العوض لمن فاته الحج والأضحية
شبيب القحطاني
1433/12/03 - 2012/10/19 07:38AM
هذه خطبة مناسبة للوقت
المرفقات
العوض لمن فاته الحج والأضحية 3-12-1433.doc
العوض لمن فاته الحج والأضحية 3-12-1433.doc
المشاهدات 2865 | التعليقات 2
أحسن الله إليك ونفع بك
خطبة موفقة، وموضوع مناسب، فكثير من الناس لا يستطيع الحج، ولا تتيسر له السبل لأدائه، وإدراك فضله، لبعد مكانه، أو مشقة وصوله، أو ارتفاع تكلفته لا سيما في وقتنا هذا والتي وصل سعر الحملات الى أرقام عالية تصعب على كثير من الناس، وهذه الخطبة المباركة عزاء وعوض لمن فاته هذا الفضل فالحمد لله على فضله ورحمته بعباده.
شبيب القحطاني
عضو نشطالْحَمْدُ للهِ الذِي فَرَضَ الْحَجَّ عَلَى عِبَادِهِ إِلَى بَيْتِهِ الْحَرَام,وَرَتَّبَ عَلَى ذَلِكَ جَزِيلَ الأَجْرِ وَوَافِرَ الإِنْعَام,فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ نَقِيَّاً مِنَ الآثَام,وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا جَنَّةُ الْمَلِكِ العَلَّام،وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَام,وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَفْضَلُ مَنْ صَلَّى وَزَكَّى وَصَام,وَخَيْرُ مَنْ أَحْرَمَ وَلَبَّى وَطَافَ بِالْبَيْتِ الحَرَام,صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ البَرَرَةِ الكِرَام,وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ وَسَلِّمْ تَسْلِيمَاً مُتَتَابِعاً إِلَى يَوْمِ يُدْعَى النَّاسُ لِلْقِيَام!عباد الله:مَن وَفَّقه الله لأداء فريضة الحج فيما مضى ومن لم يحج فكلهم يعيش على أمل أن يبلغه الله عز وجل البيت في موسم قادم إن كان في العمر بقية،ويزداد اشتياقًا لمعاودة زيارة بيت الله الحرام كلما حلّ ذكره وسمع فضله.وكل هذا استجابة لدعوة إبراهيم الخليل عليه السلام،تلك الدعوة التي سجلها رب العزة سبحانه وتعالى في قرآن يتلي إلى يوم الدين رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وفي هذه الأيام والساعات تسير قوافلُ الحَجيج الميمونة،تسير وفيها القلوب المشتاقة،لرؤية تلك الديار المعمورة التي هي أحبُّ البلاد إلى الله.رأى بعض الصالحين الحجيج في وقتِ خروجهم،فوقَفَ يبكي ويقول"واضعفاه!"ثم تنفَّس وقال"هذه حسرة مَنْ انقطعَ عن الوصول إلى البيت،فكيف تكون حَسرة مَن انقطع عن الوصول إلى ربِّ البيت؟!"كيف لا يشتاق المسلم إلى الحج؟!وقد قال "مَنْ حَجَّ هَذَا الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ"رواه البخاري.كيف لا يشتاق المسلم إلى الحج،وقد قال "الْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ "؟!رواه أحمد.كيف لا يشتاق المسلم إلى الحج وفيه الوقوف بعَرَفة؟!وقد قال "مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِى بِهِمُ الْمَلاَئِكَةَ فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلاَءِ؟!"رواه مسلم.فلا إله إلا الله!دخلوا عرفات مُثقَلِين من الذنوب والخطايا ثم يخرجون منها مغسولين مُعْتَقِين.ولا إله إلا الله!يسيرون بين تلك الشعاب وتلك الأودية كيوم ولدتهم أمهاتهم فما أعظمه من فضل وما أوسعه من رحمةٍ وعطاء.ولكن ماذا يفعل المسلم المحبُّ الصادق وقد حالتْ بينه وبين مُراده الظروف والأسباب،ولا شيء بيده إلاَّ أنْ يفوِّضَ أمرَه إلى الله،ويؤمّل الخير والعوض من مولاه.ومما يُقلل من حَسرة المحبِّ:الأعمالُ الصالحة التي أرْشَدَنا إليها رسولُ الله والتي يكتبُ الله بها أجْرَ الحَجِّ،كأنَّما ذهَبَ إلى مكة وأدَّى الحَجَّ والاعتمار.ومن هذه الأعمال الصالحة التي تعدل أجر الحج والعمرة:أولاً:نيَّة الحج والعُمرة نيَّة خالصة صادقة لله تعالى؛فالمسلم عندما ينوي الحجَّ بنيَّة صادقة خالصة،ولم يذهبْ لعُذْرٍ،فإنَّ الله تعالى يكتب له أجْرَ الحَج.فهذا رسول الله عندما رجَعَ من غزوة تبوك،ودنا من المدينة،قال"إنَّ بالمدينة لرجالاً ما سِرْتُم مَسِيرًا،ولا قطعْتُم وادِيًا إلاَّ كانوا معكم؛حَبَسَهُم المَرَضُ"وفي رواية"حَبَسَهم العُذْرُ"وفي رواية"إلاَّ شَارَكُوكم في الأجْرِ"رواه البخاري وغيره.ووصفَهم الله جل وعلا بقوله وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ صدَقوا في الطلب:فأُعطوا الأجْرَ بلا تعب،وذلك فضل الله يُؤتيه مَن يشاء والله ذو الفضل العظيم.ثانيًا:ومن هذه الأعمال الصالحة التي تعدل أجر الحج والعمرة:المحافظة على صلاة الفجر في جماعة ثم الجلوس لذكر الله تعالى؛واسمع إلى ما قاله النبي قال"مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ"أخرجه الترمذي.عباد الله:ليسأل كلُّ واحدٍ منَّا نفسَه:كيف حاله مع صلاة الفجر؟!لا نسأل عن صلاة الليل ولا عن غيرها من النوافل،لكنَّا نسأل عن:صلاة الفريضة:كيف حالنا معها؟!تقصير واضح!يُخشى أن يتبعه عقوبة وحرمان،والله المستعان.ثالثًا:حضور مجالس العلم في المسجد؛فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه،عَنِ النَّبِيِّ قَالَ"مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ لا يُرِيدُ إِلا أَنْ يَتَعَلَّمَ خَيْرًا أَوْ يَعْلَمَهُ،كَانَ لَهُ كَأَجْرِ حَاجٍّ تَامًّا حِجَّتُهُ"أخرجه الطبراني وقال عنه الألباني حسن صحيح.رابعاً:ومن هذه الأعمال الصالحة التي تعدل أجر الحج والعمرة:الخروج على طهارة من البيت لصلاة الفرض؛فعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله قال"مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُتَطَهِّرًا إِلَى صَلاَةٍ مَكْتُوبَةٍ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْحَاجِّ الْمُحْرِمِ"رواه أبو داود وحسنه الألباني.خامساً:ومن هذه الأعمال الصالحة التي تعدل أجر الحج والعمرة: برُّ الوالدين؛أخرَجَ أبو يَعْلى بسند جيِّد كما قاله المنذري ٍأَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ فَقَالَ:إِنِّي أَشْتَهِي الْجِهَادَ وَلاَ أَقْدِرُ عَلَيْهِ قَالَ"فَهَلْ بَقِيَ أَحَدٌ مِنْ وَالِدَيْكَ"؟فَقَالَ:أُمِّي قَالَ"فَابْلُ اللَّهَ عُذْرًا فِي بِرِّهَا،فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ فَأَنْتَ حَاجٌّ وَمُعْتَمِرٌ وَمُجَاهِدٌ إِذَا رَضِيَتْ عَنْكَ أُمُّكَ،فَاتَّقِ اللَّهَ وَبَرَّهَا"وفي رواية"فاتَّقِ الله فيها،فإنْ فعلتَ فأنت حاجٌّ ومُعتمِر ومُجاهد"ومعنى(فأَبْلِ اللهَ في برّها)أي:أحسن فيما بينك وبين الله ببرك إياها.سادسًا:ومن هذه الأعمال الصالحة التي تعدل أجر الحج والعمرة:صيام يوم عرفة؛فإنه بتكفيره للذنوب كتكفير الحج للذنوب،فقد أخبرنا النبي أنه قال"صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ"عباد الله:هذه بعض العبادات التي تعدل أجر الحج والعمرة،ففضل الله واسع،واسألوا الله العون على طاعته وتحقيق مرضاته.نسأل الله أن ييسِّر للحجَّاج حجّهم،وأن يتقبَّل منهم سعيهم،وأن يُعيدهم إلى أهْلهم سالمين غانمين كيوم ولدتهم أمهاتُهم بلا ذنوب ولا عصيان؛أَقُولُ مَا تَسْمَعُون وَاسْتَغْفُرُ اللهَ لِي وَلَكُم وَلِسَائرِ الْمُسْلِمِين مِنْ كُلِّ ذَنبٍ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم.
الخطبة الثانية:الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ,الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ,مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ،وأَشْهدُ أَنْ لا إِلهَ إِلا اللهَ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ،وَأَشهدُ أَنَّ مُحمَّداً عَبدُ اللهِ ورَسولُهُ،صَلَى اللهُ عَليْهِ وسلَّمَ تَسلِيمًا كَثِيرًا.أما بعد:فيا إخواني في الله:هذه الأيام المباركات العظيمات كل حسنة تقع من الله موقعاً عظيما،الصدقة والصلاة وقراءة القرآن وصلة الأرحام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعلّم العلم كل حسنة تقع في هذه العشر فهي أحب إلى الله،هذا الموسم موسم المتاجرة مع الله،ثم في آخرها يوم العيد الأكبر،فيه الذبح والنحر وهي العبادة التي قُرنت بالصلاة فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ واعلموا عباد الله أن هذه العبادة يُحِب الله منكم أن تباشروها بأنفسكم كما كان حيث لم يوكل أحداً بالذبح،فإن هذه العبادة ليس المقصود منها بذل المال فحسب وإنما المقصود منها التعبّد لله بالنحر،والنحر عبادة،فاذبح بنفسك،فإن لم تستطع وأردت التوكيل فتأكّد ممن توكله فإنه قد جاءكم من أُمم المشرق والمغرب ما الله به عليم.ثم إِنَّ لِلأُضحِيَةِ شُرُوطًا لا بُدَّ مِن تَوَفُّرِها حتى تَصِحَّ:فَأَوَّلُهَا أَن تَكُونَ مِن بَهِيمَةِ الأَنعَامِ: الإِبِلِ أَوِ البَقَرِ أَوِ الغَنَمِ.وَثَانِيهَا أَن تَبلُغَ السِّنَّ المُعتَبرَةَ شَرعًا، بِأَن تَكُونَ مُسِنَّةً، وَالمُسِنَّةُ هِيَ الثَّنِيَّةُ فَمَا فَوقََهَا مِنَ الإِبِلِ وَالبَقَرِ وَالغَنَمِ، إِلاَّ الجَذَعَةَ مِنَ الضَّأنِ فَإِنها تُجزِئُ؛ لِقَولِهِ "لا تَذبَحُوا إِلاَّ مُسِنَّةً إِلاَّ أَن يَعسُرَ عَلَيكُم فَتَذبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأنِ"وَثَالِثُ الشُّرُوطِ أَن تَكُونَ خَالِيَةً مِنَ العُيُوبِ المَانِعَةِ مِنَ الإِجزَاءِ،وَالعيُوُبُ المَانِعَةُ مِنَ الإِجزَاءِ أَربَعَةٌ:المَرَضُ البَيِّنُ،وَالعَرَجُ البَيِّنُ،وَالعَوَرُ البَيِّنُ،وَالهُزَالُ المُزِيلُ لِمُخِّ العَظمِ،وَيُلحَقُ بِهَذِهِ العُيُوبِ مَا كَانَ مِثلَهَا أَو أَشَدَّ مِنهَا.أَمَّا مَا كَانَ دُونَهَا فَلا يَمنَعُ الإِجزَاءَ وَلَكِنَّهُ يُكرَهُ؛وَاللهُ طَيِّبٌ لا يَقبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا.أَمَّا رَابِعُ الشُّرُوطِ فَأَن يُضَحِّيَ في الوَقتِ المُحَدَّدِ لِلأُضحِيَةِ شَرعًا،وَهُوَ مِن بَعدِ صَلاةِ العِيدِ إِلى غُرُوبِ الشَّمسِ في اليَومِ الثَّالِثَ عَشَرَ مِن شَهرِ ذِي الحِجَّةِ.وأكثروا من التكبير في هذه الأيام الفاضلة يقول "مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنْ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ"رواه أحمد والتكبير في هذه الأيام مطلق أي في كل وقت ومكان ويبدأ التكبير المقيد من فجر يوم عرفة أي يوم الخميس القادم فيجتمع التكبير المقيد والمطلق من يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة الموافق يوم الاثنين فاجتهدوا في إظهار هذه السنة التي كادت أن تختفي فلكم أجر عظيم بإحيائها ونشرها بين الناس.وصلوا على من أمرتم.........
تعديل التعليق