السَّمَاحَةُ فِي الحَيَاةِ الزَّوجِيَّةِ

مبارك العشوان 1
1444/12/18 - 2023/07/06 02:32AM

الْحَمْدُ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى أيُّهَا النَّاسُ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.

عِبَادَ اللهِ: ( السَّمَاحَةُ وَاليُسْرُ وَالسُّهُولَةُ ) عَمَلٌ جَلِيلٌ  وَخُلُقٌ كَرِيمٌ، يَتَحَلَّى بِهِ الكِرَامُ، اِتَّصَفَ بِهِذَا الخُلُقِ أَكْرَمُ العِبَادِ وَأَحْسَنُهُمْ خُلُقًا؛ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَحَثَّ عَلَى التَّخَلُّقِ بِهِ؛ فَجَاءَتِ الأَدِلَّةُ بِفَضَائِلِهِ، وَالدُّعَاءِ بِالرَّحْمَةِ لِأَهْلِهِ، وَحُبِّ اللهِ تَعَالَى لَهُمْ؛ وَإِنَّهُ لَجَدِيرٌ بِخُلُقٍ يُحِبُّ اللهُ صَاحِبَهُ؛ أَنْ نَتَخَلَّقَ بِهِ، وَنُجَاهِدَ أنْفُسَنَا وَنَحْمِلَهَا عَلَيهِ؛ فَمَحَبَّةُ اللهِ تَعَالَى مَطْلَبٌ عَظِيمٌ نَفِيسٌ؛ مَحَبَّةُ اللهِ فَوزٌ وَفَلَاحٌ؛ ومَنْ أَحَبَّهُ اللهُ وَهَبَهُ مَا لَا يُحْصَى مِنَ الخَيرَاتِ، وَصَرَفَ عَنْهُ مَا لَا يُحْصَى مِنَ الشُّرُورِ.

وَكَمَا أَنَّ صَاحِبَ السَّمَاحَةِ مَحْبُوبٌ إِلَى اللهِ؛ فَهُوَ مَحْبُوبٌ لِعِبَادِ اللهِ، أَمَّا الْأَلَدُّ الْخَصِمُ فَهُوَ ( أَبْغَضُ الرِّجَالِ إِلَى اللَّهِ ). وَهُوَ بَغِيضٌ لِعِبَادِ اللهِ؛ إِنْ كَانَ الحَقُّ لَهُ كَانَ صَعبًا مُعَسِّرًا وَإِنْ كَانَ عَلَيهِ لَمْ يُؤَدِّهِ أَوْ لَمْ يُحْسِنْ أَدَاءَهُ.

عِبَادَ اللهِ: وَلَئِنْ كَانَتِ السَّمَاحَةُ مَطْلُوبَةٌ بَينَ النَّاسِ فِي تَعَامُلِهِمْ مَعَ بَعْضِهِمْ؛ فِي بَيْعِهِمْ وَشِرَائِهِمْ وَأَخْذِهِمْ وَعَطَائِهِمْ؛ فَإِنَّ هَذَا الخُلُقَ أَمْرٌ ضَرُورِيُّ بَينَ مَنْ تَطُولُ مُخَالَطَتُهُمْ، كَالأَقَارِبِ، وَالأَصْحَابِ، وَزُمَلَاءِ العَمَلِ.

وَهُوَ بَينَ الزَّوجَينِ أَشَدُّ ضَرُورَةً.

وَحَدِيثُ اليَومِ ـ رَحِمَكُمُ اللهُ ـ تَذْكِيرٌ بِهَذِهِ الضَّرُورَةِ.

عِبَادَ اللهِ: إِنَّ يُسْرَ كُلٍ مِنَ الزَّوجَينِ مَعَ صَاحِبِهِ، وَصَبْرَهُ عَلَيهِ، وَتَحَمُّلَ خَطَئِهِ، وَرِضَى كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِنْ صَاحِبِهِ بِالقَلِيلِ، وَتَذَكُّرَ مَحَامِدِهِ وَمَحَاسِنِهِ؛ لَهُوَ مِنْ سَعَادَتِهِمَا  وَهَنَاءِ عَيْشِهِمَا وَعَيشِ أَوْلَادِهِمَا، وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ دَوَامِ عِشْرَتِهِمَا؛ وَالمَوَدَّةِ وَالرَّحْمَةِ بَيْنَهُمَا؛ وَقَدْ جَاءَ بِذَلِكَ الهَدْيُ النَّبَوِيُّ الكَرِيمُ: ( لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ ) رواه مسلم. وَمَعْنَى: لَا يَفْرَكْ: لَا يُبْغِضْ.

قَدْ يَجِدُ أَحَدُ الزَّوجَينِ فِي الآخَرِ مِنَ الصَّفَاتِ الخِلْقِيَّةِ أَوِ الخُلُقِيَّةِ مَا يَكْرَهُ؛ كَسُرْعَةِ غَضَبٍ، أَوْ غِلْظَةِ تَعَامُلٍ، أَوْ قِلَّةِ اهْتِمَامٍ بِالتَّجَمُّلِ؛ أوْ غَيرِ ذَلِكَ؛ فَلَا يَتَبَاغَضَانِ لِذَلِكَ؛ بَلْ عَلَيْهِمَا بِهَذَا الخُلُقِ الكَرِيمِ: ( السَّمَاحَة ) لِيَنْظُرْ كُلُّ مِنْهُمَا مِنْ صَاحِبِهِ إِلَى الصِّفَاتِ الحَمِيدَةِ الكَثِيرَةِ الَّتِي يَرْضَاهَا كَالعَفَافِ وَالطَّاعَةِ وَالخِدْمَةِ وَتَرْبِيَةِ الأَوْلَادِ وَإِحْسَانِ الزَّوجِ لِأَهْلِ زَوجَتِهِ وَإِحْسَانِهَا لِأَهْلِهِ.

وَلْيَعْلَمْ كُلٌّ مِنَ الرَّجُلِ وَالمَرْأَةِ أَنَّ الكَمَالَ المُطْلَقَ، وَالخُلُوَّ مِنَ العُيُوبِ لَيسَ مِنْ صِفَاتِ البَشَرِ؛ وَالبَاحِثُ عَنْ ذَلِكَ يَبْحَثُ عَنْ مُحَالٍ؛ وَمَنْ عَرَفَ هَذِهِ الحَقِيقَةَ اسْتَرَاحَ وَأَرَاحَ يَنْظُرُ إِلَى المَحَامِدِ فَيُقَدِّرُهَا وَيَشْكُرُ عَلَيْهَا، وَإِلَى المَسَاوِئِ فَيَغُضُّ الطَّرْفَ عَنْهَا، وَيَغْمُرُهَا فِي كَثِيرِ المَحَاسِنِ وَيُصْلِحُهَا بِالحِكْمَةِ.

قَالَ اللهُ تَعَالَى: { وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِـيراً }النساء19 قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ رَحِمَهُ اللهُ: أَيْ: طَيِّبُوا أقْوَالَكُمْ لَهُنَّ، وَحَسّنُوا أَفْعَالَكُمْ وَهَيْئَاتِكُمْ بِحَسَبِ قُدْرَتِكُمْ، كَمَا تُحِبُّ ذَلِكَ مِنْهَا فَافْعَلْ أَنْتَ بِهَا مِثْلَهُ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: { وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ }البقرة228 وَقَالَ عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: ( خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي...)أخرجه الترمذي وصححه الألباني.

وَكَانَ مِنْ أَخْلَاقِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ جَمِيلَ العِشْرَةِ دَائِمَ البِشْرِ، يُدَاعِبُ أهْلَهُ، ويَتَلَطَّفُ بِهِمْ، ويُوسِّعُهُمْ نَفَقَتَهُ وَيُضَاحِكُ نِسَاءَهُ، حَتَّى إِنَّهُ كَانَ يُسَابِقُ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ يَتَوَدَّدُ إِلَيْهَا بِذَلِكَ...إِلَى آخِرِ مَا قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ رَحِمَهُ اللهُ.

فَعَلَيكُمْ عِبَادَ اللهِ بِهَذَا الهَدْيِ: سَمَاحَةٌ فِي النَّفَقَةِ، وَسَمَاحَةٌ فِي الأَمْرِ وَالنَّهْيِ، وَسَمَاحَةٌ فِي اسْتِيفَاءِ الحُقُوقِ؛ فَلَا الرَّجُلُ يُطَالِبُ امْرَأَتَهُ بِحُقُوقِهِ كَامِلَةً بِحَذَافِيرِهَا دُونَ أَيِّ نَقْصٍ؛ وَلَا المَرْأَةُ كَذَلِكَ، وَمَا لَمْ يَتَعَامَلِ الزَّوجَانِ بِالسَّمَاحَةِ وَغَضِّ الطَّرْفِ، وَحَاسَبَ كُلٌّ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ عَلَى الصَّغِيرَةِ وَالكَبِيرَةِ فَإِنَّ ذَلِكَ يُفْضِي غَالِبًا إِلَى النِّزَاعِ وَالشِّقَاقِ ثُمَّ يَحْصُلُ الفِرَاقُ، وَهَدْمُ الأُسْرَةِ وَشَتَاتُهَا؛ يَقُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ لَنْ تَسْتَقِيمَ لَكَ عَلَى طَرِيقَةٍ، فَإِنْ اسْتَمْتَعْتَ بِهَا اسْتَمْتَعْتَ بِهَا وَبِهَا عِوَجٌ وَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهَا كَسَرْتَهَا وَكَسْرُهَا طَلَاقُهَا ) أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ.

إِذَا كَانَ كُلُّ مِنَ الزَّوجَينِ يَتَتَبَّعُ زَلَّاتِ صَاحِبِهِ، فَسَيَجِدُ.

وَمَنْ لَا يُغْمِّضْ عَيْنَهُ عَنْ صَدِيقِهِ

                          وَعَنْ بَعْضِ مَا فِيهِ يَمُتْ وَهْوَ عَاتِبُ

وَمَنْ يَتَتَبَّــــــــــعْ جَاهِدًا كُلَّ عَثْرَةٍ  

                          يَجِدْهَا وَلَا يَسْلَمْ لَهُ الدَّهْرَ صَـــاحِبُ

بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيِ وَالذَّكَرِ الْحَكِيمِ وَأَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ الْجَلِيلَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلُّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

الخطبة الثانية:

الحَمْدُ لِلهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ.

أمَّا بَعدُ: فَاعْلَمُوا ـ رَحِمَكُمُ اللهُ ـ : أَنَّ التَّسَامُحَ لَا يَعْنِى أَنْ يَسْتَهِينَ أَحَدُ الزَّوجَينِ بِحُقُوقِ الآخَرِ، وَيُقَصِّرَ فِي أَدَائِهَا مُتَعَلِّلًا بِكَرِيمِ خُلُقِ صَاحِبِهِ، بَلْ عَلَى كُلِّ مِنْهُمَا مَعْرِفَةُ مَا عَلَيهِ مِنَ الحُقُوقِ، وَالقِيَامُ بِهَا مَا اسْتَطَاعَ؛ يَقُولُ عَلَيهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَقَدْ سُئِلَ: ( مَا حَقُّ زَوْجَةِ أَحَدِنَا عَلَيْهِ؟ قَالَ: أنْ تُطْعِمَهَا إِذَا طَعِمْتَ، وَتَكْسُوَهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ، أَوِ اكْتَسَبْتَ، وَلَا تَضْرِبِ الْوَجْهَ، وَلَا تُقَبِّحْ، وَلَا تَهْجُرْ إِلَّا فِي الْبَيْتِ ) أخرجه أَبُو دَاوُدَ وحسنه الألباني.  وَفِي البُخَارِيِّ: ( لَا يَحِلُّ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تَصُومَ وَزَوْجُهَا شَاهِدٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ، وَلَا تَأْذَنَ فِي بَيْتِهِ إِلَّا بِإِذْنِهِ...)  وَالمُرَادُ بِالصَّومِ هُنَا صَومُ التَّطَوُعِ.

قَالَ الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ رَحِمَهُ اللهُ: وَفِي الحَدِيثِ أَنَّ حَقَّ الزَّوجِ آكَدُ عَلَى المَرْأَةِ مِنَ التَّطَوُعِ بِالخَيرِ؛ لِأَنَّ حَقَّهُ وَاجِبٌ؛ وَالقِيَامُ بِالوَاجِبِ مُقَدَّمٌ عَلَى القِيَامِ بِالتَّطَوُعِ. أ هـ

وَقَالَ الألْبَانِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: فَإِذَا وَجَبَ عَلَى المَرْأَةِ أَنْ تُطِيعَ زَوْجَهَا فِي قَضَاءِ شَهْوَتِهِ مِنْهَا: فَبِالْأَوْلَى أَنْ يَجِبَ عَلَيْهَا طَاعَتُهُ فِيمَا هُوَ أَهَمُّ مِنْ ذَلِكَ، مِمَّا فِيهِ تَرْبِيَةُ أَوْلَادِهِمَا وَصَلَاحُ أُسْرَتِهِمَا، وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنَ الحُقُوقِ وَالوَاجِبَاتِ. ا هـ

وَحُقُوقُ الزَّوجِيَّةِ مُوَضَّحَةٌ فِي كُتُبِ الفِقْهِ؛ سَوَاءً مَا يَخُصُّ الرَّجُلَ أَوِ المَرْأَةَ أَوْ مَا هُوَ مُشْتَرَكٌ بَيْنَهُمَا.

عِبَادَ اللهِ: ثُمَّ  إِنَّهُ لَيْسَ مِنَ السَّمَاحَةِ فِي شَيءٍ: إِقْرارُ الزَّوجَةِ أَوِ الزَّوجِ أَوِ الأَوْلَادِ عَلَى المُنْكَرِ، وَالمُدَاهَنَةُ فِي دِينِ اللهِ، وَتَرْكُهُمْ عَلَى المُخَالَفَاتِ فِي أَقْوَالِهِمْ وَأَفْعَالِهِمْ وَتَعَامُلَاتِهِمْ وَلِبَاسِهِمْ وَغَيرِ ذَلِكَ.

لَيسَ مِنَ السَّمَاحَةِ وَالتَّوسِعَةِ؛ تَوفِيرُ مَا يَطْلُبُونَ دُونَ النَّظَرِ فَي حِلٍّ أَوْ حُرْمَةٍ، فَخَيرُ النَّاسِ خُلُقًا وَأَحْسَنُهُمْ عِشْرَةً؛ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ؛ تَقُولُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حَسْبُكَ مِنْ صَفِيَّةَ كَذَا وَكَذَا، تَعْنِي قَصِيرَةً  فَقَالَ: ( لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ الْبَحْرِ لَمَزَجَتْهُ ) أخرجه أبو داود وصححه الألباني .

وتَقُولُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: دَخَلَ عَلَىَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ وَقَدْ سَتَرْتُ سَهْوَةً لِي بِقِرَامٍ فِيهِ تَمَاثِيلُ، فَلَمَّا رَآهُ هَتَكَهُ وَتَلَوَّنَ وَجْهُهُ، وَقَالَ: ( يَا عَائِشَةُ أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ بِخَلْقِ اللَّهِ ) . ( قَالَتْ عَائِشَةُ فَقَطَعْنَاهُ فَجَعَلْنَا مِنْهُ وِسَادَةً أَوْ وِسَادَتَيْنِ ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ. 

فَاتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ - وَتَفَقَّهُوا فِي دِيْنِكُمْ، وَتَحَلُّوا بِمَكَارِمِ الَأخْلَاقِ؛ تَسْعَدُوا وَيَسْعَدُ بِكُمْ أَهْلُكُمْ، وَمَنْ حَوْلَكُمْ.

ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا - رَحِمَكُمُ اللهُ - عَلَى مَنْ أَمَرَكُمُ اللهُ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيهِ؛ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }الأحزاب 56

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

اللَّهُمَّ أصْلِحْ أئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، اللَّهُمَّ خُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا وَإِيَّاهُمْ لِهُدَاكَ، واجْعَلْ عَمَلَنَا فِي رِضَاكَ، اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا وَدِينَنَا وَبِلَادَنَا بِسُوءٍ فَرُدَّ كَيْدَهُ إِلَيهِ، وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ تَدْمِيرًا عَلَيهِ، يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.

عِبَادَ اللهِ: اُذْكُرُوا اللهَ العَلِيَّ الْعَظِيْمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

 

المرفقات

1688599931_السماحة في الحياة الزوجية.pdf

1688599946_السماحة في الحياة الزوجية.docx

المشاهدات 824 | التعليقات 0