الزكاةُ حكمٌ وأحكام..1443/9/7هـ

عبد الله بن علي الطريف
1443/09/06 - 2022/04/07 11:24AM

الزكاةُ حِكمٌ وأحكام..1443/9/7هـ

أما بعد أيها الإخوة: اتقوا اللهَ حقَ التقوى واستمسكوا من الإسلامِ بالعروةِ الوثقى يقولُ الباري: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) [البينة:5] وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ» رواه البخاري ومسلم عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا..

الزكاة أحبتي: ثالثُ أركانِ الإسلامِ، وأحدُ مبانيه العظام، وهي قرينةُ الصلاةِ في محكمِ القرآنِ؛ فقد قُرنتْ معها في ثمانٍ وعشرين موضعاً، وقَرَنَتْ السنةُ بينهما في عشرات المواضعِ، وهي أختُ الصلاةِ ولا يجوزُ التفريقُ بينهما في حالٍ من الأحوالِ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنَ العَرَبِ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ؟ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَمَنْ قَالَهَا فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلَّا بِحَقِّهِ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ» فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَاللَّهِ لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ، فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ المَالِ، وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عَنَاقًا كَانُوا يُؤَدُّونَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهَا.. قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ قَدْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الحَقُّ» رواه البخاري ومسلم

أيها الإخوة: لقد اعْتَنى الإسلامُ بالزكاةِ عنايةً عظيمةً فهي تُخرجُ تعبداً للهِ، ويُؤديها المسلمُ بوصفِها فريضةً دينيةً امتثالاً لأمرِ اللهِ تعالى وابتغاءَ مرضاتِه، طيبةً بها نفسُه، خالصةً بها نيتُه، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى..» رواه البخاري ومسلم عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.

ليس هدفُ الإسلامِ من الزكاةِ جمعُ المالِ من الناسِ ولا إِغناءُ خزينةِ الدولةِ فحسب، وليس هدفُهُ منها مساعدةُ الضعفاءِ وذوي الحاجاتِ، وإقالَةِ عثراتِهم والوفاءِ عن الغارمينَ وإراحتِهم فحَسْب، بل هدفُه الأولُ أن يعلو بالإنسانِ على المادةِ ويكونُ سيداً لها لاعبداً لهذا كانتْ أهدافُ الزكاةِ تهتَمُ بالمعطي اهتمامَها بالآخذِ.

ولقد بين القرآنُ الكريمُ هدفَ الزكاةِ بالنظرِ للأغنياءِ الذين تُؤخذُ منهم الزكاةُ فأجملَ ذلك بكلمتين تضمنتا كثيراً من أسرارِ الزكاةِ وأهدافِها الكبيرةِ فقالَ عزَّ من قائلٍ: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [التوبة:103] (تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا) نعم: التطهيرُ شاملٌ لروحِ الغنيِ ونفسِهِ... ولمالِهِ وثروتِهِ.. فالزكاةُ تطهيرٌ من أرجاسِ الذنوبِ بعامة، ومن رجسِ الشحِ بخاصة.. ذلك الشحُ الذي أُحْضِرَتْهُ الأنفسُ وابتلي به الإنسانُ، فقد شاءَ اللهُ سبحانه، أن يغرسَ في الإنسانِ مجموعةً من الدوافعِ النفسيةِ تسوقُهُ سوقاً إلى السعيِ في الأرضِ وعمارتِها منها: حبُ التملكِ، وحبُ الذاتِ، وحبُ البقاءِ.. ومن آثارِ هذه الصفات: شحُ الإنسانِ بما في يدِه.. والاستئثارِ بالخيراتِ والمنافعِ دونَ الناسِ، قالَ اللهُ تعالى: (قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا) [الإسراء:100] (قَتُورًا) قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَقَتَادَةُ: أَيْ بَخِيلًا مَنُوعًا. وقال السعديُ أي: خشيةَ أنْ يَنْفدَ ما تنفقونَ منه، مع أنَّه من الْمُحالِ أن تنفدَ خزائنُ اللهِ، ولكنَّ الإنسانَ مطبوعٌ على الشحِ والبُخلِ يقول تعالى: (وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ..). [النساء: 128] قال السعدي ما ملخصُه: أي جُبلتْ النفوسُ على الشحِ وهو: عدمُ الرغبةِ في بذلِ ما على الإنسانِ، والحرصُ على الحقِ الذي لَهُ، فالنفوسُ مجبولةٌ على ذلك طبعاً، أي: فينبغي لكم أنْ تحرصوا على قلعِ هذا الخُلُقِ الدنيءِ من نفوسِكم، وتستبدلوا به ضدَهُ وهو السماحةُ، وهي بذلُ الحقِ الذي عليك؛ والاقتناعُ ببعضِ الحقِ الذي لك.. فمتى ما وُفِقَ الإنسانُ لقلعِ هذا الخُلُقِ من نفسِهِ صَلُحَتْ حالُهُ وأَدْى ما عليه..

أيها الإخوة: الشحُ آفةٌ خطيرةٌ على الفردِ والمجتمعِ، وَلذلِك حذَّرَ منهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقَد خَطَبَ النَاسَ يَوماً وَقَالَ: «إِيَّاكُمْ وَالشُّحَّ، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِالشُّحِّ، أَمَرَهُمْ بِالْبُخْلِ فَبَخِلُوا، وَأَمَرَهُمْ بِالْقَطِيعَةِ فَقَطَعُوا، وَأَمَرَهُمْ بِالْفُجُورِ فَفَجَرُوا» رواه أبو داود عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما وصححه الألباني.

معاشرَ الأحبةِ: إنَّ الزكاةَ تُطـَهِرُ صاحبَها من خُبثِ البخلِ الـمُهلكِ، وطهارةُ الـمُتصدقِ بقدرِ بذلِه، وفَرحِهِ بإِخراجِهِ واستبشَارِه بمصرفِهِ للهِ تعالى.

والزكاةُ كما تُحققُ معنى التَطهيرِ للنفسِ، تُحققُ معنى التحريرِ لها، وتحرِيـْــــرُها من ذُلِ التَعلقِ بالمالِ والخضوعِ له، ومن تعاسَةِ العبوديةِ للدينارِ والدرهمِ.. وأيُ تعاسةٍ أعظمُ من أنْ يجعلَ اللهُ الإنسانَ في الأرضِ خليفةً وسيداً.. فإذا هو يُعَبْدُ نفسَهُ لما جُعِلَ لها مِن المالِ.!!

ومن أهدافِ الزكاةِ: التدريبُ على الإنفاقِ والبذلِ، فالمسلمُ الذي يتعودُ الإنفاقَ وإخراجَ الزكاةِ لِزرعِهِ ومالِهِ وماشِيتِهِ كُلما حالَ الحولُ، ويخرجُ زكاةَ فطرهِ كلَ عيدٍ من أعيادِ الفطرِ يصبحُ الإنفاقُ صفةً أصيلةً من صفاتِهِ، وخُلقاً عَرِيقاً من أخلاقهِ، ثم هو بعد ذلك يَبْعُدُ أشدَ البعدِ أنْ يتعدى على مالِ غيرِه نَاهِباً أو سَارِقاً، فكيف يبذلُ مالَهُ ابتغاءَ مرضاةِ الله ثم يأخذُ ما ليسَ له ليجلبَ على نفسِهِ سخطَ اللهِ.

والزكاةُ أحبتي: شكرٌ لنعمةِ اللهِ، واعترافٌ بفضلِهِ وإحسانِهِ، قالَ الإمامُ الغزاليُ رحمه الله في إحياء علوم الدين: "وَمَا أَخَسَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى الْفَقِيرِ وَقَدْ ضُيِّقَ عَلَيْهِ الرِّزْقُ وَأُحْوِجَ إِلَيْهِ، ثُمَّ لَا تَسْمَحُ نَفْسُهُ بِأَنْ يُؤَدِّيَ شُكْرَ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى إِغْنَائِهِ عَنِ السُّؤَالِ وَإِحْوَاجِ غَيْرِهِ إِلَيْهِ بِرُبْعِ الْعُشْرِ أَوِ الْعُشْرِ مِنْ ماله".

والزكاة ُكذلك: مُنَمِيَةٌ لشخصيةِ الغنيِ وكيانِهِ المعنوي، فالإنسانُ الذي يُسدِى الخيرَ ويصنعُ المعروفَ ويبذلُ من ذاتِ نفسهِ ويده لينهضَ بإخوانِهِ في الدينِ وليقومَ بحقِ اللهِ عليه؛ يَشعُرُ بامتدادٍ في نفسِهِ وانشراحٍ في صدرِهِ ويحسُ بما يحسُ به من انْتَصَرَ في معركةٍ.. نعم وهو كذلك: لقد انتصرَ على ضعفِهِ وأثرتِهِ، وشيطانِ شُحهِ وهواه.. أسأل الله تعالى أن يشرح صدورنا لبذل ما أو جب علينا إنه جواد كريم.. وبارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...

الخطبة الثانية:

أيها الإخوة: والزكاة كذلك مُجلِبَةٌ للمحبةِ فإن الناسَ إذا علموا في إنسانٍ رغبةً في نفعهم وجلبَ الخيرِ لهم أحبوه بالطبع ومالت نفوسهم إليه لا محالة.

والزكاة كما أنها تطهر النفس وتزكيها، تطهر المال وتزكيه..  قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِذَا أَدَّيْتَ زَكَاةَ مَالِكَ فَقَدْ أَذْهَبْتَ عَنْكَ شَرَّهُ» رواه الحاكم في المستدرك وقال هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ. عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما وقال الألباني في صحيح الترغيب حسن لغيره.

أيها الإخوة: والنقصُ بسببِ منعِ الزكاةِ لا يقتصرُ على مانعِها فقط، بل إنَّ مالَ الأمةِ كُلِها مُهددٌ بالنقصِ، ومُعَرَّضٌ للآفاتِ السماويةِ التي تُضِرُ بالإنتاجِ العامِ، وتهبطُ بدخلِ الأمةِ، وما ذلك إلا أثـــــرٌ مِن آثارِ سَخطِ اللهِ تعالى ونَقْمَتِه، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا مَنَعَ قَوْمٌ الزَّكَاةَ إِلَّا ابْتَلَاهُمُ اللَّهُ بِالسِّنِينَ» رواه الطبراني في الأوسط عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وقال الألباني صحيح لغيره. وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما، قَالَ: أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ: وَذَكَرَ مِنْها وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ، إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا» رواه ابن ماجة والطبراني وصححه الألباني. فما أحوجَ الأمةَ كُلَها للبركةِ، ولهذا الحِصنِ من البلاءِ.

أيها الإخوة: ولقد توعدَ اللهُ مانعَ الزكاةِ بوعيدٍ شديدٍ فقال: (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ* يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ) [التوبة:34، 35] وَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَا مِنْ صَاحِبِ ذَهَبٍ وَلَا فِضَّةٍ، لَا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا، إِلَّا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، صُفِّحَتْ لَهُ صَفَائِحُ مِنْ نَارٍ، فَأُحْمِيَ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ، فَيُكْوَى بِهَا جَنْبُهُ وَجَبِينُهُ وَظَهْرُهُ، كُلَّمَا بَرَدَتْ أُعِيدَتْ لَهُ، فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ، فَيَرَى سَبِيلَهُ، إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِمَّا إِلَى النَّارِ».. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَالْإِبِلُ؟ قَالَ: «وَلَا صَاحِبُ إِبِلٍ لَا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا، وَمِنْ حَقِّهَا حَلَبُهَا يَوْمَ وِرْدِهَا، إِلَّا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، بُطِحَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ، [بُطِحَ: بُسط ومُد على وجهِهِ أو على ظهرِهِ والقَرْقَرُ: الـمُسْتَوي الواسعُ من الأرض] أَوْفَرَ مَا كَانَتْ، لَا يَفْقِدُ مِنْهَا فَصِيلًا وَاحِدًا، تَطَؤُهُ بِأَخْفَافِهَا وَتَعَضُّهُ بِأَفْوَاهِهَا، كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ أُولَاهَا رُدَّ عَلَيْهِ أُخْرَاهَا، فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ، فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِمَّا إِلَى النَّارِ».. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَالْبَقَرُ وَالْغَنَمُ؟ قَالَ: «وَلَا صَاحِبُ بَقَرٍ، وَلَا غَنَمٍ، لَا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا، إِلَّا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بُطِحَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ، لَا يَفْقِدُ مِنْهَا شَيْئًا، لَيْسَ فِيهَا عَقْصَاءُ، وَلَا جَلْحَاءُ، وَلَا عَضْبَاءُ تَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا وَتَطَؤُهُ بِأَظْلَافِهَا، كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ أُولُاهَا رُدَّ عَلَيْهِ أُخْرُاهَا، فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ، فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِمَّا إِلَى النَّارِ» رواه مسلم..

كان بعضُ الناسِ يشتكي من عدمِ معرفةِ المحتاجين، لعدمِ امتلاكِ أدواتٍ للتَعَرفِ عليهم.. والأن ولله الحمد حُلً الأمرُ؛ فالجمعيات الخيرية تستقبل الزكاة، وكذلك يستطيع المواطن أن يخرج زكاته عبر تطبيق زكاتي أو غيره من التطبيقات وتقوم الدولة وفقها الله ببذلها لمستحقها عبر الضمان الاجتماعي.

المشاهدات 968 | التعليقات 0