الزَّلازِلُ آياتٌ وعِبَرٌ 19/7/1444هـ
خالد محمد القرعاوي
1444/07/18 - 2023/02/09 19:59PM
الزَّلازِلُ آياتٌ وعِبَرٌ 19/7/1444ه
الحمدُ لله خَلَقَ فقدَّر، ومَلَكَ فَدَبَّرَ، سُبْحَانَهُ مَا أَقْوى سُلطانَه، وَأَوسَعَ حِلمَهُ وغُفرَانَهُ, سبَّحت لَهُ السَّمواتُ وأَمَلاكُهَا، وَالنُّجُومُ وأَفْلاكُهَا، والأَرَضُونَ وسُكَّانُها, أَشْهَدُ ألَّا إلَهَ إلَّا اللهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، أَظْهَرَ الأَدِلَّةَ على قُدرتِهِ وجلاَّها، وتَوَعَّدَ الظَّالِمِينَ والْمُفْسِدِينَ بِالنَّارِ وَلَظَاهَا، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، خَيرُ البَرِيَّةِ وَأَزْكَاهَا، بَعَثَهُ اللهُ هُدًى وَنُورًا إلى البَشَرِيَّةِ أَدْنَاها وأَقْصَاهَا، صلَّى اللهُ وسلَّمَ وَبَارَكَ علَيهِ وَعلى آلِهِ وَأَصَحَابَهِ وَمَنْ تَبِعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّينِ. أَمَّا بَعْدُ: فاتَّقوا عِبَادَ اللهِ حَقَّ التَّقوى وَاسْتَمْسِكُوا مِن الإسْلامِ بِالعُرْوَةِ الوُثْقَى. إِخْوَةَ الْإِيمَانِ: تَمُوجُ الْأَرْضُ بِالْكَوَارِثِ وَالْمُتَغَيِّرَاتِ، وَيَتَفَاجَأُ الْبَشَرُ بِالْتَّغَيُّرَاتِ، وَاللَّهُ يُرِي عِبَادَهُ مِنَ الْآيَاتِ وَالْكُرُوبِ مَا يُوجِلُ الْقُلُوبَ، وَيُعَلِّقُهَا بِعَلَّامِ الْغُيُوبِ، آيَاتٌ كَوْنِيَّةٌ تَضْرِبُ الْبَشَرَ هُنَا وَهُنَاكَ؛ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ وَيَتَضَرَّعُونَ: فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا . فَمِنَ الظَّوَاهِرِ الْكَوْنِيَّةِ الَّتِي تَسْتَحِقُّ أَنْ نَقِفَ مَعَهَا وَقْفَةَ تَأَمُّلٍ وَادِّكَارٍ، ظَاهِرَةُ الزَّلَازِلِ. فَكَمْ نَحْنُ بِحَاجَةٍ أَنْ نَقِفَ مَعَهَا وَقْفَةً إِيمَانِيَّةً، بَعِيدًا عَنِ التَّحْلِيلِ الْمَادِّيِّ، الَّذِي لَا يَبْنِي إِيمَانًا، وَلَا يُزَكِّي نَفْسًا. فَفِي الأُسْبُوعِ الْمَاضِي صَافِرَاتُ الإنْذَارِ دَوَّت في عَدَدٍ مِنْ مُدُنِ تُرْكِيَا وَسُورِيَا! وَذَلِكَ بَعْدَ أَمْرِ اللهِ تَعَالى لِلأَرْضَ أنْ تَتَحَرَّكَ وَتَهْتَزَّ! فَفِي ثَوَانٍ مَعْدُودَةٍ! تَزَلْزَلَتِ الأَرْضُ بِقُوَّةٍ بَالِغَةٍ! لِتَبْتَلِعَ الْمَصَانِعَ وَالْمَنَازِلَ والأَوَادِمَ والْطَّرُقَ وَمَا فَوقَهَا، بِسُرْعَةٍ هَائِلَةٍ, وَانْدِفَاعٍ عَنِيفٍ! حَتَّى صَارَتْ تِلْكَ الأَدْوَارُ خَبَرًا بَعْدَ عَيَانٍ يَتَحَدَّثُ عنها البَشَرُ! أَمَّا القَتْلَى والْجَرْحَى وَمَنْ هُمْ تَحْتَ الأَنْقَاضِ فَعَشَرَاتُ الآفِ! وَالخَسَائِرُ بِالْمِلَيَارَاتِ! فَتَحَوَّلَتْ تِلْكَ الْمُدُنُ النَّاضِرَةُ العَامِرَةُ خَرَابًا يَبَابًا! وَتَبَدَّلَ الأَمْنُ خَوفًا! وَالحَيَاةُ مَوتًا وَبُؤسًا! وَاسْتَبَدَّ الأَلمُ بِالجَمِيعِ حتَّى خُيِّلَ إليهِمْ أَنَّ القِيَامَةَ قَامَتْ! وَأَنَّ الدُّنْيَا انْتَهَتْ!
عِبَادَ اللهِ: وَالْمُؤمِنُونَ على يَقِينٍ تَامٍّ أَنَّ أَفْعَالَ اللهِ سُبْحَانَهُ تَتَضَمَّنُ حِكَمَاً بَالِغَةً وَإنْ غَابَتْ عَن عُقُولِنَا! كَمَا قَالَ رَبُّنَا: وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا . واللهُ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ وَهُوَ أَصْدَقُ الْقَائِلِينَ: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ . قَالَ التَّابِعِيُّ قَتَادَةُ رَحِمَهُ اللهُ:" بَلَغَنَا أَنَّهُ لَيسَ أَحَدٌ يُصِيبُهُ خَدْشُ عُودٍ وَلا نَكْبَةُ قَدَمِ إلَّا بِذَنْبٍّ، وَيَعْفُو اللهُ عَنْهُ أَكْثَرْ". وَعَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: خَسَفَتِ الشَّمْسُ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَامَ فَزِعًا يَخْشَى أَنْ تَكُونَ السَّاعَةُ حَتَّى أَتَى الْمَسْجِدَ، فَقَامَ يُصَلِّي بِأَطْوَلِ قِيَامٍ وَرُكُوعٍ وَسُجُودٍ، مَا رَأَيْتُهُ يَفْعَلُهُ فِي صَلَاةٍ قَطُّ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ هَذِهِ الْآيَاتِ الَّتِي يُرْسِلُ اللهُ لَا تَكُونُ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلَا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّ اللهَ يُرْسِلُهَا، يُخَوِّفُ بِهَا عِبَادَهُ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهَا شَيْئًا، فَافْزَعُوا إِلَى ذِكْرِهِ، وَدُعَائِهِ، وَاسْتِغْفَارِهِ». متفق عليه. أيُّها الْمُؤمِنُونَ: صَدَقَ اللهُ العَظِيمُ: وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً . فَأَينَ التَّطوُّرُاتُ العِلْمِيُّةُ, وَالأَقْمَارُ الصِّنَاعِيُّةُ التي يَتَبَاهَى بِهَا الْعَالَمُ عَنْ صَدِّ تِلْكَ الزَّلازِلِ أو التَّنَبُؤِ لهَا قَبْلَ وُقُوعِهَا؟ حَقًّا إنَّها رَسَالةٌ لِمَنْ اغْتَرَّ بِعِلْمِهِ! بَأَنَّهُ ضَعِيفٌ أَمَامَ قُدرةِ اللهِ، عَاجِزٌ عَنْ دَفْعِ أَمْرٍ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيهِ: ومَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَن يُنِيبُ . وَيَقُولُ تَعَالىَ: وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ .
عِبَادَ اللهِ: وَالْمُسْلِمُ يَقِفُ مَعَ تِلْكَ الأَحْدَاثِ لِيَأْخُذَ الدُّرُوسَ والعِبَرَ فَمِنْهَا: أَنْ نُؤْمِنَ أَنَّ كُلَّ حَرَكَةٍ في الكَونِ إنَّمَا هِيَ بِأَمْرِ اللهِ وَقُدْرَتِهِ، فهو الذي يَخلقُ السَّببَ ويَجعَلُ لَهُ ذَاكَ الأَثَرَ، كَمَا قَالَ جَلَّ وَعَلا: وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا . فهذا قَضَاءُ اللهِ وَقَدَرُهُ! وَسُبْحَانَ الخَالقِ الزَّلازِلُ لا تَقَعُ إلَّا بَغْتَةً! حِينَهَا تَشْعُرُ بِجَلالِ اللهِ وعَظَمَتِهِ وسُلْطَانِهِ، قَالَ اللهُ تَعَالى: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ . فَيُدْرِكُ الْخَلْقُ كُلُّهُمْ أنَّهم مُلْكٌ للهِ وَعَبِيدُهُ رَاجِعُونَ إلى حُكْمِهِ وَتَدْبِيرِهِ. فَكَمْ نَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَى أَنْ نَسْتَشْعِرَ عَظَمَةَ اللَّهِ، وَقَدْ أُمْطِرْنَا بِالشَّهَوَاتِ، وَالْتَفَّتْ حَوْلَنَا الشُّبُهَاتُ والشَّهَواتِ، فَمِنْ رَسَائِلِ الزَّلَازِلِ أَنَّهَا تُخَاطِبُ أَهْلَ الْأَرْضِ بِعَجْزِ الْمَخْلُوقِ، وَضَعْفِهِ، وَقِلَّةِ حِيلَتِهِ، وَأَنَّهُ مَهْمَا طَغَى وَتَكَبَّرَ، وَمَهْمَا أُوتِيَ مِنْ قُوَّةٍ وَتَقَدُّمٍ! فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ، وَأَنَّهُ يَبْقَى فَقِيرًا ذَلِيلًا، مَا لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ.
يا مُؤمِنُونَ: الزَّلازِلُ تُبَيِّنُ قِيمَةَ الدُّنْيَا وَقَدْرَهَا وَحَقَارَتَهَا حَقًّا: وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ . وهيَ كذلكَ تُوقِظُنَا لِنَتَذَكَّرَ الآخِرَةَ! أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ . فَزَلْزَلُةُ السَّاعَةِ كَمَا وَصَفَهَا اللهُ تَعَالَى: شَيْءٌ عَظِيمٌ*يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ . عِبَادَ اللهِ: وَنَظْرَةُ الْمؤمنِ لِلكَوَارِثِ نَظْرَةُ إيمانٍ وَتَأَمُّلٍ وَاعْتِبَارٍ، تَجمعُ بين التَّسليمِ بِالأَقْدَارِ , وَالأَخْذِ بِالأَسْبَابِ الشَّرْعِيَّةِ والْحِسِّيَةِ. أعوذُ بالله من الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ: وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ . بَارَكَ اللهُ لي ولكم في القرآنِ العظيمِ، ونفعني وإيَّاكم بما فيه من الآياتِ والذِّكر الحكيمِ، أقول ما سمعتم، وأستغفِر اللهَ لي ولكم، فاستغفروه إنَّه هو الغَفُورُ الرَّحيمُ.
الخطبة الثانية
الحمدُ لله الْمُتَكَفِّلِ بِأَرْزَاقِ العِبَادِ، يَجْزِي الْمُتصدِّقِينَ، ويَخْلِفُ على الْمُنفِقِينَ، أَشْهَدُ أَلَّا إلَهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، رَبٌّ عَظِيمٌ جوادٌ، وَأَشْهَد أنَّ مُحمَّدًا عبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ القَائِلُ: ( أَنْفِقْ بِلالُ, وَلا تَخْشَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلالا).صلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَاركَ عَليهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الذينَ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الخَيرَاتِ، وَيُؤثِرُونَ على أنفسِهم وَلو كانَ بِهِمْ خَصَاصةٌ، وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ. أمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ الله. وَأَنفِقُواْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُواْ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ . في مِثْلِ تِلْكَ الأَحْدَاثِ والنَّكَبَاتِ تَظْهَرُ الْوِحْدَةُ الإسْلامِيَّةُ والأُخُوُّةُ الإيمِانِيَّةُ فِعْلاً: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ . عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا» وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ. فَقَدْ بَادَرَ خَادِمُ الْحَرَمَينِ الشَّرِيفِينِ وَفَّقَهُ وَسَدَّدَهُ بالاطْمِئنَانِ على حَالِ إخْوَانِهِ فِي تُرْكِيَّا وَسُورِيَا, وَفَتَحَ لَهُمْ كُلَّ أَنْوَاعِ الدَّعْمِ والْمُسَاعَدَةِ وَفَتَحَ الْمَنَصَّاتِ الرِّسْمِيَّةِ وَحَثَّ عُمُومَ النَّاسِ لِدَعْمِهِمْ فَجَزَاهُ اللهُ خَيراً وَجَعَلَ مَا أَنْفَقَهُ وَأَمَرَ بِهِ في مِيزانِ حَسَنَاتِهِ. فَيَا عِبَادَ اللهِ كَمْ دُعِينَا إلى تَفْرِيجِ كُرْبَةٍ أَو صَدَقَةٍ لِمَشْرُوعٍ إغَاثِيٍّ أَو نُصْرَةٍ لإخْوَانٍ لَنَا، فيجلسُ أحدُنا يقلِّبُ الأَعْذَارَ، وَيَقُولُ فُقَرَاءُ البَلَدِ أَحْوَجُ، أَو يُشَكِّكُ أتصلُ لهمُ التَّبرعاتُ أم لا؟ أليس هذا هو الحرمانُ؟ فَأَكْرِمْ نَفْسَكَ بِإكْرَامِ الفُقَرَاءِ وَقَضَاءِ حَوَائِجِ إخْوَانِكَ. وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ . أَتَدْريِ أيُّهَا الْمُؤمِنُ: مَا أَعْظَمُ حَافِزٍ لَكَ عَلى الصَّدقةِ؟ الجوابُ بِأَنَّكَ تُقرِضُ الغَنِيَّ الْحَمِيدَ: وَمَا أَنفَقْتُمْ مِّن شَىْء فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ . أَلَمْ يَقُلْ رَسُولُنَا : (مَا مِنْ يَومٍ يُصْبِحُ العِبَادُ فِيهِ إلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: الَّلهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: الَّلهُمَّ أَعْطِ مُمسِكًا تَلَفًا)؟! فَالَّلهمَّ لا تَجعلِ الدٌّنيا أكبرَ همِّنا، ولا مَبلَغَ عِلمِنا، ولا إلى النَّارِ مَصِيرَنَا، اللهم ألبسنا لباسَ التَّقوى، واجعلنا مِمَّن بَرَّ واتَّقى، وصدَّق بالحسنى فَيَسَّرتَهُ لليُسرى، وجَنَّبتَهُ العُسْرَى. اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَأَجْمِعْ كَلِمَتَهُمْ عَلَى الحَقِّ والدِّينِ، وَوَفِّقْ ولاةَ أُمُورِنَا لرِضَاكَ, وَأعنْهُمْ للقضاء على الفساد والْمفسدين, اللَّهُمَّ إنَّا نَعُوذُ بكَ من الغَلاءِ والوَبَاءِ والرِّبا والزَّلازِلِ وَسُوءِ الفِتَنِ. رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُوْنَنَّ مِنَ الخَاسِرِيْنَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيْع الدَّعَواتِ. وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ .