الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
إخوة الإيمان والعقيدة ... أمتع الحديث ما كان فيه ذكر نعمة وإشادة بإحسان، وأعظم النعم التي تفضل الله بها علينا أن جعلنا من أمة الإسلام، ومن أمة هذه الحبيب عليه أفضل الصلاة والسلام، فالحديث عنه حديث كل مناسبة، فهو البشير النذير، والسراج المنير، والرؤوف الرحيم، بأمته، العطوف بهم، الحريص عليهم.
فالحديث عنه مفتاح القلوب وبهجة النفوس، إن أسعد الناس من يوفق في عبادته لله بالصلاة على النبي ، فإنها من أجل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى مولاه، وينال بها مناه في الدنيا والآخرة.
إن أولى الناس بشفاعة النبي ، وأحقهم بتقديره، وأخصهم بعنايته يوم القيامة أكثرهم صلاة عليه ، وأن يعملوا بشريعته، ويتمسكوا بسنته، وأن يكثروا من الصلاة والسلام عليه دائماً أبداً.
إخوة الإسلام ... إذا كان مولانا سبحانه وتعالى في عظمته وكبريائه، وملائكته في أرضه وسمائه يصلون على النبي الأمي إجلالاً لقدره، وتعظيماً لشأنه، وإظهاراً لفضله، وإشارة إلى قربه من ربه، فما أحرانا نحن المؤمنين أن نكثر من الصلاة والسلام عليه امتثالاً لأمر الله تعالى، وقضاء لبعض حقه ، فقد أخرجنا الله به من الظلمات إلى النور، وهدانا به إلى الصراط المستقيم، وجعلنا به من خير الأمم، وفضلنا به على سائر الناس أجمعين، وكتب لنا به الرحمة التي وسعت كل شيء ( وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَىْء فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَـوٰةَ وَٱلَّذِينَ هُم بِـئَايَـٰتِنَا يُؤْمِنُونَ * ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِىَّ ٱلامّىَّ ) فالحمد لله الذي هدانا للإسلام، والحمد لله أن جعلنا من أمة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.
أيها المؤمنون .. أكثروا من الصلاة والسلام على النبي المختار يفتح الله عليكم أبواب رحمته، واعلموا أن الصلاة عليه تشرح الصدور، وتزيل الهموم، وترفع مقام العبد، فيسمو بها إلى الدرجات العلى والمنازل الشريفة، وقد جاءت الأحاديث مستفيضة في هذا، توضح فضل الصلاة على النبي ، وتبين مكانة المكثر من الصلاة عليه .
عن أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنه قال: أصبحَ رَسولُ اللهِ يومَا طيِّبَ النَّفسِ ، يُرَى في وجْهِه البِشْرُ . قالوا : يا رَسولَ اللهِ ! أصبَحتَ اليومَ طيِّبَ النَّفسِ ، يُرَى في وجهِك البِشْرُ ؟ قال ) أجَل ، أتاني آتٍ من ربِّي فقال : مَن صلَّى عليك من أُمَّتِكَ صلاةً ؛ كتبَ اللهُ لهُ بها عَشرَ حسَناتٍ ، ومحا عنهُ عَشرَ سَيِّئاتٍ ، ورفَع لهُ عَشرَ درجاتٍ ، وردَّ علَيهِ مثلَها )
اللهم صلّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي قال ( إنَّ للَّهِ ملائِكةً سيَّاحينَ في الأرضِ ، يُبلِّغوني من أُمَّتي السَّلامَ )
بل إنه يرد على من يسلم عليه، أخرج أحمد وأبو داود بإسناد صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله قال ( ما من أحدٍ يُسلِّمُ عليَّ ؛ إلا ردَّ اللهُ إليَّ رُوحي حتى أرُدَّ عليه السلامَ ).
فالسعيد من وفق للإكثار من الصلاة والسلام على الحبيب خير الأنام عليه أفضل الصلاة والسلام، عن عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يخطب ويقول ( من صلَّى عليَّ صلاةً ؛ لم تزَلِ الملائكةُ تُصلِّي عليه ما صلى عليَّ، فلْيُقِلَّ عبدٌ من ذلك، أو لِيُكْثِرْ ).
والصلاة على النبي سبب في دفع الهموم وغفران الذنوب، فعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: كان رسول الله إذا ذهب ربع الليل قام فقال ( يا أيها الناسُ ! اذكروا اللهَ ، جاءتِ الراجفةُ ، تتبعها الرَّادفةُ ، جاء الموتُ بما فيه ، جاء الموتُ بما فيه ) قال أبيُّ بنُ كعبٍ : فقلتُ : يا رسولَ اللهِ ! إني أُكثِرُ الصلاةَ [ عليك ] ، فكم أجعلُ لك من صلاتي ؟ قال ) ما شئتَ ( قال : قلتُ : الرُّبعَ ؟ قال ( ما شئتَ ، وإن زدتَ فهو خيرٌ لك ) قلتُ : النِّصفَ ؟ قال ( ما شئتَ ، وإن زدتَ فهو خيرٌ لك ) قال : قلتُ : ثُلُثَين ؟ قال ( ما شئتَ ، وإن زدتَ فهو خيرٌ لك ) قلت : أجعلُ لك صلاتي كلَّها . قال ( إذًا تُكفَى همَّك ، ويُغفَرُ لك ذنبُك )
وفي رواية ( إذنْ يكفيكَ اللهُ ما أهمَّكَ من أمرِ دنياك وآخرتِك ) اللهم صلّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
والمصلي على النبي يحظى بشفاعته ، فعبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – أنه سمع النبي يقول ( إذا سمعتُمُ المؤذِّنَ فقولوا مثلَ ما يقولُ . ثمَّ صلُّوا عليَّ . فإنَّهُ مَن صلَّى عليَّ صلاةً صلَّى اللَّهُ عليه بِها عشْرًا . ثمَّ سلوا اللَّهَ ليَ الوسيلَةَ . فإنَّها منزِلةٌ في الجنَّةِ لا تنبغي إلَّا لعبدٍ من عبادِ اللَّهِ . وأرجو أن أكونَ أنا هو . فمن سأل ليَ الوسيلةَ حلَّتْ لهُ الشَّفَاعةُ ) اللهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وأنزله المقعد المقرب عندك.
يقول أبو بكر الصديق رضي الله عنه: الصلاة على رسول الله أمحق للخطايا من الماء للنار، والسلام على النبي أفضل من عتق الرقاب، وحب رسول الله أفضل من مهج الأنفس.
إذا أنت أكثرت الصلاة على الذي *** صلى عليه الله في الآيات
وجعلتـهـا ورداً عليـك محتمـاً *** لاحت عليك بشائر الخيرات
والمكثر من الصلاة والسلام على رسول الله يضرب البرهان الساطع والدليل القاطع على محبته لرسول الله و ( المرء مع من أحب ).
اللهم ارزقنا حبك وحب رسولك ، واجعل اللهم حبك وحب رسولك أحب إلينا من المال والأهل والولد، وارزقنا مرافقته في الجنان تفضلاً منك وإحساناً.
عباد الله ... وحققوا محبتكم لرسول الله بالاتباع لسنته، والامتثال لأوامره، وأظهروا ذلك في أعمالكم وأقوالكم، واحفظوا لهذا الرسول الكريم مقامه، واسترشدوا بهديه واملؤوا أوقاتكم بالصلاة عليه.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَءوفٌ رَّحِيمٌ )
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.



الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
معاشر المؤمنين ... البخيل من ذكر النبي عنده فلم يصلّ عليه، يقول أبو ذر رضي الله عنه: خرجت ذات يوم، فأتيت رسول الله قال (ألا أُخبركم بأبخلِ الناسِ ؟ ) . قالوا : بلى يا رسولَ اللهِ ! قال ( من ذُكِرتُ عندَه فلم يُصلِّ عليَّ ، فذلك أبخلُ الناسِ ) اللهم صلّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
من ترك الصلاة على النبي فقد خطئ طريق الجنة، فعن حسن بن علي رضي الله عنهما قال رسول الله : ( من ذُكِرْتُ عندَه فخَطِئَ الصلاةَ عليَّ ؛ خطِئَ طريقَ الجنَّةِ )
ومن نسي الصلاة على النبي فقد خسر وباء بالذلة والهوان، أخرج الترمذي: (3545)، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله ( رغِم أنفُ رجلٍ ذُكِرتُ عندَه فلم يُصلِّ عليَّ ) اللهم صلّ وسلم وبارك على هذا العبد الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين.
إخوة الإسلام: اعرفوا لنبيكم حقه، وإياكم أن تكونوا من البخلاء والمحرومين، واربأوا بأنفسكم عن ذلك، وأكثروا من الصلاة والسلام على خير الأنام، الشافع المشفع، فقد أمركم بذلك مولانا الكريم ( إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً ) وقال عليه الصلاة والسلام ( أكثروا الصلاة عليَّ يوم الجمعة وليلة الجمعة، فمن صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه عشراً ).
المشاهدات 1456 | التعليقات 0