الشيخ إبراهيم الأخضر: خطباء الجوامع لا يعرفون منطق الكلام
أبو عبد الرحمن
1430/10/09 - 2009/09/28 11:05AM
الشيخ إبراهيم الأخضر: خطباء الجوامع لا يعرفون منطق الكلام
سعوديون - المدينة المنورة - ياسر الراجح:
انتقد فضيلة الشيخ إبراهيم الأخضر شيخ مشايخ القراء في المسجد النبوي الشريف خطباء المساجد لعدم معرفتهم منطق الكلام ، ويرى بأن "المنبر" فقد مكانته في الإسلام، وأصبح اليوم مجرد خشبة لها عدة درجات يصعد عليها رجل يقول أي كلام يعجبه فأصبح الوضع مزريا وانتفى إحساس الناس بهيبته ومكانته.
وقال في جديث لجريدة "عكاظ" أن الأئمة والخطباء لا يلتزمون بالسنة؟ موضحا بأن الشخص الذي يصعد إلى المنبر يصرخ ويهرف بما لا يعرف ويتكلم في أمور لا يعرف أولها من آخرها. واعتبر أن المصلين ملتزمون أكثر من الخطباء ، بل أنهم يدفعون ثمن عدم التزام الخطباء بالسنة رغم التزامهم بأوامر الفقه الإسلامي التي حددت لهم. فالمصلي ، حسب قوله ، قبل أن يخرج من بيته يوم الجمعة يستيقظ مبكرا فيغتسل ويتنظف ويلبس أحسن الثياب ويضع العطر والطيب ثم يذهب إلى المسجد بسكينة ووقار يرفع خطوة ويضع أخرى، فإذا وصل ذهب للمكان الصحيح دون أن يتخطى رقاب الناس فلا يجلس في آخر المسجد وأوله شاغر ولا يلعب، وإنما يسبح، فمن جاء في الساعة الأولى، فكأنما قدم كذا ومن جاء في الساعة الثانية فكأنما قدم كذا، ثم عندما يصعد الإمام المنبر فلا يحرك يديه ولا يلعب ولا يمسك بالحصى ولا الجوال ولا السبحة ولا يقول صه، فإن قالها فقد لغى ومن لغى فلا جمعة له.. وأضاف : أن كل هذه الضوابط تطلب من الشخص المستمع فيلتزم بها من أجل أن يلتزم الخطيب من جهته أيضا بضوابط الخطبة، ولكنه لا يلتزم.
وقال الشيخ إبراهيم الأخضر لمحاوره بدر الغانمي : ودعني أسألك: لو قلت لك أجلس الآن ساكتا ولا تتكلم ولا تتحرك فكم تستطيع أن تصبر؟ خمس دقائق.. ما تقدر تزيد عن كذا فكيف الحال إذا الإمام يجلس نصف ساعة على أقل تقدير كحد أدنى يصيح ويتكلم.. كيف أركز وأنا ساكت ولا أفعل شيئا. أليس من الأولى أن يجلس الخطيب خمس دقائق فقط على قدر تركيز المستمعين وهو نفر واحد وهم ألف أو يزيد؟.. فهل من المنطق أن يحدث هذا والرسول عليه الصلاة والسلام حدد لنا هذا الأمر بقوله (إن قصر الخطبة وطول الصلاة مئنة من فقه الرجل فاقصروا الخطبة وأطيلوا الصلاة)، وللأسف أن الذي يحدث الآن هو إطالة للخطبة وقصر للصلاة، فالمقياس عندنا واضح، وإذا كان مطلوب مني كمصل ومستمع أن أركز فعلى الإمام أيضا أن يركز وأن يطبق السنة في خطب الجمعة.
وأوضح الشيخ الأخضر بان عدم التزام الخطيب بالسنة ظاهرة منتشرة في كل العالم الإسلامي، وقال : ففي مصر تستمر الخطبة من ساعة إلى ساعتين، وفي الشام كذلك. وأورد قصة ظريفة في هذا الخصوص قائلا : وأتذكر قبل ثلاثين عاما أنني خطبت خطبة في منطقة تسمى (كفر بطنة) في الشام أثناء زيارتي لها، وبعد أن صليت بالناس وخطبت فيهم جاءني مساعد الإمام وقال لي إن المصلين يتساءلون هل جمعتهم صحيحة أم لا.. فسألته لماذا؟ فقال: لأنك لم تخطب إلا ست أو سبع دقائق فقط؟، فسألته: وأنتم تخطبون بهم كم دقيقة كل أسبوع؟ فقال لي: ساعتين إلا ربع، فالناس يسألون هل تكفي هذه الخطبة للجمعة وتصور معي أن أناسا ولدوا وشابوا وهم على هذا الأسلوب.
ويطالب الشيخ الاخضر من الجهات المسؤولة عن الأئمة والخطباء أن يعلموا الخطباء ويدربوهم علم الكلام وكيفية مخاطبة الناس حتى يكون لهم تأثير، وقال : والمشكلة ليست أن يقرؤوا من ورقة أو كتاب وإنما كيف يتكلمون، فالإمام منذ أن يصعد يبدأ بالصياح رغم وجود المايكروفونات في المساجد وبعض الأئمة ثقافتهم في الخطبة لا تتجاوز النار وعذابها، وكأن الله لم يخلق جنة أبدا.
والحقيقة ، حسب قوله ، أن السنة هي التي صنعت المنبر ونظمت العلاقة والجانب الذاتي لدى الخطيب الذي يسمونه في العلم الحديث (الحضور المسرحي) فيقال فلان ما عندو حضور مسرحي، فهذا فقه موجود لدينا وقاله المالكية في كتبهم (ويتوكأ على قوس أو سيف أو عصى لكي لا يعبث بلحيته أو بردائه) لأن الإمام عندما يصلح مشلحه أو يلعب في لحيته أو يحرك يديه يشوش على تركيز الجالسين أمامه فلا يدري المستمع هل يسمع أم يتفرج على المنظر السينمائي، فما بالك بأكثر من ذلك..
وذكر بأن الحسن البصري قال للإمام في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أيام مروان بن الحكم عندما حرك يديه على المنبر وهو يخطب (تبا لهاتين اليدين فما كان صلى الله عليه وسلم يشير إلا بأصبعه في الشهادة)، والشهادة يؤشر بها النبي عليه الصلاة والسلام، وهو ممسك بعصاته إلى الأمام وللعلم فكل خطب الرسول لم تكن تتجاوز نصف صفحة فقط.
وعندما داخله المحاور بأن المقارنة غير واردة فالرسول عليه السلام أوتي جوامع الكلم؟ أجاب الشيخ : فعلا.. هم يقولون ذلك وإنهم ليسوا مثل الرسول وإن الدنيا تغيرت والقضايا تحتاج إلى تفصيل . وأضاف : وليتهم يأخذون كلام الرسول ويقولونه.. المشكلة ، حسب قول الشيخ ، أن بعض طلبة العلم لا يفرق بين المحاضرة والدرس والخطبة، فيخلط بينها، مشيرا الى أنه ليس من المستغرب اليوم أن يوجد من اتخذ من خطبة الجمعة فرصة لتخريج الأحاديث والبعض الآخر يتحدث في عشرة مواضيع في وقت واحد دون تركيز على موضوع واحد وثالث يذكر أربعة عشر أو خمسة عشر استدلالا في خطبة جمعة.
أما رحلته مع القرآن الكريم فيتحث بنفسه فيقول : بدأت قبل ذلك بصحبة ثلة مباركة من الصحب والأصدقاء على رأسهم السيد شهاب أحمد رضوان، والشيخ إحسان صديق، والأستاذ أحمد الدرديري، وكان يدرسنا الشيخ عمر الحيدري وغيرهم وكانوا قد قرروا استئناف درس يومي لحفظ القرآن الكريم في بيت أحدهم، فأخبرني أحد أصدقائي المحبين بالأمر وحثني على الانضمام إلى هذه الحلقة القرآنية غير أني لم أتخذ في ذلك قرارا، وما زال يلح ويلزم علي ويراجعني في ذلك حتى شرح الله صدري، فبدأت معهم في الحفظ والمراجعة، كنت أحفظ مع زملائي نصف صفحة في العشرين جزءا الأولى والتزمت بالحضور والتردد على الدرس حتى أتممت ــ بفضل الله ــ حفظ القرآن الكريم، ومنذ أن حفظت لم أنس القرآن بتاتا والحمد لله، ثم تعرفت عام 1400هـ بالشيخ حسن الشاعر شيخ مشايخ القراء بالمدينة المنورة، فبدأت بالقراءة فلازمته زمنا طويلا، وكنت أجلس إلى درسه للقراءة عليه بعد صلاة العصر من كل يوم، ثم تتلمذت على يد الشيخ عامر السيد عثمان شيخ عموم المقارئ المصرية رحمه الله عام 1409هـ، وكنت أستغل فرصة وجوده في مواسم الحج والعمرة للقراءة عليه وتشرفت بخدمته وقضاء حوائجه، وكنت أقرأ عنده قبل صلاة الفجر بساعتين، كما كنت أقرأ عليه بطرق مختلفة لازدحام الناس للقراءة عليه، فتارة في المسجد والبيت، وأخرى في الطريق، حتى إنه كان يقرئ في وقت انتظاره وانتقاله من مكان إلى مكان. ولقد رأيت رئيس وزراء مصر عبدالمنعم حجازي يلبس الشيخ عامر حذاءه وهو خارج بصحبته من باب المجيدي في المسجد النبوي، وكانت قراءتي على الشيخ عبدالفتاح القاضي بشفاعة الشيخ عامر السيد عثمان، الذي قال لي حين سألته عن الشيخ القاضي: ده أكبر عالم في الدنيا! ولازم تقرأ عليه! وسأشفع لك عنده إن شاء الله، ولا أنسى لقاء الشيخ عامر بالشيخ القاضي في المسجد النبوي عندما قال له: هذا إبراهيم الأخضر ابني، ضمه إليك! وأفرغ ما في صدرك في صدره!
وقال أنه تخرج على يديه طالبات كثيرات ممن لهن جهود مؤثرة في حركة الإقراء بين النساء ، ذكر منهن ، زينب سيدات وعائشة هوساوي وصفاء كردي، وغيرهن كثير داخل المملكة وخارجها.
انتقد فضيلة الشيخ إبراهيم الأخضر شيخ مشايخ القراء في المسجد النبوي الشريف خطباء المساجد لعدم معرفتهم منطق الكلام ، ويرى بأن "المنبر" فقد مكانته في الإسلام، وأصبح اليوم مجرد خشبة لها عدة درجات يصعد عليها رجل يقول أي كلام يعجبه فأصبح الوضع مزريا وانتفى إحساس الناس بهيبته ومكانته.
وقال في جديث لجريدة "عكاظ" أن الأئمة والخطباء لا يلتزمون بالسنة؟ موضحا بأن الشخص الذي يصعد إلى المنبر يصرخ ويهرف بما لا يعرف ويتكلم في أمور لا يعرف أولها من آخرها. واعتبر أن المصلين ملتزمون أكثر من الخطباء ، بل أنهم يدفعون ثمن عدم التزام الخطباء بالسنة رغم التزامهم بأوامر الفقه الإسلامي التي حددت لهم. فالمصلي ، حسب قوله ، قبل أن يخرج من بيته يوم الجمعة يستيقظ مبكرا فيغتسل ويتنظف ويلبس أحسن الثياب ويضع العطر والطيب ثم يذهب إلى المسجد بسكينة ووقار يرفع خطوة ويضع أخرى، فإذا وصل ذهب للمكان الصحيح دون أن يتخطى رقاب الناس فلا يجلس في آخر المسجد وأوله شاغر ولا يلعب، وإنما يسبح، فمن جاء في الساعة الأولى، فكأنما قدم كذا ومن جاء في الساعة الثانية فكأنما قدم كذا، ثم عندما يصعد الإمام المنبر فلا يحرك يديه ولا يلعب ولا يمسك بالحصى ولا الجوال ولا السبحة ولا يقول صه، فإن قالها فقد لغى ومن لغى فلا جمعة له.. وأضاف : أن كل هذه الضوابط تطلب من الشخص المستمع فيلتزم بها من أجل أن يلتزم الخطيب من جهته أيضا بضوابط الخطبة، ولكنه لا يلتزم.
وقال الشيخ إبراهيم الأخضر لمحاوره بدر الغانمي : ودعني أسألك: لو قلت لك أجلس الآن ساكتا ولا تتكلم ولا تتحرك فكم تستطيع أن تصبر؟ خمس دقائق.. ما تقدر تزيد عن كذا فكيف الحال إذا الإمام يجلس نصف ساعة على أقل تقدير كحد أدنى يصيح ويتكلم.. كيف أركز وأنا ساكت ولا أفعل شيئا. أليس من الأولى أن يجلس الخطيب خمس دقائق فقط على قدر تركيز المستمعين وهو نفر واحد وهم ألف أو يزيد؟.. فهل من المنطق أن يحدث هذا والرسول عليه الصلاة والسلام حدد لنا هذا الأمر بقوله (إن قصر الخطبة وطول الصلاة مئنة من فقه الرجل فاقصروا الخطبة وأطيلوا الصلاة)، وللأسف أن الذي يحدث الآن هو إطالة للخطبة وقصر للصلاة، فالمقياس عندنا واضح، وإذا كان مطلوب مني كمصل ومستمع أن أركز فعلى الإمام أيضا أن يركز وأن يطبق السنة في خطب الجمعة.
وأوضح الشيخ الأخضر بان عدم التزام الخطيب بالسنة ظاهرة منتشرة في كل العالم الإسلامي، وقال : ففي مصر تستمر الخطبة من ساعة إلى ساعتين، وفي الشام كذلك. وأورد قصة ظريفة في هذا الخصوص قائلا : وأتذكر قبل ثلاثين عاما أنني خطبت خطبة في منطقة تسمى (كفر بطنة) في الشام أثناء زيارتي لها، وبعد أن صليت بالناس وخطبت فيهم جاءني مساعد الإمام وقال لي إن المصلين يتساءلون هل جمعتهم صحيحة أم لا.. فسألته لماذا؟ فقال: لأنك لم تخطب إلا ست أو سبع دقائق فقط؟، فسألته: وأنتم تخطبون بهم كم دقيقة كل أسبوع؟ فقال لي: ساعتين إلا ربع، فالناس يسألون هل تكفي هذه الخطبة للجمعة وتصور معي أن أناسا ولدوا وشابوا وهم على هذا الأسلوب.
ويطالب الشيخ الاخضر من الجهات المسؤولة عن الأئمة والخطباء أن يعلموا الخطباء ويدربوهم علم الكلام وكيفية مخاطبة الناس حتى يكون لهم تأثير، وقال : والمشكلة ليست أن يقرؤوا من ورقة أو كتاب وإنما كيف يتكلمون، فالإمام منذ أن يصعد يبدأ بالصياح رغم وجود المايكروفونات في المساجد وبعض الأئمة ثقافتهم في الخطبة لا تتجاوز النار وعذابها، وكأن الله لم يخلق جنة أبدا.
والحقيقة ، حسب قوله ، أن السنة هي التي صنعت المنبر ونظمت العلاقة والجانب الذاتي لدى الخطيب الذي يسمونه في العلم الحديث (الحضور المسرحي) فيقال فلان ما عندو حضور مسرحي، فهذا فقه موجود لدينا وقاله المالكية في كتبهم (ويتوكأ على قوس أو سيف أو عصى لكي لا يعبث بلحيته أو بردائه) لأن الإمام عندما يصلح مشلحه أو يلعب في لحيته أو يحرك يديه يشوش على تركيز الجالسين أمامه فلا يدري المستمع هل يسمع أم يتفرج على المنظر السينمائي، فما بالك بأكثر من ذلك..
وذكر بأن الحسن البصري قال للإمام في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أيام مروان بن الحكم عندما حرك يديه على المنبر وهو يخطب (تبا لهاتين اليدين فما كان صلى الله عليه وسلم يشير إلا بأصبعه في الشهادة)، والشهادة يؤشر بها النبي عليه الصلاة والسلام، وهو ممسك بعصاته إلى الأمام وللعلم فكل خطب الرسول لم تكن تتجاوز نصف صفحة فقط.
وعندما داخله المحاور بأن المقارنة غير واردة فالرسول عليه السلام أوتي جوامع الكلم؟ أجاب الشيخ : فعلا.. هم يقولون ذلك وإنهم ليسوا مثل الرسول وإن الدنيا تغيرت والقضايا تحتاج إلى تفصيل . وأضاف : وليتهم يأخذون كلام الرسول ويقولونه.. المشكلة ، حسب قول الشيخ ، أن بعض طلبة العلم لا يفرق بين المحاضرة والدرس والخطبة، فيخلط بينها، مشيرا الى أنه ليس من المستغرب اليوم أن يوجد من اتخذ من خطبة الجمعة فرصة لتخريج الأحاديث والبعض الآخر يتحدث في عشرة مواضيع في وقت واحد دون تركيز على موضوع واحد وثالث يذكر أربعة عشر أو خمسة عشر استدلالا في خطبة جمعة.
أما رحلته مع القرآن الكريم فيتحث بنفسه فيقول : بدأت قبل ذلك بصحبة ثلة مباركة من الصحب والأصدقاء على رأسهم السيد شهاب أحمد رضوان، والشيخ إحسان صديق، والأستاذ أحمد الدرديري، وكان يدرسنا الشيخ عمر الحيدري وغيرهم وكانوا قد قرروا استئناف درس يومي لحفظ القرآن الكريم في بيت أحدهم، فأخبرني أحد أصدقائي المحبين بالأمر وحثني على الانضمام إلى هذه الحلقة القرآنية غير أني لم أتخذ في ذلك قرارا، وما زال يلح ويلزم علي ويراجعني في ذلك حتى شرح الله صدري، فبدأت معهم في الحفظ والمراجعة، كنت أحفظ مع زملائي نصف صفحة في العشرين جزءا الأولى والتزمت بالحضور والتردد على الدرس حتى أتممت ــ بفضل الله ــ حفظ القرآن الكريم، ومنذ أن حفظت لم أنس القرآن بتاتا والحمد لله، ثم تعرفت عام 1400هـ بالشيخ حسن الشاعر شيخ مشايخ القراء بالمدينة المنورة، فبدأت بالقراءة فلازمته زمنا طويلا، وكنت أجلس إلى درسه للقراءة عليه بعد صلاة العصر من كل يوم، ثم تتلمذت على يد الشيخ عامر السيد عثمان شيخ عموم المقارئ المصرية رحمه الله عام 1409هـ، وكنت أستغل فرصة وجوده في مواسم الحج والعمرة للقراءة عليه وتشرفت بخدمته وقضاء حوائجه، وكنت أقرأ عنده قبل صلاة الفجر بساعتين، كما كنت أقرأ عليه بطرق مختلفة لازدحام الناس للقراءة عليه، فتارة في المسجد والبيت، وأخرى في الطريق، حتى إنه كان يقرئ في وقت انتظاره وانتقاله من مكان إلى مكان. ولقد رأيت رئيس وزراء مصر عبدالمنعم حجازي يلبس الشيخ عامر حذاءه وهو خارج بصحبته من باب المجيدي في المسجد النبوي، وكانت قراءتي على الشيخ عبدالفتاح القاضي بشفاعة الشيخ عامر السيد عثمان، الذي قال لي حين سألته عن الشيخ القاضي: ده أكبر عالم في الدنيا! ولازم تقرأ عليه! وسأشفع لك عنده إن شاء الله، ولا أنسى لقاء الشيخ عامر بالشيخ القاضي في المسجد النبوي عندما قال له: هذا إبراهيم الأخضر ابني، ضمه إليك! وأفرغ ما في صدرك في صدره!
وقال أنه تخرج على يديه طالبات كثيرات ممن لهن جهود مؤثرة في حركة الإقراء بين النساء ، ذكر منهن ، زينب سيدات وعائشة هوساوي وصفاء كردي، وغيرهن كثير داخل المملكة وخارجها.