الطريقُ إلى القرآنِ-سطوةُ القرآنِ-2-مستفادة من كتب الشيخ إبراهيم السكران

محمد محمد
1443/11/17 - 2022/06/16 10:09AM

الطريقُ إلى القرآنِ-سطوةُ القرآنِ-2-مستفادة من كتب الشيخ إبراهيم السكران

إنَّ الْحَمْدَ لِلهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)، أَمَّا بَعْدُ:

فمِنْ أكثرِ الأمورِ إدهاشًا أنَّ اللهَ-جلَّ وعلا-عرضَ هذهِ الظاهرةَ البشريةَ أمامَ القرآنِ على أنَّها دليلٌ وحجةٌ، فاللهُ-سبحانَه وتعالى-نبَّهَنا إلى أنْ نلاحظَ سطوةَ القرآنِ في النفوسِ باعتبارِها مِنْ أعظمِ أدلةِ هذا القرآنِ، ومِنْ ينابيعِ اليقينِ بهذا الكتابِ العظيمِ، ولم يشرِ القرآنُ إلى مجردِ تأثرٍ يسيرٍ، بلْ يصلُ الأمرُ إلى الخرورِ إلى الأرضِ.

هلْ هناكَ انفعالٌ وتأثرٌ وِجْدَانيٌ أشدُ مِنَ السقوطِ إلى الأرضِ؟!

تأملْ معي هذا المشهدَ المدهشَ الذي يرويه ربُّنا-جل وعلا-عن سطوةِ القرآنِ في النفوسِ:

(قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا).

باللهِ عليكَ أعدْ قراءةَ هذهِ الآيةِ، وأنتَ تَتَخَيَلُ هذا المشهدَ الذي ترسمُ هذِهِ الآيةُ تفاصيلَه: قومٌ ممن أُوتوا حظًا من العلمِ، حينَ يُتلى عليهم شيءٌ مِنْ آياتِ القرآنِ، لا يملكونَ أنفسَهم فيخرونَ إلى الأرضِ ساجدينَ للهِ تأثرًا وإخباتًا.

يا اللهُ ما أعظمَ هذا القرآنَ!

بلْ تأملْ في أحوالِ قومٍ خيرٍ ممنْ سبقَ أنْ ذكرَهم اللهُ في الآيةِ السابقةِ.

استمعْ إلى انفعالِ قومٍ آخرينَ بآياتِ الوحيِ وتأثرِهم، يقولُ-تعالى-: (أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا)، هذه الآيةُ تُصَوِّرُ جنسَ الأنبياءِ.

ليس رجلًا صالحًا فقطْ، ولا قومًا ممنْ أوتوا العلمَ، ولا نبيًّا واحدًا أو نبيينِ، بلْ تُصَوِّرُ الآيةُ جنسَ الأنبياءِ.

   وليستِ الآيةُ تخبرُ عنِ أدبٍ مجردٍ عندَ سماعِ الوحيِ، وتأثرٍ يسيرٍ به.

   بلِ الآيةُ تُصَوِّرُ الأنبياءَ كيف يخرونَ إلى الأرضِ يبكونَ.

   الأنبياءُ، جنسُ الأنبياءِ، يخرونُ للأرضِ يبكونَ حينَ يسمعونَ الوحيَ.

   ماذا صنعَ في نفوسَهم هذا الوحيُ العجيبُ؟

وقومٌ آخرونَ في عصرِ الرسالةِ ذكرَ اللهُ خبرَهم في مَعرِضِ المدحِ والتثمينِ الضمنيِ في صورةٍ أخَّاذةٍ مبهرةٍ، يقول-تعالى-: (وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إلى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ).

   أيُّ شخصٍ يقرأُ الآيةَ السابقةَ يعلمُ أنَّ هذا الذي فاضَ في عيونِهم من الدموعِ حينَ سمعوا القرآنَ أنه شيءٌ فاقَ قدرتَهم على الاحتمالِ.

   هذا السرُ الذي في القرآنِ هو الذي استثارَ تلكَ الدمعاتِ التي أراقوها من عيونِهم حينَ سمعوا كلامَ اللهِ.

   لماذا تساقطتْ دمعاتُهم؟ إنها أسرارُ القرآنِ.

   هذه الظاهرةُ البشريةُ التي تعتري بني الإنسانِ حينَ يسمعونَ القرآنَ ليست استنتاجًا علميًا مجردًا، أو ملاحظاتٍ نفسانيةً.

   بلْ هي شيءٌ أخبرَنا اللهُ أنه أودعَه في هذا القرآنِ.

   ليسَ تأثيرُ القرآنِ في النفوسِ والقلوبِ فقطْ، بل-أيضًا-تأثيرُه الخارجيُ على الجوارحِ.

   الجوارحُ ذاتُها تهتزُ وتضطربُ حينَ سماعِ القرآنِ، قُشْعَرِيرةٌ عجيبةٌ تسري في أوصالِ الإنسانِ حينَ يسمعُ القرآنُ.

   يقول-تعالى-: (اللَّهُ نزلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إلى ذِكْرِ اللَّهِ).

   لاحظْ كيفَ يرسمُ القرآنُ مراحلَ التأثرِ، تقشعرَ الجلودُ، ثم تلينُ، إنها لحظةُ الصدمةِ بالآياتِ التي يعقبُها الاستسلامُ الإيمانيُ، بلْ والاستعدادُ المفتوحُ للانقيادِ لمضامينِ الآياتِ.

   ولذلك مهما استعملتَ منَ المحسّناتِ الخطابيةِ في أساليبِ مخاطبةِ الناسِ وإقناعِهم، فلا يمكنُ أنْ تصلَ لمستوى أنْ يَقْشَعِرَّ الجلدُ في رهبةِ المواجهةِ الأولى بالآياتِ، ثم يلينُ الجلدُ والقلبُ لربِه ومولاه، فيستسلمُ وينقادُ بخضوعٍ غيرٍ مشروطٍ.

   هذا شيءٌ يراه المرءُ في تصرفاتِ الناسِ أمامَه.

جربْ-مثلًا-أنْ تقولَ لشخصٍ يستفتيكَ: هذه معاملةٌ بنكيةٌ رِبَويةٌ محرمةٌ بالإجماعِ، وفي موقفٍ آخرَ: قدِّمْ بآياتِ القرآنِ في تحريمِ الربا، ثم اذكرِ الحكمَ الشرعيَ، وسترى فارقَ الاستجابةِ بين الموقفينِ؛ بسببِ ما تصنعُه الآياتُ القرآنيةُ من ترويضِ النفوسِ والقلوبِ لخالِقِها ومولاها، تمامًا كما قالَ-تعالى-: (تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إلى ذِكْرِ اللَّهِ).

   وفي مقابلِ ذلك كلِّه، حينَ ترى بعضَ أهلِ الأهواءِ يسمعُ آياتِ القرآنِ ولا يتأثرُ بها، ولا يخضعُ لمضامينِها، ولا ينفعلُ وِجْدانُه بها، بلْ ربما استمتعَ بالكتبِ والحواراتِ الفكريةِ، وتَلَذَّذَ بها وقضى فيها غالبَ عمرِه، وهو هاجرٌ لكتابِ اللهِ يمرُ به الشهرُ والشهرانُ والثلاثةُ وهو لم يجلسْ مع كتابِ ربِه يتأملُه ويتدبرُه ويبحثُ عن مرادِ اللهِ من عبادِه، إذا رأيتَ ذلك كلَّه؛ فاحمدِ اللهَ-يا أخي الكريمُ-على العافيةِ، وتذكرْ قولَ اللهِ-سبحانَه-: (فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ).

الخطبة الثانية

الحمدُ للهِ كما يحبُ ربُنا ويرضى، أَمَّا بَعْدُ:

فحينَ يُوفقِك ربُّك فيكونَ لك حزبٌ يوميٌ من كتابِ اللهِ، كما كانَ لأصحابِ رسولِ اللهِ-صلى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ-أحزابٌ يوميةٌ من القرآنِ، فحينَ تُنْهي تلاوةَ وِرْدِك اليوميِ فاحذرْ-يا أخي الكريمُ-أنْ تشعرَ بأيِ إدلالٍ على اللهِ أو مكانةٍ عنده أنَّك تقرأُ القرآنَ، بلْ بمجردِ أنْ تنتهيَ فاحملْ نفسَك على مقامٍ إيمانيٍ آخرَ؛ وهو استشعارُ مِنَّةِ اللهِ وفضلِه عليك أنْ أكرمَك بهذه السُويعةِ معَ كتابِ اللهِ، فلولا فضلُ اللهِ عليكَ لكانتْ تلكَ الدقائقُ ذهبتْ في الفضولِ كما ذهبَ غيرُها، إذا التفتتِ النفسِ لذاتِها بعدَ العملِ الصالحِ نقصَ مسيرُها إلى اللهِ، فإذا التفتتْ إلى اللهِ لتشكرَه على إعانتِهِ على العبادةِ ارتفعتْ في مدارجِ العبوديةِ إلى ربِها ومولاها، وقد نَبَهَنا اللهُ على ذلكَ بقولِه-تعالى-: (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا)، وقولِ اللهِ: (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ).

   فتزكيةُ النفوسِ فضلٌ ورحمةٌ مِنَ اللهِ يتفضلُ بها على عبدِه، فهو بعدَ العبادةِ يحتاجُ إلى عبادةٍ أخرى وهي الشكرُ والحمدُ، وبصورةٍ أدقَ فالمرءُ يحتاجُ لعبادة ٍقبلَ العبادةِ، وعبادةٍ بعدَ العبادةِ، فهو يحتاجُ لعبادةِ الاستعانةِ قبلَ العبادةِ، ويحتاجُ لعبادةِ الشكرِ بعدَ العبادةِ.

   وكثيرٌ مِنَ الناسِ إذا عزمَ على العبادةِ يجعلُ غايةَ عزمِهَ التخطيطَ والتصميمَ الجازمَ، وينسى أنَّ كلَّ هذهِ وسائلُ ثانويةٌ، وإنمَّا الوسيلةُ الحقيقيةُ هي الاستعانةُ.

   ولذلكَ وبِرَغْمِ أنَّ الاستعانةَ في ذاتِها عبادةٌ إلا أنَّ اللهَ أفردَها بالذكرِ بعدَ العبادةِ فقال: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ).

   وهذه الاستعانةُ باللهِ عامةٌ في كلِّ شيءٍ، في الشعائرِ، وفي المشروعاتِ الإصلاحيةِ، وفي مقاومةِ الانحرافاتِ الشرعيةِ، وفي الخطابِ الدعويِ، فمَنِ استعانَ باللهِ ولجأَ إليهِ فتحَ اللهُ له أبوابَ توفيقِهِ بألطفِ الأسبابِ التي لا يَتَصَوَّرُها.

   على أيةِ حالٍ، لا يمكنُ أنْ يُفَّوِتَ القارئُ ملاحظةَ هذهِ الانفعالاتِ التي يُحدُثها القرآنُ في النفوسِ، والتي هي سطوةُ القرآنِ فعلًا، والسطوةُ أصلُ معناها-كما يقولُ ابنُ فارسٍ-: "أصلٌ يدلُ على القهرِ والعلوِ"، فالقرآنُ له قهرٌ وعلوٌ محسوسٌ على النفوسِ، وهذا المعنى نظيرُ وصفِ اللهِ للقرآنِ بالإزهاقِ: (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ)، ونظيرُ وصفِ اللهِ للقرآنِ بالدمغِ: (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ)، ونظيرُ وصفِ اللهِ للقرآنِ بتصديعِ الكائناتِ: (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ)، ونظيرُ تشبيهِ اللهِ للقرآنِ بالبرقِ: (يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ)، كما نبَّه على هذا التشبيهِ ابنُ عباسٍ-رضيَ اللهُ عنهما-.

   ولصحةِ هذا المعنى فإنَّك تجدُ في كتبِ الآثارِ أوصافًا للقرآنِ تدورُ حولَ أثرِه في النفوسِ، كعبارةِ: زواجرُ القرآنِ، وعبارةِ: قوارعُ القرآنِ، ونحوِها مما هو متداولٌ في كتبِ الآثارِ.

    والسطوةُ بمعنى العقوبةِ فعلٌ لائقٌ باللهِ، كما جاءَ في بعضِ الآثارِ-عندَ ابنِ حِبَّانَ وغيرِه-: "إنَّ اللهَ إذا أنزلَ سَطْوَتَهُ"، ويكثرُ في كتبِ التفسيرِ بالمأثورِ-كالطبريِ وابنِ كثيرِ ونحوِهم-قولُه: "يُحَذِّرُهُمُ اللهُ سطوَتَه".

يا حيُّ يا قيومُ، يا ذا الجلالِ والإكرامِ، لا إلهَ إلا أنتَ سبحانَك إنَّا كنَّا من الظالمينَ، أسألكَ بأسمائِك الحُسْنَى، وصفاتِك العُلَى.

اللهم أَحْيِ القلوبَ بكتابِك، اللهم اجعلنا والمسلمين مِنْ أهلِ القرآنِ، وممنْ إذا استمعَ للقرآنِ اِقْشَعَرَ جِلْدُه، ثمَّ لانَ جِلْدُه وقلبُه لكلامِك، وممن إذا سمعَ ما أُنْزِلَ إلى رسولِك فاضتْ عيناه بالدمعِ، وممن إذا تليتْ عليهم آياتُ الرحمنِ خروا سجدًا وبُكِيًا، اللهم إنا نعوذُ بك ونلتجئُ إليك ونعتصمُ بجنابِك ألا تجعلَنا والمسلمينَ من القاسيةِ قلوبُهم من ذكرِك.

اللهم إنَّي أسألك لي وللمسلمينَ من كلِّ خيرٍ، وأعوذُ وأعيذُهم بك من كلِّ شرٍ، وأَسْأَلُكَ لي ولهم العفوَ والْعَافِيَةَ في كلِّ شيءٍ، اللهم اشفنا واشفِ مرضانا ومرضى المسلمينَ، اللهم اجعلنا والمسلمينَ ممن نصرَك فنصرْته، وحفظَك فحفظتْه، اللهُمَّ عليك بأعداءِ الإسلامِ والظالمينَ فإنهم لا يعجزونَك، اكفنا واكفِ المسلمين شرَّهم بما شئتَ، اللهُمَّ إنَّا نجعلُكَ في نـُحورِهم، ونعوذُ بكَ مِنْ شرورِهم.

اللهم أصلحْ وُلاةَ أُمورِنا وأُمورِ المسلمينِ وبطانتَهم، ووفقهمْ لما تحبُ وترضى، وانصرْ جنودَنا المرابطينَ، ورُدَّهُم سالمينَ غانمينَ.

اللهم صلِ وسلمْ وباركْ على نبيِنا محمدٍ وأنبياءِ اللهِ ورسلِه وآلِهِ وصحبِهِ، والحمدُ للهِ ربِ العالمينَ.

المرفقات

1655374164_الطريقُ إلى القرآنِ-سطوةُ القرآنِ-2-مستفادة من كتب الشيخ إبراهيم السكران.docx

1655374176_الطريقُ إلى القرآنِ-سطوةُ القرآنِ-2-مستفادة من كتب الشيخ إبراهيم السكران.pdf

المشاهدات 732 | التعليقات 0