العلماء ورثة الأنبياء- شَيخُ الإِسلامِ ابنُ تَيمِيَّةَ رَحِمَهُ اللهُ

محمد البدر
1438/07/24 - 2017/04/21 03:04AM
[align=justify]الخطبة الأولى :
أمَّا بعد : قَالَ تَعَالَى :﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ .وَعَنْ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
عِبَادَ اللهِ:حديثنا اليوم عن سيرة أحد العلماء وقدوة من أعظم القدواة فهوعلم من أشهر العلماء إنه بقية السلف ابن تيمية يرحمه الله ، هوشيخ الأمة، وأستاذ الأئمة، هو أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن الخضر بن محمد بن الخضر بن على بن عبد الله النميري، الحراني- الحراني نسبة إلى حران من العراق وهي الآن من تركيا- الأصل، الدمشقي النشأة والوفاة، الحنبلي المجتهد المطلق، الشهير بابن تيمية .
ومولده كان يوم الاثنين العاشر من ربيع الأول بحران سنة 661هـ، ولما بلغ من العمر سبع سنوات انتقل مع والده إلى دمشق؛ هرباً من وجه الغزاة التتار. ونشأ في بيت علم وفقه ودين، فأبوه وأجداده وإخوته، وكثير من أعمامه كانوا من العلماء المشاهير. وهب نفسه للعلم والجهاد في سبيل الله، فلم يتزوج، ولا تسرى، ولم يمتلك مالاً ولا عقاراً، ولم يهتم بأمر الدنيا قط، بل أخوه شرف الدين هو الذي كان يقوم على مصالحه لتفرغه للعلم. وقد بدأ بطلب العلم أولاً على أبيه وعلماء دمشق، فحفظ القرآن وهو صغير، ودرس الحديث والفقه والأصول والتفسير، وعرف بالذكاء وقوة الحفظ والنجابة منذ صغره. ثم توسّع في دراسة العلوم وتبحر فيها، واجتمعت فيه صفات المجتهد وشروط الاجتهاد منذ شبابه، فلم يلبث أن صار إماماً يعترف له الجهابذة بالعلم والفضل والإمامة، قبل بلوغ الثلاثين من عمره.
عِبَادَ اللهِ:شيخ الإسلام درة في جبين تأريخ الأمة، ومصدر إرشاد لها، من خلال الثروة العلمية والفكرية التي تركها للأجيال من بعده، سواء ما كان مسطوراً في الكتب، أو محفوظاً في القلوب بواسطة التلاميذ الذين هم امتداد لشيوخم، فقد ترك شيخ الإسلام للأمة تراثاً ضخماً ثميناً، لا يزال العلماء والباحثون ينهلون منه معيناً صافياً، توفرت لدى الأمة منه الآن المجلدات الكثيرة، من المؤلفات والرسائل والفتاوى والمسائل وغيرها، هذا من المطبوع، وما بقي مجهولاً ومكنوزاً في عالم المخطوطات فكثير.
عِبَادَ اللهِ:من مناقبه ما تركه من التراث العلمي الواسع،حتى قال القاضي أبو البركات المخزومي في قصيدته البائية في علماء الشام: وكان في عصره بالشام يومئذٍ سبعون مجتهداً من كل منتخبِ بل يكفيه فخراً وشرفاً تلميذه الشهير بابن القيم صاحب التصانيف النافعة السائرة والتي انتفع بها الموافق والمخالف لكان غاية في الدلالة على عظم منزلته.
ومن مناقبه: أنه كان متسلط على الجان المردة، قال ابن القيم عند كلامه على الصرع في الطب النبوي :كان شيخنا يأتي إلى المصروع ويتكلم في أذنه بكلمات فيخرج الجني منه فلا يعود إليه بعد ذلك .
ومنها: أنه تأهل للفتوى وعمره دون العشرين سنة. ومنها أنه حسن التأليف والتصنيف بل ألَّف الصارم المسلول وهو في السجن دون مراجع وذكر وعزى الأحاديث والمراجع ورُوجع الكتاب ولم يوجد فيه خلل ولا تغيير، ومنها: أنه كان واسع الإطلاع يقول: "إني وقفت على مائة وعشرين تفسيراً أستحضر من الجميع الصحيح الذي فيه" ومنها: أنه كان مجتهداً مطلقاً، لم ينتسب لمذهب معين، ولا ينتقض هذا بما ذكره بعض الناس من استمساكه بالمذهب الحنبلي في أكثر أدواره وفي أكثر أرائه، وإعلانه أن المذهب الحنبلي خير المذاهب عِبَادَ اللهِ:سجن شيخ الإسلام عدة مرات (في القاهرة والاسكندرية وفي قلعة دمشق) كان آخرها في 9جماد الآخر 728هـ في القلعة مع ابن القيم وأخيه زين الدين عبد الله وأخذت فيها كتبه وأقلامه. أقول قولي هذا ...
الخطبة الثانية :
ومن أقوال شَيخُ الإِسلامِ ابنُ تَيمِيَّةَ رَحِمَهُ اللهُ : كان يكثر أن يقول: أنا المكدى وابن المكدى، وهكذا كان أبي وجدي" وكان يقول: "بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين" وقال: "لا بد للسالك إلى الله من همة تسيره وترقيه وعلم يبصره ويهديه" وقال: "العارف يسير إلى الله -عز وجل- بين مشاهدة المنة، ومطالعة عيب النفس"
وفاته: توفي شيخ الإسلام -رحمه الله- وهو مسجون بسجن القلعة بدمشق ليلة الاثنين العشرين من شهر ذي القعدة سنة (728) هـ وعمره (67) سنة. فبكاه العلماء ورثاه عشرات الشعراء .الا وصلوا ....
[/align]
المشاهدات 750 | التعليقات 0