العشر الأواخر من رمضان - مشكولة - PDF + DOC

عبدالله اليابس
1443/09/19 - 2022/04/20 14:36PM

العشر الأواخر من رمضان              الجمعة 21/9/1443هـ

الحَمْدُ للهِ الذِي مَنَّ عَلَينَا بِشَرِيعَةِ الإِسْلَامِ، وَشَرَعَ لَنَا مَا يُقَرِّبُ إِلَيهِ مِنْ صَالِحِ الأَعْمَالِ، الحَمْدُ للهِ الذِي أَنْعَمَ عَلَينَا بِتَيْسِيرِ الصِّيَامِ وَالقِيَامِ، وَجَعَلَ ثَوَابَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ تَكْفِيرَ الخَطَايَا وَالآثَامِ، وَأَشْهَدُ أَلّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ذُو الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَفْضَلُ مَنْ صَلَّى وَزَكَّى وَحَجَّ وَصَامَ، صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ.. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}.

يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.. اِسْتَقْبَلْنَا لَيْلَةَ الأَمْسِ العَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ، وَهَذِهِ العَشْرُ مِنَ الأَيَّامِ التِي كَانَتْ مَوْضِعَ تَعْظِيْمٍ مِنَ السَلَفِ الصَالِحِ رَحِمَهُمُ اللهُ، قَالَ أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ رَحِمَهُ اللهُ: "كَانُوا يُعَظِّمونَ ثَلَاثَ عَشَراتٍ: العَشْرُ الأَخِيرُ مِنْ رَمَضَانَ، وَالعَشْرُ الأَوَّلُ مِنْ ذِي الحِجَةِ، والعَشْرُ الأَوَّلُ مِنْ مُحرَّم".

وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَتِ العَشْرُ يَجْتَهِدُ فِي العِبَادَةِ، وَيَنْقَطِعُ إِلَيْهَا، جَاءَ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أنَّهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ.

وَفِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ عَنْهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَجْتَهِدُ فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ مَا لَا يَجْتَهِدُ فِي غَيرِهِ.

 وَإِذَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَجْتَهِدُ فِي أوَّلِ أَيَّامِ رَمَضَانَ، فَإِنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يُضَاعِفُ اِجْتِهَادَهُ فِي لَيَالِي العَشْرِ الأخِيْرَة، رَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَخْلِطُ العِشْرِينَ بِصَلَاةٍ وَنَومٍ، فَإِذَا كَانَ العَشْرُ، شَمَّرَ وَشَدَّ المِئزَرَ -أَوْ شَدَّ الإِزَارَ- وَشَمَّرَ.

وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي العَشْرِ يَحْرِصُ عَلَى إِيْقَاظِ أَهْلِهِ لِلْصَلَاةِ، قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يُوقِظُ أَهْلَهُ فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، وَكُلَّ صَغِيِرٍ وَكَبِيرٍ يُطِيقُ الصَّلَاةَ.

كَانَتِ اِمْرَأَةُ حَبِيبٍ أَبِي مُحَمَّدٍ رَحِمَهُمَا اللهُ تَقُولُ لَهُ بِاللَّيلِ: "قَدْ ذَهَبَ اللَّيْلُ، وَبَيْنَ أَيْدِينَا طَرِيقٌ بَعِيدٌ، وَزَادٌ قَلِيلٌ، وَقَوَافِلُ الصَّالِحِينَ قَدْ سَارَتْ قُدَّامَنَا، وَنَحْنُ قَدْ بَقِينَا".

يَا نَائِمَ اللَّيلِ كَمْ تَرْقُدُ؟ *** قُمْ يَا حِبِيبِي قَدْ دَنَا الـمُوْعِدُ

وَخُذْ مِنَ اللَّيلِ وَأَوْقَاتِهِ *** وِرْدًا إِذَا مَا هَجَعَ الرُّقَّدُ

مَنْ نَامَ حَتَّى يَنْقَضِي لَيْلُهُ *** لَمْ يَبْلُغِ الـمَنْزِلَ أَوْ يَجْهَدُ

قُلْ لِذَوِي الأَلْبَابِ أَهْلِ التُّقَى *** قَنْطَرَةُ العَرْضِ لَكُمْ مَوْعِدُ

كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْتَكِفُ فِي الـمَسْجِدِ جَمَيْعَ العَشْرِ الأَوَاخِرِ، فَفِي الصَّحِيحَيِنِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم َكَانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللهُ تَعَالَى.

وَفِي صَحِيحِ البُخَارِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَعْتَكِفُ فِي كُلِّ رَمَضَانَ عَشَرَةَ أَيَّامٍ، فَلَمَّا كَانَ العَامُ الذِي قُبِضَ فِيهِ اِعْتَكَفَ عِشْرِينَ.

قَالَ اِبْنُ رَجَبٍ رَحِمَهُ اللهُ: "وَإِنَّمَا كَانَ يَعْتَكِفُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا العَشْرِ التِي يَطْلُبُ فِيهَا لَيْلَةَ القَدْرِ: قَطْعًا لِإِشْغَالِهِ، وَتَفْرِيغًا لِلَيَالِيهِ، وَتَخَلِّيَاً لِمُنَاجَاةِ رَبِّهِ وَذِكْرِهِ وَدُعَائِهِ، وَكَانَ يَحْتَجِرُ حَصِيرًا يَتَخَلَّى فِيهَا عَنِ النَّاسِ، فَلَا يُخَالِطُهُمْ، وَلَا يَشْتَغِلُ بِهِمْ".

أَيُّهَا الإِخْوَةُ.. هَذَا الاِجْتِهَادُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي لَيَالِي العَشْرِ إِنَّمَا كَانَ لِأَجْلِ طَلَبِ الأَجْرِ، وَتَحَرِيَّاً لِلَيْلَةِ القَدْرِ.

وَقَدْ تَبِعَ سَلَفُ الأُمَّةِ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِكَ، وَكَانُوا يَسْتَعِدُّونَ وَيَتَحَرَّوْنَ لَيْلَةَ القَدْرِ.

قَالَ اِبْنُ جَرِيرٍ رَحِمَهُ اللهُ: "كَانُوا يَسْتَحِبُّونَ أَنْ يَغْتَسِلُوا كُلَّ لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ، وَكَانَ النَّخَعِيُّ رَحِمَهُ اللهُ يَغْتَسِلُ فِي العَشْرِ كُلَّ لَيْلَةٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ كَانَ يَغْتَسِلُ وَيَتَطَيَّبُ فِي الَّليَالِي التِي تَكُونُ أَرْجَى لِلَيْلَةِ القَدْرِ، رُوِيَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ إِذَا كَانَ لَيْلَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ اِغْتَسَلَ وَتَطَيَّبَ وَلَبِسَ حُلَّةً: إِزَارًا أَوْ رِدَاءً، فَإِذَا أَصْبَحَ طَوَاهُمَا فَلَمْ يَلْبَسْهُمَا إِلَى مِثْلِهَا مِنْ قَابِلْ، وَقَالَ حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ رَحِمَهُ اللهُ: كَانَ ثَابِتُ البُنَانِيُّ وَحَمِيدُ الطَّوِيلُ رَحِمَهُمَا اللهُ يَلْبَسَانِ أَحْسَنَ ثِيَابِهِمَا، وَيَتَطَيَّبَانِ، وَيُطَيِّبُونَ الـمَسْجِدَ بِالنُّضُوحِ وَالدُّخْنَةِ فِي اللَّيْلَةِ التِي تُرْجَى فِيهَا لَيْلَةُ القَدْرِ، (وَالنُّضُوحِ: طِيْبٌ فَوَّاحُ الرَّائِحَةِ، والدُّخْنَةُ: مَا يُتَبَخَّرُ بِهِ مِنَ الطَّيِبْ).

بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الآيات وَالذِّكْرَ الْحَكِيمَ، قَدْ قُلْتُ مَا سَمِعْتُم وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الخطبة الثانية

الْحَمْدُ للهِ عَلَى إحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَاِمْتِنَانِهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شريكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الداعي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ وَسُلَّمُ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آله وَإِخْوَانِهِ، وَمَنْ سَارَ عَلَى نَهْجِهِ وَاِقْتَفَى أثَرَهُ وَاِسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}.

يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. لَيْلَةُ القَدْرِ دُرَّةُ لَيَالِي العُمُرِ كُلِّهِ، وَمَنْ فَازَ فِيْهَا فَقَد فَازَ، وَمَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ، فَحَرِيُّ بِالـمُسْلِمٍ أَنْ يَنْقَطِعَ إِلَى رَبِّهِ التِمَاسًا لِفَضْلِ هَذِهِ اللَّيْلَةِ.

كَانَ بَعْضُهُمْ لَا يَزَالُ مُنْفَرِدًا فِي بَيْتِهِ، خَالِيًا بِرَبِّهِ، فَقِيلَ لَهُ: أَمَا تَسْتَوْحِش؟ قَالَ: كَيْفَ أَسْتَوْحِشُ وَهُوَ يَقُولُ: أَنَا جَلِيسُ مَنْ ذَكَرَنِي.

قَالَ اِبْنُ رَجَبٍ رَحِمَهُ اللهُ: "يَا لَيْلَةَ القَدْرِ لِلْعَابِدِينَ اِشْهَدِي، يَا أَقْدَامَ القَانِتِينَ اِرْكَعِي لِرَبِّكِ وَاِسْجُدِي، يَا أَلْسِنَةَ السَّائِلِينَ جِدِّي فِي الـمَسْأَلَةِ وَاِجْتَهِدِي.

يَا رِجَالَ اللَّيلِ جِدُّوا *** رُبَّ دَاعٍ لَا يُرَدُّ

مَا يَقُومُ اللَّيلَ إِلَا *** مَنْ لَهُ عَزْمٌ وَجِدُّ

يَا مَنْ ضَاعَ عُمُرُهُ بِلَا شَيءٍ اِسْتَدْرِكْ مَا فَاتَكَ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ، فَإِنَّهَا تُحْسَبُ بِالعُمُرِ"، {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ* تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ).

فِي الصَّحِيحَينِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: (مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَاناً وَاِحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ).

فَالـمُبَادَرَةَ إِلَى اِغْتِنَامِ العَمَلِ فِيمَا بَقِيَ مِنَ الشَّهْرِ، فَعَسَى أَنْ يُسْتَدْرَكَ بِهِ مَا فَاتَ مِنْ ضَيَاعِ العُمُرِ.

تَوَلَّى العُمْرُ فِي سَهْوٍ *** وَفِي لَهْوٍ وَفِي خُسْرِ

فَيَا ضَيْعَةَ مَا أَنْفَقْتُ *** فِي الأَيَّامِ مِنْ عُمْرِي

وَمَالِي فِي الذِّي ضَيَّعْتُ *** مِنْ عُمْرِيَ مِنْ عُذْرِ

فَمَا أَغْفَلَنَا مِنْ وَا ***جِبَاتِ الحَمْدِ وَالشُّكْرِ

أَمَا قَدْ خَصَّنَا اللهُ *** بِشَهْرٍ أَيَّمَا شَهْرِ

بِشَهْرٍ أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ *** فِيهِ أَشْرَفَ الذِّكْرِ

وَهَلْ يُشْبِهُهُ شَهْرٌ *** وَفِيهِ لَيْلَةُ القَدْرِ

فَكَمْ مِنْ خَبَرٍ صَحَّ *** بِمَا فِيهَا مِنَ الخَيْرِ

رَوَيْنَا عَنْ ثِقَاتٍ أَنَّــ *** ــهَا تُطْلَبُ فِي الوِتْرِ

فَطُوبَى لِامْرِىٍء يَطُلُــ *** ــبُهَا فِي هَذِهِ العَشْرِ

فَفَيهَا تَنْزِلُ الأَمْــ *** ــلَاكُ بِالأَنْوَارِ وَالبِرِّ

وَقَدْ قَالَ {سَلامٌ هِيَ *** حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}

أَلَا فَادَّخِرْهَا إِنَّـــ *** ــهَا مِنْ أَنْفَسِ الذُّخْرِ

فَكَمْ مِنْ مُعْتَقٍ فِيهَا *** مِنَ النَّارِ وَلَا يَدْرِي

فَاللَّهُمَّ بَلِّغْنَا لَيْلَةَ القَدْرِ، وَوَفِقْنَا لِاغْتِنَامِهَا، وَاِجْعَلْنَا مِمِّنْ يَقُومُهَا إِيْمَانًا وَاِحْتِسَابًا، وَأَعْتِقْنَا فِيهَا مِنَ النَّار، وَتَقَبَّلْ مِنَّا يَا ذَا الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ.

يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. اِعْلَمُوا أَنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ أَمَرَنَا بِالصَّلَاَةِ عَلَى نَبِيهِ مُحَمٍّدِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعَلَ لِلصَّلَاَةِ عَلَيْهِ فِي هَذَا الْيَوْمِ وَالْإكْثَارَ مِنْهَا مَزِيَّةً عَلَى غَيْرِهِ مِنَ الْأيَّامِ، فَاللهَمَّ صَلِّ وَسَلِّم وَبَارِك عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلهِ وَصَحبِهِ أَجَمْعَيْن.

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَامَ وَالـمُسْلِمِيْنَ، وَأَذِلَّ الشِرْكَ والـمُشْرِكِيْنَ، وَاِحْمِ حَوْزَةَ الدِّيْنِ، وَاِجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنَّاً وَسَائِرَ بِلَادِ الـمُسْلِمِيِنَ، اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي دُورِنَا، وَأَصْلِحَ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَاِجْعَلْ وَلَايَتَناَ فِي مَنْ خَافَكَ وَاِتَّبَعَ رِضَاكَ يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ.

اللَّهُمَّ اِغْفِرْ لِلْمُسْلِميْنَ وَالـمُسْلِمَاتِ، وَالـمُؤْمِنيْنَ والـمُؤْمِنَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدَعَواتِ.

 عِبَادَ اللهِ.. إِنَّ اللهَ يَأْمَرُ بِالْعَدْلِ وَالْإحْسَانِ وإيتاءِ ذِي الْقُرْبَى، وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكِرِ وَالْبَغِيِّ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، فَاِذكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ الْجَلِيلَ يَذكُركُمْ، وَاُشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكرُ اللهُ أكْبَرُ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

المرفقات

1650465341_العشر الأواخر من رمضان 21-9-1443.docx

1650465343_العشر الأواخر من رمضان 21-9-1443.pdf

المشاهدات 2793 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا