العَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ - لَيْلَةُ الْقَدْرِ

محمد البدر
1437/09/18 - 2016/06/23 23:56PM
[align=justify]الْخُطْبَةِ الأُولَى:
أَمَّا بَعْدُ : عِبَادَ اللَّهِ: قَالَ تَعَالَى: ﴿ إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾ .
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
عِبَادَ اللَّهِ:ها قد أقبلت العشر الأواخر من رمضان فأحيوها بكثرة الطاعات والقربات طلبا لنيل رضا الرحمن وإن مما يزيد العشرَ الأواخر فضلاً وبركة أن فيها ليلة القدر، وهي ليلة عظيمة وشريفة، تعدل عبادتُها ثلاثًا وثمانين سنة وأربعة أشهر .
عِبَادَ اللَّهِ: اطلبوا الليلةَ العظيمة التي لا يحرم خيرها إلا محروم ، ليلةُ نزول القرآن ، ليلةُ الرحمة والغفران ، ليلةٌ هِيَ أمّ الليالي، كثيرةُ البرَكات، عزِيزَة السّاعات، القليلُ منَ العمَلِ فيها كَثير، والكثيرُ منه مضَاعَف، ليلة ينزِل من السماءِ خَلقٌ عَظيم لشُهودِ تلك اللّيلة،لَيلةُ سلامٍ وبَرَكاتٍ على هذِهِ الأمّة .
ليلةٌ من قامها إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عن النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ : «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَاناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ » متفقٌ عَلَيْهِ .
فيا حسرة من فاتته هذه الليلة في سنواته الماضية ، ويا أسفى على من لم يجتهد فيها في الليالي القادمة .
ومن فضائل هذه الليلة :نزول القرآن فيها قَالَ تَعَالَى: ﴿ إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ .
وهي الليلة المباركة : قَالَ تَعَالَى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ﴾ .
ويكتب الله تعالى فيها الآجال والأرزاق خلال العام قَالَ تَعَالَى: ﴿ فِيهَا يُفَرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ .
عِبَادَ اللَّهِ:إن ليلة القدر تُطلب في أوتار العشر الأواخر من رمضان، فإن ضعُف العبدُ أو عجَزَ عن قيام العشر كلها، فلا يُغْلَبَنَّ على السبع الأواخر؛ فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ - يَعْنِي لَيْلَةَ الْقَدْرِ - فَإِنْ ضَعُفَ أَحَدُكُمْ أَوْ عَجَزَ، فَلَا يُغْلَبَنَّ عَلَى السَّبْعِ الْبَوَاقِي»رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
فاجتهدوا -يا عِبَادَ اللَّهِ - في هذه البواقي من ليالي الشهر، وأكثروا فيها من الصلاة والأذكار، والدعاء والاستغفار وتلاوة القرآن، فَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيَّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ, مَا أَقُولُ فِيهَا ? قَالَقُولِي : «اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي»رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ .
عِبَادَ اللَّهِ:كان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يجتهد في العشر مالا يجتهد في غيره فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:« إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
ويشمل الاجتهاد فيها بكل طاعة وكل عبادة تقرِّب إلى الله من قرآة القرآن، والإكثار من ذكر الله تعالى والصلاة والاعتكاف والصدقة و المسارعة في الخيرات،وصلة الأرحام، والإحسان إلى عباد الله، وغير ذلك من الأعمال الصالحات، وينبغي علينا الاقتداء بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ذلك،بإيقاظ الأهل والأولاد وحثهم على إحياء هذه العشر المباركة أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُم فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم .......

الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:
أَمَّا بَعْدُ:عِبَادَ اللَّهِ: في هذه الليالي المباركة نلاحظ والله المستعان أن المساجد تُهجر أو يقل فيها عدد المصلين وتضعف الطاعات وتُعمر الأسواق في أعظم ليالي السنة وأفضلها ،وهذا من الحِرْمان الواضح والخسران المبين، فسبحان الله تأتي هذه الليالي المباركة، وتنتهي وكثير من الناس في غفلة لا هون، لا يهتمون لها ولا يستفيدون منها، ويسهرون الليل كله أو معظمه في مالا فائدة فيه ، والعبدُ في هذه الليالي المباركة مفتقرٌ إلى محوِ أدران خطاياه والانكسار بين يدَي اللهِ والافتقارِ إليه، ومِن أرجَى أحوال التذلُّل الاعتكاف في بيتٍ من بيوت الله طلبًا لعفوِ الله، وكان نبيُّنا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعتَكف العشرَ الأخيرةَ من رمَضان.
عِبَادَ اللَّهِ:كانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخصُّ الليالي العشر من رمضان بالاعتكاف طلبًا لليلة القدر .
فعَنْ عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :«أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
عِبَادَ اللَّهِ:وفي العشر كان عليه الصَّلاة والسَّلام يجتهد في التَّهجد في هذه اللَّيالي أكثر من تهجده في أوَّل الشَّهر.‏ الا وصلوا ....
[/align]


http://e.top4top.net/p_174bwwe1.gif http://b.top4top.net/p_174q2bt2.gif http://c.top4top.net/p_1749slk3.jpg
المشاهدات 1592 | التعليقات 0