السميط ألقى ...عصا ترحاله
احمد ابوبكر
1434/10/11 - 2013/08/18 14:13PM
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «لأن يهدي الله بي واحدا خير لي من حمر النعم»، وجاء في الأثر، «خير لي من الدنيا وما فيها»... فما بالك برجل جعله الله سببا في هداية ما يزيد على الـ11 مليون انسان الى الاسلام بواقع 972 مسلما يوميا.
وما بالك برجل كان يشد الرحال مغتربا عن أرض الكويت لسنوات طويلة ولا يحطها الا في أماكن تحتاج الى عون هنا، أو رعاية هناك.
هذا الرجل الذي منَّ الله عليه بهذا وأكثر انه عبدالرحمن حمود السميط؛ ذلك الداعية الكويتي الذي وضع أولى لبنات جمعية «العون المباشر»، وصار رئيسا لمجلس ادارتها، لينطلق في طريق عمل الخير داعيا الى الاسلام في أماكن كثيرة، لم يثنه عن ذلك خطر الموت من عدو كاره لدعوته، ولم يمنعه عن ذلك سم أفعى تتربص به هنا، أو حشرة لادغة تنتظره هناك، ولم يردعه حتى ذلك المرض العضال الذي راح ينهش في جسده عن اكمال مسيرته.
عبدالرحمن السميط هو القائل «سألقي عصا الترحال يوم أن تضمن الجنة لي، وما دمت دون ذلك فلا مفر من العمل حتى يأتي اليقين فالحساب عسير»، وهاهو قد ألقى عصا الترحال، بعد أن زرع محبته في قلب الكويت النابض، وأفئدة أبنائها البررة.
ألقى عصا الترحال بعد أن أسلم الروح الى بارئها بعد معاناة طويلة مع المرض عن عمر يناهز 64 عاما، وسيوارى جثمانه الطاهر الثرى في مقبرة الصليبخات.
السميط رحمه الله كان أصيب بثلاث جلطات في الرأس والقلب اضافة الى داء السكري، كما أصيب بجلطة في القلب عندما كان في الصومال، وكسرت فخذه وأضلاعه والجمجمة أثناء قيامه بأعمال اغاثة ومساعدة للمحتاجين في العراق، فضلاً عن الآلام التي كان يعاني منها في قدمه وظهره، ومع ذلك لم تثنه هذه المعوقات عن السفر والترحال لاكمال مشروعه في الدعوة للدين الاسلامي، ومشاريع التنمية في أماكن كانت تختفي خلف الأدغال وسط المرض والفقر في أفريقيا.
الدكتور، الداعية، العلامة، الشيخ، كلها ألقاب لم تعنِ للفقيد شيئا بقدر ما كان يعني له العمل الخيري ومساعدة الناس في أمصار مختلفة من العالم يهب لنجدتهم ومساعدتهم من دون كلل أو ملل، حتى أنه رفض طلبات كثيرة لكتابة سيرته الطويلة في العمل الدعوي والخيري مرجعا رفضه لتفضيله الاخلاص في العمل لوجه الله فقط.
عبدالرحمن السميط كانت له مواقف كثيرة وتاريخية في تحفيز المساعدات الخيرية والتبرعات للمسلمين في افريقيا حتى انه قبل عام من وفاته ذكر عنه مناشدته الكويتيين للتبرع لمساعدة المسلمين ودعم نشر الدعوة الاسلامية في كل انحاء العالم وقال حرفيا في احد البرامج التلفزيونية «يوما ما سنموت، يوما من الأيام سندخل القبر ماذا أعددنا لمثل هذا اليوم، والله ان الكفن ليس فيه جيوب، والله ان القبر مظلم، يجب أن تكون لكل أحد رسالة والرسالة هي يجب ان نغير الدنيا لتكون عالما افضل لكل الناس».
كان سؤاله عن سورية وغزة، وهو على فراش المرض كما نقل عنه الداعية نبيل الفضل، يذكر ان السميط فقيد قلوب الكويتيين الذين احبوه عاش الشهور الأخيرة ببالغ الصعوبة تنقل خلالها بين الكويت ودول أخرى كألمانيا لتلقي العلاج بعد أن ساءت حالته الصحية في الكويت بسبب أزمة قلبية وارتفاع في ضغط الدم.
الراحل الدكتور السميط قبل أن يكون داعية ورجل خير واحسان من خلال جمعية «العون المباشر» والتي كانت تسمى قبل «لجنة مسلمي أفريقيا» كان طبيبا متخصصا في الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي، وتخرج في جامعة بغداد بعد أن حصل على بكالوريوس الطب والجراحة، ثم حصل على دبلوم أمراض مناطق حارة من جامعة ليفربول عام 1974م، واستكمل دراساته العليا في جامعة ماكجل الكندية متخصصًا في الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي.
... من انجازاته
والراحل كان من أبرز المنظرين والمطبقين لفقه الدعوة في العصر الحديث، حيث أسلم على يديه أكثر من 11 مليون شخص في افريقيا، وبنى 5700 مسجد وحفر 9500 بئر وأنشأ 860 مدرسة و4 جامعات 204 مراكز اسلامية بعد أن قضى أكثر من 29 سنة ينشر الاسلام في القارة السمراء في معدل ما يقرب من 972 مسلماً يومياً.
أوسمة وشهادات تقدير
نال الفقيد رحمه الله عدداً من الأوسمة والجوائز والدروع والشهادات التقديرية مكافأة له على جهوده في الأعمال الخيرية، ومن أرفع هذه الجوائز جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الاسلام والتي تبرع بمكافأتها لتكون نواة للوقف التعليمي لأبناء أفريقيا ومن عائد هذا الوقف تلقت أعداد كبيرة من أبناء أفريقيا تعليمها في الجامعات، ووسام رؤساء دول مجلس التعاون الخليجي المنعقد في مسقط عن العمل الخيري عام 1986، وجائزة الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله لخدمة الاسلام والمسلمين عام 1996، ووسام مجلس التعاون الخليجي لخدمة الحركة الكشفية عام 1999، ووسام النيلين من الدرجة الأولى من جمهورية السودان عام 1999، وجائزة الشيخ راشد النعيمي حاكم امارة عجمان عام 2001، والدكتوراه الفخرية في مجال العمل الدعوي من جامعة أم درمان الاسلامية بالسودان في مارس 2003، ووسام فارس من رئيس جمهورية بنين - 2004، وجائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية والانسانية - دبي - الامارات ديسمبر 2006، ووسام فارس العمل الخيري من امارة الشارقة عام 2010، جائزة العمل الخيري من مؤسسة قطر - دار الانماء عام 2010، وشهادة تقديرية من مجلس المنظمات التطوعية في جمهورية مصر العربية - القاهرة، جائزة العمل الخيري من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي - للعمل الخيري والانساني، جائزة الشارقة للعمل التطوعي والانساني عام 2009.
وقد تعرض السميط في أفريقيا لمحاولات قتل مرات عديدة من قبل المليشيات المسلحة بسبب حضوره الطاغي في أوساط الفقراء والمحتاجين حيث قضى ربع قرن في أفريقيا وكان يأتي لبلده الكويت فقط للزيارة أو العلاج.
والراحل كان متزوجا وله خمسة أولاد، وهو خريج جامعة بغداد كلية الطب في يوليو 1972، دبلوم أمراض مناطق حارة من جامعة ليفربول في أبريل 1974، درس تخصصا في جامعة ماكغل (مستشفى مونتريال العام) في الأمراض الباطنية ثم في أمراض الجهاز الهضمي من يوليو 1974، وحتى ديسمبر 1978، وتابع أبحاثه في سرطان الكبد جامعة لندن (مستشفى كلية الملوك ( كينجز كوليدج )، يناير 1979 الى ديسمبر 1980.
كان طبيبا متخصصا في أمراض الجهاز الهضمي (مستشفى الصباح) بين (80-1983). منذ 1983، اصبح متفرغا للعمل في لجنة مسلمي افريقيا (جمعية العون المباشر) كأمين عام ثم رئيس مجلس الادارة حتى 2008. كما ترأس مركز دراسات العمل الخيري حتى وفاته.
من أهم دراساته «الفتحة بين البنكرياس والقولون» نشرت في مجلة الجمعية الطبية الكندية في 1978/4/1، «سرطان بقايا المعدة بعد جراحة القرحة الحميدة» بحث قدم في مؤتمر الكلية الملكية للأطباء في كندا، مدينة كويبك، فبراير 1979، «الفحص بالمنظار للورم الأميبي بالقولون» نشر في مجلة منظار الجهاز الهضمي، عدد 3/ 1985 في الولايات المتحدة الأميركية، «دراسة أهمية المنظار الطارئ في حالات نزيف الجهاز الهضمي» (تطبيقات في 150حالة)، بحث ألقي في مؤتمر الجهاز الهضمي في مستشفى مونتريال لعام 1978، «فيتامين ( b12 )» كعامل لعلاج سرطان الكبد (لم ينشر).
ومن ابرز الكتب التي نشرها الفقيد الراحل «كتاب لبيك أفريقيا»، كتاب دمعة أفريقيا (معآخرين)، كتاب رحلة خير في أفريقيا «رسالة الى ولدي»، كتاب قبائل الأنتيمور في مدغشقر، كتاب ملامح من التنصير دراسة علمية، ادارة الأزمات للعاملين في المنظمات الاسلامية، السلامة والاخلاء في مناطق النزاعات، كتاب قبائل البوران، قبائل الدينكا، دليل ادارة مراكز الاغاثة.
وكانت للراحل مشاركات علمية واسلامية من اهمها دور الاعلام في العمل الخيري ـ بحث ألقي في ماليزيا 1989، الادارة الحديثة في العمل الخيري-محاضرة ألقيت في مؤتمر الادارة العربية بالقاهرة 1989، الاسقاطات الأمنية للعمل الخيري محاضرة ألقيت في أكاديمية الأمير نايف 1999، بحث التنمية البشرية» تجربة جمعية العون المباشر «غرفة التجارة والصناعة في الدمام، مئات المقالات الاسلامية في صحف ومطبوعات مختلفة.
كان الفقيد السميط ناشطا في الكثير من الجمعيات والمؤسسات الدولية المتخصصة عضوا مؤسسا ورئيسا لفرع جمعية الأطباء المسلمين في الولايات المتحدة وكندا 1976 فرع شرق كندا، عضوا مؤسسا لفروع جمعية الطلبة المسلمين في مونتريال وشيربروك وكويبك وغيرها 1974 - 1976، عضوا مؤسسا في لجنة مسلمي مالاوي في الكويت 1980، عضوا مؤسسا في لجنة الاغاثة الكويتية، عضو مؤسس في الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية - الكويت، عضوا مؤسسا في المجلس الاسلامي العالمي للدعوة والاغاثة - جمهورية مصر العربية، عضوا في جمعية النجاة الخيرية - الكويت، الأمين العام للجنة مسلمي أفريقيا منذ 1981 حتى 1999، رئيس مجلس ادارة جمعية العون المباشر منذ 1999 حتى 2008، عضوا في جمعية الهلال الأحمر الكويتي - الكويت، رئيس تحرير مجلة الكوثر منذ عام 1984 وحتى الآن، عضو مجلس أمناء منظمة الدعوة الاسلامية - السودان، عضو مجلس الأمناء جامعة العلوم والتكنولوجيا - اليمن، رئيس مجلس ادارة كلية التربية - زنجبار، رئيس مجلس ادارة كلية الشريعة والدراسات الاسلامية - كينيا، رئيس مركز دراسات العمل الخيري - الكويت.
رحل عبدالرحمن السميط عن دنيانا جسدا، لكن ما أفاء الله به عليه من خير تخطى مواقيت الزمان وحدود المكان، ستبقى روحه الطاهرة ترفرف بيننا عطاء ما بقيت السماوات والأرض.
وما بالك برجل كان يشد الرحال مغتربا عن أرض الكويت لسنوات طويلة ولا يحطها الا في أماكن تحتاج الى عون هنا، أو رعاية هناك.
هذا الرجل الذي منَّ الله عليه بهذا وأكثر انه عبدالرحمن حمود السميط؛ ذلك الداعية الكويتي الذي وضع أولى لبنات جمعية «العون المباشر»، وصار رئيسا لمجلس ادارتها، لينطلق في طريق عمل الخير داعيا الى الاسلام في أماكن كثيرة، لم يثنه عن ذلك خطر الموت من عدو كاره لدعوته، ولم يمنعه عن ذلك سم أفعى تتربص به هنا، أو حشرة لادغة تنتظره هناك، ولم يردعه حتى ذلك المرض العضال الذي راح ينهش في جسده عن اكمال مسيرته.
عبدالرحمن السميط هو القائل «سألقي عصا الترحال يوم أن تضمن الجنة لي، وما دمت دون ذلك فلا مفر من العمل حتى يأتي اليقين فالحساب عسير»، وهاهو قد ألقى عصا الترحال، بعد أن زرع محبته في قلب الكويت النابض، وأفئدة أبنائها البررة.
ألقى عصا الترحال بعد أن أسلم الروح الى بارئها بعد معاناة طويلة مع المرض عن عمر يناهز 64 عاما، وسيوارى جثمانه الطاهر الثرى في مقبرة الصليبخات.
السميط رحمه الله كان أصيب بثلاث جلطات في الرأس والقلب اضافة الى داء السكري، كما أصيب بجلطة في القلب عندما كان في الصومال، وكسرت فخذه وأضلاعه والجمجمة أثناء قيامه بأعمال اغاثة ومساعدة للمحتاجين في العراق، فضلاً عن الآلام التي كان يعاني منها في قدمه وظهره، ومع ذلك لم تثنه هذه المعوقات عن السفر والترحال لاكمال مشروعه في الدعوة للدين الاسلامي، ومشاريع التنمية في أماكن كانت تختفي خلف الأدغال وسط المرض والفقر في أفريقيا.
الدكتور، الداعية، العلامة، الشيخ، كلها ألقاب لم تعنِ للفقيد شيئا بقدر ما كان يعني له العمل الخيري ومساعدة الناس في أمصار مختلفة من العالم يهب لنجدتهم ومساعدتهم من دون كلل أو ملل، حتى أنه رفض طلبات كثيرة لكتابة سيرته الطويلة في العمل الدعوي والخيري مرجعا رفضه لتفضيله الاخلاص في العمل لوجه الله فقط.
عبدالرحمن السميط كانت له مواقف كثيرة وتاريخية في تحفيز المساعدات الخيرية والتبرعات للمسلمين في افريقيا حتى انه قبل عام من وفاته ذكر عنه مناشدته الكويتيين للتبرع لمساعدة المسلمين ودعم نشر الدعوة الاسلامية في كل انحاء العالم وقال حرفيا في احد البرامج التلفزيونية «يوما ما سنموت، يوما من الأيام سندخل القبر ماذا أعددنا لمثل هذا اليوم، والله ان الكفن ليس فيه جيوب، والله ان القبر مظلم، يجب أن تكون لكل أحد رسالة والرسالة هي يجب ان نغير الدنيا لتكون عالما افضل لكل الناس».
كان سؤاله عن سورية وغزة، وهو على فراش المرض كما نقل عنه الداعية نبيل الفضل، يذكر ان السميط فقيد قلوب الكويتيين الذين احبوه عاش الشهور الأخيرة ببالغ الصعوبة تنقل خلالها بين الكويت ودول أخرى كألمانيا لتلقي العلاج بعد أن ساءت حالته الصحية في الكويت بسبب أزمة قلبية وارتفاع في ضغط الدم.
الراحل الدكتور السميط قبل أن يكون داعية ورجل خير واحسان من خلال جمعية «العون المباشر» والتي كانت تسمى قبل «لجنة مسلمي أفريقيا» كان طبيبا متخصصا في الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي، وتخرج في جامعة بغداد بعد أن حصل على بكالوريوس الطب والجراحة، ثم حصل على دبلوم أمراض مناطق حارة من جامعة ليفربول عام 1974م، واستكمل دراساته العليا في جامعة ماكجل الكندية متخصصًا في الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي.
... من انجازاته
والراحل كان من أبرز المنظرين والمطبقين لفقه الدعوة في العصر الحديث، حيث أسلم على يديه أكثر من 11 مليون شخص في افريقيا، وبنى 5700 مسجد وحفر 9500 بئر وأنشأ 860 مدرسة و4 جامعات 204 مراكز اسلامية بعد أن قضى أكثر من 29 سنة ينشر الاسلام في القارة السمراء في معدل ما يقرب من 972 مسلماً يومياً.
أوسمة وشهادات تقدير
نال الفقيد رحمه الله عدداً من الأوسمة والجوائز والدروع والشهادات التقديرية مكافأة له على جهوده في الأعمال الخيرية، ومن أرفع هذه الجوائز جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الاسلام والتي تبرع بمكافأتها لتكون نواة للوقف التعليمي لأبناء أفريقيا ومن عائد هذا الوقف تلقت أعداد كبيرة من أبناء أفريقيا تعليمها في الجامعات، ووسام رؤساء دول مجلس التعاون الخليجي المنعقد في مسقط عن العمل الخيري عام 1986، وجائزة الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله لخدمة الاسلام والمسلمين عام 1996، ووسام مجلس التعاون الخليجي لخدمة الحركة الكشفية عام 1999، ووسام النيلين من الدرجة الأولى من جمهورية السودان عام 1999، وجائزة الشيخ راشد النعيمي حاكم امارة عجمان عام 2001، والدكتوراه الفخرية في مجال العمل الدعوي من جامعة أم درمان الاسلامية بالسودان في مارس 2003، ووسام فارس من رئيس جمهورية بنين - 2004، وجائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية والانسانية - دبي - الامارات ديسمبر 2006، ووسام فارس العمل الخيري من امارة الشارقة عام 2010، جائزة العمل الخيري من مؤسسة قطر - دار الانماء عام 2010، وشهادة تقديرية من مجلس المنظمات التطوعية في جمهورية مصر العربية - القاهرة، جائزة العمل الخيري من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي - للعمل الخيري والانساني، جائزة الشارقة للعمل التطوعي والانساني عام 2009.
وقد تعرض السميط في أفريقيا لمحاولات قتل مرات عديدة من قبل المليشيات المسلحة بسبب حضوره الطاغي في أوساط الفقراء والمحتاجين حيث قضى ربع قرن في أفريقيا وكان يأتي لبلده الكويت فقط للزيارة أو العلاج.
والراحل كان متزوجا وله خمسة أولاد، وهو خريج جامعة بغداد كلية الطب في يوليو 1972، دبلوم أمراض مناطق حارة من جامعة ليفربول في أبريل 1974، درس تخصصا في جامعة ماكغل (مستشفى مونتريال العام) في الأمراض الباطنية ثم في أمراض الجهاز الهضمي من يوليو 1974، وحتى ديسمبر 1978، وتابع أبحاثه في سرطان الكبد جامعة لندن (مستشفى كلية الملوك ( كينجز كوليدج )، يناير 1979 الى ديسمبر 1980.
كان طبيبا متخصصا في أمراض الجهاز الهضمي (مستشفى الصباح) بين (80-1983). منذ 1983، اصبح متفرغا للعمل في لجنة مسلمي افريقيا (جمعية العون المباشر) كأمين عام ثم رئيس مجلس الادارة حتى 2008. كما ترأس مركز دراسات العمل الخيري حتى وفاته.
من أهم دراساته «الفتحة بين البنكرياس والقولون» نشرت في مجلة الجمعية الطبية الكندية في 1978/4/1، «سرطان بقايا المعدة بعد جراحة القرحة الحميدة» بحث قدم في مؤتمر الكلية الملكية للأطباء في كندا، مدينة كويبك، فبراير 1979، «الفحص بالمنظار للورم الأميبي بالقولون» نشر في مجلة منظار الجهاز الهضمي، عدد 3/ 1985 في الولايات المتحدة الأميركية، «دراسة أهمية المنظار الطارئ في حالات نزيف الجهاز الهضمي» (تطبيقات في 150حالة)، بحث ألقي في مؤتمر الجهاز الهضمي في مستشفى مونتريال لعام 1978، «فيتامين ( b12 )» كعامل لعلاج سرطان الكبد (لم ينشر).
ومن ابرز الكتب التي نشرها الفقيد الراحل «كتاب لبيك أفريقيا»، كتاب دمعة أفريقيا (معآخرين)، كتاب رحلة خير في أفريقيا «رسالة الى ولدي»، كتاب قبائل الأنتيمور في مدغشقر، كتاب ملامح من التنصير دراسة علمية، ادارة الأزمات للعاملين في المنظمات الاسلامية، السلامة والاخلاء في مناطق النزاعات، كتاب قبائل البوران، قبائل الدينكا، دليل ادارة مراكز الاغاثة.
وكانت للراحل مشاركات علمية واسلامية من اهمها دور الاعلام في العمل الخيري ـ بحث ألقي في ماليزيا 1989، الادارة الحديثة في العمل الخيري-محاضرة ألقيت في مؤتمر الادارة العربية بالقاهرة 1989، الاسقاطات الأمنية للعمل الخيري محاضرة ألقيت في أكاديمية الأمير نايف 1999، بحث التنمية البشرية» تجربة جمعية العون المباشر «غرفة التجارة والصناعة في الدمام، مئات المقالات الاسلامية في صحف ومطبوعات مختلفة.
كان الفقيد السميط ناشطا في الكثير من الجمعيات والمؤسسات الدولية المتخصصة عضوا مؤسسا ورئيسا لفرع جمعية الأطباء المسلمين في الولايات المتحدة وكندا 1976 فرع شرق كندا، عضوا مؤسسا لفروع جمعية الطلبة المسلمين في مونتريال وشيربروك وكويبك وغيرها 1974 - 1976، عضوا مؤسسا في لجنة مسلمي مالاوي في الكويت 1980، عضوا مؤسسا في لجنة الاغاثة الكويتية، عضو مؤسس في الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية - الكويت، عضوا مؤسسا في المجلس الاسلامي العالمي للدعوة والاغاثة - جمهورية مصر العربية، عضوا في جمعية النجاة الخيرية - الكويت، الأمين العام للجنة مسلمي أفريقيا منذ 1981 حتى 1999، رئيس مجلس ادارة جمعية العون المباشر منذ 1999 حتى 2008، عضوا في جمعية الهلال الأحمر الكويتي - الكويت، رئيس تحرير مجلة الكوثر منذ عام 1984 وحتى الآن، عضو مجلس أمناء منظمة الدعوة الاسلامية - السودان، عضو مجلس الأمناء جامعة العلوم والتكنولوجيا - اليمن، رئيس مجلس ادارة كلية التربية - زنجبار، رئيس مجلس ادارة كلية الشريعة والدراسات الاسلامية - كينيا، رئيس مركز دراسات العمل الخيري - الكويت.
رحل عبدالرحمن السميط عن دنيانا جسدا، لكن ما أفاء الله به عليه من خير تخطى مواقيت الزمان وحدود المكان، ستبقى روحه الطاهرة ترفرف بيننا عطاء ما بقيت السماوات والأرض.