العشر الأواخر من رمضان (مختصرة)
طلال شنيف الصبحي
1438/09/20 - 2017/06/15 15:14PM
العشر الأواخر 20 /9 / 1438 هـ
إن الحمد لله نحمدك ربي ونستعينك ونستغفرك ونتوب إليك، نشكرك يا مولانا أن مننت علينا ببلوغ العشر الأواخر من رمضان، التي فضلتها بما خصصتها من المزايا والآثار، وأكرمت هذه الأمةَ فيها بليلةٍ عظيمة المقدار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، جعل في تعاقب الليل والنهار عبرة لأولي الأبصار، وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله المصطفى المختار صلى الله عليه وعلى آله الأطهار وصحابته المهاجرين منهم والأنصار والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما تعاقب الليل والنهار وسلم تسليما كثيرا. ( يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )
عباد اللله:ولا زالت ركائب أهل الإيمان تغرف من غنائم رمضان،فنهارهم معه برٌّ وإحسان،وليلهم فيه مناجاة وقرآن.بيوت الله عامرة فيه بالركع السجود ، والأنفس معه سخية بالبذل والجود.
دعوات أهل الصيام قد تلجلجت في حناجرها، يرجون رحمة ربهم، ويخافون عذابه، إن عذاب ربك كان محذورًا
مضت أيام رمضان ولياليه الحسان، وربكم الجواد يجود على أهل الإيمان والإحسان.فسلامٌ على شهر الصيام، سلام على شهر القرآن والقيام، سلام على من علمنا معنى العبودية، ولذة الطاعة،سلام على من درَّبنا على مكارم الخلال ومحاسن الفعال. سلام عليك يا شهر الصيام يوم أقبلت، ويوم حللت، وسلام عليك إذا ترحَّلت .
تصرم رمضان وتتابعت لياليه، وها نحن نعيش أفضل أوقاته الفاضلات، فيه ليلة مفضَّلة على ألف شهر، فأيامكم هذه هي أنفس ساعات العمر، وأغلى دقائق الحياة،محروم والله من أشغل نفسه فيها بالمفضولات عن الفاضلات.وخاسر يقينًا من أرخصها وضيَّعها ، فهو لما سواها أضيع. هذه الأيام عرف قدرها وشرفها أعلم الناس بشرف الأيام وفضل الليالي محمدٌ صلى الله عليه وسلم ، فكان إذا دخل العشر شحَّ بوقته ، ولزم معتكفه، وأوقف يومه وليلته في عبادة ربه.كان إذا دخل العشر جدَّ واجتهد ، وشد المئزر، وأيقظ الأهل ، فلا جفن يغمضه ، ولا فراش يعرفه ، وإنما هو إحياءٌ لليل كلِّه. إحياء بالقرآن تاليًا وقانتًا، وإحياء بالذكر، وإحياء بالدعاء والاستغفار. فيا طلاب القمم والسناء ، ويا رواد الرفعة والسماء ، هذا هو الفخر والعز والشرف،
بذلكم أخبر أمين السماء جبريل عليه السلام لأمين الأرض محمد صلى الله عليه وسلم فقال له :
يَا مُحَمَّدُ ، عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ ، وَأَحْبِبْ مَنْ أَحْبَبْتَ فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ ، وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَجْزِيٌّ بِهِ، واعلم أنَّ شَرَفَ الْمُؤْمِنِ قِيَامُ اللَّيْلِ ، وَعِزَّهُ اسْتِغْنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ.رواه الطيالسي والطبراني وصححه الحاكم .
كيف وإذا كان هذا القيام في ليلة مباركة شريفة عظيمة عند أهل السماء وأهل الأرض، فيها نزل القرآن، وفيها تجري أقلام القضاء بالسعادة والشقاء ( فيها يفرق كل أمر حكيم ) ، هي ليلة سلام وبركة واطمئنان، هي ليلة الرحمة والمغفرة ، ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدَّم من ذنبه، قالها من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم .
نعم ، خفي تعيين هذه الليلة امتحانًا واختبارًا ، ليتبين العالمون والصادقون، ومن حرص على شيءٍ جدَّ في طلبه ، وهان عليه ما يلقى في تعبه ، بيد أنَّ أرجى لياليها هي السبع الأواخر من رمضان ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (أُرَى رُؤْيَاكُمْ قَدْ تَوَاطَأَتْ فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ، فَمَنْ كَانَ مُتَحَرِّيَهَا فَلْيَتَحَرَّهَا فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ) .
وروى مسلم في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (التمسوها في العشر الأواخر ـ يعني ليلة القدر ـ فإن ضعف أحدكم أو عجز فلا يغلبن على السبع البواقي) .
فجاهدوا أنفسكم على قيام هذه الليالي المعدوادت ، واصبروا على إحياء لياليها، وإن لمست يا عبد الله من نفسك فتورًا ، أو رأيت منها تقصيرًا ، فشوقها بقول الحق سبحانه :(تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) بارك الله
الخطبة الثانية:
عباد الله: يا أهل الصيام والقيام ، يا من ترجون نوال الله ورضاه، اعلموا رحمكم الله : أنَّ أعلى مقامات العبودية لله تعالى، وأكمل صور الانكسار بين يديه هو في مقام الدعاء، اختصر النبي صلى الله عليه وسلم العبادة فيه ، فقال: ( الدعاء هو العبادة) ، وقال: (ليس شيء أكرم على الله من الدعاء)
وحدَّثنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن الله العظيم الجليل، بكبريائه واستغنائه عن خلقه يستحي من عبده إذا رفع يديه أن يردهما صفرًا .
فيا أيها الصوام ، ألحُّو في عشركم بالدعاء، وألظوا بالسؤال، وتضرعوا إلى ربكم في جُنح الظلام، وابتهلوا إليه بصدق وإخلاص، قدِّموا بين يدي سؤْلكم صدقات ، فهو من أسباب إجابة الدعوات.
لا تسأموا ولا تستبطئوا الإجابة ، فالدعاء كله خير ، ولا يأت إلا بخير، وربكم العليم الحكيم قد يؤخر إجابة دعاء عبده لأنه يحب انكساره، وتذلُلَه بين يديه.
إن الحمد لله نحمدك ربي ونستعينك ونستغفرك ونتوب إليك، نشكرك يا مولانا أن مننت علينا ببلوغ العشر الأواخر من رمضان، التي فضلتها بما خصصتها من المزايا والآثار، وأكرمت هذه الأمةَ فيها بليلةٍ عظيمة المقدار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، جعل في تعاقب الليل والنهار عبرة لأولي الأبصار، وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله المصطفى المختار صلى الله عليه وعلى آله الأطهار وصحابته المهاجرين منهم والأنصار والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما تعاقب الليل والنهار وسلم تسليما كثيرا. ( يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )
عباد اللله:ولا زالت ركائب أهل الإيمان تغرف من غنائم رمضان،فنهارهم معه برٌّ وإحسان،وليلهم فيه مناجاة وقرآن.بيوت الله عامرة فيه بالركع السجود ، والأنفس معه سخية بالبذل والجود.
دعوات أهل الصيام قد تلجلجت في حناجرها، يرجون رحمة ربهم، ويخافون عذابه، إن عذاب ربك كان محذورًا
مضت أيام رمضان ولياليه الحسان، وربكم الجواد يجود على أهل الإيمان والإحسان.فسلامٌ على شهر الصيام، سلام على شهر القرآن والقيام، سلام على من علمنا معنى العبودية، ولذة الطاعة،سلام على من درَّبنا على مكارم الخلال ومحاسن الفعال. سلام عليك يا شهر الصيام يوم أقبلت، ويوم حللت، وسلام عليك إذا ترحَّلت .
تصرم رمضان وتتابعت لياليه، وها نحن نعيش أفضل أوقاته الفاضلات، فيه ليلة مفضَّلة على ألف شهر، فأيامكم هذه هي أنفس ساعات العمر، وأغلى دقائق الحياة،محروم والله من أشغل نفسه فيها بالمفضولات عن الفاضلات.وخاسر يقينًا من أرخصها وضيَّعها ، فهو لما سواها أضيع. هذه الأيام عرف قدرها وشرفها أعلم الناس بشرف الأيام وفضل الليالي محمدٌ صلى الله عليه وسلم ، فكان إذا دخل العشر شحَّ بوقته ، ولزم معتكفه، وأوقف يومه وليلته في عبادة ربه.كان إذا دخل العشر جدَّ واجتهد ، وشد المئزر، وأيقظ الأهل ، فلا جفن يغمضه ، ولا فراش يعرفه ، وإنما هو إحياءٌ لليل كلِّه. إحياء بالقرآن تاليًا وقانتًا، وإحياء بالذكر، وإحياء بالدعاء والاستغفار. فيا طلاب القمم والسناء ، ويا رواد الرفعة والسماء ، هذا هو الفخر والعز والشرف،
بذلكم أخبر أمين السماء جبريل عليه السلام لأمين الأرض محمد صلى الله عليه وسلم فقال له :
يَا مُحَمَّدُ ، عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ ، وَأَحْبِبْ مَنْ أَحْبَبْتَ فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ ، وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَجْزِيٌّ بِهِ، واعلم أنَّ شَرَفَ الْمُؤْمِنِ قِيَامُ اللَّيْلِ ، وَعِزَّهُ اسْتِغْنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ.رواه الطيالسي والطبراني وصححه الحاكم .
كيف وإذا كان هذا القيام في ليلة مباركة شريفة عظيمة عند أهل السماء وأهل الأرض، فيها نزل القرآن، وفيها تجري أقلام القضاء بالسعادة والشقاء ( فيها يفرق كل أمر حكيم ) ، هي ليلة سلام وبركة واطمئنان، هي ليلة الرحمة والمغفرة ، ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدَّم من ذنبه، قالها من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم .
نعم ، خفي تعيين هذه الليلة امتحانًا واختبارًا ، ليتبين العالمون والصادقون، ومن حرص على شيءٍ جدَّ في طلبه ، وهان عليه ما يلقى في تعبه ، بيد أنَّ أرجى لياليها هي السبع الأواخر من رمضان ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (أُرَى رُؤْيَاكُمْ قَدْ تَوَاطَأَتْ فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ، فَمَنْ كَانَ مُتَحَرِّيَهَا فَلْيَتَحَرَّهَا فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ) .
وروى مسلم في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (التمسوها في العشر الأواخر ـ يعني ليلة القدر ـ فإن ضعف أحدكم أو عجز فلا يغلبن على السبع البواقي) .
فجاهدوا أنفسكم على قيام هذه الليالي المعدوادت ، واصبروا على إحياء لياليها، وإن لمست يا عبد الله من نفسك فتورًا ، أو رأيت منها تقصيرًا ، فشوقها بقول الحق سبحانه :(تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) بارك الله
الخطبة الثانية:
عباد الله: يا أهل الصيام والقيام ، يا من ترجون نوال الله ورضاه، اعلموا رحمكم الله : أنَّ أعلى مقامات العبودية لله تعالى، وأكمل صور الانكسار بين يديه هو في مقام الدعاء، اختصر النبي صلى الله عليه وسلم العبادة فيه ، فقال: ( الدعاء هو العبادة) ، وقال: (ليس شيء أكرم على الله من الدعاء)
وحدَّثنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن الله العظيم الجليل، بكبريائه واستغنائه عن خلقه يستحي من عبده إذا رفع يديه أن يردهما صفرًا .
فيا أيها الصوام ، ألحُّو في عشركم بالدعاء، وألظوا بالسؤال، وتضرعوا إلى ربكم في جُنح الظلام، وابتهلوا إليه بصدق وإخلاص، قدِّموا بين يدي سؤْلكم صدقات ، فهو من أسباب إجابة الدعوات.
لا تسأموا ولا تستبطئوا الإجابة ، فالدعاء كله خير ، ولا يأت إلا بخير، وربكم العليم الحكيم قد يؤخر إجابة دعاء عبده لأنه يحب انكساره، وتذلُلَه بين يديه.
المرفقات
العشر الأواخر مختصرة.docx
العشر الأواخر مختصرة.docx