العُرس أحكام ومحاذير
عبدالله بن رجا الروقي
1437/08/19 - 2016/05/26 18:17PM
...أما بعد فإن الله سبحانه وتعالى امتن على عباده بنعم كثيرة ومن هذه النعم نعمة الزواج لمافيه من السكون والمودة والرحمة ، قال تعالى : (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)
ولهذا جاء الشرع بالأمر بإقامة وليمة للعرس
لإشهاره وهذه الوليمة سنة قال ﷺ لعبدالرحمن بن عوف : أولم ولو بشاة.
وتجب إجابتها والحضور إليها إلا من عذر
قال ﷺ : "إذا دعي أحدكم إلى الوليمة فليأتها" متفق عليه.
وقال ﷺ : شر الطعام طعام الوليمة يمنعها من يأتيها ويدعى إليها من يأباها ومن لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله. رواه مسلم.
والحكمة من وليمة العرس إعلان النكاح، وإظهاره حتى يتميز عن السفاح، وإطعام الفقراء، وصلة الأقارب والأرحام.
ودل الحديث السابق على أن طعام الوليمة يكون شراً إذا منع منه الفقراء وذلك أن دعوة الأغنياء دون الفقراء دليل على تكبر صاحب الوليمة فلاينبغي أن يُقتصر في الدعوة على الأغنياء
دون الفقراء ، ولُيعلم أن حضور الفقراء من أسباب الخير فإن نبينا ﷺ يقول : هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم . رواه البخاري.
عباد الله
نعمة الزواج الواجب فيها شكر الله عزوجل لكن الواقع أن كثيرًا من الأعراس تقع فيها معاصي ومنكرات وهذا نوع من كفر هذه النعمة ولهذا أنبه على بعض هذه المنكرات
فمنها : الإسراف في حفلات الزواج فتجد صرف الأموال الطائلة التي تفوق قدرة الزوج المادية على أمور يمكن الاستغناء عنها بما هو أقل منها سعرا،
فتجده يستأجر فندقًا أو صالة أو قصرا بعشرات الآلاف ويستدين لأجل ذلك مع أنه يمكن أن يستأجر بأقل من ذلك بكثير.
ويزداد الأمر سوءا إذا تُرك الحبل على الغارب للنساء في إنفاق الأموال ، فيا أيها الرجل لاترضي زوجتك وأهلك بمعصية الله قال تعالى: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِين ﴾
فيجب الحذر من الإسراف بأنواعه.
ومن ذلك الإسراف في أنواع المآكل والمشارب ، وهذا يحصل كثيرا فلنحرص على قدر الحاجة وإذا زاد شيء من ذلك فينبغي أن يُتصل بالجمعيات الخيرية التي تستقبل فائض الأطعمة وتوصلها للمحتاجين.
قال الشيخ ابن باز رحمه الله : وقد ابتلي الناس اليوم بالمباهاة في المآكل والمشارب خاصة في الولائم وحفلات الأعراس فلا يكتفون بقدر الحاجة وكثير منهم إذا انتهى الناس من الأكل ألقوا باقي الطعام في الزبالة والطرق الممتهنة.
وهذا من كفر النعمة وسبب في تحولها وزوالها، فالعاقل من يزن الأمور بميزان الحاجة وإذا فضل شيء عن الحاجة بحث عمن هو في حاجته وإذا تعذر ذلك وضعه في مكان بعيد عن الامتهان لتأكله الدواب ومن شاء الله ويسلم من الامتهان. ا.هـ
ومن المنكرات اللباس العاري بين النساء في حفلات الأعراس ، وقد كثرت شكوى النساء الصالحات مما يرينه من الألبسة الفاضحة بين النساء ليلة العرس وكل هذا يخشى عليه من الدخول تحت قوله ﷺ : صنفان من أهل النار لم أرهما . قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس . ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات . رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة . لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها . وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا. رواه مسلم.
ومن المنكرات أيضا وجود الموسيقى في بعض الأعراس وكل هذا محرم فسماع الموسيقى واستخدام أدواتها محرم لقوله تعالى : ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴾
ولهو الحديث هو الغناء
ولقوله ﷺ : ليكونن من أمتي أقوام ، يستحلون الحر والحرير ، والخمر والمعازف. رواه البخاري
وهذا الحديث يدل على تحريم المعازف بجميع أنواعها ، ويُستثنى من ذلك الدف للنساء في العرس.
والدف هو ماكان مغلقا من جانب ومفتوحًا من الجانب الآخر.
ومن المنكرات دخول الرجال على النساء في العرس حيث يدخل الزوج على زوجته في المكان المخصص للنساء وذلك من أسباب الشر والفتنة
وقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء مانصه:
ظُهُور الزوج على الْمَنَصَّة بجوار زوجته أمام النساء الأجنبيات عنه اللاتي حَضَرْن حَفْلة الزواج ، وهو يُشَاهِدهنّ وهُن يُشَاهِدْنه ، وكلٌّ مُتَجَمّل أتَمّ تَجميل، وفي أتَمّ زِينة - لا يجوز ، بل هو مُنْكَر يَجِب إنكاره ، والقضاء عليه مِن ولي الأمر الخاص للزَّوْجين ، وأولياء أمور النساء اللاتي حَضَرْن حَفْل الزواج فَكُلّ يأخذ على يَدِ مَن جَعله الله تحت وِلايته ، ويجب إنْكَاره مِن ولي الأمر العام ، مِن حُكّام وعُلماء وهيئات الأمر بالمعروف ، كُلٌّ بِحَسَب حَاله مِن نُفوذ أو إرشاد. انتهى
عبادالله : إن كفر نعمة الزواج بارتكاب ماحرم الله في حفلات الزواج هو من أسباب عدم التوفيق في هذا الزواج وإن الحرص على أن يكون حفل الزواج خاليًا مما حرم الله هو من أسباب توفيقه وبركته.
اللهم يسر لنا الحسنات وجنبنا المنكرات ياحي ياقيوم ، اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها...
ولهذا جاء الشرع بالأمر بإقامة وليمة للعرس
لإشهاره وهذه الوليمة سنة قال ﷺ لعبدالرحمن بن عوف : أولم ولو بشاة.
وتجب إجابتها والحضور إليها إلا من عذر
قال ﷺ : "إذا دعي أحدكم إلى الوليمة فليأتها" متفق عليه.
وقال ﷺ : شر الطعام طعام الوليمة يمنعها من يأتيها ويدعى إليها من يأباها ومن لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله. رواه مسلم.
والحكمة من وليمة العرس إعلان النكاح، وإظهاره حتى يتميز عن السفاح، وإطعام الفقراء، وصلة الأقارب والأرحام.
ودل الحديث السابق على أن طعام الوليمة يكون شراً إذا منع منه الفقراء وذلك أن دعوة الأغنياء دون الفقراء دليل على تكبر صاحب الوليمة فلاينبغي أن يُقتصر في الدعوة على الأغنياء
دون الفقراء ، ولُيعلم أن حضور الفقراء من أسباب الخير فإن نبينا ﷺ يقول : هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم . رواه البخاري.
عباد الله
نعمة الزواج الواجب فيها شكر الله عزوجل لكن الواقع أن كثيرًا من الأعراس تقع فيها معاصي ومنكرات وهذا نوع من كفر هذه النعمة ولهذا أنبه على بعض هذه المنكرات
فمنها : الإسراف في حفلات الزواج فتجد صرف الأموال الطائلة التي تفوق قدرة الزوج المادية على أمور يمكن الاستغناء عنها بما هو أقل منها سعرا،
فتجده يستأجر فندقًا أو صالة أو قصرا بعشرات الآلاف ويستدين لأجل ذلك مع أنه يمكن أن يستأجر بأقل من ذلك بكثير.
ويزداد الأمر سوءا إذا تُرك الحبل على الغارب للنساء في إنفاق الأموال ، فيا أيها الرجل لاترضي زوجتك وأهلك بمعصية الله قال تعالى: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِين ﴾
فيجب الحذر من الإسراف بأنواعه.
ومن ذلك الإسراف في أنواع المآكل والمشارب ، وهذا يحصل كثيرا فلنحرص على قدر الحاجة وإذا زاد شيء من ذلك فينبغي أن يُتصل بالجمعيات الخيرية التي تستقبل فائض الأطعمة وتوصلها للمحتاجين.
قال الشيخ ابن باز رحمه الله : وقد ابتلي الناس اليوم بالمباهاة في المآكل والمشارب خاصة في الولائم وحفلات الأعراس فلا يكتفون بقدر الحاجة وكثير منهم إذا انتهى الناس من الأكل ألقوا باقي الطعام في الزبالة والطرق الممتهنة.
وهذا من كفر النعمة وسبب في تحولها وزوالها، فالعاقل من يزن الأمور بميزان الحاجة وإذا فضل شيء عن الحاجة بحث عمن هو في حاجته وإذا تعذر ذلك وضعه في مكان بعيد عن الامتهان لتأكله الدواب ومن شاء الله ويسلم من الامتهان. ا.هـ
ومن المنكرات اللباس العاري بين النساء في حفلات الأعراس ، وقد كثرت شكوى النساء الصالحات مما يرينه من الألبسة الفاضحة بين النساء ليلة العرس وكل هذا يخشى عليه من الدخول تحت قوله ﷺ : صنفان من أهل النار لم أرهما . قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس . ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات . رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة . لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها . وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا. رواه مسلم.
ومن المنكرات أيضا وجود الموسيقى في بعض الأعراس وكل هذا محرم فسماع الموسيقى واستخدام أدواتها محرم لقوله تعالى : ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴾
ولهو الحديث هو الغناء
ولقوله ﷺ : ليكونن من أمتي أقوام ، يستحلون الحر والحرير ، والخمر والمعازف. رواه البخاري
وهذا الحديث يدل على تحريم المعازف بجميع أنواعها ، ويُستثنى من ذلك الدف للنساء في العرس.
والدف هو ماكان مغلقا من جانب ومفتوحًا من الجانب الآخر.
ومن المنكرات دخول الرجال على النساء في العرس حيث يدخل الزوج على زوجته في المكان المخصص للنساء وذلك من أسباب الشر والفتنة
وقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء مانصه:
ظُهُور الزوج على الْمَنَصَّة بجوار زوجته أمام النساء الأجنبيات عنه اللاتي حَضَرْن حَفْلة الزواج ، وهو يُشَاهِدهنّ وهُن يُشَاهِدْنه ، وكلٌّ مُتَجَمّل أتَمّ تَجميل، وفي أتَمّ زِينة - لا يجوز ، بل هو مُنْكَر يَجِب إنكاره ، والقضاء عليه مِن ولي الأمر الخاص للزَّوْجين ، وأولياء أمور النساء اللاتي حَضَرْن حَفْل الزواج فَكُلّ يأخذ على يَدِ مَن جَعله الله تحت وِلايته ، ويجب إنْكَاره مِن ولي الأمر العام ، مِن حُكّام وعُلماء وهيئات الأمر بالمعروف ، كُلٌّ بِحَسَب حَاله مِن نُفوذ أو إرشاد. انتهى
عبادالله : إن كفر نعمة الزواج بارتكاب ماحرم الله في حفلات الزواج هو من أسباب عدم التوفيق في هذا الزواج وإن الحرص على أن يكون حفل الزواج خاليًا مما حرم الله هو من أسباب توفيقه وبركته.
اللهم يسر لنا الحسنات وجنبنا المنكرات ياحي ياقيوم ، اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها...