العشر

                               العشر               26/11/1444هـ

الحمد لله والله أكبر ، عطاؤه أكثر ، نعماؤه أظهر ، أشهد أن لا إله حق غيره يُعبد ويُذكر ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الطاهر المطهَّر ، اللهم صل وسلم عليه وآله وأصحابه وأتباعه السادات الغُرَر وبعد

في الصحيحين يقول ﷺ : ( إِنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ ) فاتقوا النار ، ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما .

الملِك الكريمُ سبحانه أعطانا فأجزل ، وأنعم علينا فأفضل ، فوالى علينا مواسم الخيرات فهذا قد انتهى وذاك أقبل ، أيام قلائل والموسم العظيم يُظلِّكُم ، والوافدُ الكريم يفِد إليكم ، إنها عشر ذي الحجة ، عشرٌ في تعدادِها ، وعن ألف عشرٍ وعشرٍ في قدرها ، فيا سُعد من أدرك ، ويا هناء من وُفق ، فغرةُ أيام العام هي ، أيامٌ أجورها عظيمة ، والعمل فيها غنيمة في صحيح البخاري يقول ﷺ: ( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إليهن من هذه العشر يعني عشر ذي الحجة قالوا ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله ) . أيها المصلي قف ! قف متدبراً وانظر متفكراً الجهاد تباع فيه النفوس تسفك في الدماء ليس أشرفَ على الله من طاعات هذه الأيام ، فيا لحرمان من ضيع هذه الأيام بعيداً عن طاعة الرحمن ، يا لحرمان من كانت عنده أيام ذي القَعدة وأيام عشر ذي الحِجة سيِّان .

يا مريد الجنَّة أعظم أيام الدنيا أمامك هي الأيام المعلومات وفيها الأيام المعدودات وقد اجتمعت فيها أمهات العبادات صلاة وصيام وصدقة وحج لبيت الله الحرام .

 قَالَ ابْنُ رَجَبٍ –رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-:( هَذَا حَدِيثٌ عَظِيمٌ جَلِيلٌ.. يَدُلُّ عَلَى أَنَّ عَشْرَ ذِي الْحِجَّةِ أفْضَلُ مِنْ عَشْرِ رَمَضَانَ، لَيَالِيِهِ وَأَيَّامِهِ. ونَوَافِلُ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ أفْضَلُ مِنْ نَوَافِلِ عَشْرِ رَمَضَانَ، وَكَذَلِكَ فَرَائِضُ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ تُضَاعَفُ أَكْثَرَ مِنْ مُضَاعَفَةِ فَرَائِضِ غَيْرِهِ.. وَقَدْ كَانَ عُمَرُ يَسْتَحِبُّ قَضَاءَ رَمَضَانَ فِي عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ؛ لِفَضْلِ أيَّامِهِ) فاحرِصْ فِي عَشْرِ ذِي الحِجَّةِ عَلَى الِاجْتِهَادِ بالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، كحرصِكَ فِي رَمَضَانَ، بَلْ أَشَدُ.

ولَكم نفسٍ تقول نعرف الفضل يا خطيب ولكنَّ النفس والهوى والشيطان لم يجعل لنا من الأجور العظيمة فيها نصيب ، ولذا إني استحثك هذه الأيام أن تدعو وتضرع وإلى الله تفزع  قل يا قريب يا سميع يا مجيب بلغني العشر بلوغ الموفقين بلغني العشر بلوغ العاملين المقبولين فاللَّهُمَّ لَوْلاَ أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا ... وَلاَ تَصَدَّقْنَا وَلاَ صَلَّيْنَا

‏جدِّد توبتك وأعظِم أوبتك تُغسل حوبتُك ، لا تيأس من الرجوع إليه وقف باكيا داعيا مناجياً بين يديه

وتفاءل بالزلفى والرحمة لديه فساترك وأنت على معصيته والله ما يخذلُك وأنت تحت جناح توبته .  

ولا أعظمَ في هذه العشر من الحج فمن حج رجع من ذنوبه كما ولدته أمه أي فضل يشبه هذا الفضل

فهنيئاً لكم حجاج البيت نفقةٌ مخلوفة وتعبٌ مخلوف قالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا .

ومن أعظم الأعمال الصالحة في العشر وجاء بها الحديث وكثرت بها الروايات تدعوا لها دعاء الحثيث

الذكر والتكبير ففي الحديث “ ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر  فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد“ أخرجه أحمد والدار قطني وحسنه ابن باز ،

ولئن كان الذكر من جلائل القربات فإن الصدح به في الموسم من أشرف الطاعات

للّه أكبرُ تعظيماً لهيبته    الملكُ للّه والتعظيمُ للّه      اللّه أكبرُ تكبيراً لعزته      العزُّ للّه والتكبيرُ للّه

واستشعر حينها قول رب البريات ( ويذكروا اسم الله في أيام معلومات) بارك الله لي ولكم في القرآن ...

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه ...أما بعد : وَمِن أَفْضَلِ أَعمَالِ الْعَشْرِ التَّقرُّبُ إلى اللهِ بِذَبْحِ الأَضَاحِي وإن دمها ليقع من الله بمكان ( لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم )  في صحيح مسلم يقول ﷺ ((إذا دخَلَت العَشْرُ، وأراد أحَدُكم أن يضَحِّيَ؛ فلا يَمَسَّ مِن شَعَرِه وبَشَرِه شيئًا  )) . ومن صالح العمل في هذه العشر الصيام وقد استحب كثير من العلماء صومها ، وأبواب الصالحات كثيرة من قيام وتلاوة قرآن وصدقة ، وإن من تعظيم علاُم الغيوب فيها ترك المعاصي والذنوب فكما أن الطاعة فيها أعظم وأجلّ فالذنب فيها أظلم وأزلّ ( فلا تظلموا فيهن أنفسكم ) اللهم صل وسلم على محمد .. 

 

المرفقات

1686872562_العشر.docx

1686872562_العشر.pdf

المشاهدات 950 | التعليقات 0