السعـادةُ الحقيقية

أحمد عبدالله صالح
1443/03/18 - 2021/10/24 19:28PM

🎤

خطبــــة جمعــــــة بعنــــــــوان :

[ السعــــــادةُ الحقيقيــة  ] 

أمــا بعــــد ايهـــا الأحبــــاب الكــــــرام

" قُــلْ بِفَضْــلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِـهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْــرَحُواْ  "

الفــــــرح والســــــرور والبهجة والسعــــــادة

جنّةُ الأحــــــلام التي ينشــــــدها كُلُّ البشــــــر

ويسعــــــى ورائهــــــا كُلُّ النّــاس ..!

من الفيلســــــوف فـي قمــةِ تفكــــــيره وتجريده

الـى العـامّــي فـي قــاعِ سـذاجته وبسـاطته ..

مـن الملِك فـي قصــره المشيـد وبــرجـه العــالـي

الـى الصعلــوكِ فـي كـوخـه الصغــير المتـواضـع.

ولا نحسـب أحــداً يبحـثُ عـن الشقــاءِ لنفسـه

أو يــرضــى بتعــاستهــا ..

ولكــنّ الســؤال الـذي يبحـثُ عــن إجــابـه .!

الســؤال الـذي حــيّر النّــاس مـن قـديـم هــــــو :

أيّــن الســرور والفــرح والسعـــادة ؟؟!

ومـــن أيّــن نجـــدهـــا ؟؟! 

هــل الفــرح والســرور والسعــادة فــي حـديقــةٍ غنــاء ومــالٍ كثــيرٍ وفــرشٍ وفــير وســررٍ عالـيه وقناطــير مقنطــرة مـن الذهــب والفضة، والخيـل المسومــة والأنعــام والحــرث !؟

هــل السعــادة منصــبٌ يرفــع العبد علـى النّـاس، ليستقــوى به على ضعفــة المسلمــين فيصبحــون لـه خدمــاً وعبيــداً وخــولاً !؟

هــل السعــادة صحــةُ الجسم، فـلا يمــرض،

ولا يسقــم ولا يجــوع، ولا يبأس !؟

هــل السعــادة فـي زوجــةٍ حسنــاء جميله ،

او فـي سيــارةٍ فخمـةٍ فــارهـه او فـي قطعــةٍ مـن ارض..

لقــد طلب السعــادة أقــوام مـن طـرق منحرفة، فكانت هـذه الطـرق، سبباً لدمـارهم وهلاكهـم، 

وسببـاً لشقــائهم ونهايتهـم ووبالاً سيئاً حل بهم وشـراً مستطـيراً نـزل عليهــم..

طلبها فـرعـون وتلاميذه فـي الملك،والسلطـان

لكنّـه ملكٌ بـلا إيمــان .!

وتسلطـنٌ بـلا طـاعــة، فتشدق في الجماهير وقال { أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي } [الزخرف:51].

ونسـي أنّ الـذي ملكـه هـو الله ..!

والـذي أعطـاه مصـر هـو الله ..!

 والــذي جمــع لـه الناس هـو الله .!

والـذي أطعمـه وسقـاه هـو الله .!

 ومـع ذلك جحـد بهـذا المبـدأ وقـال :

{ ما علمتُ لكم من إله غيري} [القصص:38]. فكـان جـزاء هـذا العتو والتكبر والتمـرد على الله؛

كـــان جــزاء هــذه العنجهيــه والصـلف والغـرور

أنّـه لـم يتحصل علـى السعــادة التي طلبها ..!

بل كان نصيبه الشقـاء والهـلاك واللعنة بعينهـا :

{فأخذه الله نكال الآخرة والأولى} [النازعات:25].

{النار يُعرضون عليها غدواً وعشياً ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب} [غافر:46].

وهـذا قــارون :

يمنحه الله كنــوزاً كالتـلال ..!!!

مـا جمعها بجهـده، ولا بذكائـه، ولا بعرقـه، ولا بعبقريته، وظـنّ أنّه هـو السعيد وحده، وكفـر نعمة الله، وأصـر على تجـريد المـال من الشكـر،وسعي فـي الأرض فســاداً، فكـان الجـزاء المـر :

{فخسفنا به وبداره الأرض} [القصص:81].

وطلـب السعــادة الـوليد بن المغـيرة :

 فآتـاه الله عشـرة مـن الأبنـاء ..

كـان يحضـر بهـم المحافـل، والنـوادي القريشيه خمسـةً عـن يمينه، وخمسـةً عـن يساره ..!

ونسـي أنّ الله خلفـه فــرداً بـلا ولـد :

{ذرني ومن خلقت وحيداً  وجعلت له مالاً ممدوداً  وبنين شهوداً  ومهدت له تمهيداً  ثم يطمع أن أزيد  }  [المدثر:11-16].

فمـاذا فعـل !؟ وكيف تصـرف !؟

فبدل ان يشكــر الخـالق الذي اوجـدة فـرداً وحيدا ويؤمـن بـه سبحانه ويؤمـن برسوله جعـل أولاده جنوداً يحاربـون الله ورسـولـه إلاّ مـن رحـم ربك، فقـال الله فيه :  

{سأصليه سقر  وما أدراك ما سقر  لا تبقي ولا تذر  لواحة للبشر عليها تسعة عشر} [المدثر:26-30].

وآخــر يلتمـس السعــادة فـي الشهـرة فيقضي ساعاته فـي توجيه النّـاس إليه، ليصبح معبود الجماهير، وحديث الركبان، وشاغـل الدنيا ..

وآخــر يظـنُّ السعـادة فـي الفــن ..!

 الفــن المتهتك ، الفــن الخليع ، الفــن الماجن، الفــن السـاقــط فيدغـدغ الغــرائـز، ويلعـب بالمشـاعـر، ويفـتن القلــوب، ويسكـب الغــرام فــي النفـوس، فيحمّلـه الله آوزار وذنـوب وآثـام وخطـايـا وسيئــات مـن أغـواهـم وأضلهــم دون أن ينقص مــن ذنوبهم وأوزارهـم شيئـاً..

فهــل هـذه هـي السعــادة ..!!؟

بئسـت السعــادة إذا كـانت مـالاً حـرام .!

بئسـت السعــادة إذا كانت منصباً او كرسياً يُظلـم مـن خــلالـه عبــاد الله .!

نعــم

السعــادة ليست شيكــاً يُصــرف، ولا دآبّـةٌ تُشتــرى، ولا وردةٌ تُشــم، ولا بـــراً يُـكـــال،

ولا بــــزاً يُنشـــر .!

السعــادة قلـةُ ذات اليـد وشظــف المعيشــه وزهــادةُ المـــوارد وصحـةٌ وعافيـةٌ في البــدن 

يترجـم هـذا عليه الصــلاة والســـلام بقــولـه :

( مــن بــات آمنــاً فـي ســربه، معــافى فـي بـدنـه، عنـده قــوت يــومــه فكــأنمــا حـيزت لـه الـدنيــا بحــذافــيرهــا ).

( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) النحل(97) 

السعــادة الحقيقيـة بالإيمـان والعمـل الصالح

وجـدهـا يونس عليه الســلام وهو في بطــن الحــوت في ظلمــاتٍ ثـلات ..

انقطعت به الحبــال، إلاّ حبـل الله ..!

وتمـزقـت كل الأسبــاب، إلّا سبب الله ..

فهتف مـن بطـن الحـوت، بلسانٍ ضـارعٍ حزين :

{لا إله إلا أنت سبحانك إني كنتُ من الظالمين}[الأنبياء:87]. فوجـد السعادة.

ووجـدهـا موسى عليه السـلام، وهـو بين ركام الأمـواج في البحر، وهـو يستعذب العذاب في سبيل الـواحـد الأحـد :

{ كلا إنّ معي ربي سيهدين} [الشعراء:62].

ووجدها محمد عليه الصلاة والسلام، وهو يطوّق في الغـار بسيوف الكفر، ويرى الموت رأي العين، ثم يلتفت إلى أبي بكــر ويقــول مطمئنـاً :

{ لا تحــزن إنّ الله معنا} [التوبة:40].

وجدها نبي الله يوسف عليه السلام، وهــو

يُحـرم مـن حنـان والــديـه سنـوات طــوال

ثـمّ يسجن سبع سنوات فيسألونه عـن تفسير الرؤى، فيتركها، ثـمّ يبدأ بالدعــوة فيقول :

{يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خيرٌ أم الله الواحد القهار} [يوسف:39].

فيعلن الوحدانية، فيجد السعادة.

ووجدها أحمد بن حنبل في الزنزانة، وهو يجلد جلداً، لو جلـده الجمل لمات، كما قال جلاده،

ومع ذلك يصرُّ على مبدأ أهل السنة والجماعة، فيجــد السعادة.

ووجدها ابن تيمية، وهـو يعلنها للأجيال وعـبر العصــور : " لـو يعلـم الملوك وابنـاء الملـوك مانحن عليه من الإيمــان لجالدونا عليه بالسيوف "

يكبّل بالحديد، ويغلق عليه السجان الباب، داخل غرفة ضيقة مظلمة، فيقـول ابن تيمية :

{ فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب} [الحديد:13].

ثمّ يلتفت ابن تيمية إلى الذين هم خارج السجن، فيرسل لهم رسالة، وينشد لهم نشيداً، وينقل لهم نبأ وخبراً من السجن فيقول :

" مـا يصنــع أعــدائـي بـي ؟

أنا جنتي وبستـانـي فـي صـدري إن سـرت فهي معـي، أنا قتلي شهــادة، وإخـراجـي مـن بلدي سياحة، وسجنـي خلــوة "!!.

فهـذه هي السعــادة، وهـذه أحـــوال السعــداء.!

ولا يكون ذلك إلاّ بالإيمــان والعمل الصالـح الذي بعث به الرســول عليه الصــلاة والســلام .!

فمــن سكن القصــور بلا إيمــان، كتب الله عليه :

{ فإن له معيشة ضنكاً} [طه:124].

ومـن جمـع المـال بلا إيمــان، ختم الله على قلبه :

{ فإن له معيشة ضنكاً }.

ومـن جمـع الدنيا، وتقلد المنصب بلا إيمــان، جعل الله خاتمته :{ فإن له معيشة ضنكاً }

حيـاة كلهــا قلـق وضيـق وتـوتـر وهمّ وغـمّ وتعاسـه

ونكــد وشقـاء وألـم وحــرمــان ..

حيـاةٌ تناسـب حيـاة اولئك الــذين تـركـوا الدين وتخلـوا عـن الإيمــان بالله ورسوله بلا سعــادة

او فــرح او بهجة او سرور ..

صحيح انهم أغنيـاء وتعلـو على محياهم الغبطه والســرور والسعـادة، لكنها غبطــة وسـرور وسعــادة آنيه ولحظاتيه ومؤقته سـرعان ماتتحول الى ضيق وتعاسة وقلق وهم وغم ونكد  ..

وصدق مـن قــال وهـو يصفُ هــؤلاء بقــوله :

( إنّهم وان طقطقت بهم البغال او هملجت بهم البراذين إلاّ أنّ ذلّ المعصية لايفارق قلوبهم أبىّ الله إلاّ ان يـذل من عصـاه )..

أيّهــــا الأحبــاب الكـــرام :

شعـبٌ من الشعوب المتقدمة وصلت الرفاهية فيه بإيجاد مختلف انواع التأمينات الصحية والاجتماعية التى لاتجدها شعوب اخرى .

إنّه الشعب السويدي حيث وكل مواطن سويدي يستحق معاشاً وإعانه مرض وإعانة غلاء معيشه وإعانة سكن وإعانة علاج مجاني في المستشفيات ..

كذلك إعانة أمومة لكل النساء تشمل مصاريف الولادة والرعاية الطبية وإعانة إضافية لكل مولود .

والتأمين ضد إصابات العمل اجباري.

كما تقدم الدولة مساعدات اجتماعية للطفولة هي اقرب الى الخيال منها إعانة مالية في العام حتى يبلغ سن السادسة عشرة ورعاية صحيه مجانية ومصاريف انتقال مجانية للإجازات يتمتع بها الطفل حتى سن الرابعة عشرة .

والتعليم في جميع مراحلة مجاناً مع تقديم إعانات ملابس وأدوات ومستلزمات واعانات معيشيه لغير القادرين ..

كذلك تقديم قروض دارسية وقروضاً لتأثيث منازل 

العرسان بفائدته بسيطه تسدد على خمس سنوات. 

ومع كل هذه الضمانات التى لم تدع ثغرة إلاّ سدتها دوله السويد ..

والشاهد من هذا كله ومع هذه الرفاهية التى حصل عليها هذا الشعب، إلاّ أنّ الناس وهو الشاهد من كل هذا يعيشون حياة قلقة ومضطربه، حياة كلها توتر وسخط وشكوى وضيق وتبرم ويأس ممّا يضطر بالألوف من الناس الى الهروب من هذه الحياة الشقية النكده الى مؤسسات الإنتحار ليتخلصوا من هذا العذاب النفسي الأليم ..

والسر المستخلص من وراء هذا الشقاء يرجع الى أمرٍ واحد وهو فقدان السعادة الحقيقية التى تكون بالإيمان والقرب من الله وطاعته وتقواه ..

وحيــا الله مــن قــال :

ولست ارى السعــادة جمع مـالٍ

                         ولكنّ التقيّ هو السعــيدُ

 ( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ) [يُونُسَ: 57-58] ..

بــــارك الله لــــي ولكـــم بالقـــــــران العظيـــم ونفعنــي وإيــاكــم بمــا فيه مـن الآيـــات والـذكـــر الحكـــيم وأقـــــــول مـا سمـعتـــم واستغفـــروا اللـَّه لـي ولــكم مــــن كل ذنـب فيـــا فــــــوز المستغفـــريـــن ويــا نجــــــاة التـــــائبــــــين ..

الخطبـــــــــة الثانيــــه :     

أمــا بعـد  احبتــــــي الگـــــــرام ..

السعــادة ليست فـي وفــرة المــال ولا بسطــوة الجــاه ولا بكــثرة الــولـد ولا بنيل المنفعــه ..!

السعــادة ليست قصــر عبدالملك بن مروان، ولا جيـوش هــارون الـرشيـد، ولافي ديــوان المتنبي،

ولا في حدائق قـرطبـة او بســاتـين الــزهــراء .!

إنّمــا السعــادة شــيء معنــوي لا يُــرى بالعــين ولا يقـــاسُ بالكــم ولا تحتــويـه الخــزائـن ولا يُشــترى بالـدينــار ولا بالـدرهـم ولا بالــريـال او بالــدولار.!

السعــادة شــيءٌ يشعــرُ به الإنســان بـين جـوانحـه، صفــاءُ نفـسٍ، وطمـأنينـةُ قلـب، وانشٌـراحُ صـدر، وراحـــةُ ضمــــير ..!

السعــادة شــيءٌ ينبــعُ مـن داخــلِ الإنســــان

ولا يُستـــورد مــن خـــارجــه ..

وهــل سمعتــم بالخليفـة العــادل الــزاهــد

هـــــارون الـــرشيـد الــذي كــان يصلي في اليوم مـائـة ركعـه نافله ..

هـــــارون الـــرشيـد الــذي كــان يغــزو سنه ويحـج سنة ..

هـــــارون الـــرشيـد الــذي قــال للسحـابة يــوماً :

" امطري حيث شئتي فإن خراجُكِ راجــعٌ أليّ ".

هـــــارون الـــرشيـد يستقــر فـي الخلافــة ويتولاهــا بعـد أبيه، فينفق الكنوز والأمــوال والقناطــير المقنطـرة في بنـاءِ قصــرٍ كبــيرٍ له على نهــر دجله ..

يدخـل النهر مـن شمـاله ويخـرج مـن جنوبه ..

وعمّــر الحدائق التى تطلُ وتتمايل على النهر ثمّ رفـع الستـور وجلس على كرسيه يستقبل تهنئه الناس له بهــذا القصـر ...

وكان فيمن دخـل أبو العتاهية، فوقف أمـام هـارون الـرشيد وقـال له :

عـش مـا بدا لك سالمـاً        

                        في ظـل شاهقـة القصـور

يقـول له : ليهنئك العيش والسعادة، ودوام الصحة والعافية، في ظل هذا القصـر الكبــير ..!

فـارتاح هــارون لهـذا الكــلام وقـال :

هيه، يعني زد ..

فقـال ابو العتــاهية :

عـش ما بدا لك سالمـاً        

                        في ظـل شاهقـة القصـور

يجري عليك بمـا أردت    

                             في الغـدوّ مع البكـور

يقـول لـه :

يأتيك الخدم والجواري، بكل مالذّ وطاب من أَصَْنافِ الأطعمة والأشربة، وكل ما أردت، وكل ما طلبت وما أمرت يأتيك على الفـور في الصباح

وفي المسـاء ...

فقـال لـه الخليفـة هـارون : هيه، زد ..!

وهنا بدأ ابو العتاهية بحديث وكلامٍ ترجف له القلوب وترتعد له الفـرائص ومالم يكن يتوقعه هـارون الـرشيد .. فقال :

فـإذا النفـوس تغـرغـرت          

                         بزفـير حشرجـة الصدور

فهنـاك تعلـم موقنـاً      

                           مـا كنت إلا في غــرور

قـال الخليفـة : أعــد. أعــد.

قـال : فـإذا النفــوس تغرغرت :

يعنى اذا صرت طـريح الفـراش وحولك اولادك يبكون والأطباء من حولك يحاولون ولقد اصفرّ وجهك وتشعّد جلدك وبدأت تحس بزمهرير قارس يسحق الى أنامل يديك وقدميك وصرت قريباً من الآخرة مـدبـراً عــن الدنيا ..

فـإذا النفــوس تغرغرت          

                       بزفـير حشرجـة الصـدور

فهنـاك تعلـم موقنـاً    

                          ما كنت إلا فـي غــرور

يعنـي : إذا حضرت سكرات الموت، وحـان الأجــل،

وساعــة الصفـر، وأشرفت على الهــلاك ..

سوف تعـرف حينها انّـك كنت تلعب كالأطفــال ..

وستعلم أنّـك كنت تضحك على نفسك، وأنّـك كنت تعبث كما يعبث الصبيان ..

فبكى هــارون حتى وقــع علـى الأرض، ثمّ أمـر بالستـور فهتكت، والأبــواب فأغلقـت، ونزل فـي قصـره القـديم، فلم يمضِ عليه سوى شهـر واحد، حتى أصبح في عــداد الموتى.

فمـن أراد السعـادة فليلتمسها في المسجـد،

فليتمسها في المصحـف، في السنة، في الذكـر، في التـلاوة، في الهــداية، في الاستقامــة، في الالـتزام، في التسبيح ..

لا نلتمسها في الشـوارع، ولا في الطرقـات،

ولا في الاسـواق، او في الحـدائق، او في المنتزهـات، او في المسـارح، والمنتديات، او فـي القنـوات والفضائيات، او في الأرصــدة او في البنــوك ..

نعــم يـا كــــرام:

 ليست السعــادة فـي ان نجمـع الأمـوال،

ولا فـي ان نبني القصـور ولا في ان نتفاخــر بالمباني والعمــارات..

فقصــور أوروبا وأمريكا اطــول مــن قصورنا،

ومبانيهم وعمــاراتهم أضخــم مــن مبانينا، 

وسيـاراتهــم افخــر مــن سياراتنا ..

{ وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَٰنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ • وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ• وَزُخْرُفًا ۚ وَإِن كُلُّ ذَٰلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَالْآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ } الزخرف 31 /33

فسعــادتنـا يا كــــرام بطاعــة الله، بعبودية الله

بإلتزام أمــر الله، بالوقــوف عند حــدود الله،

بتطبيق شــرع الله .!

سعــادتنا بتشـرفنا بأننـا مـن أمــةِ الحبـيب

صلى الله عليه وسلــم :

وممّـا زادنـي شـرفـاً وفخــراً وفضـلا

                 وكِـدتُ بأخمصــي أطيءُ الثـريــا

دخــولـي تحـت قــولـك يـاعبــادي

                     وأن صــيّرت أحمــدَ لـي نبيــا

اللهــم أحينا سعــداء وامتنا شَهْـــداء واحشرنا مـع زمــرة الأنبياء ..

نسألك يارب عيشةً هنيئه وميتةً سوية ومرداً غير فاضحٍ ولامخزيٍ يا ارحم الراحمين ..

 ثم اعلمــوا انّ الله أمركــم بأمــرٍ بدأ به نفسه وثنـى به ملائكته المسبحــةِ بقدسه وثلّثَ به عبــاده من جنِّـه وإنســه فقــال :-

(( إنَّ اللّهَ وملائِكتَه يُصلونَ على النَّبي يا أيَّها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً ))....

ﺍﻟﻠﻬـﻢ ﺻـﻞِّ ﻭﺳﻠـﻢ ﻭﺑـﺎﺭﻙ ﻋﻠـﻰ ﻧﺒﻴﻨـﺎ ﻣﺤﻤــﺪ صـاحـب الــوجـه الأنــور والجبـين الأزهــر

ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬــﻢ ﻋــﻦ ﺧﻠﻔــﺎﺋﻪ ﺍﻟــﺮﺍﺷــﺪﻳــﻦ

أبـي بكــر وعمــر وعثمـــان وعلــي وعــن الصحــابة أجمعـــين، وعــن التابعـــين ومــن تبعهــم بإحســــانٍ إلـى يــوم الــــــدين

وعنـا معهــم بمنك ورحـــمتك، يا أرحـم الراحمين.

------------------------------------

للتـــواصل والاستفســـار وإبـداء الملاحظــات :

جـــوال ( 00967777151620 ) 

-----------------------------------

اللهــــم اجعلـــها صــــدقةً جـــاريــةً لــــــي ولــوالــداي واخي..

وأنفــــع بهــا عبــــادك المسلمــين اجمعـــين ...

واجعلنـــــــي خـــــــيراً ممّـــــا يظنــــــــــون

 واغفــــــــــــر لــــي مـــــالا يعلمـــــــــــــون..

--------------------------------

    والحَمْـــــــدُ للّــه رَبِّ العَـــــــالَمِــين

المشاهدات 917 | التعليقات 0