم)[8]. فمعظم الناس الموجودين على وجه الأرض اليوم ملحدين أو أهل كتاب لا وليسوا كذلك. وكثير من المسلمين عصاة أو أصحاب ملل ونحل تخالف ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. وتبقى القلة القليلة من المؤمنين الملتزمين بشرع الله والواقفون على حدوده. ولقلتهم صاروا كالغرباء، معزولون لا تسمع لهم كلمة وقلما ينالون من الدنيا كما ينال غيرهم لإجحاف الناس بحقوقهم. قال صلى الله عليه وسلم: (بدأ الإسلامُ غريبًا وسيعودُ غريبًا كما بدأ فطُوبِى للغرباءِ، وفي روايةٍ قيل يا رسولَ اللهِ: مَن الغرباءُ؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناسُ، وفي لفظٍ آخرَ قال: هم الذين يُصلِحون ما أفسد الناسُ من سنتي)[9].

مواجهة الحرب الرقمية لإصلاح ما فسد
على العلماء والدعاة وطلبة العلم وغيرهم العمل بجد لإرجاع الأمة إلى دينها وإلى التمسك بالقرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وتطبيق شرع الله وإحياء الحدود. كما عليهم التركيز على قطاع الشباب لإصلاح ما أفسدته العلمانية والماسونية وأشباهها، وتصحيح الأفكار المنحرفة التي باتت تعشش في عقول الشباب. وذلك عن طريق نشر الدروس الدعوية والخطب المنبرية والمقالات الإسلامية ومعسكرات الدعوة والإرشاد. وعليهم مواجهة الحرب الرقمية ضد الإسلام والعمل في الاتجاه المعاكس لها ونشر حقيقة الإسلام وأنه دين خير وتقدم ونماء، وعدل ومساواة، ورحمة وسخاء. وعليهم بإقناع الناس بأنه هو الدين الحق والوحيد في هذا الزمان الذي يستحق الإتباع. ويمكنهم استغلال تقنيات وسائل الاتصال حيث لها إمكانيات جبارة في الوصول لكل بيت وكل قلب عن طريق وسائل التواصل وبرامج الجوال والمواقع والغرف الدعوية. وينبغي على الرؤساء وولاة الأمر دعمهم في ذلك ومدهم بما يحتاجونه من إمكانيات لإيصال صوتهم إلى الناس.

وختاماً نسأل الله تعالى بحوله وقوته أن يرد الأمة إلى دينها ردا جميلاً وأن يصلح ما افسده الفاسدين ويرجع أبناء المسلمين وبناتهم للقرآن الكريم والعلم الشرعي والأدب الإسلامي، ويجعل كلمة الله هي العليا. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

المراجع والمصادر:
-      القرآن الكريم.

-      تخريج الأحاديث من الدرر السنية.



[1] الأعراف 33.
[2] البخاري (6435).
[3] صححه الألباني في صحيح الترغيب (126). وأخرجه الترمذي (2417)، والدارمي (537)، وأبو يعلى (7434) باختلاف يسير.
[4] البقرة 86.
[5] الروم 41.
[6] الأنعام 25.
[7] فصلت 44.
[8] أخرجه ابن قانع في ((معجم الصحابة)) (3/109)، والطبراني (20/302) (718)، والقضاعي في ((مسند الشهاب)) (608) باختلاف يسير.
[9] صححه ابن باز في مجموع فتاوى ابن باز (158/3).

المشاهدات 314 | التعليقات 0