الطريقُ إلى الحياةِ الطيبةِ

عنان عنان
1436/01/06 - 2014/10/30 09:35AM
( الطريقُ إلى الحياةِ الطيبةِ )

( الخُطبةُ الاولى )

أَمَّا بَعْدُ:

فَاتَّقُوا اللهُ عِبَادَ اللهِ؛ فَإِنَّهُ مَنِ اتَّقَى اللهَ وَقَاهُ، وَمَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ كَفَاهُ، وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِهِ أَذَلَّهُ وَأَخْزَاهُ. قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ( [الأحزاب:70-71].



عبادَ اللهِ: لقدْ خلقَ اللهُ الخلقَ، وأمدهَم بالرزقِ وأتاهم ما يحتاجونَ إليهِ، وما تقومُ حياتُهم عليهِ، وبيَّنَ لهمُ طريقَ الخيرِ وطريقَ الشرِ، فَمنْ اتَّبعَ طريقَ الخيرَ والرشادَ، هُديَ إلى الصراطِ المُستقيمِ، ومَنِ اتَّبعَ طريقَ الشرِ والغي، هُديَ إلى الجحيم،
قالَ تعالى: )فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى( [طه:123-124].
فما أجملَ الحياةَ حينَ تنمو بإصولِ الايمانِ، وتستوي بتوحيدِ الرحمنِ، وتُغذى بالعبادةِ، وتروى بينابيعِ السعادةِ،

عِبادَ اللهِ: وعدَ اللهُ تعالى مَنِ التزمَ طريقَ الهدى وسبيلَ الرشادِ، وعَمِلَ صالحاً وتجنبْ سُبُلَ الفسادِ، أنْ يحيا حياةً طيبةً،
قالَ تعالى: )مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ( [النحل:97].
وقدْ فُسرتْ الحياةُ الطيبةُ، بالقناعةِ والرضى، وبالرزقِ الطيبِ الحلالِ، والعبادةِ في الدنيا وبالعملِ بالطاعةِ والانشراحِ بها وغيرِ ذلك،
قالَ ابنُ القيمِ رحمَهُ اللهُ: والصوابُ أنَّها حياةُ القلبِ وبهتجتُه ونعيمُهُ وسُرُورُهُ بالايمانِ ومعرفةِ اللهِ والانابةِ إليهِ، والتوكلِ عليهِ، فإنَّهُ لا حياةَ أطيبُ مِنْ حياةِ صاحبِها، ولا نعيمَ فوقَ نعيمِهِ، كما كانَ يقولُ بعضُ العارفين: إنَّه لتمُرُ بي أوقاتٌ، أقولُ: لو كانَ أهلُ الجنةِ في مثلِ هذا إنَّهم لَفي عيشٍ طيبٍ.

عِبادَ اللهِ: وهذه الحياةُ الطيبةُ، تَكونُ في الدورِ الثلاثِ، دارِ الدنيا، ودارِ البرزخِ، ودارِ القَرارِ، والحياةُ الضنكُ تكونُ أيضاً في الدورِ الثلاثِ،
قالَ تعالى: ) إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ( [الانفطار:13-14].

عِبادَ اللهِ: إنَّ أعظمَ ما تطيبُ بهِ الحياةُ في هذه الدنيا، وما تَطيبُ بهِ النفوسُ، ألا وهوَ توحيدُ اللهِ، توحيداً خالصاً مِنَ الشُكوكِ والشبهاتِ، وإيماناً يقمعُ الوساوسَ والشهواتِ، فتوحيدُ اللهِ طِبُّ النفوسِ ودواؤها، وعافيةُ الابدان وشفاؤها، ونورُ الصدورِ وضياؤها كما أنَّ الشركَ داءُ النُّفوسِ وبلاؤها، وظُلمةُ القلوبِ وغِشاؤها،
قالَ تعالى: ) الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ( [الأنعام:82].
وبالتوحيدِ يَخرُجُ العبدُ مِنَ الظُلماتِ إلى النور، ومِنَ التَّعاسةِ إلى الفرحِ والسُرورِ، قالَ تعالى: )أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ( [الأنعام:122].

عِبادَ اللهِ: إنَّ أعظمَ ما يَجلبُ الحياةَ الطيبةَ للانسانِ، ألا وهوَ حبُّ اللهِ ورسولِهِ، فإذا إمتلأ هذا القلبُ بِحُبِّ اللهِ ورسولِهِ، فاضَ بالسعادةِ والنورِ، ووجدَ بهِ حلاوةَ الايمانِ ولذةَ الحياةِ،
عَنْ أنسِ بنِ مالكٍ رضيَ اللهُ عنهُ عَنِ النبيِّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ: «ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ: مَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ أَنْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ» [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ].
وَفِي الْجَهْلِ قَبْلَ الْمَوْتِ مَوْتٌ لأَهْلِهِ وَأَجْسَامُهُمْ قَبْلَ الْقُبُـورِ قُبُــورُ


وَأَرْوَاحُهُمْ فِي وَحْشَةٍ مِنْ جُسُومِهِمْ فَلَيْسَ لَهُمْ حَتَّى النُّشُورِ نُشُورُ


عِبادَ اللهِ: إنَّ أعظمَ ما يَجلبُ الحياةَ الطيبةَ للانسانِ، ألا وهو العلمُ النافعُ، الذي يُحيي القلوبَ، كما يحيي المطرُ الارضَ الميتةَ، فهوَ الانيسُ في الوَحشةِ، والصاحبُ في الخلوةِ، والزينُ عندَ الاخلاءِ، والقريبُ عندَ الغُرباءِ، والسِّلاحُ على الاعداءِ، فالحياةُ حياةُ العلمِ، والموتُ موتُ الجهلِ،
وما أمرَ اللهُ نبيَّهُ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في هذه الدنيا شيئاً إلَّا أنْ يتزودَ مِنَ العلمِ فقالَ تعالى: وقلْ ربي زدني عِلماً {طه114}.
والعملُ الصالحُ هوَ ثمرةُ العلمِ، وقدْ هتفَ العلمُ بالعملِ، فإنْ أجابَهُ وإلّا ارتحلَ،

عِبادَ الله: إنَّ أعظمَ ما يَجلبُ الحياةَ الطيبةَ للانسان، ألا وهوَ المحافظةُ على الفرائض، والمواظبةُ عليها، والاكثارُ مِنَ النوافلِ، والاقبالُ إليها،
فالمحافظةُ على الفرائضِ والمواظبةُ عليها، والاكثارُ مِنَ النوافلِ والاقبالُ إليها، وعبادةُ اللهِ في السرِ والعلن، مِنْ سُبُلِ الحياةِ الطيبةِ، وركائزِ الايمانِ باللهِ واليومِ الاخرِ، قالَ تعالى: : ) وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ( [العصر:1-3].
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: «إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ » [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ].
فإذا أحبَّ اللهُ عبداً حازَ الخيرَ كُلَّهُ، وأيُّ خيرٍ أعظمُ مِنْ راحةِ القلبِ، وطهارةِ النَّفسِ، وسَكَنِ الفؤادِ، ولا يزالُ العبدُ يتقربُ إلى مولاه بالطاعاتِ، ويتجنبُ المعاصي والمنكراتِ، حتى يَغمِسَهُ اللهُ في سعادةٍ لا مثيلَ لها،
قالَ تعالى: ) وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ( [العنكبوت:69].

عِبادَ اللهِ: إنَّ أعظمَ ما يَجلبُ الحياةَ الطيبةَ للانسانِ، ألا وهوَ قيامُ الليلِ، فكانَ النبيُّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقومُ الليلَ حتى تتفطرَ قدماهُ،
وما مِنْ ذلكَ ما يجدُ مِنْ الانسِ بالله، ولذَّةِ مُناجتِهِ، وحلاوةِ القيامِ بينَ يديهِ، عَنْ أَنَسٍ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: «حُبِّبَ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا: النِّسَاءُ وَالطِّيبُ، وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاَةِ» [رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ].
فكانَ إذا حزبَهُ أمرٌ صلَّى، وإذا همَّهُ شيءٌ ابتغى الراحةَ في الصلاةِ والعبادةِ، ويقولُ لِبلالٍ يا بلالُ أقمِ الصلاةَ أرحنا بِها. {رواه ابو داود}.
قالَ ابو سُليمانُ الدَّارني رحمهُ اللهُ: لم يبقى مِنْ لَذَّات الدنيا إلَّا ثلاثٌ، قيامُ الليلُ ولِقاءُ الاخوانِ، والصلاةُ في جماعةٍ.

أقولو قولي هذا واستغفرُ اللهَ لي ولكم، فاستغفروه وتوبوا إليهِ، إنَّهُ هو التوابُ الرحيمُ."

( الخُطبةُ الثانيةُ )

عِبادَ اللهِ: وإنَّ أعظمَ ما يَجلبُ الحياةَ الطيبةَ للانسانِ، ألا وهو ذِكرُ اللهِ تعالى، فإنَّ ذِكرَ اللهِ ومحبتَّهُ وطاعتَهُ والاقبالَ إليهِ، ضامنٌ للحياةِ الطيبةِ، والغفلةُ عنهُ والاعراضُ عَنْ حقِّهِ، جالبٌ للحياةِ المُنغصةِ، والمعيشةِ الضنكِ المتكدرةِ في الدنيا والاخرةِ،
قالَ تعالى: ) الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ( [الرعد:28].
وَعَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ t قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ r: «مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لاَ يَذْكُرُ رَبَّهُ مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ» [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ].
فذكرُ اللهِ هو طعمُ الحياةِ وبهجتُها، ونورُ القلوبِ وسعادتُها، مَنْ أكثرَ منهُ أراحَ بدنَهُ، وأحيا قلبَهُ، وسَعِدَ نفسَه.

عِبادَ اللهِ: إنَّ أعظمَ ما يَجلبُ الحياةَ الطيبةَ للانسانِ، ألا وهوَ الاستغفارُ،
قالَ تعالى: ) وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ( [هود:3].

عِبادَ اللهِ: وإنَّ أعظمَ ما يَجلبُ الحياةَ الطيبةَ للانسان، ألا وهوَ القناعةُ والزهدُ في الدنيا وعدمِ الاكتراثِ بِها، فالقناعةُ تَهبُ الحياةَ راحةً ونشوةً، وتُكسبُها حلاوةً ولذةً، فالزاهدُ لا يَغترُ بموجودٍ، ولا يحزنُ على مفقودٍ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللهِr قَالَ: «قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ، وَرُزِقَ كَفَافًا، وَقَنَّعَهُ اللَّهُ بِمَا آتَاهُ» [رَوَاهُ مُسْلِمٌ].
وَعَنْ أَنَسٍ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r: «مَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ هَمَّهُ: جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ: جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ مَا قُدِّرَ لَهُ» [رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ].

وَرَحِمَ اللهُ الشَّافِعِيَّ إِذْ يَقُولُ: إِذَا مَا كُنْتَ ذَا قَلْبٍ قَنُوعٍ فَأَنْتَ وَمَالِكُ الدُّنْيَا سَوَاءُ



عِبادَ اللهِ: كمْ يسعدُ الانسانُ حينَ يُحبُّ الخيرَ للخلقِ، ويسعى في قضاءِ حوائِجهم، وإنفاذِ مصالحِهم،
يُغيثُ الملهوفَ، وينصرُ المظلومَ، ويرحمُ الضعيفَ، ويُجبرُ الكسيرَ، ويحنو على الفقيرِ، ويُطعمُ الجائعَ، ويكسو العارَ، ويمسحُ على رأس اليتيمِ، ويسعى على الارملةِ والمسكينِ، فهذا أحبُّ الاعمالِ إلى الله،
فَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللهِ r فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ وَأَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ r: «أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ: سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا، وَلأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ - يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ - شَهْرًا. وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ- وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ- مَلأَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَلْبَهُ أَمْنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى أَثْبَتَهَا لَهُ ، أَثْبَتَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَدَمَهُ عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ تَزِلُّ فِيهِ الأَقْدَامُ» [رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ].

عِبادَ اللهِ: أُذكركم بِصيامِ يومِ عاشوراءَ، يومَ الاثنينِ القادم،

فعن أبي قتادةَ رضي اللهُ عنه أن رسولَ اللهِ  سُئلَ عن صيامِ يومِ عاشوراء فقال {يُكفر السنة الماضية } رواه مُسلمٌ وابنُ ماجةَ ولفظهُ { صيامُ يومِ عاشـــوراءِ إني أحتســـبُ على اللهِ أن يكفرَ السنةَ التي قبلَه }.

ويستحبُ صيامُ يومٍ قبلَهُ، مخالفةً لليهودِ، روى الإمامُ مسلمٌ في صحيحهِ عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهـــــــما أنهُ قالَ حينَ صامَ رسولُ اللهِ  عاشوراءَ وأمرَ بصيامِهِ قالوا يا رسولَ اللهِ ، إنهُ يومٌ تُعظِمُهُ اليهودُ والنصارى فقال رسولُ اللهِ  { فإذا كان العامُ المُقبل إن شاء الله صُمنا اليوم التاسع }

وفي مســــــند الأمام أحمد { صُومُوا يوم عاشوراء وخالفُوا اليهود ، صُومُوا يوماً قبلهُ أو يوماً بعده } والمرادُ بتكفيرِ الذنوبِ، الصغائرِ وليسَ الكبائرُ، فالكبائرُ كالزنا والرابا وشُربِ الخمرِ لا يُكفِّرها إلّا التوبةُ.

اللهمَّ وفقنا لِطاعتكَ، وطاعةِ نبيك محمدٍ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وطاعةِ مَنْ أمرتَنَا بِطاعتهِ عملاً بِقولكَ: يايها الذينَ أمنوا أطيعوا اللهَ وأطيعوا الرسولَ وأولي ألامرِ منكم."

وصلِّ اللهمَّ وبارك على سيدنا محمدٍ وعلى آله وأصحابه وسلِّم تسليماً كثيراً."



المشاهدات 2436 | التعليقات 1

جزاك الله خير
خطبة جميلة