اَلْعِنَايَة بِالْبِيئَةِ
سعود المغيص
الخُطْبَةُ الأُولَى :
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْدَ عِبَادِ اَللَّهِ :
اِتَّقَوْا اَللَّهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اَللَّهَ تَعَالَى هَيَّأَ لَنَا بِيئَةٌ ، هِيَ مَوْطِنُ حَيَاتِنَا ، وَمَحَلَّ عِبَادَتِنَا ، وَلَهَا تَأْثِيرُهَا اَلْبَالِغُ عَلَى صِحَّتِنَا ، وَلِذَلِكَ وَضَعَ اَلشَّرْعُ اَلْحَكِيمُ اَلضَّوَابِطَ اَلْعَدِيدَةَ لِلْحِفَاظِ عَلَى عَنَاصِرِهَا وَثَرَوَاتِهَا ، وَعَدَمَ اَلْإِخْلَالِ بِمُكَوِّنَاتِهَا ، أَوْ إِفْسَادِ نِظَامِهَا ؛ قَالَ تَعَالَى : ( وَلَا تُفْسِدُوا فِي اَلْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ) . وَنَهَى عَزَّ وَجَلَّ عَنْ اِسْتِنْزَافِ اَلْمَوَارِدِ ، أَوْ تَبْدِيدِهَا أَوْ اَلتَّبْذِيرِ وَالْإِسْرَافِ فِيهَا ؛ فَقَالَ سُبْحَانَهُ : ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ اَلْمُسْرِفِينَ ) . وَكَانَ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُدْوَةٌ فِي اَلِاقْتِصَادِ وَعَدَمِ اَلْإِسْرَافِ ، وَخَاصَّةً فِي اَلْمَاءِ ، لِأَنَّهُ سَبَبُ اَلْحَيَاةِ ، قَالَ تَعَالَى : ( وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ) . فَالْمَاءُ نِعْمَةٌ رَبَّانِيَّةٌ ، يَشْتَرِكَ اَلْجَمِيعُ فِي اَلْمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا ، بِتَرْشِيدِ اِسْتِخْدَامِهَا فِي سَقْيِ اَلزَّرْعِ ، أَوْ اَلْأَغْرَاضِ اَلْأُخْرَى كَالِاسْتِحْمَامِ وَغَسْلِ اَلسَّيَّارَاتِ ، وَغَيْرَهَا مِنْ صُوَرِ اِسْتِعْمَالِ اَلْمَاءِ فِي حَيَاتِنَا اَلْيَوْمِيَّةِ ، فَإِنَّ حَكُوتَنَا اَلرَّشِيدَةَ تَبْذُلُ اَلتَّكَالِيفُ اَلطَّائِلَةُ فِي تَحْلِيَةِ اَلْمِيَاهِ وَتَنْقِيَتِهَا ، وَقَدْ نَهَى اَلشَّرْعُ اَلْحَكِيمُ عَنْ اَلْإِسْرَافِ فِي اَلْمَاءِ مَهْمَا كُثُر ، وَإِنْ كَانَ لِعِبَادَةٍ ، وَلَوْ عَلَى نَهْرٍ جَارٍ ، طَلَبًا لِاسْتِدَامَتِهِ ، وَحِفْظًا لِحَقِّ اَلْأَجْيَالِ اَلْقَادِمَةِ فِيهِ ، وَمُحَافَظَةٌ عَلَى اَلْبِيئَةِ .
عِبَادُ اَللَّهِ : لَقَدْ رَغِبَ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تَنْمِيَةِ اَلزِّرَاعَةِ ، وَجَعْل لَمِنْ يَعْتَنِي بِزِيَادَتِهَا وَحِمَايَتِهَا أَجْرَ اَلصَّدَقَةِ ؛ فَقَالَ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا ، أَوْ يَزْرَعُ زُرِعَا ، فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٍ أَوْ بَهِيمَةٍ ، إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ " . وَأَمَرَ بِإِمَاطَةِ اَلْأَذَى عَنْ اَلْبِيئَةِ ، حِرْصًا عَلَى نَظَافَتِهَا ، وَحِفَاظًا عَلَى جَمَالِهَا ؛ وَوَعَدَ فَاعِلُهَا بِالْأَجْرِ اَلْكَرِيمِ ، وَالثَّوَابُ اَلْعَظِيمُ ، وَجَعْلَ ذَلِكَ مِنْ شَعْبِ اَلْإِيمَانِ ؛ قَالَ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اَلْإِيمَانُ بِضْع وَسَبْعُونَ - أَوْ بِضْعٍ وَسِتُّونَ - شُعْبَةٌ ، فَأَفْضَلَهَا : قَوْلٌ لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةَ اَلْأَذَى عَنْ اَلطَّرِيقِ " . وَقَالَ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " عَرَضَتْ عَلَى أَعْمَالِ أُمَّتِي حُسْنُهَا وَسَيِّئُهَا ، فَوَجَدَتْ فِي مَحَاسِنِ أَعْمَالِهَا يَمَّاطْ اَلْأَذَى عَنْ اَلطَّرِيقِ " . وَمِنْ اَلسُّلُوكِ اَلْحَمِيدِ اَلْمُحَافَظَةِ عَلَى اَلْأَمَاكِنِ اَلْعَامَّةِ ، مِنْ شَوَارِعَ وَحَدَائِقَ وَشَوَاطِئَ وَأَرْصِفَةٍ ، وَعِزَب وَصَحْرَاءَ وَغَيْرِهَا ؛ لِتَكَوُّنٍ خَالِيَةٍ مِنْ اَلنُّفَايَاتِ وَالْمُخَلَّفَاتِ ، فَنَنْعَمُ بِهَا جَمِيلَةٌ ؛ وَنَتْرُكُهَا لَغَيَّرْنَا نَظِيفَة ، فَلَا تَلْقَى فِيهَا مُخَلَّفَاتُ اَلْبِنَاءِ ، وَلَا بَقَايَا اَلطَّعَامِ وَلَا اَلْعُبُوَّاتُ اَلزُّجَاجِيَّةُ ، وَلَا اَلْأَكْيَاسُ اَلْبِلَاسْتِيكِيَّةُ اَلَّتِي يُرْمَى بِهَا ، فَإِنَّ اَلْحَيَوَانَاتِ قَدْ تَبْتَلِعُهَا فَتَتَعَرَّضُ لِلضَّرَرِ ، وَرُبَّمَا تَمُوتُ ، وَالصَّوَابُ أَنْ تُوضَعَ هَذِهِ اَلْمُخَلَّفَاتِ فِي اَلْأَمَاكِنِ اَلْمُخَصَّصَةِ لَهَا ، لِيَنْتَفِع بِتَدْوِيرِهَا ، فَنَكُون قَدْ أُمِطْنَا اَلْأَذَى عَنْ بِيئَتِنَا ، وَفُزْنَا بِثَوَابِ رَبِّنَا ، قَالَ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كَانَ عَلَى اَلطَّرِيقِ غُصْنَ شَجَرَةٍ يُؤْذِي اَلنَّاسُ فَأَمَاطَهَا رَجُلٌ ، فَأَدْخَلَ اَلْجَنَّةَ " . وَأَمَرَ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمُحَافَظَةِ عَلَى اَلثَّرْوَةِ اَلْحَيَوَانِيَّةِ بِاعْتِبَارِهَا جُزْءٍ مِنْ اَلْبِيئَةِ ، وَنَهَى عَنْ إِسَاءَةِ اِسْتِخْدَامِهَا ، أَوْ اَلْإِضْرَارِ بِهَا ؛ فَحِين مَر صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَعِيرٍ قَدْ لَحِقَ ظَهْرُهُ بِبَطْنِهِ - مِنْ شِدَّةِ اَلْجُوعِ وَالْعَطَشِ - قَالَ :
« اِتَّقَوْا اَللَّهُ فِي هَذِهِ اَلْبَهَائِمِ اَلْمُعْجَمَةِ » . وَجَعْل لَمِنْ أَحْسَنَ إِلَيْهَا اَلْأَجْرُ وَالْمَثُوبَةُ ، فَقَدْ سَأَلَهُ بَعْضُ اَلصَّحَابَةِ رَضْوَانْ اَللَّهِ عَلَيْهِمْ فَقَالُوا : وَإِنْ لَنَا فِي هَذِهِ اَلْبَهَائِمِ لِأَجْرَأَ ؟ فَقَالَ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرَ " . وَالْهَوَاءُ اَلَّذِي نَتَنَفَّسُهُ مِنْ عَنَاصِرِ اَلْبِيئَةِ وَيَجِبُ اَلْمُحَافَظَةَ عَلَيْهِ ، بِالِابْتِعَادِ عَنْ كُلِّ مَا يُلَوِّثُهُ ؛ مِنْ اَلتَّدْخِينِ وَعَوَادِمِ اَلسَّيَّارَاتِ وَالدَّرَّاجَاتِ اَلنَّارِيَّةِ ، وَدُخَّانَ اَلْمَصَانِعِ ، وَغَيْرَهَا ، فَإِنَّ اَلنَّاسَ لَهُمْ اَلْحَقُّ فِي جَوٍّ نَقِيٍّ وَهَوَاءِ نَظِيفٍ ؛ فَلَا نَبْخَسُهُمْ حَقَّهُمْ ، وَلَا نَضِر بِصِحَّتِهِمْ .
نَسْأَلُ اَللَّهُ تَعَالَى أَنْ يَدُلَّنَا عَلَى اَلصَّوَابِ ، وَيَبْعُدَ عَنَّا اَلْخَطَأُ وَالزَّلَلُ ، وَنَسْأَلُهُ شَكَرَ نِعْمَتَهُ ، وَالْمُحَافَظَةُ عَلَيْهَا مِنْ اَلْإِسْرَافِ وَالتَّبْذِيرِ . أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ ، وَأَسْتَغْفِرُ اَللَّهَ لِي وَلَكُمْ ، وَلِجَمِيعِ اَلْمُسْلِمِينَ فَاسْتَغْفَرُوهُ ؛ إِنَّهُ هُوَ اَلْغَفُورْ اَلرَّحِيمِ ..
الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ :
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا
أما بعد عباد الله :
لَا تَجْعَلُوا مَوَاسِمَ الخَيْرِ عَلَيْكُمْ مَصَائِباَ ، بَعْضٌ مِنَ النَّاسِ هَدَاهُمُ اللهُ ، إِذَا نَزَلَ الغَيْثُ ، وَسَالَتْ الأوْدِيَةُ تَجَشَّمَ بِنَفْسِهِ وَأَهْلِهِ بُطُونَ الأَوْدِيَةِ ، وَمَسَالِكَ الشِّعَابِ ، فَعَرَّضَ نَفْسَهُ وَأُسْرَتَهُ لِلْخَطَرِ ، قَالَ تَعَالَى ( وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُم إِلَى التَّهْلُكَةِ ) وَقَالَ سُبْحَانَهُ ( وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ) أُسْرَتُكُمْ : النِّسَاءُ وَالأَبْنَاءُ ، أَمَانَةٌ فِي أَعْنَاقِكُمْ ، فَلَا تَجْعَلُوهُمْ عُرْضَةً للِمَهَالِكِ ، وَلَا تَتَهَوَّرُوا بِهِمْ فِي الأَوْدِيَةِ وَالَمَسَالِكِ ،
أَيُّهاَ الأَحِبَّةُ : وَيَا أَيُّهَا الشَّبَابُ خَاصَّةً : إِذَا تَلَبَّدَتِ السَّمَاءُ ، وَهَطَلَ الوَدْقُ وَالمَاءُ ، فَلاَ تَدْخُلوُا بِسَيَّارَاتِكُمْ الأَوْدِيَةَ ، وَلاَ تَغُرَّنَّكُمْ سَيَّارَاتُكْم ذَوَاتُ القُوَّةِ ، فَإِنَّ القُوَّةَ للهِ جَمِيعاً ، قَدْ رَأَيْتُمْ شَاحِنَاتٍ يَلْعَبُ بِهَا السَّيْلُ كَالدُّمَى ،
وَإِذَا خَيَّمْتُمْ فِي الخَلاَءِ ، فَاحْذَرُوا أَسْبَابَ المَخَاطِرِ وَالهَلَاكِ كَالتَّعَرُّضِ لِسَيْلِ الوِدْيَانِ وَمَجَارِى الشِّعَابِ أَوْ النَّوْمِ فِيهَا أَوْ بِجِوَارِ النَّارِ بَأَمَاكِنَ مُغْلَقَةٍ كَالخِيَامِ أَوْ الدَّفَّايَاتِ أَوْ تَرْكِ الشَّوَاحِنِ وَالتَّوْصِيلَاتِ الرَّدِيئَةِ أَوْ تَرْكِ الغَازِ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الأَسْبَابِ التِي تُلْحِقُ الأَذَى أَوْ الخَطَرَ بِمُسْتَخْدِمِيهَا ، مِمَّا َيَنْتُجُ عَنْهُ الاِخْتِنَاقَاتُ أَوْ الحَرِائِقُ أَوْ الإِصَابَاتُ
أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَحْفَظَ الجَمِيعَ وَأَنْ يَمُنَّ عَلَيْنَا وَعَلَيْكُمْ بِالأَمْنِ وَالسَّلَامَةِ وَالعَاِفيَةِ
اَللَّهُمَّ عِلْمنَا مَا يَنْفَعُنَا ، وَأَنْفَعُنَا بِمَا عَلَّمَتْنَا وَفَقِهَنَا فِي دِينكْ يَا ذَا اَلْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ . اَللَّهُمَّ صِلْ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدْ وَآلُهُ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ اَللَّهُمَّ أَعَزّ اَلْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ وَانْصُرْ عِبَادَكَ اَلْمُسْلِمِينَ وَفَرَج عَنْ إِخْوَانِنَا اَلْمُسْتَضْعَفِينَ فِي كُلِّ مَكَانٍ . اَللَّهُمَّ اِحْفَظْنَا بِحِفْظِكَ ، وُوفِقَ وَلِيُّ أَمْرِنَا ، وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى ؛ وَاحْفَظْ لِبِلَادِنَا اَلْأَمْنَ وَالْأَمَانَ ، وَالسَّلَامَةُ وَالْإِسْلَامُ ، وَانْصُرْ اَلْمُجَاهِدِينَ عَلَى حُدُودِ بِلَادِنَا ؛ وَانْشُرْ اَلرُّعْبَ فِي قُلُوبِ أَعْدَائِنَا ؛
اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبُّنَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الْغَنِيُّ وَنَحْنُ الْفُقَرَاءُ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا الْغَيْثَ، وَلَا تَجْعَلْنَا مِنَ الْقَانِطِينَ. اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا بِرَحْمَتِكَ غَيْثًا هَنِيئًا مَرِيئًا، اللَّهُمَّ طَبَقًا سَحًّا غَدَقًا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا الْغَيْثَ، وَلَا تَجْعَلْنَا مِنَ الْقَانِطِينَ، اللَّهُمَّ سُقْيَا رَحْمَةٍ لَا سُقْيَا عَذَابٍ وَلَا هَدْمٍ وَلَا غَرَقٍ، وَأَكْرِمْنَا بِخَيْرَاتِكَ الْعِظَامِ. اللَّهُمَّ أَنْبِتْ لَنَا الزَّرْعَ، وَأَدِرَّ لَنَا الضَّرْعَ، وَاسْقِنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاءِ، وَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ خَيْرَاتِ الْأَرْضِ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَغْفِرُكَ؛ إِنَّكَ كُنْتَ غَفَّارًا، أَرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْنَا مِدْرَارًا، اللَّهُمَّ أَغِثِ الْبِلَادَ وَالْعِبَادَ، وَالْحَاضِرَ وَالْبَادِيَ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَيَا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِينَ؛
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْـمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. وَقُومُوا إِلَى صَلَاتِكمْ يَرْحَـمـْكُمُ اللهُ.