الزكاة

محمود الطائي
1434/07/30 - 2013/06/09 21:26PM
عباد الله ... ان من حكمة الرب جل وعلا ان فاوت بين عباده في أرزاقهم ، فبسط على بعض وقَدَر على آخرين (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ ) ، ابتلى البعض بالمال فوسع عليه وأعطاه ، وابتلى البعض بالفقر لينظر كيف تعلمون (فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ ) فليس كل من وسع الله عليه يعني انه يحبه ، وليس كل من ضيق عليه دل على ان الله يبغضه )
ان الله تعالى يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لايحب ، ولا يعطي الاخرة الا لمن يحب ، فهذا ابتلاء واختبار منه سبحانه ليرى من الغني الشكر ومن الفقير الصبر
، ويبتلي أيضا الاغنياء بالفقراء ، و الفقراء بالاغنياء
فأن المال إما يكون نعمة لصاحبه إذا أدى حقه او يكون نقمة اذا منع حق الله تعالى منه
كيف لا وأن الزكاة ، ركن من أركان الإسلام ، وعمود من أعمدته العظام
فهي ثالث الأركان ، وقرينة الصلاة في القرآن ، وجاء في منعها الوعيد بالنيران ،
بل ولا يكتمل إسلام العبد حتى يؤدي زكاة ماله كما قال الله تعالى (فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ) فنفى عنهم أخوة الدين حتى يؤتوا الزكاة .
وقال الله عز وجل: )وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة (
قال الله عز وجل عن إسماعيل عليه السلام: (وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ) ، ووصف الله المؤمنين بقوله: (وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ )

– صلى الله عليه وآله وسلم – أجود بالخير من الريح المرسلة ، وكان الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم – يأتيه الرجل فيعطيه ويعطيه ويعطيه ، حتى يعود الرجل إلى قومه يقول لهم : ( جئتكم من عند خير الناس ، إن محمدًا يعطى عطاء من لا يخش الفقر )

عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَى أَغْنِيَاءِ الْمُسْلِمِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ بِقَدْرِ الَّذِي يَسَعُ فُقَرَاءَهُمْ ، وَلَنْ يُجْهَدَ الْفُقَرَاءُ إِذَا جَاعُوا وَعَرَوْا إِلَّا بِمَا يُضَيِّعُ أَغْنِيَاؤُهُمْ ، أَلَا وَإِنَّ اللَّهَ يُحَاسِبُهُمْ حِسَابًا شَدِيدًا ، وَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا .
وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لانْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ

عَنْ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ ، قَالَ : كُنْتُ فِي نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ ، فَمَرَّ أَبُو ذَرٍّ وَهُوَ يَقُولُ : " بَشِّرِ الْكَانِزِينَ بِكَيٍّ فِي ظُهُورِهِمْ ، يَخْرُجُ مِنْ جُنُوبِهِمْ ، وَبِكَيٍّ مِنْ قِبَلِ أَقْفَائِهِمْ ، يَخْرُجُ مِنْ جِبَاهِهِمْ " ، قَالَ : ثُمَّ تَنَحَّى ، فَقَعَدَ ، قَالَ : قُلْتُ : مَنْ هَذَا ؟ ، قَالُوا : هَذَا أَبُو ذَرٍّ ، قَالَ : فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ مَا شَيْءٌ سَمِعْتُكَ تَقُولُ قُبَيْلُ ، قَالَ : " مَا قُلْتُ إِلَّا شَيْئًا قَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّهِمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ، قَالَ : قُلْتُ : مَا تَقُولُ فِي هَذَا الْعَطَاءِ ؟ ، قَالَ : " خُذْهُ فَإِنَّ فِيهِ الْيَوْمَ مَعُونَةً ، فَإِذَا كَانَ ثَمَنًا لِدِينِكَ فَدَعْهُ " .


عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " مَا مِنْ صَاحِبِ ذَهَبٍ وَلا فِضَّةٍ لا يُؤَدِّي حَقَّهَا إِلا جُعِلَتْ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَفَائِحُ ، ثُمَّ أُحْمِيَ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ يُكْوَى بِهَا جَبِينُهُ ، وَجَبْهَتُهُ وَظَهْرُهُ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفِ سَنَةٍ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ ، فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ " .
النبي صلى الله عليه وسلم بين في هذا الحديث العظيم أنه لا يحمى على الذهب والفضة في نار كنار الدنيا، وإنما يحمى عليها في نار أعظم من نار الدنيا كلها، فضلت عليها بتسعة وستين جزءاً، وأنه إذا أحمي عليها لا يكوى بها طرف من الجسم متطرف، وإنما يكوى بها الجسم من كل ناحية، الجباه من الإمام، والجنوب من الجوانب، والظهور من الخلف، وأنه إذا كوي بها الجسم لا تترك حتى تبرد وتزول حرارتها ولكنها كلما بردت أعيدت فأحمي عليها في نار جهنم، وإن هذا العذاب ليس في يوم ولا في شهر ولا في سنة، ولكنه في يوم مقداره خمسون ألف سنة.
وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا ءاتَـاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَـامَةِ وَللَّهِ مِيرَاثُ السَّمَـاوتِ وَلأرْضِ وَللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ [آل عمران:180].
فمانع الزكاة مهدد في الدنيا كذلك بزوال ماله .
وقال : ((ما منع قوم الزكاة إلا ابتلاهم الله بالسنين)).
وقال : ((ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا ))
كَلاَّ بَل لّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ * وَلا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلا لَّمًّا * وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا

فلله ملك السماوات والأرض والله عز وجل لم يطلب منكم الزكاة لحاجته إليها، ولكنه طلب منكم الزكاة مبيناً فائدتها وحكمتها في قوله لرسوله صلى الله عليه وسلم: خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا [التوبة:103].
- فتطهر الفقراء من الحسد والحقد والغل على اخوانهم الأغنياء ، لأن الفقير متى علم أن المال كلما زاد مع الأغنياء عاد ذلك عليهم بالنفع والزيادة دعا لهم وتمنى أن تزداد أموالهم .

- وتطهر الأغنياء من البخل والشح ( ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ) وتطهره فلا يصير عبدا لماله لأنه يخرج جزءًا من ماله لله عز وجل ، أما من يتحول المال عنده إلى إله فالنبى – صلى الله عليه وآله وسلم – يقول : (تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم )

- وتطهر الأموال التى قد يكون قد دخلها شئ من الحرام والشبه - وصاحبها لا يدرى – فتأتى الزكاة لتطهر ذلك كله .

هذا فى الدنيا ، أما فى الآخرة فإن الله تعالى يقبل الصدقة بيمينه فيربيها لأحدكم كما يربى أحدكم فلوه حتى تصبح أضعاف مضاعفة يوم القيامة ، قال تعالى : ( مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ " سبعمائة ضعف ؛ ثم " وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء " وأكثر من ذلك من فضل الله : " وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )[5] .
في الحديث القدسي : ( يا عبدي أنفق أُنفِق عليك )
وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَىٰ ، إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا ، وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ ) اللهم اجعلنا منهم يارب العالمين
استغفر الله لي ولكم
الخطبة الثانية
إن الزكاة لا تبرأ بها الذمة ولا تكون مقبولة عند الله إلا إذا وضعها الإنسان في مواضعها التي فرض الله أن توضع فيها، واستمعوا إلى هذه المواضع، استمعوا إلى قول الله عز وجل: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [التوبة:60] هذه الآية -كما يعرف علماء البلاغة واللغة- جاءت عن طريق الحصر بـ"إنما" وكأنما العبارة: (ما الصدقات إلا للفقراء و...) والحصر كما قال العلماء: هو إثبات الحكم في المذكور ونفيه عما سواه.
أيها المسلمون: يقول الله عز وجل: لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ [البقرة:177] إذاً لا بد من إخراج الزكاة وهي من البر،
ولا يجوز إعطاء الزكاة لتارك الصلاة كما قال العلماء، ويجوز إعطاؤها للفاسق الذي يرتكب شيئاً من المنكرات ولكن إعطاؤها للتقي أولى، ولا حرج في دفع الزكاة للأخ الفقير، الخال الفقير، العم الفقير، الأخت الفقيرة، العمة الفقيرة وهكذا، إلا من يلزمك نفقتهم فلا يجوز إعطاؤهم كالأصول (الآباء والأجداد) والفروع (الأبناء) والزوجة؛ لأنك مكلف بالنفقة عليهم شرعاً.
ومن فاتت الزكوات الماضية منه؛ فعليه أن يخرجها الآن، ويتدارك أمره قبل العذاب الأليم المترتب على عدم إخراجها

نعم ، شروط زكاة المال هى : الإسلام ، والنصاب ، وحولان الحول .

وحولان الحول : أى مرور العام على ملكية المال

لقوله : ((ليس في مال زكاة حتى يحول عليه الحول). وقالوا إن النصاب شرط، لقوله : ((ليس في أقل من مائتي درهم زكاة، وليس في أقل من عشرين دينارا زكاة))(.
فلا علاقة بشهر رجب عند اخراج الزكاة انما تخرج اذا حال عليها الحول سنة كاملة
فعن سلمان بن عامر – رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم اثنتان : صدقة وصلة"[6].
كما لا يجوز لك أن تعطى زكاتك لأولادك وإن نزلوا ( أى أحفادك ) ، ولا لأبيك وإن علا ( الجد ) لأنه يجب عليك الإنفاق عليه فأنت ومالك لأبيك .


- همسات في اذن الفقراء
ان السعادة التي يملكها بعض الفقراء الراضين بالله سبحانه وتعالى لا يستشعرها كثير من الاغنياء ، ولست ارى السعادة جمع مال ... ولكن التقي هو السعيد ، فما ضرك ان لم تكن صاحب مال ولكن الله اعطاك العافية في جسدك ، ما ضرك ان لم تكن صاحب مال والله قد رزقك من الذرية ما تقر بها عينك ، ماضرك ان لم تكن صاحب مال وعندما تنام تنام ملئ جفونك ، هذه النعم وغيرها لا يلتفت اليها بعض الفقراء والله انهم في نعمة لو علموا فيها الملوك لقاتلوهم عليها .

- واقول للأغنياء

يقول الله تعالى (آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ) لابد ان يعلم الاغنياء ان هذا المال هو عارية عندهم ، فلا بد من إرجاع الفضل لله فهو وحده المنعم والمتفضل على خلقه جل وعلا وان هذا المال لم يأتي بفضل تعبك ولا مجهودك ولا تفكيرك التجاري المحترف ، فكم من صاحب عقل ودراية فقير، وكم من صاحب جهد وتعب لا يجد لقمة عيشه وهو حسير ، فالله هو المنعم جل وعلا وان من شكر نعم المال ان تعلم انها من فضل الله عليك جل وعلا وتذكر عندما كنت لا تملك شيئا ولدتك أمـك بـاكيـاً مسـتصرخا ... والنـاس حولـك يضحـكـون سـرورا

فاحرص لنفسـك أن تكون اذا بكوا ... في يوم موتك ضاحكاً مسـروراً

يقول الله تعالى : الم يجدك يتيما فآوى ، ووجدك ضالا فهدى ، ووجدك عائلا فأغنى ،فأما اليتيم فلا تقهر ، واما السائل فلا تنهر، واما بنعمة ربك فحدث .
- فما هو رصيدنا غدا ، انه ليس ما جمعناه من اموال فإن المال اول ما سنتركه ويتركنا ثم الاهل والاصحاب وما يبقى معنا الا العمل ، هذا هو رصيد الاخرة ، يقول الله تعالى ( وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى * وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى ) . فما لنا الا ما قدمنا وسنرى ما فعلنا ولاحول ولاقوة الا بالله ووالله لولا ستر الله علينا لفتضحنا ، اللهم استر عوراتنا اللهم لا تفضحنا بخفي ما اطلعت به علينا ، اللهم لا تآخذنا بما يقولون واغفر لنا مالا يعلمون واجعلنا خيرا مما يظنون










المشاهدات 2261 | التعليقات 0