الركن الثاني من أركان الإسلام
مبارك العشوان 1
الْحَمْدُ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أَمَّا بَعْدُ: فَقَدْ رَوَى البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: ( بُنِيَ الإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ ).
وَيَقُولُ عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ العَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ: ( الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: ثُمَّ بِرُّ الوَالِدَيْنِ، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي بِهِنَّ، وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي.) رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.
الصَّلَاةُ - عِبَادَ اللهِ -: شَعِيْرَةٌ مِنْ شَعَائِرِ الدِّيْنِ، وَفَرِيَضَةٌ مِنْ فَرَائِضِهِ، بَلْ هِيَ عِمَادُ الدِّيْنِ، وَأَعْظَمُ أَرْكَانِهِ بَعْدَ الشَّهَادَتِيْنِ، وَأَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ عَنْهُ العَبْدُ يَومَ القِيَامَةِ، وَهِيَ آخِرُ مَا يُفْقَدُ مِنَ الدِّينِ؛ وَإِذَا فُقِدَ آخِرُهُ لَمْ يَبْقَ مِنْهُ شَيءٌ.
الصَّلَاةُ حَدٌّ فَاصِلٌ بَيْنَ الإِسْلَامِ وَالكُفْرِ، وَفِي الحَدِيثِ: ( إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلَاةِ ) رواه مسلم.
لَا يُحَافِظُ عَلَى صَلَاتِهِ إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَلَا يَتَهَاوَنُ بِهَا إِلَّا مُنَافِقٌ؛ يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي وَصْفِ عِبَادِهِ: { وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ، أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ }المعارج 34 ـ 35
وَيَقُولُ عَنِ المُنَافِقِينَ: { وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً }النساء 142 .
الصَّلَاةُ - رَحِمَكُمُ اللهُ - فَرِيْضَةٌ يُحِبُّهَا رَبُّنَا جَلَّ وَعَلَا وَيُحِبُّ أَهْلَهَا، وَيُحِبُّ أَنْ يُكْثِرَ العِبَادُ مِنْهَا، حَتَّى إِنَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَرَضَهَا أَوَّلَ الأَمْرِ خَمْسِيْنَ صَلَاةً؛ ثُمَّ خَفَّفَهَا إِلَى خَمْسٍ فِي العَدَدِ، وَخَمْسِيْنَ فِي الأَجْرِ، ثُمَّ إِنَّهُ جَلَّ وَعَلَا رَبَطَ المُسْلِمَ بِصَلَاتِهِ؛ فَرَائِضِهَا وَنَوَافِلِهَا، وَشَرَعَ لَهُ أَنْوَاعًا مُتَعَدِّدَةً مِنْهَا؛ فَيَومُ المُسْلِمِ مَلِيئٌ بِالصَّلَاةِ، بَلْ حَيَاتُهُ كُلُّهَا عَامِرَةٌ بِالصَّلَاةِ؛ فَفِي اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ خَمْسُ صَلَوَاتٍ مَفْرُوضَةٍ، وَلِلْجُمُعَةِ صَلَاةٌ، وَلِلْعِيْدَيْنِ صَلَاةٌ، وَلِلْجِنَازَةِ صَلَاةٌ، وَإِذَا أَجْدَبَتِ الأَرْضُ فَزِعَ النَّاسُ لِلصَّلَاةِ؛ صَلَاةِ الاِسْتِسْقَاءِ، وَإِذَا كَسَفَتِ الشَّمْسُ أَوْ خَسَفَ القَمَرُ فَزِعُوا لِصَلَاةِ الكُسُوفِ، وَإِذَاهَمَّ أَحَدُنَا بِأَمْرٍ صَلَّى صَلَاةَ الاِسْتِخَارَةِ.
وَفِي اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ كَثِيْرٌ مِنْ نَوَافِلِ الصَّلَاةِ؛ كَالسُّنَنِ الرَّوَاتِبِ، وَصَلَاةِ الضُّحَى، وَصَلَاةِ اللَّيْلِ وَالوِتْرِ.
يُصَلِّي المُسْلِمُ فِي إِقَامَتِهِ فَيُتِمُّ، وَفِي سَفَرِهِ فَيَقْصُرُ، يُصَلِّي فِي صِحَّتِهِ وَمَرَضِهِ؛ إِنِ اِسْتَطَاعَ القِيَامَ صَلَّى قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ صَلَّى قَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ، يُصَلِّي فِي حَالِ أَمْنِهِ، فَإِنْ كَانَ فِي خَوفٍ أَوْ حَرْبٍ صَلَّى صَلَاةَ الخَوفِ.
فَمَا أَعْظَمَ أَمَرَ هَذِهِ الصَّلَاةِ؛ مَا أَعْظَمَ أَمَرَ هَذِهِ الفَرِيْضَةِ الَّتِي كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يُوصِي بِهَا كَثِيْرًا حَتَّى فِي آخِرِ لَحْظَةٍ مِنْ حَيَاتِهِ.
الصَّلاَةُ – عِبَادَ اللهِ - نُورٌ لِأَصْحَابِهَا.
الصَّلَاةُ رَاحَةٌ وَطُمَأْنِيْنَةٌ وَقُرَّةُ عَينٍ.
الصَّلَاةُ فَلَاحٌ وَسَعَادَةٌ؛ يَقُولُ تَعَالَى: { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ }المؤمنون 1ـ 2
الصَّلَاةُ مُكَفِّرَةٌ لِلسَّيِّئَاتِ؛ فَفِي الصَّحِيْحَيْنِ يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ قَالُوا لَا يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ قَالَ فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ يَمْحُو اللهُ بِهِنَّ الْخَطَايَا ).
وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: ( أَنَّ رَجُلًا أَصَابَ مِنَ امْرَأَةٍ قُبْلَةً، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيهِ وسَلمَ، فَأَخْبَرَهُ فَأَنْزَلَ اللهُ: { أَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ } فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلِي هَذَا؟ قَالَ: لِجَمِيعِ أُمَّتِي كُلِّهِمْ ) رواه البخاري ومسلم.
نَسْأَلُ اللهَ جَلَّ وَعَلَا أَنْ يُكَفِّرَ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا، وَيَرْفَعَ دَرَجَاتِنَا.
وَأَنْ يُبَارِكَ لَنَا فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ وَيَنْفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيِ وَالذَّكَرِ الْحَكِيمِ وَأَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ الْجَلِيلَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلُّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية:
الحَمْدُ لِلَّهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ؛ أمَّا بَعدُ:
فَاتَّقُوا اللهَ - رَحِمَكُمُ اللهُ - وَعَظِّمُوا هَذِهِ الفَرِيْضَةَ، وَرَبُّوا أَوْلَادَكُمْ وَمَنْ تَحْتَ رِعَايَتِكُمْ عَلَى تَعْظِيْمِهَا وَحُبِّهَا؛ مُرُوهُمْ بِالمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا، وَاصْبِرُوا فِي ذَلِكَ وَصَابِرُوا وَأْبِشُرُوا يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: { وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى }طه 132
تَدَارَسُوا مَعَ أَهْلِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ مَا يَتَعَلَّقُ بِالصَّلَاةِ، وَعَلِّمُوهُمْ أَحْكَامَهَا.
إِيَّاكُمْ أَنْ تَتَهَاوَنُوا بِصَلَوَاتِكُمْ؛ إِيَّاكُمْ وَتَأْخِيْرَهَا عَنْ وَقْتِهَا فَقَدْ تَوَعَّدَ اللهُ تَعَالَى مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ؛ فَقَالَ: { فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ }الماعون 4 ـ 5 قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ وَغَيْرُهُ: ( هُمُ الَّذِيْنَ يُؤَخِّرُونَهَا عَنْ وَقْتِهَا ).
وَقَرَأَ عُمــَرُ بنُ عَبدِ العَزِيــزِ رَحِمَـــهُ اللهُ قَوْلَ اللهِ تَعَالَى: { فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا } مريم 59 ثُمَّ قَالَ: [ لَمْ تَكُنْ إِضَاعَتُهُمْ تَرْكُهَا؛ وَلَكِنْ أَضَاعُوا الوَقْتَ ].
لَا تُلْهِكُمْ - أَيُّهَا النَّاسُ - أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ صَلَاتِكُمْ.
مَنْ كَانَ مُفَرِّطًا فِي صَلَاتِهِ فِيْمَا مَضَى؛ فَلْيَتُبْ إِلَى اللهِ وَلْيَتَدَارَكْ مَا بَقِيَ؛ وَلْيُحَافِظْ عَلَى صَلَاتِهِ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقْبَلُ تَوْبَ التَّائِبِيْنَ، وَيَغْفِرُ لِلْمُسْتَغْفِرِينَ، وَعِنْدَمَا تَوَعَّدَ جَلَّ وَعَلَا مَنْ يَتَهَاوَنُ بِصَلَاتِهِ بِقَوْلِهِ: { فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا }مريم 59 قَالَ بَعْدَهَا: { إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا، جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا، لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا، تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا } مريم 60- 63
جَعَلَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنَ الأَتْقِيَاءِ، وَأَوْرَثَنَا جَنَّاتِ النَّعِيْمِ.
ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا - رَحِمَكُمُ اللهُ - عَلَى مَنْ أَمَرَكُمُ اللهُ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيهِ؛ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }الأحزاب 56
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإسْلَامَ وَالمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ وَانْصُرْ عِبَادَكَ المُوَحِّدِينَ، اللَّهُمَّ وَعَلَيكَ بِأَعْدَئِكَ يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.
اللَّهُمَّ أصْلِحْ أئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، اللَّهُمَّ خُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا وَإِيَّاهُمْ لِهُدَاكَ، واجْعَلْ عَمَلَنَا فِي رِضَاكَ، اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا وَدِينَنَا وَبِلَادَنَا بِسُوءٍ فَرُدَّ كَيْدَهُ إِلَيهِ، وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ تَدْمِيرًا عَلَيهِ، يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ. عِبَادَ اللهِ: اُذْكُرُوا اللهَ العَلِيَّ الْعَظِيْمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
المرفقات
1691665137_الركن الثاني من أركان الإسلام.pdf
1691665171_الركن الثاني من أركان الإسلام.doc