العالم وكأس العالم:الوجه الآخر.. // علي التمني

احمد ابوبكر
1435/08/22 - 2014/06/20 02:35AM
يا من انشغل بكأس العالم ونقل أخباره أنت تحب الكرة وترعرعت على مشاهدة المباريات وتشجيع الأندية وقضيت في ذلك سنين طويلة.
كل إنسان يراجع أحواله ويحاسب نفسه على ضوء ما يؤمن به وعلى ضوء التحولات في حياته من حيث العمر والفهم وإدراك حقائق الأمور ، وأنت أيها المسلم تؤمن أنك ستحاسب على بدنك فيم استعملته وعمرك فيمَ قضيته ومالَك من أين اكتسبته وفيم أنفقته؟ فهل كأس العالم بما فيه من فجور في احتفالاته وجمهوره في ملاعبه، وما يجري فيه من شرب الخمور والاختلاط والعري في مدرجاته وفي الشوارع بعد الفوز وغير ذلك مما يعلمه المهتمون به المتابعون له مما لانعلمه -هل هذا كله مما يرضاه المسلم ويحبه حتى يجعله من اهتماماته ونقل أخباره وتعميم شروره بالكتابة والتغريد عنه؟!



هل نسي مَن هذا شأنه المهمة التي خلق لها والرسالة التي عليه القيام بها؟



إن كأس العالم بيئة فساد ومصدر فساد ويجر العالم إلى الفساد بما فيه من الفجور وما يكتنفه من صور الشر من دعارة وخمور ومخدرات وتنصير وغير ذلك في بلد التنظيم ، ومنه في بلاد الإسلام هذا الهوس عند كثيرين من فتيان الإسلام وشبابه بل وكثيرين من شيبانه بكأس العالم ومنتخباته ولاعبيه الذي يصل لدرجة السفر لمشاهدته على الطبيعة وبذل الأموال في معصية الله وهي السفر والإنفاق من أجل هذا الأمر المحرم حتى لو لم يقارف المسلم شرب الخمر أو الفساد في صوره الأخرى ، كأس العالم -وما في حكمه من الدوريات الرياضية والأندية والمنتخبات – صار عند الكثيرين من شباب الإسلام أهم من الدعوة إلى الله والاهتمام بالإسلام ومن تلاوة القرآن وحضور مجالس الذكر والنصيحة ، بل صار أهم عند بعضهم من الصلاة فيؤخر الصلاة عن وقتها وقت المباراة في المدرج أو أمام الشاشة وصار يوالي ويعادي من أجل الكرة.
وبعضهم يقامر لأجل المنتخبات ويدفع في ذلك الأموال الطائلة فيما حرم الله.

ورب قائل يقول لم أسافر ولم أقامر ولم أتعصب ، أشاهد كأس العالم من بيتي فأنا لم أعص الله والجواب: فما تقول في مشاهدتك للجمهور وعري الكثيرين منهم نساء ورجالا إلا القليل مما يستر العورة المغلظة؟ وما قولك في الوقت الذي تقضيه في مشاهدة الباطل ألن يسألك الله عن عمرك؟ وما قولك في مشاهدة اللاعبين وما هم عليه من الهيئات المحرمة والحركات الشركية كرسم الصلبان على صدورهم؟ وما قولك في أنك بمشاهدة المباريات شريك لهذه الصناعة المدمرة لهمم شباب الإسلام وأخلاقه حتى صار اللاعبون الشخصيات رقم واحد الذين يتعلق بهم كثيرون جدا من شباب الإسلام فصاروا مثالا لهم يحتذى في شعرهم وملابسهم وحركاتهم؟ ما تقول حين تشاهد هذه المباريات أنك تعمق هذا الوضع الذي لا يرضاه الله تعالى؟.

إن المنظمين لكأس العالم والواقفين وراءه يدركون كم هذه المناسبة فرصة لا تعوض لأمور تحقق مصالحهم بينما يخسر العالم في المقابل كل العالم:

1- فالشركات والمليونيرات يزدادون ثراء من هذه المناسبة بينما يزداد العالم فقرا خاصة دول الفقر والضعف.

2- ويقترن بهذا الإثراء المالي ازدهار تجارة الرقيق الأبيض( الدعارة ) في أي بلد تنظم فيه هذه الكأس والخمور والمخدرات ، إلخ

3- وهي مناسبة للتنصير واقتناص شباب الإسلام لذلك.

4- وفيها يضيع هدف المسلم في الزحام ، ويمضي العمر وهو من دورة إلى دورة ومن كأس إلى كأس . أليس هذا وحده كاف لزجر المتمادين؟.

وأخيرا أليس في جراح المسلمين في كل مكان عظة وعبرة وشغل شاغل للمسلم ؟.
اللهم ردنا إليك ردا جميلا وبصرنا بما خلقتنا له وأعنا على أدائه واصرف عنا الباطل واصرف الباطل عنا يا سميع الدعاء.
المشاهدات 922 | التعليقات 0