السعيد من جنب الفتن

عبد الله بن علي الطريف
1445/10/07 - 2024/04/16 22:32PM

السعيد من جنب الفتن. 1445/10/10هـ

أيها الإخوة: ونحن نعيشُ في هذا العصرِ الذي انفتحت فيه علينا الدنيا بخيرها وشرِها.. وتنوعت فيه وسائلُ الاتصال.. وأصبحت الدنيا قريةً صغيرة.. فما أن يتكلم أحدُ المشاهير بالكلمة، أو يقعَ حدثٌ من الأحداث إلا ويطيرُ خبرُه في الآفاق، وتتناقله وسائل الإعلامِ الحديثة ويُرى ويُسْمعُ في جميع أقطارِ الدنيا وكأنه وقعَ عندهم، ويفسره كل متلقٍ منهم حسب ما يراه..

وهذا الانفتاح وإن كان فيه جوانب خير، إلا أنَّ فيه من الفتن ما الله به عليم على جميع أمم الأرض، ومنها أمة الإسلام؛ فصار طائفة منهم في حيرة من أمرهم؛ فسلكوا طريق الغواية بعد الهداية.. وبدأوا يشككون في ثوابت الدين ومسلماته، ويتبنون شواذَ الأقوال، عبر وسائل الإعلام والاتصال الحديثة.. وعاشوا في ظلمات الشك والضياع..

والسعادة ُكل السعادة لمن جُنِّبَ الْفِتَن قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ، إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنِ، إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنُ، وَلَمَنْ ابْتُلِيَ فَصَبَرَ فَوَاهًا». أَيْ: مَا أَحْسَنَ وَمَا أَطْيَبَ صَبْرَ مَنْ صَبَرَ عَلَيْهَا.. رواه أحمد وأبو داود عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وصححه الألباني.

 ولقد افتتنَ فئامٌ من عباد الله فغرقوا في أتون الشهوات، فما أن يخلصوا من شهوة إلا ويلجوا بأختها.. قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا، نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ..» ثم وصف رَسُولُ اللهِ ﷺ هذا القلبَ فقال: «حَتَّى يصِيرَ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ، مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا، وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا، إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ».. رواه مسلم عن حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. قالَ النوويُ: "قَالَ صَاحِبُ التَّحْرِيرِ مَعْنَى الْحَدِيثِ أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا تَبِعَ هَوَاهُ وَارْتَكَبَ الْمَعَاصِيَ دَخَلَ قَلْبَهُ بِكُلِّ مَعْصِيَةٍ يَتَعَاطَاهَا ظُلْمَةٌ، وَإِذَا صَارَ كَذَلِكَ افْتُتِنَ وَزَالَ عَنْهُ نُورُ الْإِسْلَامِ، وَالْقَلْبُ مِثْلُ الْكُوزِ فَإِذَا انْكَبَّ انْصَبَّ مَا فِيهِ، وَلَمْ يَدْخُلْهُ شَيْءٌ بَعْدَ ذَلِكَ" شرح النووي على مسلم (2/ 173)

ومن عباد الله من ثَبَّته اللهُ على الحق وازداد إيمانُه إيمانًا، وتمسك بعرى الدين، وصار من عباد الله المخلصين قائم بالفرائض ومواظب على النوافل، مجاهد لنفسه عن الوقوع بالصغائر ومحجم عن الكبائر.. فإذا عُرضت هذه الفتنُ على قلبه كان كما قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «أَنْكَرَهَا، فنُكِتَ فِي قلبه نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ، حَتْى يَكُونَ قَلْبُهُ أَبْيَضَ مِثْلَ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ..» رواه مسلم عن حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وأكد الله سبحانه حال المهتدين الطيبة فقال: (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ) [محمد:17] قال السعدي رحمه الله: (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا) بالإيمانِ والانقيادِ، وإتباعِ ما يرضي الله (زَادَهُمْ هُدًى) شكرًا منه تعالى لهم على ذلك، (وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ) أي: وفقَهم للخيرِ، وحفظَهم من الشر، فذكر للمهتدين جزاءين: العلم النافع، والعملُ الصالح." أهـ.. وقيل في الآية: "الهداياتُ الصغرى مراحلُ الهدايةِ العُظمى.. فلا تفرطْ في طاعةٍ تَشْتَدُ بها للسير، أو تمتماتِ ذكرٍ تطردُ بها سَآَمَةَ الواقعِ، أو إحسانٍ وعطاءٍ تزيلُ به عَنْكَ الوحشةَ.. ‏وتذكر: أن ‏الحسنةَ تدعو أختَها.. ‏والسيئةَ تدعو أختَها.."

أيها الأحبة: هذا حال الأمة وهذا واقعها، وحتى لا تتسعَ دوائرُ الشر، وينجر من ثبت على الدين، جميلٌ أن نُذَكِرَ ببعض الأسبابِ التي تُجنِّب العبد الفتنَ، وتعينه على الثبات على الطريق المستقيم.. لتتحقق لمن أخذ بها السعادة التي أكّدَ الرسولُ ﷺ ثبوتَها لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنِ..

ومن أعظمها: الدعاءُ، فهو جامعٌ لكلِّ خيرٍ، وصارفٌ لكلِّ شرٍّ، قَالَ ﷺ: «يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ لَا يَنْجُو فِيهِ إِلَّا مَنْ دَعَا دُعَاءَ الْغَرِيقِ» رواه الحاكمُ في المستدركِ وقالَ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَرْفَعُهُ ووافقه الذهبي.

وعلينا أن نُلِحّ في الطلبِ.. فنَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، فقد استعاذَ منها رسولُ الله ﷺ في أحوالٍ وصفات شتَّى، منها في صلاة الجنازة، فقد كان يقول في دعائه ﷺ إِذَا صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ: «اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ، وَلَا تَفْتِنَّا بَعْدَهُ» رواه ابن حبان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وصححه الألباني.

وَكَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يستعيذ بالله من الفتنِ إذا أصبح وإِذَا أَمْسَى فَيَقُولُ: «اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ، وَالْهَرَمِ، وَسُوءِ الْكِبَرِ، وَفِتْنَةِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الْقَبْرِ» رواه مسلم عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.

ومن دعائِهِ ﷺ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِعْلَ الخَيْرَاتِ، وَتَرْكَ المـُنْكَرَاتِ، وَحُبَّ المَسَاكِينِ، وَإِذَا أَرَدْتَ بِعِبَادِكَ فِتْنَةً فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ مَفْتُونٍ» رواه الترمذي عَنْ عَبْدِاللهِ  بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما وصححه الألباني. وَعن زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ ﷺ فِي حَائِطٍ لِبَنِي النَّجَّارِ، عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ وَنَحْنُ مَعَهُ، إِذْ حَادَتْ بِهِ فَكَادَتْ تُلْقِيهِ (أي مالت عن الطريق ونفرت)، وَإِذَا أَقْبُرٌ سِتَّةٌ أَوْ خَمْسَةٌ أَوْ أَرْبَعَةٌ؛ فَقَالَ: «مَنْ يَعْرِفُ أَصْحَابَ هَذِهِ الْأَقْبُرِ؟» فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا، قَالَ: «فَمَتَى مَاتَ هَؤُلَاءِ؟» قَالَ: مَاتُوا فِي الْإِشْرَاكِ، فَقَالَ: «إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ تُبْتَلَى فِي قُبُورِهَا، فَلَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا، لَدَعَوْتُ اللهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ الَّذِي أَسْمَعُ مِنْهُ» ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، فَقَالَ: «تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ» قَالُوا: نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ، فَقَالَ: «تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ» قَالُوا: نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، قَالَ: «تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنَ الْفِتَنِ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ» قَالُوا: نَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، قَالَ: «تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ» قَالُوا: نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ. رواه مسلم.. وَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنَ التَّشَهُّدِ الْآخِرِ، فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنْ أَرْبَعٍ: مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ شَرِّ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ» رواه مسلم عن أَبَي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ..

ومن المنجيات من الفتن والمثبتات على الطريق المستقيم: عدم التعرض للفتن سواء بالدخول فيها أو حضورِها أو قراءةِ شبه المضلين، وما أكثر الدجالين في هذا الزمان الذين يغطون الحق بباطلهم ويلبسون على الأمة.. وحتى لا يقع المسلم بفخهم أمرَ رسولُ الله ﷺ بالبعد عنهم وعدم سماع فتنهم فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عن أشرهم وسيدِهم: «مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَّالِ فَلْيَنْأَ عَنْهُ، فَوَاللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِيهِ وَهُوَ يَحْسِبُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ فَيَتَّبِعُهُ، مِمَّا يَبْعَثُ بِهِ مِنَ الشُّبُهَاتِ»، أَوْ «لِمَا يَبْعَثُ بِهِ مِنَ الشُّبُهَاتِ» هَكَذَا قَالَ رواه أبو داود عن عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ رضي الله عنه وصححه الألباني. أي: فليبتعد عنه وليهرب منه، ولا يقول: أنا مؤمن وعندي إيمان، فإنه يحصل للمستمع له بسبب ما معه من الفتن والخوارق شك وريبة، وقد يزول ما مع الإنسان من اليقين.

قوله: [فَوَاللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِيهِ وَهُوَ يَحْسِبُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ فَيَتَّبِعُهُ، مِمَّا يَبْعَثُ بِهِ مِنَ الشُّبُهَاتِ]. يعني: يظنُ الإنسان أنه يسلم من فتنتِه، ولكن إذا رأى تلك الأمور المهولة الخارقة للعادة تغير عما كان عليه من اليقين، ووقع في الفتنة، وإذا ابتعد عنه ولم يتصل به ولم يقربه، فإن ذلك أسلم له..

قال أهل العلم: ويستفاد من هذا الحديث الابتعادُ عن أهل البدع ومجالستهم؛ لكونهم دجاجلة؛ خوفاً من شبهاتهم، فالإنسان الذي ليس عنده بصيرة قد يتأثر بما عندهم من الفصاحة والبلاغة إلا من عصم الله، ولهذا فالابتعاد عنهم أمر مطلوب.. أسأل الله أن يجنبنا الفتن إنه جواد كريم وصلى الله وبارك...

الخطبة الثانية:

أيها الإخوة: ومن المنجيات من الفتن والمثبتات على الطريق المستقيم: التزام الفرائض والمواظبة على النوافل ذلك أن التزام الفرائض مما يُكسب العبد محبة ربه له، وفعل النوافل مما يُقوي المحبة، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ المُؤْمِنِ، يَكْرَهُ المَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ» رواه البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه.

 قال شيخنا محمد بن عثيمين رحمه الله: يعني أن الله يكون مُسَدِّداً له في هذه الأعضاءِ الأربعة؛ في السمع يسدده في سمعه فلا يسمع إلا ما يرضي الله، كذلك أيضا في بصره: فلا ينظر إلا ما يحبُّ الله النظرَ إليه، ولا ينظر إلى المحرم، ويده فلا يعمل بيده إلا ما يرضي الله، لأن الله يسدده، وكذلك رجله فلا يمشي إلا إلى ما يرضي الله لآن الله يسدده، فلا يسعى إلا إلى ما فيه الخير، وهذا معنى قوله: (كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا)، أي أنه تعالى يسدد عبده هذا في سمعه وبصره وبطشه ومشيه فإذا كان اللهُ مسددًا له في هذه الأشياء كان موفقا مُغْتَنِمًا لأوقاته منتهزًا لفرصه.. وليس المعنى أن الله يكون نفس السمع ونفس البصر ونفس اليد ونفس الرجل حاش لله فهذا محال فإن هذه أعضاءٌ وأبعاضٌ لشخص مخلوق لا يمكن أن تكون هي الخالق.. ولأن الله تعالى أثبت في هذا الحديث في قوله ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه فأثبت سائلا ومسئولا وعائذا ومُعَوَّذاً به وهذا غير هذا.. ولكن المعنى أنه يسددُ الإنسان في سمعه، وبصره، وبطشه، ومشيه.. أسأل الله تعالى أن يثبتنا في القول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة إنه جواد كريم..

المشاهدات 3057 | التعليقات 0