الدكتور محمد وسيم معاذ فخر الانسانية

حسن الخليفة عثمان
1437/07/24 - 2016/05/01 23:30PM

لم أشرُف بمعرفة أي من والديك المسلمين يا سيدي لكنهما باتا على رؤوسنا تاجاً ، وعلى صدورنا وساماً ، فلقد كتبت دماؤك الزكية يا سيدي : إذا طاب أصل الشيء طاب فرعه. والله يا سيدي إني لأكتب حروف مقالك على مشقة من رؤية شاشة حاسوبي لما يفيض من عيني من غزير دمع؛ نعم يا سيدي يا من عشنا بأمثالك كباراً ما انحنت هاماتنا يوما لطاغية ، وحق لك يا سيدي أن تمضي قافلتك وليس بها خائن لعهدك ، ولا مضيع لحقك ، ولا تارك لنُبلك.
أنت يا سيدي السيد الحي وقاتلوك دون جيف العبيد ، أنت المحلق فوق الثريا وغادروك لم يبرحوا الثرى ، أنت يا سيدي من يعلمنا بسمة الأطباء النبلاء في وجه الردى ، أنت يا سيدي صانع نهضتنا ، ورائد مسيرتنا ، ومداد حضارتنا ، أنت يا سيدي خير من برّ والديه ؛ ومنك نتعلم البر ؛ أي أمٍّ هذه التي ربتك يا سيدي على أن تعانق الموت على أرض حلب في أحضان طفل لم يعد له من أهل الأرض سواك خير لك من أن تعانق زوجتك وولدك في فنادق أوربا ! أي أب هذا الذي غرس فيك مروءة حلّقت بروحك في سماء الخالدين!
لو مكث الفصحاء والعلماء يا سيدي يبذلون من الخطب والعظات من مهدهم إلى لحدهم ما بلغوا من توحيد هذه الأمة وجمع شملها ما بلغته دماؤك الطاهرة وروحك الزكية.
أي سمو هذا الذي كنتم تهيمون فيه في معاشكم وأنتم تسيرون بيننا الهوينى في حياتكم قناديلَ الحياة ومشاعلَ ضيائها! ثم تظعنون بأجسادكم وتخلفون ضياء أرواحكم لنحيا بسموكم على شواطئ نُبلكم.
لم تعرف الانسانية يا سيدي في تاريخها فتحا ينقشع به الظلام ، ويسود به السلام ، وينعم بالعدل فيه الأنام إلا بالمواثيق التي تُكتب بمداد دمائك الزكية ، وإشراقات روحك البهية.

أنت يا سيدي اليوم المعلم والملهم دون كتابة ولا كلمات وإنما بنبلك وشفافية قلبك.
كانت حياتك يا سيدي حياة لأطفال حلب واليوم رحيلك حياة لأمة يحترق أحرارها لاحتراق حلب ؛ أمة يجتمع اليوم خيارها على نُبل رسالتك ، وشريف غايتك ، ورفيع رايتك.
أسأل الله أن يأجرنا في مصابنا فيك ويخلفنا خيراً ، ويجعل روحك مع أولئك الذين " أرواحهم كطير خضر تسرح في أيها شاءت، ثم تأوي إلى قناديل معلقة بالعرش، فبينما هم كذلك إذ اطلع عليهم ربك اطلاعة، فقال: سلوني ما شئتم، فقالوا: يا رب، كيف نسألك ونحن نسرح في الجنة في أيها شئنا، فلما رأوا ألا يُتركوا من أن يسألوا، قالوا: نسألك أن ترد أرواحنا إلى أجسادنا في الدنيا، نُقْتلُ في سبيلك، قال: فلما رأى أنهم لا يسألون إلا هذا تُركوا "

المرفقات

57257f56c36188ea678b456e.jpg

57257f56c36188ea678b456e.jpg

المشاهدات 969 | التعليقات 0