العمل والجزاء // خالد روشة
احمد ابوبكر
1436/04/14 - 2015/02/03 04:53AM
[align=justify]كل عمل له جزاء , سنة كونية , وقاعدة ثابتة , يكاد أن يتفق عليها العقلاء , أثبتها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة , سواء أكان هذا الجزاء منظورا معروفا أو خفيا مجهولا , وسواء لقي العامل ذاك الجزاء في العاجلة أو لقيه في الآجيلة و فإنه ولاشك لاقيه ومواجهة ومسئولا عن فعله الذي فعل .
فجزاء السيئآت واقع لا محالة , قال الله عز وجل: " وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا " , وقال: " وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا ", وقال: " مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ "
وجزاء الصالحات بمثلها كذلك :" مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يعملون " , وقال : " ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما " , وقال سبحانه :" ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا " , وقال :" فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون "
فبالعموم :" فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ " ..
قال الشيخ ابن باز تعليقا على هذه الآية :" هاتان الآيتان الكريمتان على ظاهرهما وسماها النبي - صلى الله عليه وسلم :(الآية الفاذة الجامعة)، يعني أنها جمعت الخير والشر، ففيها الترغيب والترهيب، والحث على الخير والتحذير من الشر، وأن العبد لا يضيع عليه شيء من عمله الصالح، وأن سيئاته سوف يلقاها ويراها، إلا أن يتوب الله عليه، ويعفو عنه، ولهذا قال سبحانه: فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، وهذا يدل على أنه لا يضيع هناك شيء من أعمالك الصالحة، بل تحصى لك وتكتب لك وتوفاها يوم القيامة، كما قال عز وجل في آية أخرى:إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجراً عظيماً، فهو لا يظلم أحداً مثقال ذرة، بل هو سبحانه وتعالى الحكم العدل يعطي كل عامل من عمله، ولا يظلم ربك أحداً سبحانه وتعالى وإن كانت ــ بخير ضوعف، وإن تك حسنة يضاعفها، يعني وإن تكن الفعلة متى فعل الإنسان حسنة ضاعفها الله له، ويؤت من لدنه أجراً عظيماً، فأنت يا أخي عليك أن تحذر السيئات دقيقها وجليلها صغيرها وكبيرها وألا تحتقر شيئاً فإن معظم النار يكون من مستصغر الشرر، فلا تحقر سيئة أبداً، وقد جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (إياكم ومحقرات الذنوب، فإنها تجتمع على العبد حتى تهلكه" ...
وقد حدثنا النبي صلى الله عليه وسلم بحديثين عظيمين يبينان لنا ما نريد أن نقول في باب الطاعة والمعصية وجزائهما :
فالأول: قوله صلى الله عليه وسلم : "بينما كلب يطيف بركية ـ أي بئر ـ قد كاد يقتله العطش، إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل، فنزعت موقها ـ وهو خفها ـ فاستقت له به، فسقته إياه فغفر لها به" أخرجه مسلم .
والثاني فقوله صلى الله عليه وسلم أن " امرأة دخلت النار في هرة، ربطتها فلا هي أطعمتها ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض، حتى ماتت هزلاً " متفق عليه , قال الإمام الزهري رحمه الله تعقيبا على الحديث : " ذلك لئلا يتكل رجل، ولا ييأس رجل "
بل إن هذا الجزاء في الدنيا هو جزاء من جنس عمل المرء الذي قدمه والذي بادر به والذي تلبس به أيام حياته وطوال سعيه وجهده ولذلك من عمل الصالحات الطيبات من الأعمال الكريمة من صالح العبادات ومروءات الصفات وجميل السلوكيات والأخلاق , كان جزاؤه مثل فعله و جزاء من حياة طيبة حسنة تكافىء هذا العمل الطيب الحسن , فقال سبحانه : " فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً.. "
كذلك من أعرض عن ذكر الله سبحانه , واختار الدنيا الضيقة , ذات الكد والتعب , الفانية المنتهية , قليلة المتاع سريعة الانزواء , كثيرة الهموم والأحزان والآلام , فإن جزاءه الضنك والكرب والألم :" كما قال عز وجل: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً "
وكذلك في الآخرة , فإن الجزاء للصالحين , جنة تحيون فيها بعبودية تامة لله سبحانه غير مكلفين , بل منعمين , وجزاء المعرضين , نار يقاسون فيها العذاب .
وقد شاء الله سبحانه أن يعاقب العصاة بعقوبات مختلفة , قد تجتمع في بعض الأحيان وقد تفترق , وقد تعجل وقد تؤجل , كله بحكمة بالغة وقدرة تامة وعلم غير منقوص .
وهذه العقوبات منها ما قد يصيب القلب , كالقسوة التي تصيبه و والران الذي يحيط به , والقفل ومثاله , بل ومنها موت القلب ايضا ..
ومنها انطماس البصيرة فلا يعرف الصواب من الخطأ ولا الحق من الضلال , ومنها الانكباب على الدنيا فيجعلها منتهى أمله , ونسيان الآخرة فيفاجأ بالموت ..
وقد يعاقب المرء فيما يخص دنياه , كمثل ما قد يصيب الناس من تحولات الكون من حولهم , وتحولات الحال , كالقحط، والفقر، والزلازل , والبراكين و والفياضانات , والخسوف وغيرها , ومنها ما قد يكون بايدي بعض الناس على بعض .
قال الله سبحانه : " ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ "..
وعلى المؤمن بعد أن يتحرى الصالحات من الأعمال فيلزمها ويتحرى المعاصي فيجتنبها , أن يكثر من دعاء ربه سبحانه أن يوفقه للصالحات , وأن يجنبه الشرور والآثام , وفي الصحيح قول النبي صلى الله عليه وسلم :" يامعاذ والله إني لأحبك , فلا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول :" اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك " النسائي وأحمد .
[/align]
فجزاء السيئآت واقع لا محالة , قال الله عز وجل: " وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا " , وقال: " وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا ", وقال: " مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ "
وجزاء الصالحات بمثلها كذلك :" مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يعملون " , وقال : " ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما " , وقال سبحانه :" ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا " , وقال :" فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون "
فبالعموم :" فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ " ..
قال الشيخ ابن باز تعليقا على هذه الآية :" هاتان الآيتان الكريمتان على ظاهرهما وسماها النبي - صلى الله عليه وسلم :(الآية الفاذة الجامعة)، يعني أنها جمعت الخير والشر، ففيها الترغيب والترهيب، والحث على الخير والتحذير من الشر، وأن العبد لا يضيع عليه شيء من عمله الصالح، وأن سيئاته سوف يلقاها ويراها، إلا أن يتوب الله عليه، ويعفو عنه، ولهذا قال سبحانه: فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، وهذا يدل على أنه لا يضيع هناك شيء من أعمالك الصالحة، بل تحصى لك وتكتب لك وتوفاها يوم القيامة، كما قال عز وجل في آية أخرى:إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجراً عظيماً، فهو لا يظلم أحداً مثقال ذرة، بل هو سبحانه وتعالى الحكم العدل يعطي كل عامل من عمله، ولا يظلم ربك أحداً سبحانه وتعالى وإن كانت ــ بخير ضوعف، وإن تك حسنة يضاعفها، يعني وإن تكن الفعلة متى فعل الإنسان حسنة ضاعفها الله له، ويؤت من لدنه أجراً عظيماً، فأنت يا أخي عليك أن تحذر السيئات دقيقها وجليلها صغيرها وكبيرها وألا تحتقر شيئاً فإن معظم النار يكون من مستصغر الشرر، فلا تحقر سيئة أبداً، وقد جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (إياكم ومحقرات الذنوب، فإنها تجتمع على العبد حتى تهلكه" ...
وقد حدثنا النبي صلى الله عليه وسلم بحديثين عظيمين يبينان لنا ما نريد أن نقول في باب الطاعة والمعصية وجزائهما :
فالأول: قوله صلى الله عليه وسلم : "بينما كلب يطيف بركية ـ أي بئر ـ قد كاد يقتله العطش، إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل، فنزعت موقها ـ وهو خفها ـ فاستقت له به، فسقته إياه فغفر لها به" أخرجه مسلم .
والثاني فقوله صلى الله عليه وسلم أن " امرأة دخلت النار في هرة، ربطتها فلا هي أطعمتها ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض، حتى ماتت هزلاً " متفق عليه , قال الإمام الزهري رحمه الله تعقيبا على الحديث : " ذلك لئلا يتكل رجل، ولا ييأس رجل "
بل إن هذا الجزاء في الدنيا هو جزاء من جنس عمل المرء الذي قدمه والذي بادر به والذي تلبس به أيام حياته وطوال سعيه وجهده ولذلك من عمل الصالحات الطيبات من الأعمال الكريمة من صالح العبادات ومروءات الصفات وجميل السلوكيات والأخلاق , كان جزاؤه مثل فعله و جزاء من حياة طيبة حسنة تكافىء هذا العمل الطيب الحسن , فقال سبحانه : " فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً.. "
كذلك من أعرض عن ذكر الله سبحانه , واختار الدنيا الضيقة , ذات الكد والتعب , الفانية المنتهية , قليلة المتاع سريعة الانزواء , كثيرة الهموم والأحزان والآلام , فإن جزاءه الضنك والكرب والألم :" كما قال عز وجل: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً "
وكذلك في الآخرة , فإن الجزاء للصالحين , جنة تحيون فيها بعبودية تامة لله سبحانه غير مكلفين , بل منعمين , وجزاء المعرضين , نار يقاسون فيها العذاب .
وقد شاء الله سبحانه أن يعاقب العصاة بعقوبات مختلفة , قد تجتمع في بعض الأحيان وقد تفترق , وقد تعجل وقد تؤجل , كله بحكمة بالغة وقدرة تامة وعلم غير منقوص .
وهذه العقوبات منها ما قد يصيب القلب , كالقسوة التي تصيبه و والران الذي يحيط به , والقفل ومثاله , بل ومنها موت القلب ايضا ..
ومنها انطماس البصيرة فلا يعرف الصواب من الخطأ ولا الحق من الضلال , ومنها الانكباب على الدنيا فيجعلها منتهى أمله , ونسيان الآخرة فيفاجأ بالموت ..
وقد يعاقب المرء فيما يخص دنياه , كمثل ما قد يصيب الناس من تحولات الكون من حولهم , وتحولات الحال , كالقحط، والفقر، والزلازل , والبراكين و والفياضانات , والخسوف وغيرها , ومنها ما قد يكون بايدي بعض الناس على بعض .
قال الله سبحانه : " ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ "..
وعلى المؤمن بعد أن يتحرى الصالحات من الأعمال فيلزمها ويتحرى المعاصي فيجتنبها , أن يكثر من دعاء ربه سبحانه أن يوفقه للصالحات , وأن يجنبه الشرور والآثام , وفي الصحيح قول النبي صلى الله عليه وسلم :" يامعاذ والله إني لأحبك , فلا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول :" اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك " النسائي وأحمد .
[/align]