العيد الوطني وأخبار الشباب!!
مريزيق بن فليح السواط
1434/11/14 - 2013/09/20 05:01AM
فان الله تعالى بعث نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، بدين عظيم، وشرع قويم، الى أمة أمية كانت قبل بعثته في ظلمات عظيمة، وجهل وطيش وفقر وشرك وفساد أخلاق، تمزقهم الحروب القبلية، وتشتتهم الثارات الدموية، وتسود حياتهم لغة الغاب، فالقوي يقتل الضعيف، والرئيس يظلم المرؤوس، والغني يأكل مال الفقير بالباطل، يعيشون بلا هوية، ويَحيون بلا هدف، يئدون البنات بوحشية، وتنزف دمائهم لأتفه قضية.
فامتّن الله عليهم بنبي منهم يتلوا عليهم الكتاب والحكم ويزكيهم قال تعالى: "لقد منَّ الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلوا عليهم ءايته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين" كانو في ضلال مبين، وفساد عريض، فبعث الله لهم رسوله، وأنزل عليهم كتابه، فأصلح الله به القلوب، وستر به العيوب، وغفر به الذنوب، وتحولت تلك الوحوش الضارية، والسباع الجائعة الى رهبان ليل وفرسان نهار، أظهروا من روائع الايمان واليقين أمرا عظيما، ومن خوارق الصبر والشجاعة والثبات ما حيرالعقول، وأدهش الألباب.
لقد صنع الرسول صلى الله عليه وسلم من العرب المتطاحنيين، مجتمعا فريدا مثاليا متحضرا راقيا، تخفق له القلوب، وترنو له الابصار، مجتمعا فريدا في قيمه، فريدا في أخلاقه، فريدا في أدابه وآحكامه، ساميا لحد السماء في وحدة أبنائه.
بعد الحروب والثارات والقتل لأتفه سبب، يجتمع أبناء العرب، وينتظم سلكهم، ويتوحد نظامهم وشرعهم، وهذه فريدة من الفرائد، وعجيبة العجائب، فانك مهما قلبت النظر، وتأملت التجارب الانسانية عبر التاريخ، وما جرى ويجري من محاولات وحُدوية بين المجتمعات، فلن تجد أنموذجا وحُدويا كذلك الذي صنعه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قام مشروعه، وتأسست دولته، على ركيزة العقيدة الراسخة، وقاعدة الايمان الثابتة، ووشجية التقوى التي ساوت بين الناس فلا فضل لأحد على أحد "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم".
وحد النبي صلى الله عليه وسلم بين الأوس والخزرج، وآخى بين المهاجرين والانصار، فكانت تلك الجماعة نواة دولة الاسلام، ونقطة الانطلاقة لفتوحاته وحضارته، التي حكمت ثلاثة أرباع العالم في وقت وجيز من عمر الزمن.
وحدهم النبي صلى الله عليه وسلم على أساس العقيدة الراسخة، والعبودية الخالصة، وتناسي الماضي الدموي، والتعصب القبلي، والتعالي على كل الروابط الارضية "واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يُبين الله لكم ءايته لعلكم تهتدون".
وحدهم النبي صلى الله عليه وسلم وحدة إيمانية، خالية من الشعارات الفارغة، والمضامين التافهة، والعصبيات المنتنة، فكان هذا سر صلاحهم وسعادتهم، وتفوقهم وسيادتهم، وبقاء دولتهم قرونا مديدة، وأزمنة متتابعة، لقد كان بإمكان النبي صلى الله عليه وسلم ان يرفع راية الوطنية بمكة فيستجيبُ له أهل مكة كلُّهم، أو يرفع راية القومية فيستجيبُ له العرب جميعا، وتتحق الوحدة تحت تلك الرايات الجاهلية، ويُجنِّب النبي صلى الله عليه وسلم نفسَة مشقة مواجهة قريش وغيرها من العرب، لكنة عليه الصلاة والسلام فضل الصبر والمصابرة، والجهد والعناء لتبليغ الدعوة، لتكون وحدة الامة على أساس متين من العقيدة الراسخة، والايمان القوي المتين "لقد جائكم رسول عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم".
هذه هي الامة التي أسسها النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا هو المجتمع الذي أقام، فسادت أمتة على كل الأمم، وانتصرت على جميع الملل، وضربت أروع الأمثلة في الطهر والنزاهة، والعفة والمروئة، والإقدام والشجاعة، وصنع جيلا فريدا من الشباب بلغ العلياء، وعانق السحاب، وعلم من قبله ومن بعده معنى الرجولة والثبات، وسمو الأخلاق، ومثالية السلوك، حتى دار الزمان دورته، وعاد الاسلام غريبا كما بدأ، وإذا بدولة الاسلام مفتتة الاجزاء، ممزقة الاشلاء، مبعثرة القوى، صارت شيعا وأحزابا "كل حزب بما لديهم فرحون" صارت رابطة العقيدة التي كانت تجمع الأمة، وتوحد صفها، في متحف التاريخ، وذكريات الأمس، واستُبدِلت بروابط جاهلية من قومية ووطنية، وأصبحت الوحدة عند أبناء المسلمين، وفي دول الاسلام تقوم على أساس اللغة والإقليم والأصول العرقية والقبلية.
أيها المسلمون:
لقد فتح الله مكة أعظم بلاده، وعلى يد أفضل خلقه صلى الله عليه وسلم، وفي أفضل الشهور شهر رمضان، فاجتمعت له أسباب التعظيم والاحتفاء، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يتخذ ذلك اليوم يوما وطنيا!! ولم يحتفل به!! ولا من جاء بعدة من أصحابة، كان العيد عندهم لكل بلد يدخله الاسلام، وتُفتح أراضيه لدعوة التوحيد، هو تحقيق الإيمان بالله، وتحرير الانسان من عبودية الشيطان وهوى النفس الأمارة بالسوء، يدخل النبي صلى الله عليه وسلم فيجد للأنصار يومين يلعبون فيهما ويحتفلون بهما _قد تكون ذكرى لأحداث وطنية، أو قبلية أو تخليدا لشخصية من زعمائهم ورؤسائهم_ فقال عليه الصلا والسلام: "إن الله قد أبدلكما بهذين العيدين خيرا منهما يوم الفطر ويوم الاضحى".
عباد الله:
الأعياد الوطنية لا تعصم من الفتن، ولا تربط شعبا بحكومة لقد كان في مصر قبل ثورتها عشرة أعياد وطنية وفي تونس سبعة وفي ليبيا خمسة فما أغنت عن من أوجدها وأحدثها واحتفل بها شيئا!! العيد الوطني عيد موروث من الوثنيين، والاحتفال به من كبائر الذنوب، لأنه تقليد للوثنيين، ووقوع فيما حرم الله، مع ما فيه من المجاهرة بالمعاصي دون نكير.
وفتوى العلماء مجتمعة على تحريمه، وتحريم الاحتفال به، والتشنيع في ذلك، والتحذير منه، لا يخالف أحد في ذلك، والواجب الاخذ عن العلماء والصدور عن أقوالهم، ففتاوى العلماء ليست تحت الطلب!! نأخذ بها متى نشاء ونضرب بها عرض الحائط متى نريد!! والمسلم حصيف عاقل لا تسيره الاطماع والمصالح، فدينه رأس ماله، ما رفع دينه رفع وما وضع دينه وضع وهذه الأعياد والاحتفالات وضعها الاسلام فكيف يرفعها عاقل فضلا عن مسلم؟؟ في خضم الأحداث والاوضاع التي حصلت بعالمنا الاسلامي خصوصا في مصر رأينا إبرازا لفتوى العلماء في وسائل الاعلام في التحذير من جماعة اسلامية تتداولها قنوات التلفزة!! وتكتب بالخط العريض في الصحف السيارة والالكترونية!! والناس يتناقلون هذة الفتوى عبر وسائل التواصل، ويتحدثون بها في مجالسهم، تُرى أين فتاواى العلماء في تحريم الاحتفال بالعيد الوطني وأسواق الجاهلية؟؟ لماذا لا تبرز وتظهر في وسائل الاعلام؟؟ ولماذا لايتناقلها الناس ويتحدثون بها؟؟ ولماذا تخالف صراحة؟؟ عيد حرمه الاسلام، وحذر من الاحتفال به العلماء فأين إنما الطاعة في المعروف؟؟ ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق؟؟ حب الوطن أمر فطري لا يحتاج إلى هذه الرسوم والأشكال ولا تزيد فيه هذه المظاهر والاحتفالات " قال تعالى: "ولو أناكتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم مافعلوه إلا قليلامنهم" فأتى الله بأصعب أمرين: إخراج الروح من الجسد، وإخراجالجسد من الوطن،فهي فطرة غرسها الله في النفوس لا تحتاج الى يوم تحتفلبهقال تعالى: "وإذأخذنا ميثاقكم لا تسفكون دمائكم ولا تخرجونأنفسكم من دياركم"
فامتّن الله عليهم بنبي منهم يتلوا عليهم الكتاب والحكم ويزكيهم قال تعالى: "لقد منَّ الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلوا عليهم ءايته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين" كانو في ضلال مبين، وفساد عريض، فبعث الله لهم رسوله، وأنزل عليهم كتابه، فأصلح الله به القلوب، وستر به العيوب، وغفر به الذنوب، وتحولت تلك الوحوش الضارية، والسباع الجائعة الى رهبان ليل وفرسان نهار، أظهروا من روائع الايمان واليقين أمرا عظيما، ومن خوارق الصبر والشجاعة والثبات ما حيرالعقول، وأدهش الألباب.
لقد صنع الرسول صلى الله عليه وسلم من العرب المتطاحنيين، مجتمعا فريدا مثاليا متحضرا راقيا، تخفق له القلوب، وترنو له الابصار، مجتمعا فريدا في قيمه، فريدا في أخلاقه، فريدا في أدابه وآحكامه، ساميا لحد السماء في وحدة أبنائه.
بعد الحروب والثارات والقتل لأتفه سبب، يجتمع أبناء العرب، وينتظم سلكهم، ويتوحد نظامهم وشرعهم، وهذه فريدة من الفرائد، وعجيبة العجائب، فانك مهما قلبت النظر، وتأملت التجارب الانسانية عبر التاريخ، وما جرى ويجري من محاولات وحُدوية بين المجتمعات، فلن تجد أنموذجا وحُدويا كذلك الذي صنعه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قام مشروعه، وتأسست دولته، على ركيزة العقيدة الراسخة، وقاعدة الايمان الثابتة، ووشجية التقوى التي ساوت بين الناس فلا فضل لأحد على أحد "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم".
وحد النبي صلى الله عليه وسلم بين الأوس والخزرج، وآخى بين المهاجرين والانصار، فكانت تلك الجماعة نواة دولة الاسلام، ونقطة الانطلاقة لفتوحاته وحضارته، التي حكمت ثلاثة أرباع العالم في وقت وجيز من عمر الزمن.
وحدهم النبي صلى الله عليه وسلم على أساس العقيدة الراسخة، والعبودية الخالصة، وتناسي الماضي الدموي، والتعصب القبلي، والتعالي على كل الروابط الارضية "واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يُبين الله لكم ءايته لعلكم تهتدون".
وحدهم النبي صلى الله عليه وسلم وحدة إيمانية، خالية من الشعارات الفارغة، والمضامين التافهة، والعصبيات المنتنة، فكان هذا سر صلاحهم وسعادتهم، وتفوقهم وسيادتهم، وبقاء دولتهم قرونا مديدة، وأزمنة متتابعة، لقد كان بإمكان النبي صلى الله عليه وسلم ان يرفع راية الوطنية بمكة فيستجيبُ له أهل مكة كلُّهم، أو يرفع راية القومية فيستجيبُ له العرب جميعا، وتتحق الوحدة تحت تلك الرايات الجاهلية، ويُجنِّب النبي صلى الله عليه وسلم نفسَة مشقة مواجهة قريش وغيرها من العرب، لكنة عليه الصلاة والسلام فضل الصبر والمصابرة، والجهد والعناء لتبليغ الدعوة، لتكون وحدة الامة على أساس متين من العقيدة الراسخة، والايمان القوي المتين "لقد جائكم رسول عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم".
هذه هي الامة التي أسسها النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا هو المجتمع الذي أقام، فسادت أمتة على كل الأمم، وانتصرت على جميع الملل، وضربت أروع الأمثلة في الطهر والنزاهة، والعفة والمروئة، والإقدام والشجاعة، وصنع جيلا فريدا من الشباب بلغ العلياء، وعانق السحاب، وعلم من قبله ومن بعده معنى الرجولة والثبات، وسمو الأخلاق، ومثالية السلوك، حتى دار الزمان دورته، وعاد الاسلام غريبا كما بدأ، وإذا بدولة الاسلام مفتتة الاجزاء، ممزقة الاشلاء، مبعثرة القوى، صارت شيعا وأحزابا "كل حزب بما لديهم فرحون" صارت رابطة العقيدة التي كانت تجمع الأمة، وتوحد صفها، في متحف التاريخ، وذكريات الأمس، واستُبدِلت بروابط جاهلية من قومية ووطنية، وأصبحت الوحدة عند أبناء المسلمين، وفي دول الاسلام تقوم على أساس اللغة والإقليم والأصول العرقية والقبلية.
أيها المسلمون:
لقد فتح الله مكة أعظم بلاده، وعلى يد أفضل خلقه صلى الله عليه وسلم، وفي أفضل الشهور شهر رمضان، فاجتمعت له أسباب التعظيم والاحتفاء، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يتخذ ذلك اليوم يوما وطنيا!! ولم يحتفل به!! ولا من جاء بعدة من أصحابة، كان العيد عندهم لكل بلد يدخله الاسلام، وتُفتح أراضيه لدعوة التوحيد، هو تحقيق الإيمان بالله، وتحرير الانسان من عبودية الشيطان وهوى النفس الأمارة بالسوء، يدخل النبي صلى الله عليه وسلم فيجد للأنصار يومين يلعبون فيهما ويحتفلون بهما _قد تكون ذكرى لأحداث وطنية، أو قبلية أو تخليدا لشخصية من زعمائهم ورؤسائهم_ فقال عليه الصلا والسلام: "إن الله قد أبدلكما بهذين العيدين خيرا منهما يوم الفطر ويوم الاضحى".
عباد الله:
الأعياد الوطنية لا تعصم من الفتن، ولا تربط شعبا بحكومة لقد كان في مصر قبل ثورتها عشرة أعياد وطنية وفي تونس سبعة وفي ليبيا خمسة فما أغنت عن من أوجدها وأحدثها واحتفل بها شيئا!! العيد الوطني عيد موروث من الوثنيين، والاحتفال به من كبائر الذنوب، لأنه تقليد للوثنيين، ووقوع فيما حرم الله، مع ما فيه من المجاهرة بالمعاصي دون نكير.
وفتوى العلماء مجتمعة على تحريمه، وتحريم الاحتفال به، والتشنيع في ذلك، والتحذير منه، لا يخالف أحد في ذلك، والواجب الاخذ عن العلماء والصدور عن أقوالهم، ففتاوى العلماء ليست تحت الطلب!! نأخذ بها متى نشاء ونضرب بها عرض الحائط متى نريد!! والمسلم حصيف عاقل لا تسيره الاطماع والمصالح، فدينه رأس ماله، ما رفع دينه رفع وما وضع دينه وضع وهذه الأعياد والاحتفالات وضعها الاسلام فكيف يرفعها عاقل فضلا عن مسلم؟؟ في خضم الأحداث والاوضاع التي حصلت بعالمنا الاسلامي خصوصا في مصر رأينا إبرازا لفتوى العلماء في وسائل الاعلام في التحذير من جماعة اسلامية تتداولها قنوات التلفزة!! وتكتب بالخط العريض في الصحف السيارة والالكترونية!! والناس يتناقلون هذة الفتوى عبر وسائل التواصل، ويتحدثون بها في مجالسهم، تُرى أين فتاواى العلماء في تحريم الاحتفال بالعيد الوطني وأسواق الجاهلية؟؟ لماذا لا تبرز وتظهر في وسائل الاعلام؟؟ ولماذا لايتناقلها الناس ويتحدثون بها؟؟ ولماذا تخالف صراحة؟؟ عيد حرمه الاسلام، وحذر من الاحتفال به العلماء فأين إنما الطاعة في المعروف؟؟ ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق؟؟ حب الوطن أمر فطري لا يحتاج إلى هذه الرسوم والأشكال ولا تزيد فيه هذه المظاهر والاحتفالات " قال تعالى: "ولو أناكتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم مافعلوه إلا قليلامنهم" فأتى الله بأصعب أمرين: إخراج الروح من الجسد، وإخراجالجسد من الوطن،فهي فطرة غرسها الله في النفوس لا تحتاج الى يوم تحتفلبهقال تعالى: "وإذأخذنا ميثاقكم لا تسفكون دمائكم ولا تخرجونأنفسكم من دياركم"
الحمد لله على احسانه.....
الشباب عماد كل أمة، ودعاة كل ملة، وشريان المجمتع الذي إذا دُعيَ أجاب، وإذا ذُكِّر أنتفع، أهل الكهف كانوا فتية "أمنوا بربهم وزدناهم هدى" وإسماعيل عليه السلام شاب في ريعان الشباب يرى أبوة الخليل عليه السلام في منامة كأنة يذبحة ورؤيا الانبياء حق فيقول: "يا أبت افعل ماتؤمر ستَجدُني إن شاء الله من الصابرين" ويوسف عليه السلام يُدعى الى الفتن مع توفر أسبابها ودواعيها فيقول: "معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لايفلح الظالمون".
الشباب قوة العمر، فإذا ذهبت القوة في اللهو واللعب سُلبت الأمة قوتها، وعاشت ضعفها، وطمع الأعداء فيها، وأصبحت فريسة لكل عدو متربص بها، والاهتمام بالشباب وبأحوالهم، والعمل على إصلاحهم، وبذل الجهد في توجيههم مطلب غالي، وهدف نبيل عالي.
قلب بصرك في أحوال شبابنا فسيهولك أن ترى جيلا ضائعا مشتتا!! منحلا مُفككا!! ضُيّعت فيه الصلوات، واتُّبعت الشهوات، واندثرت القيم والأخلاق، واستهين فيه بشعائر الدين وشريعة رب العالمين!! في العيد الوطني ترى سلوكيات مشينة، وأفعال قبيحة، وتقليعات عجيبة قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: الشباب شُعبة من جنون، أو جُذوة من نار مُتّقدة. والجنون يحتاج الحكمة لعلاجه، والنار تحتاج من يطفئها لمن يزيدها اشتعالا.
انظر إلى سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وعنايته بالشباب، واهتمامه بتربيتهم، وقارن بين جيل صنعه محمد صلى الله عليه وسلم فكان قدوة حسنة، وأسوة صالحة لكل جيل من أجيال المسلمين، وبين شبابنا اليوم لترى البون شاسعا، والفرق واضحا.
فهذا أسامة بن زيد صنعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على عينه، ونشأ تنشأة الرجال، وتربى على العقيدة الصحيحة، فكانت النتيجة فارسا عظيما، وأسدا من أسود الاسلام، يؤمَّر على جيش عظيم لغزو الروم وهولم يتجاوز السابعة عشرة من عمرة!! فأين هذا من شبابنا؟؟ حين صار أكبر هم بعضهم أن يقود مسيرة في العيد الوطني، ويوقف السيارات ويؤذي الناس في الطرقات!! والاعتداء على المسلم وأذيته لا تجوز بأي شكل كانت، وبأي وسيلة حصلت قال تعالى: "والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما عظيما" لقد أعلنها النبي صلى الله عليه وسلم مدوية، صريحة مجلجلة "كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه" نظر صلوات الله وسلامه عليه إلى الكعبة فقال: "ما أعظَمَكِ وأعظمَ حُرمَتَكِ والمؤمنُ أعظمُ حرمةً عند الله منكِ" فكيف يؤذى في الطريق والسوق ويضيق عليه حتى أصبح الكثير لا يستطيع الخروج من بيته في اليوم الوطني!! ألا يخاف شبابنا من دعاء الناس عليهم؟؟ كم من شاب سُدة عنه موارد التوفيق، أو أصيب بمرض عضال، أو حادث سيارة بسبب دعوة من مسلم أذاه وهو لا يشعر.
عبدالله بن عمر تربى تربية الأماجد حتى صار مجاهدا فذا، وعلما من أعلام الاسلام، كان لا يعجبه شئ من الدنيا إلا قدمه لأخرته، يصوم نهاره فإذا أمسى أفطر مع المساكين وتصدق بالحلوى والسكر فإذا سئل عن ذلك قال سمعت الله يقول "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تُحبون" والله تعالى يعلم أني أحب السكر!! أين هذا ممن ينفق ماله في ما يضر ولا ينفع!! ما يشترى من اعلام وما تصبغ به السيارات من ألوان في اليوم الوطني كم في عالمنا الاسلامي من بطون جائعة تحتاج لها وأمراض مزمنه لو دفعت لهم لكانت سبب شفائهم!! كان ابن عمر ملازما للمسجد يتعلم العلم، ويعبد الله على بصيرة، وكان آية في تأسيه بالنبي صلى الله عليه وسلم، واقتدائة به، لا يذكر النبي صلى الله عليه وسلم الا ويبكي!! كان مُقتفيا للآثار، مُعظما للاخبار، سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول "لو تركنا هذا الباب للنساء" في المسجد النبوي فلم يدخل منه حتى مات. كان إذا قراء قول الله سبحانه وتعالى: "وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَايَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّمُرِيبٍ " يبكي حتى يُغمى عليه، ثم يقول: اللهم لا تَحُلْ بيني وبين ما أشتهي. فيقولون: وما تشتهي؟؟ قال: أن أقول لإله إلا الله. أين هذا من بعض شبابنا يضع كلمة التوحيد التي تزين علم البلاد على مؤخرته فيرقص ويتمايل ويغني ويصفق!! كلمة التوحيد التي عرف الصحابة معناها، وعملوا بمقتضاها، صارت محل الاستهزاء، فيحملها الأطفال النساء للرقص واللعب!!
وابن عباس يموت النبي وهو لم يبلغ بعد، ولكنة حفظ للأمة دينها، ونال علما غزيرا، كان يلزم النبي صلى الله عليه وسلم ويتعلم منه، فلما مات عليه الصلاة والسلام، لزم كبار الصحابة وأخذ عنهم العلم، حتى عُرف بحبر الأمة وترجمان القرآن لأنه حفظ وقته من الضياع، وصان شبابه من اللهو واللغوواللعب!! فأين هذا من شبابنا وجل أوقاتهم في غفلة ولعب؟؟ تراهم في العيد الوطني طيلة الليل وشطرا من النهار في الشوارع والأسواق ازعاجا للخلق واتلافا للمال وتعديا على الأنفس!!
مصعب بن عمير كان من أنعم أهل مكة عيشة، وكان من أسرة غنية، عاش حياة الترف، أسلم اول أمر الاسلام وكتم إسلامه، فعلم أهله فعذبوه، وصبر وسجنوه، وهرب وهاجر إلى الحبشة، ثم عاد فأرسله النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة، ليعلم أهلها القرأن، ويدعوهم الى الاسلام، ويصلي بهم، كان حسن الخلق استمال قلب سعد بن معاذ وأسيد بن حضير وكانا من رؤؤس الانصار للإسلام، فأسلموا وبإسلامهمها أسلم عدد كبير من أهل المدينة، حمل راية المسلمين في أحد وقاتل حتى لقي ربه شهيدا!! فأين هذا من شبابنا لا علم ولا دعوة ولا قرآن ولا جهاد؟؟ يجترحون المعاصي، ويجاهرون بالأثام، تجد السرقة في العيد الوطني منتشرة ويتباهى بها كثير من الشباب!! السرقة التي رتب الشرع الحد بقطع اليد لمرتكبها، يدخلون الأسواق ويكسرون الأقفال ويفتحون المحلات ويسرقون الخزنات!! سماع الغناء والرقص على أنغام الموسيقى!! والجرائم الأخلاقية تبدأ من النظر الى الحرام وتنتهي بأشنع الأفعال الزنا واللواط!!
فالتقوا الله عباد الله واشكروا نعمة الله عليكم، واحذروا المعاصي في هذا اليوم وفي غيره، وقوموا بواجبكم مع أبنائكم ونسائكم، احجزوهم عن الشر، وامنعوهم منه، "ذلك بأن الله لم يَكُ مُغيّرا نِعمةً أنعمها على قوم حتى يُغيروا ما بأنفُسهم وأن الله سميعٌ عليم".
الشباب عماد كل أمة، ودعاة كل ملة، وشريان المجمتع الذي إذا دُعيَ أجاب، وإذا ذُكِّر أنتفع، أهل الكهف كانوا فتية "أمنوا بربهم وزدناهم هدى" وإسماعيل عليه السلام شاب في ريعان الشباب يرى أبوة الخليل عليه السلام في منامة كأنة يذبحة ورؤيا الانبياء حق فيقول: "يا أبت افعل ماتؤمر ستَجدُني إن شاء الله من الصابرين" ويوسف عليه السلام يُدعى الى الفتن مع توفر أسبابها ودواعيها فيقول: "معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لايفلح الظالمون".
الشباب قوة العمر، فإذا ذهبت القوة في اللهو واللعب سُلبت الأمة قوتها، وعاشت ضعفها، وطمع الأعداء فيها، وأصبحت فريسة لكل عدو متربص بها، والاهتمام بالشباب وبأحوالهم، والعمل على إصلاحهم، وبذل الجهد في توجيههم مطلب غالي، وهدف نبيل عالي.
قلب بصرك في أحوال شبابنا فسيهولك أن ترى جيلا ضائعا مشتتا!! منحلا مُفككا!! ضُيّعت فيه الصلوات، واتُّبعت الشهوات، واندثرت القيم والأخلاق، واستهين فيه بشعائر الدين وشريعة رب العالمين!! في العيد الوطني ترى سلوكيات مشينة، وأفعال قبيحة، وتقليعات عجيبة قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: الشباب شُعبة من جنون، أو جُذوة من نار مُتّقدة. والجنون يحتاج الحكمة لعلاجه، والنار تحتاج من يطفئها لمن يزيدها اشتعالا.
انظر إلى سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وعنايته بالشباب، واهتمامه بتربيتهم، وقارن بين جيل صنعه محمد صلى الله عليه وسلم فكان قدوة حسنة، وأسوة صالحة لكل جيل من أجيال المسلمين، وبين شبابنا اليوم لترى البون شاسعا، والفرق واضحا.
فهذا أسامة بن زيد صنعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على عينه، ونشأ تنشأة الرجال، وتربى على العقيدة الصحيحة، فكانت النتيجة فارسا عظيما، وأسدا من أسود الاسلام، يؤمَّر على جيش عظيم لغزو الروم وهولم يتجاوز السابعة عشرة من عمرة!! فأين هذا من شبابنا؟؟ حين صار أكبر هم بعضهم أن يقود مسيرة في العيد الوطني، ويوقف السيارات ويؤذي الناس في الطرقات!! والاعتداء على المسلم وأذيته لا تجوز بأي شكل كانت، وبأي وسيلة حصلت قال تعالى: "والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما عظيما" لقد أعلنها النبي صلى الله عليه وسلم مدوية، صريحة مجلجلة "كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه" نظر صلوات الله وسلامه عليه إلى الكعبة فقال: "ما أعظَمَكِ وأعظمَ حُرمَتَكِ والمؤمنُ أعظمُ حرمةً عند الله منكِ" فكيف يؤذى في الطريق والسوق ويضيق عليه حتى أصبح الكثير لا يستطيع الخروج من بيته في اليوم الوطني!! ألا يخاف شبابنا من دعاء الناس عليهم؟؟ كم من شاب سُدة عنه موارد التوفيق، أو أصيب بمرض عضال، أو حادث سيارة بسبب دعوة من مسلم أذاه وهو لا يشعر.
عبدالله بن عمر تربى تربية الأماجد حتى صار مجاهدا فذا، وعلما من أعلام الاسلام، كان لا يعجبه شئ من الدنيا إلا قدمه لأخرته، يصوم نهاره فإذا أمسى أفطر مع المساكين وتصدق بالحلوى والسكر فإذا سئل عن ذلك قال سمعت الله يقول "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تُحبون" والله تعالى يعلم أني أحب السكر!! أين هذا ممن ينفق ماله في ما يضر ولا ينفع!! ما يشترى من اعلام وما تصبغ به السيارات من ألوان في اليوم الوطني كم في عالمنا الاسلامي من بطون جائعة تحتاج لها وأمراض مزمنه لو دفعت لهم لكانت سبب شفائهم!! كان ابن عمر ملازما للمسجد يتعلم العلم، ويعبد الله على بصيرة، وكان آية في تأسيه بالنبي صلى الله عليه وسلم، واقتدائة به، لا يذكر النبي صلى الله عليه وسلم الا ويبكي!! كان مُقتفيا للآثار، مُعظما للاخبار، سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول "لو تركنا هذا الباب للنساء" في المسجد النبوي فلم يدخل منه حتى مات. كان إذا قراء قول الله سبحانه وتعالى: "وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَايَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّمُرِيبٍ " يبكي حتى يُغمى عليه، ثم يقول: اللهم لا تَحُلْ بيني وبين ما أشتهي. فيقولون: وما تشتهي؟؟ قال: أن أقول لإله إلا الله. أين هذا من بعض شبابنا يضع كلمة التوحيد التي تزين علم البلاد على مؤخرته فيرقص ويتمايل ويغني ويصفق!! كلمة التوحيد التي عرف الصحابة معناها، وعملوا بمقتضاها، صارت محل الاستهزاء، فيحملها الأطفال النساء للرقص واللعب!!
وابن عباس يموت النبي وهو لم يبلغ بعد، ولكنة حفظ للأمة دينها، ونال علما غزيرا، كان يلزم النبي صلى الله عليه وسلم ويتعلم منه، فلما مات عليه الصلاة والسلام، لزم كبار الصحابة وأخذ عنهم العلم، حتى عُرف بحبر الأمة وترجمان القرآن لأنه حفظ وقته من الضياع، وصان شبابه من اللهو واللغوواللعب!! فأين هذا من شبابنا وجل أوقاتهم في غفلة ولعب؟؟ تراهم في العيد الوطني طيلة الليل وشطرا من النهار في الشوارع والأسواق ازعاجا للخلق واتلافا للمال وتعديا على الأنفس!!
مصعب بن عمير كان من أنعم أهل مكة عيشة، وكان من أسرة غنية، عاش حياة الترف، أسلم اول أمر الاسلام وكتم إسلامه، فعلم أهله فعذبوه، وصبر وسجنوه، وهرب وهاجر إلى الحبشة، ثم عاد فأرسله النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة، ليعلم أهلها القرأن، ويدعوهم الى الاسلام، ويصلي بهم، كان حسن الخلق استمال قلب سعد بن معاذ وأسيد بن حضير وكانا من رؤؤس الانصار للإسلام، فأسلموا وبإسلامهمها أسلم عدد كبير من أهل المدينة، حمل راية المسلمين في أحد وقاتل حتى لقي ربه شهيدا!! فأين هذا من شبابنا لا علم ولا دعوة ولا قرآن ولا جهاد؟؟ يجترحون المعاصي، ويجاهرون بالأثام، تجد السرقة في العيد الوطني منتشرة ويتباهى بها كثير من الشباب!! السرقة التي رتب الشرع الحد بقطع اليد لمرتكبها، يدخلون الأسواق ويكسرون الأقفال ويفتحون المحلات ويسرقون الخزنات!! سماع الغناء والرقص على أنغام الموسيقى!! والجرائم الأخلاقية تبدأ من النظر الى الحرام وتنتهي بأشنع الأفعال الزنا واللواط!!
فالتقوا الله عباد الله واشكروا نعمة الله عليكم، واحذروا المعاصي في هذا اليوم وفي غيره، وقوموا بواجبكم مع أبنائكم ونسائكم، احجزوهم عن الشر، وامنعوهم منه، "ذلك بأن الله لم يَكُ مُغيّرا نِعمةً أنعمها على قوم حتى يُغيروا ما بأنفُسهم وأن الله سميعٌ عليم".
زياد الريسي - مدير الإدارة العلمية
خطبة قيمة وما أجمل دخولكم للهدف وإلى الموضوع بأسلوب شيق إذ إن التربية بالغير أسلوب راقي وطريقة مؤثرة والتحدث عن الطريقة الإيجابية والحالة السليمة هو أسلوب تفنني بدلا من التوجيه المباشر أو ذكر الدليل والحكم الشرعي المجرد.
نفع الله بك وبكل المشاركين
تعديل التعليق