العلماء في القران الكريم
الشيخ السيد مراد سلامة
إخوة الإسلام حديثنا في هذا اليوم الميمون الأغر عن العلماء في القران الكريم و بيان موقفهم من كتاب الله تعالى و من شريعته
اعلم بارك الله فيك وزادك الله علما و فقها ان العلماء في القران الكريم أربعة وهم
أولا :الراسخون في العلم ، ثانيا :علماء الفتنة ، ثالثا: والأميون، رابعا: العلماء المضلون.
فأعرني سمعك و قبلك أخي المستمع الكريم
أولا: الراسخون في العلم
أول الأصناف هم العلماء الربانيون الذين اهتدوا بنور القران الكريم قال الله تعالى { وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ } [آل عمران: 7] أي أنّ الذي أنزل الآيات محكمات ومتشابهات، وأولها بإقامة الروابط بينها هو الله تعالى، وهذا الصنف من العلماء لا يؤولون الآيات حسب هواهم، ولكنهم يحاولون إيجاد الروابط التي وضعها الله تعالى بين تلك الآيات. فهم يعلمون التأويل كما بينه الله في كتابه وأظهر طريقته فيه،قال تعالى {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ. أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (هود،1_2) فالذي أحكم الآيات وفصلها هو الله تعالى، ولم يعط هذا الحق لأحد من خلقه؛ حتى لا يكون غير الله مشرعا ومعبودا؛ وهذا معنى قوله تعالى {أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ}.
وقد وصف الإمام أحمد أئمة الهدى وأثرهم في العباد بقوله الصادق: "يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون به أهل العمى، ويهدون به من ضل إلى الهدى، فكم من قتيلٍ لإبليس قد أحيوه، وكم من ضالٍ تائه قد هدوه" اهـ..
فهم للأمة مصابيح دجاها وأنوار هداها، يحفظ الله بهم الأمة، ويعز بهم الدين والملة، ومهما صيغت فيهم النعوت والمدائح في فضائلهم فلن نوفيهم حقهم.
وهؤلاء وصفهم الله تعالى في كتابه بعدة صفات نذكر منها :
فمن صفاتهم أنهم أشد الناس وأكثرهم خشية لله تعالى
قال الله تعالى قال تعالى : " إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ " [فاطر: 28]وقال تعالى {ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ } [البينة: 8]
ومن صفاتهم : أنهم خير البرية " أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ " [البينة: 7] .
قال ابن جماعة الكناني رحمه الله تعالى «فاقتضت الآيتان – " إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ " ، " أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ " أن العلماء هم الذين يخشون الله تعالى هم خير البرية فينتج أن العلماء هم خير البرية "([1])
ومن صفاتهم أنهم أبصر الناس بالحلال و الحرام و أبصر الناس بالخير و الشر قال الله تعالى {وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ} [القصص: 80] {قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ} [النحل: 27]
ومن صفاتهم الشجاعة و الثبات على الحق ولا يخافون الا الله تعالى قال الله تعالى {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } [المائدة: 54]
ثانيا: علماء الفتنة
إخوة الإسلام و علماء الفتنة هم الذين يتبعون ما تشابه من القران و الغرض من ذلك إضلال الناس عن الحق و الطعن في القران الكريم بقوله تعالى {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} (آل عمران، 7)
معنى اتباعه ابتغاء الفتنة أنهم يتبعونه بالإنكار والتنفير استعانة بما في أنفس الناس من إنكار ما لم يصل إليه علمهم ولا يناله حسهم كالإحياء بعد الموت وشئون تلك الحياة الأخرى. وابتغاء الفتنة بالنسبة إلى الوجه الأول في معنى المتشابه: هو أن يتبع أهل الزيغ
يقول القرطبي –رحمه الله :وهذه الآية تعم كل طائفة من كافر وزنديق وجاهل وصاحب بدعة، وإن كانت الإشارة بها في ذلك الوقت إلى نصارى نجران. وقال قتادة في تفسير قوله تعالى:" فأما الذين في قلوبهم زيغ": إن لم يكونوا الحرورية وأنواع الخوارج فلا أدري من هم
قوله تعالى: (فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله) قال شيخنا أبو العباس رحمة الله عليه: متبعو المتشابه لا يخلو أن يتبعوه ويجمعوه طلبا للتشكيك في القرآن وإضلال العوام، كما فعلته الزنادقة والقرامطة الطاعنون في القرآن، أو طلبا لاعتقاد ظواهر المتشابه،([2])
وقد تواترت النصوص على التحذير من فتنة الخروج بالسيف وقتال المسلمين ، والذي كثيراً ما يكون بسبب النزاع على الولاية والإمارة ، أو بسبب عدم الصبر على جور الولاة ، فينقسم الناس فيها ، ويقع الهرج الذي سماه النبي صلى الله عليه وسلم : القتل.
عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : سَتَكُونُ فِتَنٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي وَمَنَ يُشْرِفْ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ ، وَمَنْ وَجَدَ مَلْجًَا ، أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِه.([3])
ثالثا: الأميون.
إخوة الإسلام :وهذا النوع من العلماء لا يلتزمون المنهج الذي بينه الله في كتابه من أجل الوصل إلى التأويل الصحيح للآيات، وعدم الالتزام ليس ناتجا عن سوء نية، بل عن جهل أو بسبب التقليد الأعمى للسابقين فيأخذ من هذا ومن ذاك حتى يختلط عليه الأمر. قال الله تعالى {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ}(البقرة، 78) والظن لا يغني من الحق شيئا، ولا يمكن الوصول إلى الحكمة المركوزة في القرآن بالأماني، ولا يكون الشخص عالما حقا بمجرد استحضاره للآيات.
والعلماء الأميون يضلون الناس بتقولهم على الله ما لا يعلمون وينخدع بهم العوام، ومنهم من يتخذ من شغله بالعلم مهنة، فيكتب ويؤلف ويملأ الصفحات بما ظاهره الحق وباطنه الباطل، فإن كان يعلم حقيقة ما يفعل فهو ممن توعدهم الله بقوله {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ} (البقرة، 79).
وعَن عبد اللَّه بن عمر قَالَ: سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يَقُول (إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمِ انْتِزاعًا يَنْتَزِعُهُ مِن الْعِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاء حَتَّى إِذا لم يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤَسَاءَ جُهَّالًا فَيُسْأَلُوا، فأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا).([4])
و هؤلاء نراهم كثيرا على الفضائيات و الشاشات ربما الواحد منهم لا يحسن أن يقرأ الفاتحة و يتكلم في الدين و يعارض الآيات و يحل المحرمات فضل و أضل
قَالَ العَبْد الضَّعِيف (أي بدر الدِّين العينيّ: ت 855هـ):
هَذَا قَوْله مَعَ كَثْرَة الْفُقَهَاء وَالْعُلَمَاء مِن الْمذَاهب الْأَرْبَعَةِ والْمُحَدِّثِينَ الْكِبَارِ فِي زَمَانِه، فَكَيْفَ بِزَمَانِنا الَّذِي خَلَتِ الْبِلَاد عَنْهُم وَتَصَدَّرَتِ الْجُهَّالُ بالإِفْتَاءِ والتَعَيُّنِ فِي الْمَجَالِس والتَدْرِيسِ فِي الْمَدَارِس! فنَسْأَلُ السَّلامَةَ والعَافِيَةَ." انتهى.
يقول الإمامُ بدرُ الدين العينّي وهو يَصِفُ هذه الحالةَ التي وَصَل إليها زمانُه كان قبلَ زَمانِنا بنحو 600 سنة، فكيف بِزَمانِنا الذي فيه :
1ـ أفتَى بعضُ مَن يَدَّعِي العِلمَ الحَقَّ بِزعَمِه بتَرْكِ الإسلام واختيارِ دِينٍ ءاخر.
2ـ وغيرُهم جَعَلوا لله أعضاء وجَوارِحَ ووصفوه بأنه يَتَحَرَّك وأنّه يَجْلِسُ ويَمَلُّ وغيرَ ذلك مِمَّا لا يَجوز على الله وإنما ذلك من صِفات المخلوقات.
3ـ وأحَلَّ أخَرُ شُربَ الخَمر وأكلَ الرِّبا.
4ـ وأخَرُ حَرَّمَ جُلوسَ الأبِ مع ابنتِه وَحْدَهُما.
5ـ وجاهِلٌ غَيرُه أَنْكَرَ فرضيّة سَتْر عَورة المرأة أمام الرِجالِ الأجانِب.
6ـ وأخَرُ يعتبره بعض الناس عالِمًا قال إن إبليس لم يَكْفُر.
7ـ وأخرون قالوا بأنّ التَلَفُّظ بالكُفر لا يُخرِجُ مِن الإسلام إلا مع انشراح الصَدْرِ.
8ـ وغيرُهم مِن الدَجاجِلَة قالوا عن الذي يَصِفُ الله بالجِسْمية ويَسُبُّ اللهَ بأنّه يَبقَى مُسْلِمًا ولا يَنْقَلِبُ كافِرًا، والعِياذُ بالله تَعالَى.
وغير ذلك كثير من الفتاوى الباطلة الفاسدة في هذا الزمانِ التي خَرَجَ بِسَبَبِها كَثِيرٌ مِن الناسِ من الإسلامِ إلى الكُفرِ باتِّباعِهم لهؤلاء الجُهّال على ما هُم علَيه.
قال الله تَعالَى ﴿يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ﴾ فأتباعُ إمام الهُدَى معه وأتباعُ إمامِ الهُدَى يُحْشَرون معَه يوم القِيامة.
ولْيُعْلَم أنَّ الجَهْلَ لا يَكونُ لهُم عُذْرًا يوم القِيامة، وقد بَيَّنَ اللهُ تعالَى حالَ الذين لا يَعْلَمون وهُم يَظُنُّون أنّهم علَى حَقٍّ ويُقَلِّدُون غَيْرَهُم مِن الجاهِلِين كما كان عَبَدَةُ الأوثانِ الْمُشرِكُون يُقَلِّدُون أباءَهُم في عِبادة الأصنام، وقد قال تعالى ﴿وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا أيَةٌ﴾، وقال تعالى ﴿أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾، وقال جَلَّ جَلالُه ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ﴾.
أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم الكريم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا.
أما بعد:
رابعا: علماء الضلال
و علماء الضلال و الإضلال الذين عجت بهم الفضائيات أما في زماننا و عمت البلوى بهؤلاء المنافقين، وتسابقت إليهم قنوات الشياطين، فصاروا أبواقا للباطل، ودعاة.. ولكن على أبواب جهنم، يبيع الواحد دينه بثمن بخس ربما لأجل لعاعة من الدنيا من منصب أو مال، أو من أجل هوى أو جاه، أو نكاية في مخالف، أو حتى لمجرد الشهرة، بل وأحيانا تقربا للملوك والرؤساء والسلاطين من غير أن يأخذ منهم شيئا، فببين بائع لدينه بدنياه، وآخر بائع لدينه بدنيا غيره.
فإن قال قائل هذا في أهل الكتاب. قلنا له نعم وهذه الأمة منها من سيتبع سنن أهل الكتاب كما في الحديث «لتركبن سنن من كان قبلكم» ([5]) فكما في أهل الكتاب أحبار ورهبان يضلون الناس ويصدون عن سبيل الله فكذلك في أمة محمد- صلى الله عليه وسلم- علماء السوء وعباد الضلالة يصدون الناس عن سبيل الله ويأكلون أموال الناس بالباطل، ( قال سفيان بن عيينة : كانوا يقولون من فسد من العلماء ففيه شبه من اليهود ومن فسد من العباد ففيه شبه من النصارى وكان السلف يقولون : احذروا فتنة العالم الفاجر والعابد الجاهل فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون ([6])
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من علماء السوء والضلال المتشبهين باليهود الكافرين، وبين لنا الأئمة الهداة أنّ فتنتهم عظيمة وشرهم كبير، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين) [رواه أبو داوود]،
عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم جُلُوسًا وَهُوَ نَائِمٌ ، فَذَكَرْنَا الدَّجَّالَ فَاسْتَيْقَظَ مُحْمَرًّا وَجْهُهُ ، فَقَالَ : غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ عِنْدِي مِنَ الدَّجَّالِ : أَئِمَّةٌ مُضِلُّونَ. .([7])
، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (قال سفيان بن عيينة: كانوا يقولون من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود، ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى. وكان غير واحد من السلف يقول: احذروا فتنة العالم الفاجر والعابد الجاهل، فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون)([8]).
وقال الإمام ابن القيم: (علماء السوء جلسوا على أبواب الجنة يدعون إليها الناس بأقوالهم، ويدعونهم إلى النار بأفعالهم، فكلما قالت أقوالهم للناس: هلمّوا، قالت أفعالهم: لا تسمعوا منهم، فلو كان ما دعوا إليه حقا كانوا أول المستجيبين له، فهم في الصورة أدلّاء وفي الحقيقة قطّاع طرق)([9])
وقال مالك بن دينار: (إنكم في زمان أشهب، لا يبصر زمانكم إلا البصير، إنكم في زمان قد انتفخت ألسنتهم في أفواههم وطلبوا الدنيا بعمل الآخرة، فاحذروهم على أنفسكم لا يوقعونكم في شبكاتهم، يا عالم أنت عالم تأكل بعلمك، يا عالم أنت عالم تفتخر بعلمك، يا عالم أنت عالم تكاثر بعلمك، يا عالم أنت عالم تستطيل بعلمك، لو كان هذا العلم طلبته لله لرئي فيك وفي علمك) ([10]).
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : حَذَّرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّ مُنَافِقٍ عَلِيمِ اللِّسَانِ.([11]).
ولهذا كان إفساد أئمة الضلال وفقهاء السلطان وأحبار السوء للدين أعظم إفساد، وكان صدهم عن الهدى أعظم صد.. كما قال ابن المبارك رحمه الله:
وهل أفسد الدين إلا الملوك .. .. وأحبــار سـوء ورهبانها
الدعاء ...............................
[1] - تذكرة السامع : ص6
[2] - تفسير القرطبي (4/ 13)
[3] - أخرجه أحمد 3/43و57،والبخاري "19" في الإيمان: باب من الدين الفرار من الفتن
[4] -أخرجه أحمد 2/162 و190، والبخاري 100 في العلم: باب كيف يطلب العلم، ومسلم 2673 13
[5] -رواه أحمد والترمذي وغيرهما.احمد في المسند (21947) والترمذي (2335) وصححه الالباني صحيح الجامع (3601ف
[6] -.(مجموع الفتاوى الكبرى لشيخ الاسلام ابن تيمية المجلد الثاني صفحة 137)
[7] - مصنف ابن أبي شيبة (15/ 142)
[8] - الفتاوى الكبرى (2/ 142)
[9] -الفوائد (ص: 61)
[10] - تلبيس إبليس (ص: 169)
[11]- أخرجه عبد بن حميد (11) ، والبزار (305) ، والفريابي في " صفة المنافق " (24) والبيهقي في " الشعب " (1777)
المرفقات
في-القران-الكريم
في-القران-الكريم
في-القران-الكريم-2
في-القران-الكريم-2