الصفقة و الثمن بين إيران والغرب_أحمد أبو دقة

احمد ابوبكر
1436/09/14 - 2015/07/01 08:51AM
[align=justify]لم يكن الحديث عن إيران ذات أهمية حينما كانت العراق توفر حصناً منيعاً للعرب ضد إيران و مشاريعها التمددية في المنطقة، لأنها لم تكن في حينه سوى جارة مناكفة تريد الحصول على كل شيء لأن العرب لا يستحقونه.. كانت القضية الفلسطينية مركزية في الصراع وكان العالم الإسلامي بأسره يوجه أنظاره نحو فلسطين ولم نكن نرى إلا فلسطين في الخبر الأول من نشرات التلفزة العربية والأجنبية، اليوم الحال تغير وأصبحت مراكز الصراع مختلفة والعدو مختلف أيضاً، إنه الصراع مع الاثنى عشرية الخمينية في طهران، ولم يكن ذلك ليأتي من قبيل المصادفة، أو دون مبرر.. مثلما تم تدمير العراق لكي يسمح لنفوذ إيران في التمدد على حساب أمن الخليج العربي، سمح لها أن تدعم مليشيات في سوريا ولبنان والعراق واليمن لكي تستنزف طاقات الشعوب المسلمة وتشغلها بأنفسها عن الكيان الصهيوني.

منذ الانقلاب على الشاه والنظام العلماني في إيران عام 1979 وتولى ثورة المرشد علي خامنئي بدأت إيران تصدر في الخفاء ثورتها إلى كل مكان في العالم العربي، والهدف استفزاز الغرب وابتداع أساليب لمساومته بهدف رفع الحصار ووقف ممارسة الضغوط على الثورة الاثنى عشرية في إيران، وأخذ الحرس الثوري الإيراني يرعى الكثير من المرتزقة العرب الموالين لإيران ويوفر لهم الدعم والتدريب سواء على صعيد المعاهد الشيعية التعليمية أو التسليح والعسكرة، لاستخدامهم كأدوات تحافظ على امتصاص الأخطار التي قد تحيط بإيران، وتدمير العالم العربي والسني على وجه التحديد، لأن أنفاض هذا العالم هي حتماً سيكون قواعد وعماد الدولة الفارسية الجديدة.

لو تأملنا في المحيط العربي، في سوريا والعراق ولبنان واليمن وكل بلد يوجد بها صراع بين السنة والشيعة، سنجد أن إيران هي المحرك لهذا الصراع والهدف قتل العرب سواء كانوا سنة أو شيعة، فهي تستغل سذاجة عباد البدع وأصحاب العمائم وفساد أرواحهم لتستخدمهم كزعماء لمليشياتها التي تصنعها وتسلطها لتدمير المجتمعات من الداخل، لماذا لا ترسل إيران جنودها الفرس للمشاركة في حروبها؟! لأن الهدف من الحروب قتل العرب واستدامة إقتتالهم فيما بينهم.

والغاية والهدف نقل المواجهة ما بين المسلمين والكيان الصهيوني إلى المسلمين أنفسهم، وإعادة توجيه الصراع لضمان أمن الكيان الصهيوني.. في سوريا الجولان محتلة منذ أكثر من 30 عاماً ولم يطلق النظام السوري طلقة واحدة لتحريرها، لكنه قتل أكثر من 250 ألفا من الشعب السوري، أي أكثر من تعداد الجيش الصهيوني بأكمله، والسبب لأن الأولوية حماية أمن إسرائيل وليس أمن سوريا.

مقابل هذه الصفقة التي برعت إيران في تنفيذ بنودها، اخترع الغرب "بعبع" القنبلة النووية الإيرانية لتكون ذريعة مناسبة لرفع الحصار عن نظام الخامنئي وأعاد المياه لمجاريها بنفس الطريقة التي اخترع فيها كذبة إمتلاك العراق لقنبلة نووية من أجل تدمير الشعب العراقي وتسليم ثرواته لإيران، التي استغلتها لتمويل نشاطات مليشياتها في المنطقة العربية لتوفير بيئة خصبة لحماية أمن الكيان الصهيوني.[/align]
المشاهدات 677 | التعليقات 0