الذكرى- بشهر- الله المحرم- وعاشوراء

خالد علي أبا الخيل
1438/01/16 - 2016/10/17 10:07AM
الذكرى- بشهر- الله المحرم- وعاشوراء
التاريخ: الجمعة: 6/ محرم/ 1438 هـ

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا مَن يهده الله فلا مضل له ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين .. أما بعد:
عباد الله فاتقوا الله حق تقاته ولا تموتنّ إلا وأنتم مسلمون، عباد الله ونحن في هذا الشهر الحرام شهر المحرم هو أحد الشهور المحرمة الأربعة المذكورة في قوله سبحانه: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ)(التوبة:36)، وهذه الأشهر بيّنت السنة الصحيحة شهورها كما في الصحيحين وهي: ذو القعدة، وذو الحجة، ومُحرم متواليات ورجب.
وقد فضّل الله شهر محرم على غيره من الشهور لوجوه منها: أنه شهر حرام، فهو أحد الأشهر الحرم. ومنها: أن صومه سنة. ومنها: أن صومه أفضل الصيام بعد رمضان كما في مسلم، ومنها: أن الله أضافه إليه شهر الله المحرم وأُضيف إليه لفضله وشرفه وكرمه، ومنها: جمع في شهر محرم إضافته إليه والصيام مضافًا إليه (الصوم لي وأنا أجزي به) فأضاف الشهر وأضاف العمل فناسب إضافته إليه، ومنها: أن فيه يومٌ صيامه يُكفر سنة وهو عاشوراء كما في مسلم، والصيام فيه أيها الإنسان المرء أمير نفسه مَن شاء أن يستكثر ومَن شاء أن يستقل، فمَن عمل صالحًا فلنفسه، فأفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وكلما أكثر كان أتبع وأنفع حتى ولو صامه كله
شهر الحرام مباركٌ ميمونُ
*** والصومُ فيه مضاعفٌ مسنونُ


وثواب صائمهِ لوجه إلهه
*** في الخلد عند مليكهِ مخزونُ


إلا صيام يوم العاشر يتأكد صيامه لورود السنة فيه الصحيحة كما في مسلم عن أبي قتادة -رضي الله عنه- قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم عاشوراء فقال: (يُكفر السنة الماضية) وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيامه على غيره كما عند مسلم عن ابن عباس (ما علمت صيام يطلب صومه وفضله على الأيام إلا هذا اليوم) وكان صيامه واجبًا، ثم نُسِخ بفرض رمضان، فأصبح مسنونًا مستحبًا متأكدًا.
وكان السلف يعتنون بصيامه ويُربون ويُرغبون أبنائهم عليه كما روى مالك في موطأه، وعبد الرزاق في مصنفه، وابن أبي شيبة في مصنفه، عن عمر كان يأمر بصيام يوم عاشوراء، فقد أرسل إلى الحارث بن هشام أن غدًا عاشوراء فصمْ وأمر أهلك أن يصوموا، وأرسل إلى عبد الرحمن بن الحارث مساءً ليلة عاشوراء أن يتسحروا وأصبح صائمًا، وكان علي وأبو موسى الأشعري يأمران بصيامه ويذكران به رواه عبد الرزاق. وفي الصحيحين عن الرُبيع بنت معود قالت: كنا نصوّم صبياننا الصغار، ونجعل لهم اللعبة من العُهن فإذا بكى أحدكم على الطعام أعطيناه اللعبة من العُهن حتى يكون وقت الإفطار، فهكذا كانوا يُعنون بالتربية على العمل بالسُنة، ورجاء ثواب الله ومنّه وتعويدًا على الطاعة والعبادة، فلا تنسوا أولادكم وأزواجكم وعُمالكم وأصحابكم بالتذكير والتنبيه.
والحكمة من صيامه ما بينه ابن عباس في قوله: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح هذا يوم نجَّا الله فيه موسى وقومه، فصامه وقال: (فأنا أحق بموسى منكم) فصامه. رواه البخاري. فصيامه سنة قولية فعلية إقراريه، اجتمع فيه أوجه السنة الثلاثة، مع ما ورد أنه يُكفر سنة ماضية كما في مسلم، ويُسن أن يضيف إلى العاشر التاسع لمَّا رواه مسلم عن ابن عباس أنه قال حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم عاشوراء، قالوا: يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى، الحديث قال: (فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صُمنا اليوم التاسع)، وقال: (لإن بقيت إلى قابل لأصومنَّ التاسع) فعلى هذا الرسول صلى الله عليه وسلم لم يصم إلا العاشر فقط. وصح موقوفًا عن ابن عباس (صوموا التاسع مع العاشر خالفوا اليهود) رواه البيهقي وعبد الرزاق.
وأما صيام يوم قبله أو يوم بعده فلم يثبت فيه شيء صحيح والخبر الوارد (صوموا يومًا قبله أو يومًا بعده لا يصح) وجمع الثلاثة ثلاثة الأيام بنية السنية لا يصح، ومَن جمعها بنية صيام ثلاثة أيام من كل شهر صح وأُجِر، وإفراده لا بأس به ولو متعمدًا، كما قرره ابن تيميةوابن القيم وصيامه يُكفر الصغائر واختلف في الكبائر، وأما حقوق الناس فلا يُكفره الصيام إجماعًا، وصيامه فيه ترغيبٌ شديدٌ لكونه يُكفر سنة دقائق معدودة وساعات محدودة، يُغفر فيها للعبد سنين وأيامًا عديدة، فعلينا اغتنامه وصيامه لندرك فضله وأجره ولصيامه فوائد:
الأولى: أنه سنة قولية فعلية أو إقراريه.
الثانية: مشاركة موسى بهذه النعمة وهي انتصاره على فرعون الطاغية.
الثالثة: أنه يُكفر سنة ماضية.
الرابعة: الاقتداء بالصحابة وحرصهم على صيامه.
الخامسة: أنه في شهر محرم فاضل صيامه.
السادسة: أنه يوم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحرى صيامه.
السابعة: صيامه مع التاسع فيه مخالفة لأهل الكتاب.
وقال شيخ الإسلام عن التشبه بأهل الكتاب مثل قوله: (لإن عشت إلى قابل لأصومنَّ التاسع) وتصدق المخالفة بصومه مرة في العمر أي: العاشر مع التاسع وبعده فلو استمر على العاشر فقط فلا بأس، وإن سنوا إضافة التاسع إليه. يقول ابن حجر -رحمه الله- تعليقًا على قوله: (لئن بقيت إلى قابل ما همَّ به من صوم التاسع) يحتمل معناه ألا يقتصر عليه بل يُضيفه إلى اليوم العاشر إما احتياطًا له، وإما مخالفة لليهود والنصارى وهو الأرجح، وفيه تُشعر في بعض الروايات كما في مسلم هذا وليُعلم أن محرم لم يرد فيه شيء مخصوص من العمل الصالح إلا الصيام، وصيام يوم عاشوراء فقط وما عدا ذلك فتخصيصه بالدعاء والاستغفار والعمرة والصدقة أو التوسعة على العيال أو إحياء لياليه أو ليلة عاشوراء بالقيام والذكر والدعاء والصلاة، أو الفرح أو الاستبشار أو الحزن فالقاعدة: لم يثبت في محرم إلا الصيام.
وقد ضل في عاشوراء طائفتان ضالتان، وفرقتان باطلتان:
الأولى: الروافض فتتخذ يوم عاشوراء يوم حزن ولطم ونوح وشق للجيوب وضرب للخدود وضرب الأجساد بالسواطير والسكاكين والسلاسل، وإخراج الدماء من الأجساد، والبكاء والصراخ والعويل، وإنشاء المراثي والأشعار والتعزي بعزاء الجاهلية، والصياح ورفع الأصوات، فاتخذوه يوم مصيبة وترح وهم وغم وتعزية، وهم بهذا يُظهرون كما زعموا موالاة الحسن وأهل بيته، وبئس ما زعموا.
الثانية: النواصب يُظهرون الأناشيد والأشعار والفرح والاستبشار والسرور والحضور، وأخذ الزينة والبهجة والتجمل والاكتحال والاختضاب، والتوسعة في النفقة، والإسراف في المآكل والمشارب، وكذا الاختلاط بين الرجال والنساء، وربما حصل فعل الفاحشة العظمى، فهم اتخذوه عيدًا وفرحًا وأُنسَ.
وعاشوراء كان معروفًا قبل البعثة كما ثبت ذلك في الصحيح كان أهل الجاهلية كان يصومونه، هذا وينبغي عدم الاغترار، والاعتماد على الصيام فقط، وأنه يُكفر سنة ماضية، فبالتالي يعمل ما يشاء من الذنوب، بل ينبغي صومه ورجاء ثوابه وعظيم أجره وقبول صيامه، ويسأل الله القبول، فالمؤمن يرجو ويخاف.

وهناك مسألة يحسن التنبيه عليها وهي أن مَن عليه قضاء من رمضان هل يصوم عاشوراء قبل القضاء أم لا؟ الجواب: أن الصحيح له أن يتطوع بالصيام بصيام عاشوراء أو غيره قبل القضاء وللقضاء أيام أُخر.

وهناك مسألة أخرى وهي لو نوى القضاء في يوم عاشوراء فيقال: لا يخلو من حالات:
الحالة الأولى: أن ينوي عاشوراء فقط، ولا ينوي القضاء فهذا لا يكون إلا عن عاشوراء فقط.
الحالة الثانية: أن ينوي القضاء وعاشوراء جميعًا فهذا يقع عن القضاء ويُثاب على عاشوراء إن شاء الله وفضل الله واسع.
الحالة الثالثة: من الناس مَن يتذكر أثناء النهار أن اليوم يوم عاشوراء فيُقال لهذا: يجوز صيامه بنية من النهار بشرط أنك لم تأكل شيئًا قبل.
الحالة الرابعة: لو نوى القضاء لمَن كان عليه قضاء بنية من النهار فلا يصح.
هذا ومن بدع عاشوراء أيها الإخوة الأوفياء تخصيصه بعبادة غير الصيام فلا يصح فيه شيء، أو تخصيصه بالفرح أو السرور والتوسعة في النفقة، تخصيصه بالحزن والمآتم والأكدار والأحزان لا دليل عليه، تخصيصه بقيام ليلة العاشر لا دليل عليه، تخصيصه بعمرة ودعاء وصدقة وزيارة القبور وذكر واستغفار لا دليل عليه، تخصيصه بإخراج الزكاة تأخيرًا أو تقديمًا لا دليل عليه، تخصيصه بالذبح أو كذلك الاغتسال والاكتحال والزينة كل ذلك لا دليل عليه، أو التحدث بأحاديث موضوعة مكذوبة كما تأتي في الواتس وغيره، مثل: مَن وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر السنة، ومثل: مَن اغتسل يوم عاشوراء لم يمرض ذلك العام، ومَن اكتحل يوم عاشوراء لم يرمد من ذلك العام كل هذا وأمثاله لا صحة له ولا دليل عليه، أو تخصيصه بإجازة أو عطلة أو ترك العمل عملٍ لا دليل عليه أو جلوس في المسجد أو اعتكاف أو خلوة أو مناجاة لا دليل عليه، وعليه فليحذر من الرسائل الجوالية والواتس والنصية والمواقع والمنتديات والتغريدات التي تنشر البدع والمحدثات، والأحاديث المكذوبة في عاشوراء، والقصص المختلفة فلا يرسل إنسان إلا ما صح وسأل عنه أهل العلم الموثوق، فلا يقص ولا يلصق، ولا ينقل ولا ينسخ إلا ما دل عليه الدليل الصحيح وإلا باء بالإثم والوزر والتبعة لنشر البدع والكذب والخرافات.
وكان من دعاة الضلالة التي يبوء بإثمها وإثم مَن عمل بها، فأرسلها ونشرها ونسخها، فليس كل بيضاء شحمة ولا كل حبةً قبة.
قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.









الخطبة الثانية
الحمد لله العلي الكبير المتفرّد بالخلق والتقدير وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وهو على كل شيء قدير وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله البشير النذير.
عباد الله .. يقول الله جل في علاه (وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ)(إبراهيم:5) اذكروا أيام الله بنصره أنبياءه وأتباعهم، وما حصل لهم من النِعم لعلكم تشكرون، اذكروا أيام الله بخذلان أعداءه ومَن والاهم وما حصل لهم لعلكم تتقون.
أيها المسلمون يقول رب العالمين: (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)(يوسف:111) معشر المؤمنين إن مما قصّه الله علينا في كتابه وكرره في مواطن من كتابه قصة موسى مع فرعون الطاغية لقد كان هلاك فرعون وجنوده، ونصر موسى وقومه في العاشر من محرم نصرًا مؤزرا وعزًا شامخا للمؤمنين، وذلًا وهوانًا على الكافرين.

وفي طيات تلك القصة العظيمة أعظم الدروس وما يُزكي النفوس ويرد الشارد والمنقوص، فمنها:
الدرس الأول: أن الله أغرق فرعون وجنوده أجمعين، وجعله آية للعالمين إلى يوم الدين ليكون ذكرى وعبرة للمسلمين، فيعرف أن مآل التكبر والظلم والعدوان إلى الدمار والهلاك والهوان (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ)(غافر:46) أهلكه الله بالعصيان وأغرقه بالكفران.
ومن ذلك: التأكيد المتين، والصدق واليقين إلى يوم الدين أن الغلبة والعزة والرفعة والنصرة للحق وأهله المخلصين الثابتين الصابرين، فمهما طال الخطب واشتد الكرب وارتفع الباطل وزاد الظلم وظهر وفشى وانتشر، فإن الهزيمة للباطل وأتباعه والنصر للحق وأهله (كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)(المجادلة:21) (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ)[المنافقون:8] ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾(القصص:5) ﴿وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ﴾[القصص:6].
ومن الدروس والعبر والذكرى لمن ادكر:
الدرس الثاني: أن النعم إذا شُكرت قرّت وزادت ونمت وإذا كُفرت فرّت وذهبت ونقصت فلا سبيل لبقائها بمثل شكرها، ولا بقاء لها مع الاستخفاف بها وكفرها
إذا كنت في نعمة فارعها
*** فإن المعاصي تزيل النعم

وحُطها بطاعة رب العباد
*** فرب العباد سريع النقم



فالمعاصي والذنوب تزيل الخيرات، وتورث الأفراد والمجتمعات الأمراض والسقم والهوان والذل والنِقم، وأعظم نعمة يجب ذكرها وشكرها والتمسك بها، والقيام بشعائرها نعمة الإسلام ومنة الإيمان وتوحيد الرحيم الرحمن أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله.
والدرس الثالث: أنه عند حلول المضائق واشتداد المآزر يأتي الفرج والمخرج والنجاة والسلامة والعزة والهبات.
والدرس الرابع: التوكل على الحي الذي لا يموت، وتحقيق ذلك فيما يفوت وفيما لا يغوط، وصدق الاعتماد على الله في جلب المنافع ودفع المضار، والتفويض الكامل للواحد القهار (كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ)(الشعراء:62).
والدرس الخامس: التمسك بالثوابت الأصلية والمعتقد السليم والمنهج القويم، فتبعث حينها الثبات أمام الأعداء مهما بلغ من القوة والاعتداء.
والدرس السادس: أن قوة الحق قوة لا تقاوم ولا تُدافع، قوة مبنية على أساس صحيح نافع بينما الباطل مبني على أساس فاسد (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)(التوبة:109).
والدرس السابع: وكم لهذا العدد من المنافع وهو ختام تلك الدروس الجوامع: أن الله غني عن خلقه وكل عباده فقيرٌ إليه وبحاجة إليه (وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ)(إبراهيم:8) فهو الغني بذاته سبحانه جل ثناءه تعالى شأنه، وكل شيء رزقه عليه وكلنا مفتقرٌ إليه (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)(فاطر:15)، (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)(البقرة:268)
يا إخوتي
صلوا على خير الورى
*** وأجلّ ما خلق الإله وما برا


الحاشر الماحي الرسول محمدٍ
*** طوبى لمَن صلى عليه وأكثرا



اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
والله أعلم
المشاهدات 861 | التعليقات 0