السجائر الالكترونية

عبدالله محمد الطوالة
1443/06/03 - 2022/01/06 08:18AM

أيُّها الشَّابُّ المسلم:

هل تعلمُ أنَّ التَّدخِين هو القاتل رقم واحد على مستوى العالم كله .. وهل تعلمُ أنَّ ضحاياهُ يزيدونَ عن الثَّمانية ملايين انسان سنوياً .. وهل تعلمُ أنَّ هناكَ أكثرَ من خمسينَ ألفَ بحث عِملي موثق, كُلُّها تُدِينُ الدُّخانَ، وتؤكدُ أنَّهُ هو المسئولُ الأول عن أكثرَ من 95 % من جميع حالات السرطان، وحالاتِ تصلبِ الشرايين والجلطاتِ والذَّبحاتِ الصدريةِ، وهبوطِ القلبِ، وأنَّه المسئولُ الوحيدُ عن انسدادِ الرِّئةِ .. وإذا جِئنا إلى بلادنا الغاليةِ فهناك أكثرُ من سبعةِ ملايين مُدخِن ومدخنة، يُتلفونَ من حُرِّ أموالهم ما يزيدُ على السبعين مليون ريال يومياً .. وأنَّ مُتوسِطَ ما ينفقهُ المدخِنُ على تدخينه, يزيدُ عن الخمسين ألف ريال .. وأنَّ مُتوسِطَ تكاليفِ العلاجِ تبلغُ ثلاثةَ أضعافِ ما يُنفَقُ على التَّدخين .. والأشنعُ من ذلك والأفظع, أنَّ الاحصائياتِ الرسميةِ تؤكدُ أنَّ ما لا يقِلُ عن  الثَّلاثين ألف مواطن يُقتلونَ سنوياً بسبب التَّدخِين، والنِّسبةُ في ازدياد مُضطرد ..

كما أنَّ هناك عدة دراساتٍ عالميةٍ تؤكدُ أنَّ السجائرَ الإلكترونية لها أضرارٌ كارثية .. فهي ترفعُ ضغطَ الدم، وتعززُ تصلبَ الشرايينِ، وتزيدُ نسبةَ الإصابةِ بأمراض القلبِ والدِّماغِ والأوعيةِ الدَّمويةِ بشكلٍ كبير .. وفي بحثٍ نُشر مؤخراً في صحيفة الديلي ميلر البريطانية، يحذرُ كثيراً من السجائر الإلكترونية, ويؤكدُ أنَّ النَّكهات المضافةِ لها تشكلُ خُطورةً كبيرةً على الرئتين والشَّرايين .. وأنها ترفعُ نِسبةَ الإصابةِ بتصلب الشَّرايين، والسَّكتةِ القلبيةِ المفاجِئة، وجلطاتِ الدِّماغِ وغيرها من الأمراض الخطيرة ..

إنها أموالٌ هائلةٌ تضيعُ سُدى، لنشتري بها سموماً تفتكُ بعقولنا وصحتِنا وأغلى مُقدراتنا .. فإلى أين يا شبابَ الأمَّة ..

يا من ابتليتَ بهذا الدَّاء الفتَّاك، تذكر أنَّ اللهَ يراك .. تذكر أنَّ اللهَ أمركَ ونهاك: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} ..

يا من ابتليتَ بهذا الدَّاءِ الخبيث, تذكر وصفَ ربك لنبيه صلى الله عليه وسلم: {يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} ..

 يا من ابتليتَ بهذا الدَّاء القاتل, تذكر أنَّ اللهَ هو القائل: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا} ..

يا من ابتليتَ بهذا الدَّاء المهلك, تذكر نهي ربك: { وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} ..

يا من ابتليتَ بهذا الدَّاء السام, تذكر قوله عليه الصلاة والسلام: "مَن تَحَسَّى سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَسُمُّهُ في يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ في نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا" رواه البخاري

يا من ابتليت بتبذير مالك وصحتك وعمرك, من أجل الدُّخان، تأمَّل: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا} ..

يا من ابتليت بهذا الدَّاء المؤذي لأهلك ومن حولك, اسمع لقول ربك: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} ..

وبعدُ: فعسى أن يتذكرَ النَّاسي، وأن يتنبهَ الغافِل، وأن يتعلمَ الجاهِل، وأن يتنازلَ المعانِد، وأن يعزِمَ المتردد .. وإني لأدعو كل مُدخنٍ للتَّوبة الصادِقة، وأن يتركَ التَّدخِينَ طاعةً للهِ أولاً، وحفاظًا على نفسه وأهله ومالهِ ثانياً، ومن تركَ شيئًا للهِ عوضهُ اللهُ خيرًا منه .. ومن عزمَ على تركهِ فليعلم أنهُ سيجدُ بعضُ المشقةِ في أول الأمرِ، لكنها سُرعانَ ما تزولُ إن صدقت العزيمة .. قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} ..

أُخيَ المدخن: استعن بالله ولا تعجز .. وتذكر أنَّ رضا الرحمن والانتصارِ على النفس والشيطانِ لهما لذةٌ, هي أعظمُ من لذة التدخين .. فأكثر من الذِّكرِ والدُّعاءِ والاستغفارِ والصدقةِ .. قلِّل من شُرب المنبهاِت واستبدلها بالعصيرات، خُصوصاً الليمونَ والبرتقال .. ابتعِد عن رُفقاء التَّدخين وكُلَّ ما يُذكرك به قدرَ الإمكان .. اشغِل أصابِعك بالسِّواك ونحوه ..

تسلَّح بالصبر والإرادة .. وبإذن اللهِ تعالى ستهزِمُ هذه العادة ..

المرفقات
المشاهدات 1086 | التعليقات 0