العشر المباركة
محسن الشامي
1433/11/25 - 2012/10/11 20:32PM
الحمد لله الذي مَنَّ عَلَى عِبَادِهِ بِمَوَاسِمِ الْخَيْرَات لِيَغْفِرَ لَهُمْ الذُّنُوبَ وَالسَّيِّئَات وَيُجْزِلَ لَهُمُ الْعَطَايَا وَالْهِبَات احمده سبحانه واشكره أَكْمَلَ لَنَا الدِّينَ وَأَتَمَّ عَلَيْنَا النِّعْمَةَ وَرَضِيَ لَنَا الإِسْلامَ دِينَاً وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وأشهد أن محمد عبدالله ورسوله أتقى من حج وصام صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين وسلم تسليما كثيرا أما بعد عباد الله أوصيكم ونفسي بوصيةِ الله للأولين والآخِرين وصية تقّطعت لنيلِها قلوبُ العُبَّاد﴿ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم إنِ اتقوا الله ﴾
إخوة الايمان:إن الناظر لأحوال الناس اليوم ليعجب من تنافسهم في نيلِ مطامعِ الدّنيا الفانية وكأنهم يفرّون من فقرٍ محقَّق يُدَعّون إليه دَعًّا حتى وقَعوا فيما حذَّر منه النبيّ r بقوله (فَوَاللهِ مَا الفَقْرَ أَخْشَى عليكُمْ ولكنِّي أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ الدّنْيا عليكُمْ كما بُسِطَتْ على مَنْ كانَ قبلَكُم فَتَنافَسُوها كَما تَنافَسُوها فتُهْلِكَكُمْ كما أهلَكَتْهُم) واعلم يا عبدالله وقال تعالى{ وَابْتَغِ فِيمَا ءاتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} فأحذر يامن جعلت الدنيا اكبر همك واسمع لقول الحبيب صلى الله عليه وسلم (من كانت الآخرة هَمَّه جَعَلَ اللهُ غناه في قلبه وَجَمَعَ له شمله وَأَتَته الدنيا وهي راغمة وَمَن كانت الدُّنيا همَّه جَعَلَ اللهُ فقرَه بين عينيه وفَرَّق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قُدِّر له) اللهم لاتجعل الدنيا اكبر همنا أيها المسلمون بين الحين والحين تظللُ الناسَ سحابةٌ موسميةٌ تُمطر عليهم خيرًا بلا عدٍّ ولا حساب تُمحى بها الخطايا وتُغفر بها الزلات وتُرفع بها الدرجات فهنيئاً لمن تعرَّض لسحائب رحمة ربه فنال من خيرها وأصاب من غيثها فهاهي ايامٌ مباركة ستطرق أبوابَكم بعد أيام قلائل أيامٌ تُضاعف فيها الحسنات وتقال فيها العثرات يغفر الله فيها للمستغفرين ويجيب فيها السائلين إنها أيامُ العشر من ذي الحجة فاعمروها بالأعمال الصالحة يا عباد الله ولا تجعلوا أيامَكم سواء واعلموا أن كل يوم ينبلج فجرُه ينادي ابن آدم قائلاً له يا ابن آدم أنا خلْقٌ جديد وعلى عَمَلِكَ شهيد فاغتنم مني ما شئت فوالله لا أعود أبداً حتى تقوم الساعة؟واعلموا أنَّ كل يوم يمر على العبد لا يزداد فيه علماً يُقَرِّبُهُ من ربه فلا بُورك له في شمس هذا اليوم ؟واعلموا أنَّ مَن لم يكن إلى زيادة في طاعة الله فهو إلى نقصان؟ومن استوى يوماه فهو مغبون؟ فيا حسرةً على العباد غرتهم الدنيا وغرهم بالله الغرور ومضت أيام اعمارهم وهم في سكرة يعمهون نعم أيها المباركون ستظلنا بعد أيام سحابةُ أيام عشر ذي الحجة الأيام الفاضلة التي عظّم الله شأنها ورفع مكانتها واختُصت باجتماع أمهات العبادات فيها من صلاة ودعاء وصدقة وقراءة القرآن وذكر الله تعالى وبر الوالدين وصلة الأرحام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فكان العمل الصالح فيها أفضلَ منه في غيرها ولفضلها أقسم بها الله في كتابه فقال جل وعلا{وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}فالليالي العشر هي ليالي عشرذي الحجة والشفع هو يوم النحر والوتر هو يوم عرفة ويكفي اسْتِشْعاراً لفضلها أنَّ الجهادَ في سبيلِ اللهِ ، والذي هو ذَرْوةُ سَنَامِ الإسلامِ ، وأَعَدَّ اللهُ لأهله مائةَ درجة في الجنَّة لا يعادل أجرُه وثوابُهُ العملَ الصالحَ في مثلِ هذه الأيَّامِ فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ)فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ) ومن فضائل عشر ذي الحجة أنها افضل ايام الدنيا فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "أَفْضَلُ أَيَّامِ الْدُّنْيَا أَيَّامُ الْعَشْرِ"يَعْنِي عَشْرُ ذِي الحْجَّةِ صححه الألباني ومن فضائلها أن فيها يوم عرفة ويوم عرفة يوم الحج الأكبر ويوم مغفرة الذنوب ويوم العتق من النيران ولولم يكن في عشر ذي الحجة إلا يوم عرفة لكفاها ذلك فضلاً عن عَائِشَة رضي الله عنها أن رَسُولَ الله rقال "ما من يَوْمٍ أَكْثَرَ من أَنْ يُعْتِقَ الله فيه عَبْدًا من النَّارِ من يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمْ الْمَلَائِكَةَ فيقول ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ"رواه مسلم معاشر المسلمين أيامٌ هذه فضائلها أيحسن بعاقل أن يفرط فيها ويدعها تمر كسائر الأيام ما أظنه والله الا محروم فطوبى لعبد استقبل هذه الأيامَ بالعمل الصالح الذي يقربه إلى ربه ومولاه ومن الأعمال التي شرع الله فعلها في أيام عشر ذي الحجة أداء مناسك الحج والعمرة. وهما أفضل ما يُعمل في عشر ذي الحجة فالعمرة الى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور جزاؤه الجنة لقوله صلى الله عليه وسلم (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)متفق عليه والحج المبرور هو الحج الموافق لهدي النبي r ومن الأعمال في عشر ذي الحجة أن الله شرع لعباده صيام هذه الأيام ما عدا اليوم العاشر وهو يوم النحر. وقد خص النبي صلى الله عليه وسلم صيام يوم عرفة من بين أيام عشر ذي الحجة بمزيد عناية، وبين فضل صيامه فقال: (صيام يوم عرفة احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده) [رواه مسلم].
ومن أجل الأعمال وأعظمها وأكثرها فضلاً في أيام العشر الصلاة في أوقاتها مع الجماعة والاكثار من النوافل في هذه الأيام فإنها من أفضل القربات قال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه (وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه)
ومن الأعمال في عشر ذي الحجة الصدقة وهي من الأعمال الصالحة التي يُستحب للمسلم الإكثار منها في هذه الأيام، وقد حث الله عليها فقال: (يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون) وقال r (كُلُّ امْرِئٍ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُفْصَلَ بَيْنَ النَّاسِ )
ومن الأعمال أيام عشر ذي الحجة الإكثار من ذكر الله ولا سيما التكبيرقال تعالى {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ} والأيام المعلومات هي أيام العشر عند جمهور العلماء، ويستحب الإكثار من ذكر الله في هذه العشر المباركة ولقد ذكر البخاري في صحيحه عن ابن عمر وأبي هريرة أنهما كانا يخرجان إلى السوق فيكبران ويكبر الناسُ بتكبيرهما وهذا من رحمة الله بعباده و التكبير نوعان الأول تكبير مطلق ويبدأ من أول يوم في شهر ذي الحجة إلى آخر أيام التشريق ومن صيغه الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد يجهر به الرجال وتخفيه النساء إظهاراً للعبادة، وإعلاناً بتعظيم الله تعالى النوع الثاني: تكبير مقيد (دبر الصلوات المكتوبات) ويبدأ من فجر يوم عرفة لغير الحاج ويستمر إلى غروب شمس آخر أيام التشريق وهو اليوم الثالث عشر
فاشكروا الله أيها المسلمون على هذه النعمة العظيمة واغتنموا خيرات هذه العشر ولا تكونوا من الغافلين. بارك الله لي ولكم في القرآن
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد الا اله الا الله وحده لاشريك له تعظيما لشأنه وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله الداعي الى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن أتبعهم واقتفى أثرهم الى يوم الدين أما بعد فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن مما يشرع في أيام العشر المباركة ذبح الأضاحي والأضحية سنة مؤكدة على أصح قول جمهور العلماء فإذا أراد أحد أن يضحي ودخل شهر ذي الحجة فإنه يحرم عليه أن يأخذ شيئاً من شعره أو أظفاره حتى يذبح أضحيته لحديث أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا رأيتم هلال ذي الحجة، وفي لفظ: «إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره» رواه أحمد ومسلم، وفي لفظ: « فلا يمس من شعره ولا بشره شيئاً». ومن نوى الأضحية أثناء العشر أمسك من حين نيته ولا إثم عليه فيما أخذه قبل النية .وهذا الحكم خاص بمن يضحي (يعني مالك الأضحية)، وإذا أخذ المضحي شيئاً من ذلك ناسياً أو جاهلاً، أو سقط الشعر بلا قصد فلا إثم عليه، وإن احتاج إلى أخذه فله أخذه ولا شيء عليه مثل أن ينكسرَ ظفره فيؤذيَه فيقصَه، أو ينزلَ الشعر في عينيه فيزيلَه، أو يحتاجَ إلى قصه لمداواة جرح ونحوه أما من يُضحَى عنه فلا يتعلق به المنع، وعلى هذا فيجوز لأهل المضحي أن يأخذوا من شعورهم في أيام العشر ألافاتقوا الله عباد الله وبادروا أعماركم بخير أعمالكم وإياكم أن تشغلكم الدنيا عن طاعة ربكم فإن ذلك هو الخسران المبين في الدنيا والآخرة قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ} الا وصلوا وسلموا ...
إخوة الايمان:إن الناظر لأحوال الناس اليوم ليعجب من تنافسهم في نيلِ مطامعِ الدّنيا الفانية وكأنهم يفرّون من فقرٍ محقَّق يُدَعّون إليه دَعًّا حتى وقَعوا فيما حذَّر منه النبيّ r بقوله (فَوَاللهِ مَا الفَقْرَ أَخْشَى عليكُمْ ولكنِّي أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ الدّنْيا عليكُمْ كما بُسِطَتْ على مَنْ كانَ قبلَكُم فَتَنافَسُوها كَما تَنافَسُوها فتُهْلِكَكُمْ كما أهلَكَتْهُم) واعلم يا عبدالله وقال تعالى{ وَابْتَغِ فِيمَا ءاتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} فأحذر يامن جعلت الدنيا اكبر همك واسمع لقول الحبيب صلى الله عليه وسلم (من كانت الآخرة هَمَّه جَعَلَ اللهُ غناه في قلبه وَجَمَعَ له شمله وَأَتَته الدنيا وهي راغمة وَمَن كانت الدُّنيا همَّه جَعَلَ اللهُ فقرَه بين عينيه وفَرَّق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قُدِّر له) اللهم لاتجعل الدنيا اكبر همنا أيها المسلمون بين الحين والحين تظللُ الناسَ سحابةٌ موسميةٌ تُمطر عليهم خيرًا بلا عدٍّ ولا حساب تُمحى بها الخطايا وتُغفر بها الزلات وتُرفع بها الدرجات فهنيئاً لمن تعرَّض لسحائب رحمة ربه فنال من خيرها وأصاب من غيثها فهاهي ايامٌ مباركة ستطرق أبوابَكم بعد أيام قلائل أيامٌ تُضاعف فيها الحسنات وتقال فيها العثرات يغفر الله فيها للمستغفرين ويجيب فيها السائلين إنها أيامُ العشر من ذي الحجة فاعمروها بالأعمال الصالحة يا عباد الله ولا تجعلوا أيامَكم سواء واعلموا أن كل يوم ينبلج فجرُه ينادي ابن آدم قائلاً له يا ابن آدم أنا خلْقٌ جديد وعلى عَمَلِكَ شهيد فاغتنم مني ما شئت فوالله لا أعود أبداً حتى تقوم الساعة؟واعلموا أنَّ كل يوم يمر على العبد لا يزداد فيه علماً يُقَرِّبُهُ من ربه فلا بُورك له في شمس هذا اليوم ؟واعلموا أنَّ مَن لم يكن إلى زيادة في طاعة الله فهو إلى نقصان؟ومن استوى يوماه فهو مغبون؟ فيا حسرةً على العباد غرتهم الدنيا وغرهم بالله الغرور ومضت أيام اعمارهم وهم في سكرة يعمهون نعم أيها المباركون ستظلنا بعد أيام سحابةُ أيام عشر ذي الحجة الأيام الفاضلة التي عظّم الله شأنها ورفع مكانتها واختُصت باجتماع أمهات العبادات فيها من صلاة ودعاء وصدقة وقراءة القرآن وذكر الله تعالى وبر الوالدين وصلة الأرحام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فكان العمل الصالح فيها أفضلَ منه في غيرها ولفضلها أقسم بها الله في كتابه فقال جل وعلا{وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}فالليالي العشر هي ليالي عشرذي الحجة والشفع هو يوم النحر والوتر هو يوم عرفة ويكفي اسْتِشْعاراً لفضلها أنَّ الجهادَ في سبيلِ اللهِ ، والذي هو ذَرْوةُ سَنَامِ الإسلامِ ، وأَعَدَّ اللهُ لأهله مائةَ درجة في الجنَّة لا يعادل أجرُه وثوابُهُ العملَ الصالحَ في مثلِ هذه الأيَّامِ فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ)فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ) ومن فضائل عشر ذي الحجة أنها افضل ايام الدنيا فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "أَفْضَلُ أَيَّامِ الْدُّنْيَا أَيَّامُ الْعَشْرِ"يَعْنِي عَشْرُ ذِي الحْجَّةِ صححه الألباني ومن فضائلها أن فيها يوم عرفة ويوم عرفة يوم الحج الأكبر ويوم مغفرة الذنوب ويوم العتق من النيران ولولم يكن في عشر ذي الحجة إلا يوم عرفة لكفاها ذلك فضلاً عن عَائِشَة رضي الله عنها أن رَسُولَ الله rقال "ما من يَوْمٍ أَكْثَرَ من أَنْ يُعْتِقَ الله فيه عَبْدًا من النَّارِ من يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمْ الْمَلَائِكَةَ فيقول ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ"رواه مسلم معاشر المسلمين أيامٌ هذه فضائلها أيحسن بعاقل أن يفرط فيها ويدعها تمر كسائر الأيام ما أظنه والله الا محروم فطوبى لعبد استقبل هذه الأيامَ بالعمل الصالح الذي يقربه إلى ربه ومولاه ومن الأعمال التي شرع الله فعلها في أيام عشر ذي الحجة أداء مناسك الحج والعمرة. وهما أفضل ما يُعمل في عشر ذي الحجة فالعمرة الى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور جزاؤه الجنة لقوله صلى الله عليه وسلم (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)متفق عليه والحج المبرور هو الحج الموافق لهدي النبي r ومن الأعمال في عشر ذي الحجة أن الله شرع لعباده صيام هذه الأيام ما عدا اليوم العاشر وهو يوم النحر. وقد خص النبي صلى الله عليه وسلم صيام يوم عرفة من بين أيام عشر ذي الحجة بمزيد عناية، وبين فضل صيامه فقال: (صيام يوم عرفة احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده) [رواه مسلم].
ومن أجل الأعمال وأعظمها وأكثرها فضلاً في أيام العشر الصلاة في أوقاتها مع الجماعة والاكثار من النوافل في هذه الأيام فإنها من أفضل القربات قال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه (وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه)
ومن الأعمال في عشر ذي الحجة الصدقة وهي من الأعمال الصالحة التي يُستحب للمسلم الإكثار منها في هذه الأيام، وقد حث الله عليها فقال: (يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون) وقال r (كُلُّ امْرِئٍ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُفْصَلَ بَيْنَ النَّاسِ )
ومن الأعمال أيام عشر ذي الحجة الإكثار من ذكر الله ولا سيما التكبيرقال تعالى {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ} والأيام المعلومات هي أيام العشر عند جمهور العلماء، ويستحب الإكثار من ذكر الله في هذه العشر المباركة ولقد ذكر البخاري في صحيحه عن ابن عمر وأبي هريرة أنهما كانا يخرجان إلى السوق فيكبران ويكبر الناسُ بتكبيرهما وهذا من رحمة الله بعباده و التكبير نوعان الأول تكبير مطلق ويبدأ من أول يوم في شهر ذي الحجة إلى آخر أيام التشريق ومن صيغه الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد يجهر به الرجال وتخفيه النساء إظهاراً للعبادة، وإعلاناً بتعظيم الله تعالى النوع الثاني: تكبير مقيد (دبر الصلوات المكتوبات) ويبدأ من فجر يوم عرفة لغير الحاج ويستمر إلى غروب شمس آخر أيام التشريق وهو اليوم الثالث عشر
فاشكروا الله أيها المسلمون على هذه النعمة العظيمة واغتنموا خيرات هذه العشر ولا تكونوا من الغافلين. بارك الله لي ولكم في القرآن
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد الا اله الا الله وحده لاشريك له تعظيما لشأنه وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله الداعي الى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن أتبعهم واقتفى أثرهم الى يوم الدين أما بعد فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن مما يشرع في أيام العشر المباركة ذبح الأضاحي والأضحية سنة مؤكدة على أصح قول جمهور العلماء فإذا أراد أحد أن يضحي ودخل شهر ذي الحجة فإنه يحرم عليه أن يأخذ شيئاً من شعره أو أظفاره حتى يذبح أضحيته لحديث أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا رأيتم هلال ذي الحجة، وفي لفظ: «إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره» رواه أحمد ومسلم، وفي لفظ: « فلا يمس من شعره ولا بشره شيئاً». ومن نوى الأضحية أثناء العشر أمسك من حين نيته ولا إثم عليه فيما أخذه قبل النية .وهذا الحكم خاص بمن يضحي (يعني مالك الأضحية)، وإذا أخذ المضحي شيئاً من ذلك ناسياً أو جاهلاً، أو سقط الشعر بلا قصد فلا إثم عليه، وإن احتاج إلى أخذه فله أخذه ولا شيء عليه مثل أن ينكسرَ ظفره فيؤذيَه فيقصَه، أو ينزلَ الشعر في عينيه فيزيلَه، أو يحتاجَ إلى قصه لمداواة جرح ونحوه أما من يُضحَى عنه فلا يتعلق به المنع، وعلى هذا فيجوز لأهل المضحي أن يأخذوا من شعورهم في أيام العشر ألافاتقوا الله عباد الله وبادروا أعماركم بخير أعمالكم وإياكم أن تشغلكم الدنيا عن طاعة ربكم فإن ذلك هو الخسران المبين في الدنيا والآخرة قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ} الا وصلوا وسلموا ...