الصحابة خير القرون - أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ

محمد البدر
1441/12/23 - 2020/08/13 09:14AM
الْخُطْبَةَ الأُولَى:
عِبَادَ اللَّهِ : قَالَ تَعَالَى :﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ﴾ وَقَالَ ﷺ « النُّجُومُ أَمَنَةٌ لِلسَّمَاءِ فَإِذَا ذَهَبَتِ النُّجُومُ أَتَى السَّمَاءَ مَا تُوعَدُ وَأَنَا أَمَنَةٌ لأَصْحَابِي فَإِذَا ذَهَبْتُ أَتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُونَ وَأَصْحَابِي أَمَنَةٌ لأُمَّتِي فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أُمَّتِي مَا يُوعَدُونَ»رَوَاهُ مُسْلِمٌ.وَقَالَ ﷺ «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.فالخلفاء الراشدون هم الذين تولوا شؤون المسلمين بعد وفاة النَّبِيِّ ﷺ إمّا بإجماع المسلمين أو بتنصيبٍ من الخليفة الذي سبقه، فابتدأت الخلافة الرّاشدة بأَبي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ وهو الصاحب الوزير للنَّبِيِّ ﷺ ،و ثانيه في الغار ، ورفيقه في الهجرة ، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: ومن أعظم مناقبه: قَولَه تَعَالَى :﴿إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا﴾قال: ولم يَشركه أحد في هذه المنقبة غيره".وأحد العشرة المبشرين بالجنة،واسمه عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي ، وقد أجمعت الأمة على تسميته بالصديق؛ لأنه بادر إلى تصديق النَّبِيِّ ﷺ ،وُلد أبو بكر بمكه بعد عام الفيل بعامين وستة أشهر على ما قاله الحافظ ابن حجر،كان له أعظم الأثر في تثبيت قوائم الدين ، والفتوحات الإسلامية ،حج في الناس أميرا في حياة النَّبِيِّ ﷺ سنة تسع وحمل الراية يوم تبوك .واستخلفه النَّبِيِّ ﷺ إماما للصلاة مرارا آخرها في مرضه ﷺ واستقر خليفة للمسلمين في الأرض بإجماع الصحابة ،وعرف بالإنفاق في سبيل الله ، ولأبي بكر مواقف يوم الهجرة فقد كانت قريشٌ بفخرها وعنادها ومحادتها تسعى لمنع النَّبِيِّ ﷺ من الخروج من مكة، وتحيط ببيته لتقتله، وتجعل لمن يأتي به حيًّا أو ميِّتًا مائة من الإبل، وفي هذه السويعات العصيبة، ظهرت شجاعة أبي بكر ونصرته، كان أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ يخاف على النَّبِيِّ ﷺ ، ويحوطه ويخشى أن يصيبه أذى،قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَارْتَحَلْنَا بَعْدَ مَا مَالَتِ الشَّمْسُ وَاتَّبَعَنَا سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكٍ فَقُلْتُ: أُتِينَا يَا رَسُولَ اللهِ فَقَالَ: لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا فَدَعَا عَلَيْهِ النَبِيُّ ﷺ ، فَارْتَطَمَتْ بِهِ فَرَسُهُ إِلَى بَطْنِهَا، أُرَى فِي جَلَدٍ مِنَ الأَرْضِ فَقَالَ: إِنِّي أُرَاكُمَا قَدْ دَعَوْتُمَا عَلَيَّ فَادْعُوَا لِي فَاللهُ لَكُمَا أَنْ أَرُدَّ عَنْكُمَا الطَّلَبَ فَدَعَا لَهُ النَّبِيُّ ﷺ،فَنَجَا فَجَعَلَ لاَ يَلْقَى أَحَدًا إِلاَّ قَالَ: كَفَيْتُكُمْ مَا هُنَا فَلاَ يَلْقَى أَحَدًا إِلاَّ رَدَّهُ قَالَ: وَوَفى لَنَا متفق عليه . وَقَالَ ﷺ « مَا أَحَدٌ أَعْظَمُ عِنْدِي يَدًا مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَاسَانِي بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ , وأَنْكَحَنِي ابْنَتَهُ» رَوَاهُ الطَّبَرَانيُّ وَحَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ .
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا..
الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:
عِبَادَ اللَّهِ:أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ له مناقب وآثار معروفة قَالَ ﷺ:« لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَلَكِنَّهُ أَخِي وَصَاحِبِي، وَقَدِ اتَّخَذَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلًا»رَوَاهُ مُسْلِمٌ.وَقَالَ ﷺ:« يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بَعَثَنِى إِلَيْكُمْ فَقُلْتُمْ كَذَبْتَ وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ صَدَقْتَ وَوَاسَانِي بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَهَلْ أَنْتُمْ تَارِكُونَ لِي صَاحِبِي » رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ .
وَقَالَ ﷺ:« اقْتَدُوا بِالَّذِينَ مِنْ بَعْدِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ» صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
فاتقوا الله عِبَادَ اللَّهِ واقتدوا بسيد كهول الجنة أبي بكر الصِّدِّيْقِ رضى الله عنه وعن جميع الصحابة رغم أنف الرافضة .الا وصلوا .
المشاهدات 875 | التعليقات 0