«الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ، اتَّقُوا اللَّهَ فِيمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ»

محمد البدر
1442/02/07 - 2020/09/24 01:49AM
الْخُطْبَةِ الأُولَى:
عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى:﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾.وَعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:كَانَ آخِرُ كَلَامِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ «الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ، اتَّقُوا اللَّهَ فِيمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ .وَقَالَﷺ«وَالصَّلَاةُ نُورٌ»رَوَاهُ مُسْلِمٌ.وَقَالَ ﷺ«صَلَاةُ الرَّجُلِ فِي جَمَاعَةٍ تَزِيدُ عَلَى صَلَاتِهِ فِي بَيْتِهِ، وَصَلَاتِهِ فِي سُوقِهِ، بِضْعًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
عِبَادَ اللَّهِ:الصلاةَ الصلاةَ , فقد أمرَ اللهُ بالمحافظَةِ عليها, وأوجبَ الصلاةَ على المسلمينَ حتى في حال القتال , والنفوسُ أشدُّ ما تكون خوفاً من العدوِّ , وأوجبَ الصلاةَ حتَّى على المريض , فيُصلي حسب حاله , كلُّ ذلك دليلٌ على مكانة الصلاةِ في الإسلام وعِظَمِ منزلتها قَالَ ﷺ: « مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ فَلَمْ يَأْتِهِ ، فَلاَ صَلاَةَ لَهُ ، إِلاَّ مِنْ عُذْرٍ» رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ . وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللهِ ﷺ فِي أَصْحَابِهِ تَأَخُّرًا، فَقَالَ: « تَقَدَّمُوا فَأْتَمُّوا بِي، وَلْيَأْتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ، وَلَا يَزَالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ، حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ اللهُ »رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
عِبَادَ اللهِ : إن الملاحِظَ لحال كثير من المصلين هذه الأيام يرى أن أكثرهم لا يحضر إلى الصلاة إلا عندما يسمع الإقامة ولا يتم الصف الأول فالأول ويبدأ ببناء صف جديد ولم يكتمل الذي أمامه وهذا خطأ قَالَ ﷺ « أتِمُّوا الصَّفَّ المُقَدَّمَ ، ثُمَّ الَّذِي يَلِيهِ ، فَمَا كَانَ مِنْ نَقْصٍ فَلْيَكُنْ في الصَّفِّ المُؤَخَّرِ»رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ « لاَ يَزَالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ عَنِ الصَّفِّ الأَوَّلِ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ اللَّهُ فِي النَّارِ » رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.يقول الشيخ بن عثيمين رحمه الله ولا شك أيضاً أن التأخر عن الصلاة أشد من التأخر عن الصف الأول، وعلى هذا فيخشى على الإنسان إذا عود نفسه التأخر في العبادة أن يبتلى بأن يؤخره الله عز وجل في جميع مواطن الخير اهـ.
عِبَادَ اللهِ : تعلمون أن ترك التراص لجائحة ‎كورونا جائزٌ حسب أقول العلماء ولكن التسوية لابد منها فانتبهوا لذلك وصلاة الجماعة لا تسقط الا من عذر ولكن للأسف الشديد أن كثير من الناس تساهل وتخاذل وتعذر وبرر فأصبح وباء فيروس كورونا شماعة لتعليق كل شيء وتبرير أي شيء وعذر يستعمله من يشاء متى شاء.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا...
 
الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:
عِبَادَ اللهِ : قَالَ تَعَالَى:﴿فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً﴾.يلاحظ أن الكثير من الناس يترك الصلاة في المساجد جماعة ويصلي في بيته لا نه يخشى أن يصيبه الوباء ولا بأس بذلك ولكن عدم المحافظة على وقت الصلوات أو التهاون والتكاسل عنها بصفة دائمة يؤدي إلى ترك الصلاة وهذا من تلبيس ابليس قَالَ تَعَالَى:﴿اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ﴾.ومن التناقض العجيب أن بعض الناس يجوبون الأسواق ويخالطون الناس فإذا ما سمعوا النداء للصلاة صلوا في البيت خشية من الإصابة بهذا الوباءفي المساجد.
فاتقوا الله عِبَادَ اللهِ  وحافظوا على الصلوات في المساجد واسألوا الله أن يرفع هذا الوباء عن بلدنا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين.هذا وصلوا.
المشاهدات 1541 | التعليقات 0