السكينة والطمأنينة

السّكِينَةُ وَالطُّمَأْنِينَةُ

الخطبة الأولى

الْـحَمْدُ للـهِ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ المُؤْمِنِينَ، وَجَعَلَ الطُّمَأْنِينَةَ مُلازِمَةً لَـهُمْ فِي كُلِّ وَقْتٍ وَحِينٍ، وَأَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللـهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ عَلاَّمُ الغُيُوبِ، بِذِكْرِهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ، وَتَهُونُ الشَّدَائِدُ وَالخُطُوبُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللـهِ وَرَسُولُهُ، أَيَّدَهُ رَبُّهُ بِالنَّصْرِ المُبِينِ، وَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِ وَعَلَى المُؤْمِنِينَ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ، وعَنِ التَّابِعِينَ لَـهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَومِ الدِّينِ.     أَمَّا بَعْدُ: فأوصيكم ....

 

عَنْ أَبِي بَكْرٍ t قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ e: وَأَنَا فِي الغَارِ: لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ تَحْتَ قَدَمَيْهِ لَأَبْصَرَنَا، فَقَالَ r: «مَا ظَنُّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ بِاثْنَيْنِ اللَّـهُ ثَالِثُهُمَا) وفي لفظٍ: (اسْكُتْ يَا أَبَا بَكْرٍ، اثْنَانِ اللَّـهُ ثَالِثُهُمَا ) خ.م .

عباد الله: إنَّ الطُّمَأْنِينَةَ سُكُونُ القَلْبِ إِلَى الشَّيْءِ وَعَدَمُ اضْطِرَابِهِ وَقَلَقِهِ، وَهِيَ أَثَرٌ مِنْ آثَارِ السَّكِينَةِ، ذَلِكُمْ لأَنَّ السَّكِينَةَ بِدَايَةٌ وَالطُّمَأْنِينَةَ نِهَايَةٌ، وَأَصْلُ السَّكِينَةِ هِيَ الطُّمَأْنِينَةُ وَالْوَقَارُ،

 

وَالسُّكُونُ الَّذِي يُنْزِلُهُ اللَّـهُ فِي قَلْبِ عَبْدِهِ، عِنْدَ اضْطِرَابِهِ مِنْ شِدَّةِ الـْمَخَاوِفِ. فَلَا يَنْزَعِجُ بَعْدَ ذَلِكَ لِمَا يَرِدُ عَلَيْهِ. وذلك إذا قامَ في قلبِهِ إيمانٌ راسِخٌ ويقينٌ صادِقٌ، واستِسلامٌ للـهِ وطاعةٌ، فيَزِيدُه ذلك إيمانًا وقوةً وثباتًا .

السَّكِينَةُ تَكُونُ حِينًا بَعْدَ حِينٍ، لِيَصِلَ المُؤْمِنُ بَعْدَهَا إِلَى الطُّمَأْنِينَةِ الَّتِي تُلازِمُهُ فِي كُلِّ وَقْتٍ وَحِينٍ،

 وَلِذَلِكَ أَنْزَلَهَا اللـهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رَسُولِهِ e

وَعَلَى المُؤْمِنِينَ فِي لَحَظَاتِ الخَوْفِ وَالاضْطِرَابِ، فَاستَرَاحَتْ قُلُوبُهُمْ وَسَكَنَتْ، وَزَالَ عَنْهَا الخَوْفُ فَهَدَأَتْ (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الـْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَعَ إِيمَانِهِمْ).

وَمَا أَكْثَرَ المَوَاطِنَ الَّتِي اضْطَرَبَتْ فِيهَا قُلُوبُ المُؤْمِنِينَ؛ فَأَنْزَلَ اللـهُ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ، فَزَالَ عَنْهُمُ الخَوْفُ وَالاضْطِرَابُ، بَعْدَ أَنِ اجتَهَدُوا حَسَبَ سُنَّـةِ اللـهِ فِي مُبَاشَرَةِ الأَسْبَابِ (فأنزلَ السكينةَ عليهم وأثابهم فتحاً قريباً ).

عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍt قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللـهِ e بِحَفْرِ الْـخَنْدَقِ، قَالَ: وَعَرَضَ لَنَا صَخْرَةٌ فِي مَكَانٍ مِنَ الخَنْدَقِ، لَا تَأْخُذُ فِيهَا الْمـَعَاوِلُ، قَالَ: فَشَكَوْهَا إِلَى رَسُولِ اللـهِ e، فَجَاءَ رَسُولُ اللـهِ e، ووَضَعَ ثَوْبَهُ ثُمَّ هَبَطَ إِلَى الصَّخْرَةِ، فَأَخَذَ الْمِعْوَلَ فَقَالَ: ( بِسْمِ اللـهِ ) فَضَرَبَ ضَرْبَةً فَكَسَرَ ثُلُثَ الـْحَجَرِ، وَقَالَ:(اللـهُ أَكْبَرُ أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الشَّامِ، وَاللـهِ إِنِّي لَأُبْصِرُ قُصُورَهَا الْـحُمْرَ مِنْ مَكَانِي هَذَا ). ثُمَّ قَالَ: (بِسْمِ اللـهِ) وَضَرَبَ أُخْرَى فَكَسَرَ ثُلُثَ الْـحَجَرِ فَقَالَ: (اللـهُ أَكْبَرُ، أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ فَارِسَ، وَاللـهِ إِنِّي لَأُبْصِرُ الـْمَدَائِنَ، وَأُبْصِرُ قَصْرَهَا الْأَبْيَضَ مِنْ مَكَانِي هَذَا) ثُمَّ قَالَ: (بِسْمِ اللـهِ ) وَضَرَبَ ضَرْبَةً أُخْرَى فَقَلَعَ بَقِيَّةَ الْـحَجَرِ فَقَالَ: ( اللـهُ أَكْبَرُ أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الْيَمَنِ، واللـهِ إِنِّي لَأُبْصِرُ أَبْوَابَ صَنْعَاءَ مِنْ مَكَانِي هَذَا ) أحمدُ وغيرُه.

إِنَّ السَّكِينَةَ إِذَا نَزَلَتْ عَلَى القَلْبِ اطْمَأَنَّ بِهَا، وَسَكَنَتِ الجَوَارِحُ بِسَبَبِهَا؛ فازدادَ العبدُ إيمانًا وثباتًا ويقينًا، وقناعةً ورِضًا،

وبصيرةً وهُدًى وتقوًى، وحُسنَ سَمتٍ، ثم إخباتًا وخُشُوعًا، فلا يضطرِبُ، ولا ينحرِفُ، ولا يمِيلُ.

إِنَّ المُؤْمِنَ -عباد الله- إِذَا عَاشَ فِي ظِلالِ السَّكِينَةِ وَاجَهَ المَتَاعِبَ وَالمَصَاعِبَ بِرِبَاطَةِ جَأْشٍ وَحُسْنِ يَقِينٍ، وَاجتَازَهَا بِقُوَّةٍ وَتَسْلِيمٍ، وَتَعَلَّمَ مِنْهَا الحِيطَةَ وَالحَذَرَ، مِنْ غَيْرِ تَسَخُّطٍ عَلَى القَضَاءِ وَالقَدَرِ. قال الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ y : «رَأَيْتُ النَّبِيَّ e يَنْقُلُ مِنْ تُرَابِ الْـخَنْدَقِ، حَتَّى وَارَى التُّرَابُ جِلْدَةَ بَطْنِهِ. وَهُوَ يَرْتَجِزُ بِكَلِمَةِ عَبْدِ اللَّـهِ بْنِ رَوَاحَةَ t:

اللهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا ... وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا

فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا ... وَثَبِّتِ الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا

إِنَّ الْأُولَى قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا ... وَإِنْ أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا ) خ. م .

عباد الله: إِنَّ المُصَابَ بِأَيِّ مُصِيبَةٍ من مصائبِ الدُّنيا من الأمراضِ والفقرِ والبلايا والمِحَنِ وغيرِها، إذا أيقَنَ بموعُودِ اللـهِ وثوابِه، وصبَرَ على بلائِه، أورَثَه اللـهُ سَكِينةً وطُمأنينةً، فكأنَّه بإيمانِه ويقينِه يُشاهِدُ الثوابَ، فيسكُنُ قلبُهُ ويَطمئِنُّ، ومَن رضِيَ فله الرِّضَا، وإنما يشتَدُّ البلاءُ إذا غابَ عنه مُلاحظةُ الثوابِ.

ولذا فالسَّكِينَةُ تُؤَدِّي بالمُصابِ إِلَى الصَّبْرِ الَّذِي هُوَ أَثَرُ اليَقِينِ الحَاسِمِ، وَثَمَرَةُ المَوقِفِ الحَازِمِ، وَهُوَ خَيْرُ مَا يُعْطَاهُ الإِنْسَانُ في مثلِ هذه المواقفِ. قال e(مَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوسَعَ مِنَ الصَّبْرِ) أحمد وغيرُه. فَهُوَ بَابٌ عَظِيمٌ مِنْ حُسْنِ الظَّنِّ بِاللـهِ، وَالأَمَلِ بِحُسْنِ الخَوَاتِيمِ.

إِنَّ سُكُونَ القَلْبِ إِذَا جَاءَ أَنْتَجَ الطُّمَأْنِينَةَ الَّتِي تَستَقِرُّ فِي القَلْبِ بِلا انقِطَاعٍ وَلا فُتُورٍ، فَسَارَ المُطْمَئِنُّ عَلَى طَرِيقِ الهُدَى وَسَبِيلِ النُّورِ

(فلما تراءى الجمعانِ قال أصحابُ موسى إنَّا لمدركون قال كلَّا إنَّ معيَ ربي سيهدين).

إنَّ أهلَ السَّكينةِ والطُمأَنيِنةِ لا تستفِزُّهم الأحداثُ، ولا يَقلَقُونَ ولا يعجَلُونَ، ولا يستخِفَّنَّهم الذين لا يُوقِنُون، مُوقِنُون بنصرِ اللـهِ وإن تطاوَلَ الكُفرُ، وتطاوَلَ الفُسَّاقُ؛ لأنهم يوقنونَ بقولِ اللـهِ (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْـهُدَى وَدِينِ الْـحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّـهِ شَهِيدًا)

 

 أيها المؤمنون: إِنَّ النَّفْسَ المُطْمَئِنَّةَ هِيَ النَّفْسُ الَّتِي استَنَارَتْ بِنُورِ اللـهِ؛ فَصَدَّقَتْ بِوَعْدِ اللـهِ وَوَعِيدِهِ، فَسَابَقَ صَاحِبُهَا إِلى الخَيْرَاتِ، وَسَارَعَ إِلَى عَمَلِ الصَّالِحَاتِ، وَأَسْهَمَ فِي قَضَاءِ الحَاجَاتِ، وَنَفَّسَ عَنْ إِخْوَانِهِ الكُرُبَاتِ؛ أَمَلاً فِي نَيْلِ أَرفَعِ الدَّرَجَاتِ ، وهَذِهِ النَّفْسُ الَّتِي رَضِيَتْ وَاطْمَأَنَّتْ تَنَالُ شَرَفَ النِّدَاءِ عَلَى اللـهِ: ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الـْمُطْمَئِنَّةُ، ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً، فَادْخُلِي فِي عِبَادِي، وَادْخُلِي جَنَّتِي).

 اللهم إنا نسألُكَ أنَفْسًا بكَ مطمئنةً، تُؤْمِنُ بلِقائِكَ، وتَرْضَى بقضائِكَ، وتَقْنَعُ بعَطائِكَ.              بارك الله لي ولكم ...

 

 

 

 

 

 

الخطبة الثانية

الـْحَمْدُ للـهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ...             أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عبادَ اللـهِ:

مَنْ أَرَادَ السَّكِينَةَ وَطَلَبَهَا؛ سَلَكَ سَبِيلَهَا وَبَاشَرَ أَسْبَابَهَا، وَلَيْسَ هُنَاكَ شَيْءٌ كَالإِيمَانِ بِاللـهِ تَعَالَى وَالتَّوَكُّلِ عَلَيْهِ، وَتَفْوِيضِ الأُمُورِ إِلَيْهِ؛ وَالصَّبْرِ عَلَى مَا قَضَى؛ يُحَقِّقُ لِلإِنْسَانِ الهُدُوءَ وَالسَّكِينَةَ وَالاستِقْرَارَ، وَيَمنَحُهُ الطُّمَأْنِينَةَ دَائِمًا بِاستِمْرَارٍ. ومِنْ وَسَائِلِ الحُصُولِ عَلَى الطُّمَأْنِينَةِ القَلْبِيَّةِ:

ذِكْرُ اللـهِ عَزَّ وَجَلَّ (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّـهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّـهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).

وعنه e(لَا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللـهَ، إِلَّا حَفَّتْهُمُ الْـمَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللـهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ).م .

وعن البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍy،قال: قَرَأَ رَجُلٌ الكَهْفَ، وَفِي الدَّارِ الدَّابَّةُ، فَجَعَلَتْ تَنْفِرُ، فَسَلَّمَ، فَإِذَا ضَبَابَةٌ، أَوْ سَحَابَةٌ غَشِيَتْهُ، فَذَكَرَهُ لِلنَّبِيِّ e فَقَالَ: «اقْرَأْ فُلاَنُ، فَإِنَّهَا السَّكِينَةُ نَزَلَتْ لِلْقُرْآنِ، أَوْ تَنَزَّلَتْ لِلْقُرْآنِ ) خ.

 

إنَّ لقراءةِ القرآنِ عموماً ولآياتِ السكينةِ خصوصاً أثراً في طُمأَنينةِ القلبِ وسكونِه خصوصاً عند الخوفِ والهلعِ والتوَتُّرِ وانزعاجِ النَّفسِ.

وَمِنْ وَسَائِلِ الحُصُولِ عَلَى الطُّمَأْنِينَةِ القَلْبِيَّةِ:

التَّدَبُّرُ فِي آيَاتِ اللـهِ القُرآنِيَّةِ، وَالنَّظَرُ فِي آيَاتِهِ الكَوْنِيَّةِ، وَهَا هُوَ كِتَابُ رَبِّكُمْ يَنْقُلُ لَكُمْ مَا طَلَبَهُ أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ الخَلِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ مِنْ رَبِّهِ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبُهُ، فَيَرَى بِعَيْنِ اليَقِينِ مَا عَلِمَهُ بِعِلْمِ اليَقِينِ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) . 

عباد الله: ومِنْ وَسَائِلِ اطْمِئْنَانِ القَلْبِ:

الصِّدقُ فِي الأَقْوَالِ وَالأَفْعَالِ، وَالمَقَاصِدِ وَالنِّيَّاتِ، قال e (دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لا يَرِيبُكَ؛ فَإِنَّ الصِّدقَ طُمَأْنِينَةٌ وَالكَذِبَ رِيبَةٌ) أحمد وغيره

 

 

فَالصِّدقُ يُحَقِّقُ الطُّمَأْنِينَةَ فِي قَلْبِ المُتَكَلِّمِ، كَمَا يُحَقِّقُ الطُّمَأْنِينَةَ فِي قَلْبِ السَّامِعِ، قَالَ e( عَلَيْكُمْ بِالصِّدقِ، فَإِنَّ الصِّدقَ يَهْدِي إِلَى البِرِّ، وَإِنَّ البِرَّ يَهْدِي إِلَى الجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللـهِ صِدِّيقًا).

وَالبِرُّ بِمَدلُولِهِ الشَّامِلِ لِكُلِّ أَعْمَالِ الخَيْرِ مِمَّا تَطْمَئِنُّ النَّفْسُ إِلَيْهِ (البِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ، وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهِ القَلْبُ، وَالإِثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوكَ) أحمدُ وغيرُه.

ومَنْ أراد أن يعرف حظَّهُ من السَّكِينَةِ والطُمأَنينةِ فلينظرْ إليها في عبادتِه، فإنْ وجدَها وإلَّا فثمَّةَ مفاوِزُ بينَهُ وبينَها "يا بلالُ أقمِ الصلاةَ، أرِحْنا بها". وقالr:"إِذَا سَمِعْتُمُ الإقَامَةَ، فَامْشُوا إلى الصَّلَاةِ وعلَيْكُم بالسَّكِينَةِ والوَقَارِ، ولَا تُسْرِعُوا، فَما أدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وما فَاتَكُمْ فأتِمُّوا" خ.

 ثم صلوا ...

 

المرفقات

1730358146_السكينة والطمأنينة.pdf

1730358146_السكينة والطمأنينة.docx

المشاهدات 339 | التعليقات 0