الصوم..انظباط الترك.. وفقه العمل
خالد التميمي
1435/08/27 - 2014/06/25 20:39PM
أصحاب الفضيلة..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه عملية تنسيق ودمج لخطبتيّ صاحبي الفضيلة
الشيخ رشيد بن ابراهيم بوعافية (( الصوم .. مدرَسَةُ التركِ لوجه الله ))
و
الشيخ خالد القرعاوي (( يا مؤمنون اعملوا صالحا ))
ولهما الفضل سابق..
وما أنا بهذا إلا كحامل الماء لأهل هجر
بلّغنا الله وإياكم رضاه
((الصوم..انظباط الترك.. وفقه العمل))
معشر المؤمنين : حديثنا اليومَ عن صفةٍ جليلةٍ خصّ اللهُ بها عبادة الصوم ، هي أبرزُ حقائقه ، وركيزتُهُ الأساسيّة التي عليها يقوم ، إنّها تربية النفسِ على انظباط الترك.. وفقه العمل للله جلَّ وعلاَ .
ما من عبادةٍ إلاّ وتقومُ حقيقتها على الفعلِ المشروعِ بالقلبِ أو اللسانِ أو البدن :
الطهارة فيها غسلٌ واستنشاقٌ ومسحٌ وكلها أفعالٌ تُرَى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَين}
الصلاة كذلك فيها إحرامٌ و قراءةٌ وخفضٌ و رفعٌ و تسليم وهذه كلها أفعالٌ تُرَى{الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُوم # وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِين}
و الحج بذلٌ وعطاء ، و ومشاقٌّ وأداء ، وإحرام وطواف ورمي وغيرها مما يُرَى .
والزكاة فيها نقل ودفع وإخراج.. و الجهاد و قراءة القرآن وغيرها من العبادات كلُّها نرى أفعالَها… إلا الصوم - معشر المؤمنين- فإنَّهُ مدرسةٌ تعبُّديّةٌ خاصّة ، لا فِعلَ فيهِ يُرَى في الحقيقة ، بل هو محضُ تركٍ على وجهٍ مخصوص لوجه الله الكريم جلّ وعلاَ ! وهذا من أبرزِ مزاياهُ و مقاصدّه .
أجل - معشر المؤمنين - ؛ الصومُ مدرسةٌ تنطلقُ بالعبدِ من الهلال إلى الهلال ، من بُزُوغ الفجر إلى غروب الشمسِ ، يدعُ فيها المؤمنُ ما أحلّ الله له.. لوجه الله وحده لا شريكَ له .
و قد ثبتَ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ما يدلُّ على هذه المزِيّة :
ففي المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قَال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال الله تعالى إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ، يدع شهوته وطعامه من أجلي .. للصائم فرحتان ؛ فرحةٌ عند فطره ، وفرحةٌ عند لقاء ربه ، ولَخَلُوفُ فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك . والصيام جُنَّة ، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب . فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم " .
فانظُر كيف استوجبَ الصومُ تشريفَهُ بِنِِسْبَتِهِ إلى اللهِ مع أنّ كلّ العبادات لله سبحانه .
ثمّ انظُر كيفَ أنّ أجره لا يُقدّر.. وانظُر كيف وصفه النبيُّ صلى الله عليه وسلم بأنّهُ محضُ تركٍ لأجل الله جلّ و علاَ ! ، وانظُر كيفَ يترُكُ صاحبُهُ الرفثَ و المقاتلة و السبَّ والصَّخب لأنَّهُ امرؤٌ صائم ! . جميعُ هذه المعاني شرّفَ اللهُ بها عبادة الصيام لأنَّها عبادة انظباط خفيّ..لا يُرى ، وهي تُربّي المؤمن على أنّه يستطيع أن يدعَ لوجه الله ويترك إن توفرت الإرادة الخالصة لديه ، وهذا هو المقصودُ الأعظم ! .
أيها الإخوةُ في الله : العبدُ يضرُّهُ الاستِرسالُ في ما اعتاد واشتهى أحدَ عشر شهرًا..كلها انطلاقٌ في المباحات ، وإمعانٌ فيها ، و استرسالٌ مع دواعيها، فيجيئ رمضانُ فيفطِمُ الجوارحِ عن لذائذها.. بأمرِ الله و ابتغاءَ رضوانه ، يدعها لوجه الله وحده ، لا للعادَة ولا خوفاً من أحدٍ ، وهاهنا يبرزُ دورُ الإيمان و التقوى ، و يظهرُ أثرُ التربيةِ و التهذيب ، فإذا بتلكَ الأنفسِ التقيّة الزكيّة تعتادُ التركَ لوجه الله تعالى للمباحاتِ ، ويصيرُ لها بموجبِ ذلك استعدادٌ وتجهُّز ، فما بالك أخي بتركِ المناهي و المحرّمات !
معاشر الإخوة : إذا استقرّ في الأذهانِ أنّ الصومَ يفطمُ العبدَ عن الاسترسالِ في المباحِ لوجه الله جلّ وعلاَ ، فهل يستقيمُ -بربّكُمُ- أن يسترسلَ العبدُ في المكروهاتِ والمناهي والمحرّمات وهو صائم ؟!.
إنّ شهرًا ينظِّمُ الأنفس فيما أذنَ اللهُ لها.. لحريٌّ أن يَصُدّها عمَّا نهى اللهُ وحرّم ، فإذا خالفتَ هذا المعنى " فليس لله حاجةٌ في أن تدع طعامك وشرابك ! " : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قَال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه " رواه البخاري . ووردَ في لفظٍ للطبراني في الصغير والأوسط من حديث أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من لم يدع الخنا والكذب فلا حاجة لله أن يدع طعامه وشرابه " حسن/الألباني في صحيح الترغيب والترهيب
أجَل أيها آلأخ المبارك : إذا لم يحمِلكَ صومُكَ على تركِ الخنا والكذبِ و قولِ الزورِ والعملِ الزورِ - وهي محرّماتٌ بيقين - ؛ فكيف تطاوعكَ نفسُك على تركِ حلالٍ.. والانغماس في محرّم وتدّعي أنّك صائمٌ لوجه الله جلّ وعلاَ ؟.
معاشر المؤمنين : إنّ الصومَ عند من شرح الله صدره للإيمان…مدرسةٌ تعلّمُ الانظباط..تُنمّي الإخلاص..في شهرٍ على وجه الوجوب والإلزام ، و إرشادًا في بقيّة أشهُر العام … تلكم هي معانى الصوم وحقيقته ! .
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا،وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان،واجعلنا من الراشدين .
وأقول قولي هذا و أستغفر الله لي ولكم من كل ذنب إنه غفور رحيم .
الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:
الْحَمْدُ للَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، نشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ أهلُ البِرِّ والتَّقوى، ونَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنْ سارَ على الدَّربِ بالتَّقوى…… أَمَّا بَعْدُ:
فَاتَّقُوا اللهَ -عبادَ اللهِ- وَأَطِيعُوهُ، وَأَكْثِرُوا مِنَ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ؛ فَإِنَّهَا رَاحَتُكُمْ فِي الدُّنْيَا، وَذُخْرُكُمْ فِي الْآخِرَةِ، وَطَرِيقُكُمْ إِلَى الْجَنَّةِ.
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ: لَا يَسْتَوِي المُسْلِمُ وَالْكَافِرُ، وَلَا الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ، لَا يَسْتَوِي عَمَلُ الصَّالِحَاتِ وَاجْتِرَاحُ السَّيِّئَاتِ.
نَعَمْ، لَا يَسْتَوُونَ عندَ اللهِ ولا عندَ عبادِهِ الكرام!
فَكَمْ مِنْ أَخَوَيْنِ جَمَعَتهُمَا رَحِمٌ واحِدةٌ.. أَوْ صَدِيقَيْنِ طالَت بينَهُما عِشْرَةٌ وَمَوَدَّةٌ.. أَوْ زَمِيلَينِ جَمَعَهُما مَكانُ عَمَلٍ واحِدً… أَحَدُهُمَا فِي أَعْلَى عِلِّيِّينَ، وَالثَّانِي فِي أَسْفَلِ سَافِلِينَ؟ فما الذي فرَّقَ بينَ الفَرِيقَينِ؟ وباعَدَ بينَهما بُعدَ المَشرِقَينِ؟
إنَّهُ الْإِيمَانُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ، ألم يَقُلِ الرَّبُ وهو أصدقُ القائِلينَ: (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ)
(وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا مَّا تَتَذَكَّرُونَ)
معاشر المؤمنين: وَكُلُّ عَمَلٍ صَالِحٍ مَكْتُوبٌ مُسَطَّرٌ مَهْمَا صَغُرَ، حَتَّى الصَّدَقَةُ بِشِقِّ التَّمْرَةِ، وَالصَّبْرُ عَلَى وَخْزِ الشَّوْكَةِ … بل والتَّبَسُّمُ الذي لَا يُكَلِّفُ صاحِبَهُ شَيْئًا يَكُونُ لهُ بهِ صَدَقَةٌ.
وَكُلُّ تَعَبٍ يُصِيبُ الْعَبْدَ فِي عَمَلٍ صَالِحٍ فَلَهُ أَجْرُهُ وأَجْرُ تَعَبِهِ، يَسِيرًا كَانَ أو شاقَّاً عَظِيماً، يقَول ربُّكم(مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ اللّهِ وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ * وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
قالَ الشَّيخُ السَّعديُّ -رحمه الله-: "في الآياتِ أَشَدُّ تَرغِيبٍ وَتَشوِيق لِعمَلِ الصَّالِحاتِ، واحتسِاَبِ مَا يُصِيبُهم عليهِ، لِرِفعَةِ الدَّرَجَاتِ، فإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الذين أَحسَنُوا في مُبَادَراتِهم إلى أَمْرِ اللهِ، وَقِيامِهم بِما عَليهم مِن حَقِّه وَحَقِّ خَلقِهِ، إذا أَخلَصُوا فيها للِّه، وَنَصَحوا فيها".
وَنَحْنُ الْآنَ -يا كِرامُ- نكادُ ندخل رَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ عَظِيمٌ وَمَوْسِمٌ لِلْأَعْمَالِ كَبِيرٌ؛ وَلِلْقُلُوبِ إِدْبَارٌ وَإِقْبَالٌ، فَلنسْتَثْمَر إِقْبَالَهَا، ولنُضَاعِف من أَعْمَالِها، ولنُنَوِّع فيها لِيبقى نَشَاطُها؛ فمن صيامٍ.. إلى صلاةٍ.. إلى تِلاواتٍ، ومن صَدَقاتٍ إلى إطعامٍ… ومن بِرٍّ إلى تَلَمُّسٍ حاجة فقيرٍ ومُعوِزٍ وأرامِلِةٍ ومُعلَّقةٍ ومُطلَّقة، فَللجنَّةِ -بحمدِ اللهِ- ثمانِيةُ أبوابٍ ! فَلَعلَّكَ تُنادى من أحدها… أو كلّها وفضل الله واسع…
في الصَّحيحينِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ نُودِي فِي الْجَنَّةِ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا خَيْرٌ؛ فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلاَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلاَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ" قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عَلَى أَحَدٍ يُدْعَى مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ كُلِّهَا؟ قَالَ: "نَعَمْ وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ"
وَحَذَارِ -عِبَادَ اللَّهِ- مِمَّا يُنْقِصُ الْعَمَلَ الصَّالِحَ أَوْ يَنْقُضُهُ؛ فَلِرَمَضانَ سُرَّاقٌ يَتَرَبَّصُونَ بالصَّائِمينَ سُوءَ الضَّلالِ ويريدون أن تضلّوا السبيل.. ويُحبون آن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا..ويريدون أن تميلوا ميلا عظيما..ويسعون في الأرض فسادا..من أهل الفضائيات النجسة ! ومَجَالِسِ اللهْوٍ وَالبَاطِلٍ…
إنهم يسعون لأَنْ يُفسدوا أَعْمَالَكُم الصَّالِحَةَ، وَيَذْهَبَ أَجْرُهَا، فَمَنْ ضَيَّعَ عَلَى نَفْسِهِ رَمَضَانَ فَقَدْ أَضَاعَ خَيْرًا بَاقِيًا، وَاسْتَبْدَلَ بِهِ لَهْوًا فَانِيًا، وَذَلِكَ الخُسْرَانُ المُبِينُ.
فاللهم أعنَّا جميعا على ذِكركَ وشُكركَ وحُسنَ عِبادَتِكَ.
فاللَّهُمَّ سَلِّمْنَا إِلَى رَمَضَانَ، وَسَلِّمْهُ لَنَا، وَتَسَلَّمْهُ مِنَّا مُتَقَبَّلًا.
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)
اللهمَ صَلِّ وَسَلِّم وبَارك على محمدٍ وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسانٍ وإيمانٍ إلى يومِ الدينِ.
اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الإِيمَانَ وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبَنَا، وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ.
اللهمَّ إنَّا نَسألُك إيِمانا صَادِقا، وعَمَلا صَالِحَا مُتقَبَّلا.
اللهمَّ ثَبِّتنا بِالقولِ الثَّابت في الحياةِ الدُّنيا وفي الآخرةِ.
واغفر لنا ولِوالدِينا ولجميع المسلمينَ.
اللهم آمنَّا في أوطانِنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا .
اللهم احقن دماء المُسلمينَ، وألف بينَ قلوبهم واهدهم سبل السلام.
(وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه عملية تنسيق ودمج لخطبتيّ صاحبي الفضيلة
الشيخ رشيد بن ابراهيم بوعافية (( الصوم .. مدرَسَةُ التركِ لوجه الله ))
و
الشيخ خالد القرعاوي (( يا مؤمنون اعملوا صالحا ))
ولهما الفضل سابق..
وما أنا بهذا إلا كحامل الماء لأهل هجر
بلّغنا الله وإياكم رضاه
((الصوم..انظباط الترك.. وفقه العمل))
معشر المؤمنين : حديثنا اليومَ عن صفةٍ جليلةٍ خصّ اللهُ بها عبادة الصوم ، هي أبرزُ حقائقه ، وركيزتُهُ الأساسيّة التي عليها يقوم ، إنّها تربية النفسِ على انظباط الترك.. وفقه العمل للله جلَّ وعلاَ .
ما من عبادةٍ إلاّ وتقومُ حقيقتها على الفعلِ المشروعِ بالقلبِ أو اللسانِ أو البدن :
الطهارة فيها غسلٌ واستنشاقٌ ومسحٌ وكلها أفعالٌ تُرَى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَين}
الصلاة كذلك فيها إحرامٌ و قراءةٌ وخفضٌ و رفعٌ و تسليم وهذه كلها أفعالٌ تُرَى{الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُوم # وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِين}
و الحج بذلٌ وعطاء ، و ومشاقٌّ وأداء ، وإحرام وطواف ورمي وغيرها مما يُرَى .
والزكاة فيها نقل ودفع وإخراج.. و الجهاد و قراءة القرآن وغيرها من العبادات كلُّها نرى أفعالَها… إلا الصوم - معشر المؤمنين- فإنَّهُ مدرسةٌ تعبُّديّةٌ خاصّة ، لا فِعلَ فيهِ يُرَى في الحقيقة ، بل هو محضُ تركٍ على وجهٍ مخصوص لوجه الله الكريم جلّ وعلاَ ! وهذا من أبرزِ مزاياهُ و مقاصدّه .
أجل - معشر المؤمنين - ؛ الصومُ مدرسةٌ تنطلقُ بالعبدِ من الهلال إلى الهلال ، من بُزُوغ الفجر إلى غروب الشمسِ ، يدعُ فيها المؤمنُ ما أحلّ الله له.. لوجه الله وحده لا شريكَ له .
و قد ثبتَ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ما يدلُّ على هذه المزِيّة :
ففي المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قَال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال الله تعالى إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ، يدع شهوته وطعامه من أجلي .. للصائم فرحتان ؛ فرحةٌ عند فطره ، وفرحةٌ عند لقاء ربه ، ولَخَلُوفُ فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك . والصيام جُنَّة ، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب . فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم " .
فانظُر كيف استوجبَ الصومُ تشريفَهُ بِنِِسْبَتِهِ إلى اللهِ مع أنّ كلّ العبادات لله سبحانه .
ثمّ انظُر كيفَ أنّ أجره لا يُقدّر.. وانظُر كيف وصفه النبيُّ صلى الله عليه وسلم بأنّهُ محضُ تركٍ لأجل الله جلّ و علاَ ! ، وانظُر كيفَ يترُكُ صاحبُهُ الرفثَ و المقاتلة و السبَّ والصَّخب لأنَّهُ امرؤٌ صائم ! . جميعُ هذه المعاني شرّفَ اللهُ بها عبادة الصيام لأنَّها عبادة انظباط خفيّ..لا يُرى ، وهي تُربّي المؤمن على أنّه يستطيع أن يدعَ لوجه الله ويترك إن توفرت الإرادة الخالصة لديه ، وهذا هو المقصودُ الأعظم ! .
أيها الإخوةُ في الله : العبدُ يضرُّهُ الاستِرسالُ في ما اعتاد واشتهى أحدَ عشر شهرًا..كلها انطلاقٌ في المباحات ، وإمعانٌ فيها ، و استرسالٌ مع دواعيها، فيجيئ رمضانُ فيفطِمُ الجوارحِ عن لذائذها.. بأمرِ الله و ابتغاءَ رضوانه ، يدعها لوجه الله وحده ، لا للعادَة ولا خوفاً من أحدٍ ، وهاهنا يبرزُ دورُ الإيمان و التقوى ، و يظهرُ أثرُ التربيةِ و التهذيب ، فإذا بتلكَ الأنفسِ التقيّة الزكيّة تعتادُ التركَ لوجه الله تعالى للمباحاتِ ، ويصيرُ لها بموجبِ ذلك استعدادٌ وتجهُّز ، فما بالك أخي بتركِ المناهي و المحرّمات !
معاشر الإخوة : إذا استقرّ في الأذهانِ أنّ الصومَ يفطمُ العبدَ عن الاسترسالِ في المباحِ لوجه الله جلّ وعلاَ ، فهل يستقيمُ -بربّكُمُ- أن يسترسلَ العبدُ في المكروهاتِ والمناهي والمحرّمات وهو صائم ؟!.
إنّ شهرًا ينظِّمُ الأنفس فيما أذنَ اللهُ لها.. لحريٌّ أن يَصُدّها عمَّا نهى اللهُ وحرّم ، فإذا خالفتَ هذا المعنى " فليس لله حاجةٌ في أن تدع طعامك وشرابك ! " : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قَال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه " رواه البخاري . ووردَ في لفظٍ للطبراني في الصغير والأوسط من حديث أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من لم يدع الخنا والكذب فلا حاجة لله أن يدع طعامه وشرابه " حسن/الألباني في صحيح الترغيب والترهيب
أجَل أيها آلأخ المبارك : إذا لم يحمِلكَ صومُكَ على تركِ الخنا والكذبِ و قولِ الزورِ والعملِ الزورِ - وهي محرّماتٌ بيقين - ؛ فكيف تطاوعكَ نفسُك على تركِ حلالٍ.. والانغماس في محرّم وتدّعي أنّك صائمٌ لوجه الله جلّ وعلاَ ؟.
معاشر المؤمنين : إنّ الصومَ عند من شرح الله صدره للإيمان…مدرسةٌ تعلّمُ الانظباط..تُنمّي الإخلاص..في شهرٍ على وجه الوجوب والإلزام ، و إرشادًا في بقيّة أشهُر العام … تلكم هي معانى الصوم وحقيقته ! .
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا،وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان،واجعلنا من الراشدين .
وأقول قولي هذا و أستغفر الله لي ولكم من كل ذنب إنه غفور رحيم .
الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:
الْحَمْدُ للَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، نشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ أهلُ البِرِّ والتَّقوى، ونَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنْ سارَ على الدَّربِ بالتَّقوى…… أَمَّا بَعْدُ:
فَاتَّقُوا اللهَ -عبادَ اللهِ- وَأَطِيعُوهُ، وَأَكْثِرُوا مِنَ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ؛ فَإِنَّهَا رَاحَتُكُمْ فِي الدُّنْيَا، وَذُخْرُكُمْ فِي الْآخِرَةِ، وَطَرِيقُكُمْ إِلَى الْجَنَّةِ.
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ: لَا يَسْتَوِي المُسْلِمُ وَالْكَافِرُ، وَلَا الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ، لَا يَسْتَوِي عَمَلُ الصَّالِحَاتِ وَاجْتِرَاحُ السَّيِّئَاتِ.
نَعَمْ، لَا يَسْتَوُونَ عندَ اللهِ ولا عندَ عبادِهِ الكرام!
فَكَمْ مِنْ أَخَوَيْنِ جَمَعَتهُمَا رَحِمٌ واحِدةٌ.. أَوْ صَدِيقَيْنِ طالَت بينَهُما عِشْرَةٌ وَمَوَدَّةٌ.. أَوْ زَمِيلَينِ جَمَعَهُما مَكانُ عَمَلٍ واحِدً… أَحَدُهُمَا فِي أَعْلَى عِلِّيِّينَ، وَالثَّانِي فِي أَسْفَلِ سَافِلِينَ؟ فما الذي فرَّقَ بينَ الفَرِيقَينِ؟ وباعَدَ بينَهما بُعدَ المَشرِقَينِ؟
إنَّهُ الْإِيمَانُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ، ألم يَقُلِ الرَّبُ وهو أصدقُ القائِلينَ: (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ)
(وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا مَّا تَتَذَكَّرُونَ)
معاشر المؤمنين: وَكُلُّ عَمَلٍ صَالِحٍ مَكْتُوبٌ مُسَطَّرٌ مَهْمَا صَغُرَ، حَتَّى الصَّدَقَةُ بِشِقِّ التَّمْرَةِ، وَالصَّبْرُ عَلَى وَخْزِ الشَّوْكَةِ … بل والتَّبَسُّمُ الذي لَا يُكَلِّفُ صاحِبَهُ شَيْئًا يَكُونُ لهُ بهِ صَدَقَةٌ.
وَكُلُّ تَعَبٍ يُصِيبُ الْعَبْدَ فِي عَمَلٍ صَالِحٍ فَلَهُ أَجْرُهُ وأَجْرُ تَعَبِهِ، يَسِيرًا كَانَ أو شاقَّاً عَظِيماً، يقَول ربُّكم(مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ اللّهِ وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ * وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
قالَ الشَّيخُ السَّعديُّ -رحمه الله-: "في الآياتِ أَشَدُّ تَرغِيبٍ وَتَشوِيق لِعمَلِ الصَّالِحاتِ، واحتسِاَبِ مَا يُصِيبُهم عليهِ، لِرِفعَةِ الدَّرَجَاتِ، فإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الذين أَحسَنُوا في مُبَادَراتِهم إلى أَمْرِ اللهِ، وَقِيامِهم بِما عَليهم مِن حَقِّه وَحَقِّ خَلقِهِ، إذا أَخلَصُوا فيها للِّه، وَنَصَحوا فيها".
وَنَحْنُ الْآنَ -يا كِرامُ- نكادُ ندخل رَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ عَظِيمٌ وَمَوْسِمٌ لِلْأَعْمَالِ كَبِيرٌ؛ وَلِلْقُلُوبِ إِدْبَارٌ وَإِقْبَالٌ، فَلنسْتَثْمَر إِقْبَالَهَا، ولنُضَاعِف من أَعْمَالِها، ولنُنَوِّع فيها لِيبقى نَشَاطُها؛ فمن صيامٍ.. إلى صلاةٍ.. إلى تِلاواتٍ، ومن صَدَقاتٍ إلى إطعامٍ… ومن بِرٍّ إلى تَلَمُّسٍ حاجة فقيرٍ ومُعوِزٍ وأرامِلِةٍ ومُعلَّقةٍ ومُطلَّقة، فَللجنَّةِ -بحمدِ اللهِ- ثمانِيةُ أبوابٍ ! فَلَعلَّكَ تُنادى من أحدها… أو كلّها وفضل الله واسع…
في الصَّحيحينِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ نُودِي فِي الْجَنَّةِ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا خَيْرٌ؛ فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلاَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلاَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ" قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عَلَى أَحَدٍ يُدْعَى مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ كُلِّهَا؟ قَالَ: "نَعَمْ وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ"
وَحَذَارِ -عِبَادَ اللَّهِ- مِمَّا يُنْقِصُ الْعَمَلَ الصَّالِحَ أَوْ يَنْقُضُهُ؛ فَلِرَمَضانَ سُرَّاقٌ يَتَرَبَّصُونَ بالصَّائِمينَ سُوءَ الضَّلالِ ويريدون أن تضلّوا السبيل.. ويُحبون آن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا..ويريدون أن تميلوا ميلا عظيما..ويسعون في الأرض فسادا..من أهل الفضائيات النجسة ! ومَجَالِسِ اللهْوٍ وَالبَاطِلٍ…
إنهم يسعون لأَنْ يُفسدوا أَعْمَالَكُم الصَّالِحَةَ، وَيَذْهَبَ أَجْرُهَا، فَمَنْ ضَيَّعَ عَلَى نَفْسِهِ رَمَضَانَ فَقَدْ أَضَاعَ خَيْرًا بَاقِيًا، وَاسْتَبْدَلَ بِهِ لَهْوًا فَانِيًا، وَذَلِكَ الخُسْرَانُ المُبِينُ.
فاللهم أعنَّا جميعا على ذِكركَ وشُكركَ وحُسنَ عِبادَتِكَ.
فاللَّهُمَّ سَلِّمْنَا إِلَى رَمَضَانَ، وَسَلِّمْهُ لَنَا، وَتَسَلَّمْهُ مِنَّا مُتَقَبَّلًا.
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)
اللهمَ صَلِّ وَسَلِّم وبَارك على محمدٍ وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسانٍ وإيمانٍ إلى يومِ الدينِ.
اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الإِيمَانَ وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبَنَا، وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ.
اللهمَّ إنَّا نَسألُك إيِمانا صَادِقا، وعَمَلا صَالِحَا مُتقَبَّلا.
اللهمَّ ثَبِّتنا بِالقولِ الثَّابت في الحياةِ الدُّنيا وفي الآخرةِ.
واغفر لنا ولِوالدِينا ولجميع المسلمينَ.
اللهم آمنَّا في أوطانِنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا .
اللهم احقن دماء المُسلمينَ، وألف بينَ قلوبهم واهدهم سبل السلام.
(وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)
المرفقات
الصوم..انظباط الترك.. وفقه العمل.doc
الصوم..انظباط الترك.. وفقه العمل.doc
المشاهدات 2665 | التعليقات 3
الشكر للشيخ خالد على تواجده وتفاعله وتلمسه النفع من مواطنه وعرضه بتلك الحلة البهية وإخراجه بهذه الطريقة الطيبة والشكر أيضا موصول للشيخ رشيد والشيخ خالد القرعاوي.
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
رشيد بن ابراهيم بوعافية
بارك الله فيك أستاذ خالد و جمع شملَكَ ورزقك الفردوس الأعلى .
أحسنت أخي الحبيب ؛ متلازمةُ الفعل والترك لله سبحانه هي عنوان سعادة الدارين ، ورمضان يربي المؤمنَ على الأمرين معًا ، فنسأل الله العظيم فعل الخيرات ، وترك المنكرات ،و أن يبارك لنا جميعا شهر رمضان .
تعديل التعليق