السعودية أقْوَى بِلادِ العَالَمِ لآنَهَا تَحَكمُ بِشَرْع الله

محمد البدر
1440/02/16 - 2018/10/25 07:35AM
الْخُطْبَةِ الأُولَى:
عِبَادَ اللهِ: قَالَ تَعَالَى:﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾ [البقرة:214] إن مما ابتلي الله به هذه البلاد ما تتعرض له المملكة من هجمة شرسة ظالمة تستهدف هذا الوطن في دينه وامنه وقيادته ومواطنيه ومقدراته قَالَ تَعَالَى: ﴿لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾[آل عمران:186].
عِبَادَ اللهِ: إنَّ بِلاَدَنَا ولله الحَمدُ أقْوَى بِلادِ العَالَمِ الآنَ في الحُكْمِ بمَا أنْزَلَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ، يَشْهَدُ بذلِكَ القَاصِي والدَّاني فَشَعَائِرُ التَّوحيدِ والسُّنَّةِ فيهَا قَائِمَةٌ وعَلامَاتُ الدِّينِ ظَاهِرَةٌ، إنها المملكة العربية السعودية العظمى هذه البِلادِ الأمْنُ فِيهَا ولله الحمد مُسْتَتِبٌّ ووارِفٌ وهِيَ رَاعِيَةُ للحَرَمينِ، فلم يَشْهَدِ الحَرَمَانِ اهتِمامًا عَلَى مَرِّ التَّاريخِ مَا شهِدَاه في هَذِهِ الدَّولَةِ وهذه البِلادِ تحارب الشرك والبدع بسلاح الكتاب والسنة فلَم نَرَ فيهَا شِركًا ظَاهِرًا ولا قُبُورًا تُعْبَدُ من دون الله، ولمَ نَرَ فيهاَ خُرَافاتٍ ولا بِدعًا ظَاهِرَةً فهِيَ البِلادُ الوَحيدَةُ في هذا الزمان التي تُحَكِّمُ شَرْعَ الله، لكنَّه الحِقْدُ الدَّفينُ عَلى أهْلِ الإسْلامِ وبلاد المسلمين وإرادَةُ الفوضَى والشَّرِّ والفِتْنَةِ من أناس استغلوا الجهالة المطبقة لدى آخرين ، إنَّ أولَئِكَ الأقْوامِ الذينَ خَرَجُوا على الجماعة ونزعوا يد الطاعة من ولاة أمرهم ؛ مَا هُمْ إلا صُورَةٌ مُتَكَرِّرَةٌ للخَوَارِجِ الذينَ جَعَلُوا تكفير المسلمين دينا لهم ، والخُرُوجَ عَلى الحُكَّامِ ومُنَازَعَتَهُمْ أمرَهُمْ هَدَفًا لَهمْ؛ وقتل المسلمين والمعاهَدين سجية لهم.
عِبَادَ اللهِ: إن هذه الحملات الإعلامية المغرضة و الموجهة لهذه البلاد وعلمائها وحكامها تصدر، إما من كافرٍ عدو للإسلام وأهله، أو مبتدع ضال مضل ، يريد أن ينشر البدعة والتصوف والخرافة والقبورية في بلاد الإسلام، وهذه الدولة – بحمد الله –تقوم بنشر العقيدة الصحيحة، أو حاقد حسود، يرى ما فيه هذه البلاد من نعمة الأمن والأمان واللحمة الوطنية فيغيظه ذلك ويتمنى لها الزوال فنسأل الله -عز وجل- أن يخيب ظنهم ويرد كيدهم في نحورهم.
عِبادَ اللهِ: ينبغي علينا أن نستشعر نعمة الأمن والأمان، فأهل الفتن لا يهمهم إنكار منكر ولا أمر بمعروف لأنهم يرون بأعينهم ويسمعون بآذانهم الموبقات العظيمة والمنكرات الشنيعة التي يقع فيها الكثير ممن ينتمي لأحزابهم من القادة والتابعين فلا يحرك فيهم شعرة بل يدافعون عن تلك المنكرات ويبررون لهم ويكذبون لهم حتى ربما جعلوها من وسائل الدعوة(الغاية تبرر الوسيلة)لئلا يسقط الحزب أو يدان المنتمي إليه ببدعة أو انحراف ،بينما من يتكلم في شخص من حزبهم ولا يوافق هواهم و يرد بعلم وبالأدلة من الكتاب والسنة على من يكفر المسلمين قاطبة وينشر فكر الإرهاب وفكر العنف والفساد وطعنه في الأنبياء وانتقاصه من الصحابة في مؤلفاته ويحذر الناس منه ومن أفكاره الضالة والفاسدة مثل سيد قطب ومن نحى نحوه ،من يفعل هذا يتهم بأنه يغتاب أو يأكل لحوم العلماء ولحوم العلماء مسمومة وستكتب شهادتهم ويسألون...إلخ كذلك إذا سمع كلاماً للعلماء من أهل السنة الصحيحة أو من المصلحين السلفيين في أي أمر يصادم هواه أو ينتقص من حزبه وقاداتهم يتمعر وجهه ويشتاط غضباً ويكيل الاتهامات (مداهن ، يكتم الحق ، كلمة حق عند سلطان جائر...إلخ) ويشتم هذا ويقذف هذا حتى الميت المقبور لم يسلم منه فهو ينهش في لحمه ويلوكه بلسانه مثل الشيخ محمد بن عبدالوهاب والشيخ محمد أمان الجامي يرحمهم الله وغيرهم ويتهم كل من يخالفه بأنه وهابي أو جامي ولا يعتبر ذلك غيبة محرمة قَالَ تَعَالَى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾[الحجرات:6].أَقُولُ قَوْلِي هَذَا...
الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:
عِبَادَ اللهِ : ينبغي علينا الالتفاف حول ولاة الامر والعلماء لتفويت الفرصة على الأعداء والحاسدين والحاقدين فيما يهدفون إليه من زعزعة الامن واعلموا أن السعودية راس العالم الاسلامي وتمثل بيضة الاسلام والواجب على كل مواطن ومسلم في كل مكان الدفاع عنها وعن كل ماتحويه من مقدسات ،وعليكم بالتمسك بكتاب والله وسنة رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولزوم الجماعة والسمع والطاعة لولاة الأمور وطاعة العلماء ،واجتناب الخروج والثورات فهي من أسباب الخراب والدمار وكثرة القتل وسفك الدماء وسلب الأموال وانتهاك الأعراض وذهاب الأمن فإذا ذهب الأمن حلت الفوضى ، وخير شاهد على ذلك البلدان المجاورة ماذا حل بهم لما خالفوا الكتاب والسنة وأقوال الأئمة الأعلام. ألا وصلوا ...
المشاهدات 1492 | التعليقات 0