الصَّحَابَةُ خَيْرُ الْقُرُونِ - عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْه

محمد البدر
1442/04/17 - 2020/12/02 20:28PM
الْخُطْبَةِ الأُولَى:
عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى : ﴿وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ﴾. وَقَالَﷺ «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ - قَالَ عِمْرَانٌ: فَلَا أَدْرِي أَذَكَرَ بَعْدَ قَرْنِهِ قَرْنَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً - ثُمَّ إِنَّ بَعْدَهُمْ قَوْمًا يَشْهَدُونَ وَلَا يُسْتَشْهَدُونَ، وَيَخُونُونَ وَلَا يُؤْتَمَنُونَ، وَيُنْذِرُونَ وَلَا يُوفُونَ وَيَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ » مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. جديثنا اليوم عن الصحابي الجليل أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رابع الخلفاء الراشدين يقَولَﷺ «الْخِلَافَةُ ثَلَاثُونَ سَنَةً، ثُمَّ تَكُونُ بَعْدَ ذَلِكَ مُلْكًا»رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَقَالَ الأَلبَانيُّ حَسَنٌ صَحِيحٌ قَالَ سَفِينَةُ: أَمْسِكْ خِلَافَةُ أَبِي بَكْرٍ سَنَتَيْنِ، وَخِلَافَةُ عُمَرَ عَشْرُ سِنِينَ، وَخِلَافَةُ عُثْمَانَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، وَخِلَافَةُ عَلِيٍّ سِتُّ سِنِينَ.و هو قدوة من أعظم القدوات ،وابن عم النَّبِيِّ ﷺوزوج ابنته فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا. يُكَنَّى: أَبَا الْحَسَنِ .ويلقب بأبي تراب، وهذا اللقب هو أحب ما يُدعى به؛ جاء النَّبِيِّ ﷺإلى بيته يبحث عنه فلم يجده إلا في المسجد وَهُوَ مُضْطَجِعٌ، قَدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ شِقِّهِ، وَأَصَابَهُ تُرَابٌ فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ ﷺيَمْسَحُهُ عَنْهُ، وَيَقُولُ: قُمْ أَبا تُرَابٍ قُمْ أَبَا تُرَابٍ  مُتَّفَقٌ عَلَيهِ . وقد ولد قبل البعثة بعشر سنين، وتربى في بيت النبوة، وهو أول من أسلم من الصبيان، وقد شهد المشاهد كلها مع رَسُولُ اللهِ ﷺعدا غَزْوَةِ تَبُوكَ. وقد اشتهر بالفروسية والشجاعة، ومع شجاعته العظيمة فقد كان من علماء الصحابة،وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة ،وَعَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: ثَلَاثٌ قَالَهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، لَأَنْ تَكُونَ لِي وَاحِدَةٌ مِنْهُمْ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ لَهُ وَخَلَّفَهُ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تُخَلِّفُنِي مَعَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، إِلَّا أَنَّهُ لَا نُبُوَّةَ بَعْدِي» . وَسَمِعْتُهُ يَوْمَ خَيْبَرَ: «لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ»قَالَ: فَتَطَاوَلْنَا لَهَا، قَالَ: أَيْنَ عَلِيٌّ فَأُتِيَ بِهِ وَهُوَ أَرْمَدُ، فَبَصَقَ فِي عَيْنَيْهِ، وَدَفَعَ الرَّايَةَ إِلَيْهِ، فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ. وَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: ﴿تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ﴾،فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺعَلِيًّا وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلِي»رَوَاهُ مُسْلِمٌ. ،وله مواقف بطولية رائعة تدل على شجاعته ، ونصرته لهذا الدين،لا يتسع المقام لذكرها  نذكر منها اختصاراً أنه بات في فراش النَّبِيِّ ﷺيوم الهجرة، وعرض نفسه للقتل فداء للنَّبِيِّ ﷺوهو أول من بارز،وهو من النفر القلة الذين ثبتوا مع النَّبِيِّ ﷺفي غزوة أحد.أَقُولُ قَوْلِي هَذَا..
الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:
عِبَادَ اللَّهِ: قَالَﷺ: «أَلَا أُحَدِّثُكُمَا بِأَشْقَى النَّاسِ رَجُلَيْنِ» قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «أُحَيْمِرُ ثَمُودَ الَّذِي عَقَرَ النَّاقَةَ، وَالَّذِي يَضْرِبُكَ يَا عَلِيُّ عَلَى هَذِهِ، يَعْنِي قَرْنَهُ، حَتَّى تُبَلَّ مِنْهُ هَذِهِ، يَعْنِي لِحْيَتَهُ،»صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ. وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:وَالَّذِى فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ إِنَّهُ لَعَهْدُ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ ﷺإِلَيَّ «أَنْ لاَ يُحِبَّنِي إِلاَّ مُؤْمِنٌ وَلاَ يُبْغِضَنِي إِلاَّ مُنَافِقٌ » رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وكان قتله على يد الشقي الخارجي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُلْجِمٍ المُرادِيُّ وَدُفِنَ بِقَصْرِ الْإِمَارَةِ قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَم ابْنُ تَيْمِيَةَ - رَحِمَهُ الله: فَإِنَّ الْمَعْرُوفَ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ عَلِيًّا دُفِنَ بِقَصْرِ الْإِمَارَةِ بِالْكُوفَةِ كَمَا دُفِنَ مُعَاوِيَةُ بِقَصْرِ الْإِمَارَةِ مِنْ الشَّامِ وَدُفِنَ عَمْرٌو بِقَصْرِ الْإِمَارَةِ خَوْفًا عَلَيْهِمْ مِنْ الْخَوَارِجِ أَنْ يَنْبُشُوا قُبُورَهُمْ .إلخ.
الا وصلوا...
المرفقات

الصَّحَابَةُ-خَيْرُ-الْقُرُونِ-عَلِ

الصَّحَابَةُ-خَيْرُ-الْقُرُونِ-عَلِ

المشاهدات 729 | التعليقات 1

تم التعديل والترتيب والتنسيق واعتذر عن الاختصار لعدم اتساع المقام بسبب تعليمات وزارة الشؤون الإسلامية أن تكون مدة الخطبة والصلاة (15دقيقة) نظراً لجائحة كورونا نسأل الله أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين ويجنبنا خطر هذا الوباء