السلفيون يتقدمون في كتاف وأنباء عن توافد 2500 مسلح قبلي لمناصرتهم

احمد ابوبكر
1435/01/08 - 2013/11/11 07:04AM
عناصر جبهة كتاف يستولون عن مواقع وأسلحة حوثية
السلفيون يتقدمون في كتاف وأنباء عن توافد 2500 مسلح قبلي لمناصرتهم


قال ناطق السلفيين: إن أكثر من 2500 من رجال القبائل توجهوا إلى جبهة كتاف لمناصرة السلفيين عقب اشتداد المعارك مع الحوثيين.
وكان شخص لقي مصرعه وأصيب أكثر من 12 آخرين في تجدد القصف الحوثي على دماج ظهر الجمعة أثناء أداء صلاة الجمعة.

ونقلت خدمة مأرب برس موبايل عن ناطق السلفيين قوله: إن الحوثيين وجهوا أسلحتهم الثقيلة صوب مسجد دار الحديث أثناء تأدية صلاة الجمعة مخلفين دمارًا كبيرًا في المسجد واحترقت مكتبة النساء جراء القصف.
وقال ناطق السلفيين سرور الوادعي: إن مسلحي الحوثي حاولوا اقتحام مناطق في دماج وأن مواجهات عنيفة واشتباكات متقطعة حالت دون تمكنهم من الدخول.
وأكد الوادعي أن الصليب الأحمر تمكن من إجلاء45 حالة حرجة تمهيداً لنقلهم إلى صنعاء، وأن مسلحي الحوثي احتجزوا عاملين في الصليب الأحمر قبل أن تتدخل الجهات المعنية وتفرج عنهم.
وأوضح رئيس وفد الصليب باليمن سيدريك شفايزر أنهم أنقذوا أيضًا يمنية حاملا في شهرها الثامن وطفليها وطفلين آخرين كانا برفقة والدهما المصاب.
وقال الصليب الأحمر إنه مستعد لمساعدة المدنيين في دماج ومحافظة صعدة حيث توجد البلدة التي تعاني من العنف، وشدد على أنه لا يستطيع عمل ذلك إلا إذا قدمت الفصائل المتحاربة الضمانات الضرورية فيما يتعلق بسلامة فرقه ومن يتم إجلاؤهم.
إلى ذلك نفى رئيس اللجنة الرئاسية يحيى أبو اصبع لـ"مأرب برس" أن يكونوا قد تعرضوا لتوقيف أو احتجاز.. مؤكداً أنهم تمكنوا مع الصليب الأحمر من إخراج 45 حالة حرجة سيتم نقلهم إلى مستشفيات صنعاء.

وفي كتاف أفادت الأنباء عن مقتل عدد من الحوثيين بينهم أحد قادتهم وانسحابهم من منطقة عناب وأن السلفيين استولوا على أسلحة ومعدات عسكرية.
هذا وما يزال القصف الحوثي على مناطق دماج مستمرًا حتى اللحظة على الرغم من تواجد اللجنة الرئاسية المعنية بتنفيذ اتفاقية وقف إطلاق النار.
سيطرة سلفية
ميدانياً سيطر السلفيون في جبهة كتاف بمحافظة صعدة أمس السبت على موقعين تابعين لميليشيات الحوثي المسلحة واستولوا على أسلحة متنوعة بينها مدفع بي 10 .
وأكد أبو إسحاق الشبامي ناطق جبهة كتاف أن المرابطين في جبهة كتاف سيطروا على موقعين تابعين للحوثي المسلحة واستولوا على مدفع بي 10 بالإضافة إلى معدات أخرى وأسلحة متنوعة.

صمت مريب

وأضاف "الشبامي" أن مواجهات دارت في تلك المواقع بين الطرفين سقط فيها أكثر من عشرين عنصراً من جماعة الحوثي المسلحة فيما الجرحى بالعشرات .
وكان الشبامي قد حذّر في وقت سابق من اندلاع حرب طائفية في اليمن إذا لم يتم فك الحصار المفروض من قبل الحوثيين على السلفيين في منطقة دماج.
وقال في تصريح صحفي "إن بقي الصمت على ظلم الحوثيين وقتلهم لإخواننا في دماج ظلما وعدوانا, فستكون حربا طائفية واسعة وسيتم فتح جبهات قتال جديدة ضد الحوثيين في مناطق أخرى غير دماج وكتاف".
وأكد أن "مجاهدينا قتلوا ـ خلال الأيام الماضية ـ نحو 100 حوثي في المعارك التي شهدتها بعض جبال وتباب كتاف بينهم 10 قادة", مضيفاً: "أحرقنا عدداً من سياراتهم واستولينا على أسلحة لهم, وإخواننا المجاهدون في حرض منعوا الحوثيين من تلقي الإمدادات والدعم, وسمعنا أن أبناء مأرب يهددون بقطع النفط وفي الجوف هناك نقطة احتجزت سيارات عدة للحوثيين وخطتنا الآن هي فتح جبهات عدة على الحوثيين لإجبارهم على فك الحصار عن دماج".
وأشار الشبامي إلى أن الحوثيين تمركزوا في بعض الجبال والتباب ودحرناهم منها, ومجاهدونا يحصدونهم حصداً, وهناك نحو ثلاثة آلاف رجل من "حلف النصرة" توافدوا من مختلف القبائل والقرى إلى كتاف للجهاد ضد الحوثيين, مستبعداً التزام الحوثيين بوقف إطلاق النار في دماج.
تبرير إدارة الحروب
وبالمقابل قال المتحدث باسم الحوثيين في مؤتمر الحوار الوطني علي البخيتي: "إن هيئة العلماء اليمن دائمًا تبرر لمراكز القوى التقليدية إدارة حروبهم في مختلف مناطق اليمن، والشاهد على ذلك فتاوى علماء الهيئة في حرب 1994م في الجنوب"، وأيضًا في حروب صعدة الست، التي اعتذرت الحكومة عنهما مؤخرًا".

واعتبر علي البخيتي، أنه كان يفترض بهيئة علماء اليمن أن تدعو إلى المصالحة بين الأطراف المتنازعة".. مؤكداً "أن الحوثيين لا يريدون الانجرار إلى مشاكل وفتن طائفية".
وبشأن ما يتردد من أهداف الحوثيين من وراء فتح جبهة حرب مع السلفيين بصعدة، قال البخيتي: "ليس من مصلحتنا فتح أي جبهة صراع جديدة مع أي أحد، خاصة أن مناخ الحرية بعد ثورة 2011 مكننا من الانتشار فكريا وسياسيا في كثير من المحافظات اليمنية، وبالتالي فإن فتح أي جبهات صراع ستؤثر على انتشارنا، وهذا يدل على أن لا مصلحة لنا في أي صراع".
حرب وحوار
من جانبه أستغرب قيادي سلفي مما اسماه سماح الدولة اليمنية لجماعة الحوثي في المشاركة في الحوار بينما هي (أي جماعة الحوثي) تحارب المواطنين في صعدة وترتكب بحقهم انتهاكات.
وأوضح الشيح محمد موسى العامري رئيس حزب اتحاد الرشاد السلفي عضو مؤتمر الحوار في حديث صحفي أن "الدولة متخاذلة إزاء وقف عدوان الحوثي على أهالي دمّاج"، وأشار إلى وجود تسعة ألوية عسكرية من قوات الجيش بمحافظة صعدة".
وتساءل العامري: "كيف تقبل الدولة بمشاركة جماعة الحوثي في مؤتمر الحوار الوطني، بينما هي تحمل السلاح الثقيل وتسيطر بالقوة على محافظة صعدة، وترتكب الانتهاكات ضد المواطنين، فلا يعقل ولا يستقيم أن تحاور وتحارب في وقت واحد".

وقال العامري إن نصرة المظلوم لا تعني: "الجهاد وحمل السلاح، بل تأخذ أشكالا كثيرة، من بينها العمل السياسي والإغاثي، وغيرها من الوسائل السلمية".. مؤكداً أن "الدفاع عن النفس حق مشروع، ومن تعرض للعدوان عليه أن يدفع عن نفسه".
وكانت الأطراف المتحاربة قد وافقت على وقف إطلاق النار الاثنين الماضي رعاه المبعوث الأممي لليمن جمال بن عمر بعد عدة أيام من الاشتباكات، لكن بدا أن الاتفاق يتداعى بعدما تحدثت أنباء عن استئناف الحوثيين قصفهم للبلدة.

وتشهد المنطقة مواجهات متقطعة بين السلفيين والحوثيين منذ عام 2011، واشتدت أثناء احتجاجات شهدها اليمن ضد الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، واحتدمت وتيرتها مؤخرًا بموازاة عدم التوصل إلى توافق نهائي في مؤتمر الحوار الوطني.

مناشدة

في سياق متصل وجه التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة صعدة مناشدة عاجلة لإنقاذ 19 فردًا -من ناشطيه في مديرية ساقين وبعض المناطق الأخرى في المديريات الأخرى - إلى كل من رئيس الجمهورية وأحزاب اللقاء المشترك ودولة رئيس الوزراء ومؤتمر الحوار الوطني وجمال بن عمر الأمين المساعد للأمم المتحدة .

ناشدهم فيها بالضغط على جماعة الحوثي لإطلاق ناشطيه والذين تم اختطافهم من منازلهم قبل منتصف الشهر الماضي وتم إخفائهم عن أسرهم في معتقلات سرية.

وحمل التجمع اليمني للإصلاح وزيري الداخلية والدفاع المسؤولية عن حياة المعتقلين لدى جماعة الحوثي المسلحة.. مؤكداً - في البلاغ الصحفي الصادر عنه - أن ناشطيه لم يرتكبوا أي ذنب أو جريمة سوى عدم خضوعهم لجماعة الحوثي التي تحاول بين الحين والآخر إلزامهم بالتخلي عن انتمائهم لحزب الإصلاح وضمهم إلى مسلحي الجماعة بالقوة.
تحذير
إلى ذلك حذر تقرير استراتيجي لمركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية من انزلاق اليمن لحرب أهلية إذا لم تفرض الدولة سيادتها على جميع المحافظات، وتوقف الحروب الداخلية بقوة وسيادة الدولة.
وفي خلاصة التقرير الذي عنون بـ( حرب دماج.. الثقب الأسود)، اعتبر استمرار الحوثي في التسلح وفتح جبهات للحروب سيؤدي إلى "عرقلة الانتقال السلمي للسلطة وفشل التحول الديمقراطي، ونشوء حركات مسلحة راديكالية وقبلية جديدة وسيطرتها على جزء من مناطق اليمن ما يؤدي إلى ارتخاء قبضة الدولة وضعفها، وتوسع تنظيم القاعدة وكسب أنصار جدد.وتصبح صعدة منطقة صراع طائفي ومناطقي، الذي سيجعل من اليمن ساحة صراعات إقليمية ودولية، وقد تصبح اليمن خطرًا على الأمن الإقليمي والدولي".

وأضاف التقرير: "الفرصة الآن مواتية لإعادة صياغة وطنية لمنظور الدولة، وفرض هيبتها وبسط سيادتها على كامل التراب اليمني، وبناء دولة تتسع لكل اليمنيين"، مضيفًا: "أن أي مبرر لاستمرار غياب الدولة سيزيد من توسع المشاريع الصغيرة الطائفية والمناطقية والعنصرية والقبلية".
وكشف التقرير أن فشل خطة الانقلاب على الرئيس عبد ربه منصور هادي والتي يشترك فيها الحوثيون كانت وراء الحروب العشوائية التي يقومون بها في صعدة وخارجها، وقال: "حركة الحوثيين وقعت في شرك مغامرات قادتها، حين اختارت المكان والزمان الخطأ لتنفيذ مثل هذه الحرب ضد أقلية سلفية في محافظة مسيطر عليها من قبلهم، وفي وقت هام يصادف انتهاء مؤتمر الحوار الوطني الذي يرعاه المجتمع الدولي لإنجاح الانتقال السياسي السلمي للسلطة وفق المبادرة الخليجية".

وأضاف: "مع حملة عسكرية منظمة تشبه تلك الحملات التي تقوم بها جيوش دول يقوم بها الحوثيون ضد سلفيي دماج بصعدة، فتح الحوثيون على أنفسهم الثقب الأسود الذي يمتص كل طاقتهم العسكرية".
وأشار التقرير إلى الطرف الذي يمتلك أجندة من تفجير الحرب في دماج من خلال استعراض معادلة القوة التي تعتبر أن الطرف القوي والمهاجم هو صاحب الأجندة من المعركة وليس الطرف الضعيف والمدافع".

وأكد التقرير أن الهدف الرئيسي لاستهداف الحوثيين للسلفيين في دماج بصعدة شمال اليمن هو إفشال الحوار الوطني والهروب من مسؤوليات والتزامات مخرجاته التي تفرض عليهم إعادة صعدة لسيادة الدولة، وتسليم السلاح الثقيل والمتوسط للدولة، والتخلي عن العنف والاندماج في العمل السياسي".
وأضاف: "هناك أهداف ثانوية من هذه الحرب تتمثل في إضفاء البعد الطائفي على حروبهم، والقضاء على السلفيين في الداخل للتفرغ لجبهة قبائل حاشد المحيطة بالعاصمة صنعاء، وجعل صعدة عاصمة خالية من الخصوم، ورفع سقف المطالب للقبول بمخرجات الحوار في حال عودتهم ".
وأكد تقرير أبعاد أن الحوثيين استطاعوا بعد سيطرتهم على صعدة إلغاء دور القبيلة وتعدوا على كل الأعراف والعادات القبلية، وطالت انتهاكاتهم النساء، وقاموا بعمليات اغتيال ومحاولات لتصفية رموز قبلية مؤثرة داخل وخارج صعدة.

المصدر: مأرب بلس
المشاهدات 1236 | التعليقات 0