الدفاع عن رجال الهيأة-الشيخ سامي الحمود(بتصرف)

محمد بن سامر
1435/11/16 - 2014/09/11 19:04PM
[align=justify]بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه: فهذه خطبة لأخي الشيخ: سامي بن خالد الحمود-وفقه الله-بعنوان: (الدفاع عن رجال الهيأة)تصرفت فيها بزيادة أونقص، وتسهيل أو توضيح...وقد أرفقتها على ملف وورد منسقة قدر الجهد والوسع، و كبرت الخط بحجم 28 لتطبع كل أربع صفحات في ورقة واحدة، ثم تقص بمقاس 13 سم ارتفاعا، 9.5 عرضا، فتصبح واضحة الخط بحجم الجيب، ولا تنسوا الشيخ سامي وإياي من الدعاء؛ فإن المَلك يؤمن يقول: ولك بمثله.

[font="]إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله-صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا-أما بعد:[/font]
[font="] فيا أخي الحبيب: ما هو شعورك لو أن ساحرا خبيثا يكفر بالله العظيم، يريد أن يفرقَ بينك وبين زوجتك-لا قدر الله-، أو يتسبب لك-حفظك الله-بشيء من الأمراض، أو أن وافدا خبيثا قد اتخذ مصنعا للخمر بجوار بيتك، يوشك أن يبث الخمرة الملعونة بين أبنائك وإخوانك، أو أن شابا فاسدا يعاكس أخواتك أو يتحرش ببناتك، فجاءت تلك اليد الحانية الحازمة، فقبضت على الساحر فأبطلت كيده، وداهمت الخمّار فقطعت شره، وأوقفت الشاب فمنعت فساده، كل ذلك لتنعم أنت وأنا وكل الناس بالأمان، ونعيش في كنف العفة والفضيلة.[/font]
[font="] إنهم رجال الهيئات، أُسودُ الشّرى, ونمورُ الورى, وحماةُ الفضيلة، وحراسُ الأعراض، و صمامُ الأمان.[/font]
[font="] رجال نذروا أنفسهم, وحملوا أرواحهم على أكفهم, صيانة لأعراض نسائنا, وفلذات أكبادنا من لصوص العورات وسُرَّاق العفة! [/font]
[font="] يكفي أن هؤلاء الرجال الأبطال، يقومون بعبادة من أعظم عبادات هذه الأمة، وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، العبادة التي أصبحت بها أمتنا خير الأمم, قال-تعالى-: [كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ]. [/font]
[font="] ووصف الله-سبحانه-أهل الإيمان بأنهم: [يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ]. [/font]
[font="] إن من نعم الله الكبرى علينا في هذا البلد وجودَ جهاز حكومي، يقوم بأعمال الحسبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يعمل جنبا إلى جنب مع أجهزة الأمن الأخرى، برجال أمنها-وفقهم الله وسددهم-، هذا الجهاز المبارك، من خصائص هذه الدولة المباركة التي قامت على الشريعة والملة.[/font]
[font="] تأمل في كثيرٍ من المجتمعات التي ضعف فيها جانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ ترى أنه يكثر فيها الجهل بالسنن, وانتشار البدع, وإهمال الصلوات, واتِّباع الشهوات، وإن من سنن الله الماضية أن يسلطَ العقوباتِ والنكباتِ على تلك المجتمعات، فإن المنكر متى ما فشا في مجتمع ولم يجد من يقف في طريقه؛ حلَّ بالأمة العذاب والهلاك.[/font]
[font="] ففي الصحيحين من حديث زينب-رضي الله عنها-أنها قالت: "يا رسول الله أنهلِك وفينا الصالحون؟ قال: "نعم, إذا كَثُرَ الخَبَث" والخبث: الفساد والقتل والشر.[/font]
[font="] أحبتي الكرام: إن وجود المصلحين في الأمة هو صمَّامُ الأمان لها, وسببُ نجاتها من الهلاك العام, ولهذا قال الله-تعالى-: [وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ] قال: "مصلحون" ولم يقل صالحون، والمصلح: هو الصالح في نفسه المصلح لغيره بأمره بالخير ونهيه عن الشر بالحكمة والموعظة الحسنة.[/font]
[font="] وروى أبو داوود والترمذي-عليهما رحمة الله-عن أبي بكر الصديق-رضي الله عنه-أن النبي-صلى الله عليه وآله وسلم-: "إنَّ الناس إذا رأوُا الظالم فلم يأخُذوا على يديه أوشكَ أن يعمَّهم الله بعقابٍ منه".[/font]
[font="] الله أكبر، إنه تهديد يهزُّ القلوب الحية, ويحثُّ على المسارعة إلى إحياء هذه العبادة العظيمة والعمل بها وحمايتها والدفاع عن القائمين عليها.[/font]
[font="] فيا أخي الحبيب: مُرْ بالمعروف وانْهَ عن المنكر بعلمٍ وحلم, ورفقٍ وصبرٍ، مستعملا كل وسيلةٍ مباحة متاحة, سواء كان ذلك عن طريق الكلمة الهادفة, أو الكتيِّب المناسب, أو النَّشرة الصغيرة, أو الشريط المفيد, أو الهاتف أو الجريدة أو الرسالة الشخصية بوسائل التواصل الاجتماعي كالواتس أب، أو غير ذلك من الوسائل التي تقطع المنكرَ أو تخفِّفه, والدال على الخير كفاعله, والمسلمون نَصَحَة, والمنافقون غَشَشَة, ومن يتحر الخير يُهْدَ إلى طريقه, ومن عمل صالحا فلأنفسهم يُمَهِّدُون ويسهلون وييسرون طريقهم إلى رضوان الله وجنته. [/font]
[font="] أعزائي: ظل رجال الهيئة يتوارثون هذه المهمة الشريفة منذ عشرات السنين، حتى نبتت في مجتمعنا المحافظ نابتة اتبعوا خطوات الشيطان من أرباب الشهوات، وعشاق الرذيلة؛ فبدأت تُظهر بغضها وكرهها لوظيفة الحسبة والهيأة، وتجاهر بعدائها لهذا الجهاز، وظل الهمز واللمز والتجريح والتقبيح عادةَ بعض كتاب الصحافةِ الذين كتبوا كثيرًا من المقالات، فسوّدوا الصفحات بمكائدهم وأكاذيبهم.[/font]
[font="]أنجمُ الهيئاتِ لم يسلم حماهم*من نجاساتِ الأيادي والمحابر[/font]

[font="]طالبوا إغلاقَها تَبَّتْ عقولٌ*تبعتْ في فكرِها أذنابَ كافر[/font]

[font="]إنما الهيئاتُ تاجٌ للمصلي*ولأهلِ البغيِ شوكٌ في الحناجر[/font]

[font="]إنما الهيئاتُ سرُ الخيرِ فينا*منبر بالفعل لا كلَّ المنابر[/font]
[font="] عباد الله: لا شك أن لهيأة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دورًا عظيمًا في إصلاح المجتمع والحفاظ على أمنه واستقراره، فرجال الهيأة يحمون أعراض المسلمين، ويحافظون على عقائدهم، ويذّكرون الناس بإقامة شعائر الله، ويحاربون الفساد، فكم من مروج للمخدرات قبضوا عليه!، وكم من وكر للدعارة كشفوه!، وكم من مصنع للخمور أغلقوه!، وكم من دجال وساحر كبتوه!، وكم من شاب ضال إلى الحق ردوه!.[/font]
[font="] كم عصابةٍ تروج للفساد قمعوها، وكم فتاةٍ مغررٍ بها ستروا عليها وحفظوا عرضها، والحقائق والأرقام تشهد بهذا، مع قلة الحوافز، وضعف الإمكانيات، وقلة الكوادر، وفي وقت تتسع فيه البلاد، وتكثر النشاطات، ويقوى المؤثر الخارجي، والانفتاح العالمي.[/font]
[font="] بل يقال: كم عددُ المجرمين الذين منَّ الله عليهم بالهداية رجالا ونساءً بسبب نصح هؤلاء المصلحين.[/font]
[font="] فهذا شابٌّ يلاحق فتاةً في الشوارع ويقف ينتظرها عند مشغلٍ تجاري، فيقبض عليه وتنهمر عيناه بالبكاء ويعلن التَّوبة على يد عضو الهيأة الذي أسمَعَه موعظةً بليغة.[/font]
[font="] وهذه امرأةٌ اعتادت الفساد، تبكي وتُعلن توبتها في المركز، بعد أن وقف أحد أعضاء الهيأة ينصحها ويعظها وهو تحت المطر، وقد تجاوبت عيناه مع السماء، فأخذ يعظها ويبكي فتتأثر بكلامه وتقول: أدركت فعلاً أنَّه رجلٌ صادق.[/font]
[font="] هذه نماذج قليلة وغيضٌ من فيض مما يقوم به حماة الفضيلة، الذين أصبح حظهم-للأسف-عند بعض الناس التندُّرُ بهم في المجالس, ونقلُ الشائعات ضدهم, وعدمُ التثبُّت مما يُقال عنهم, وتضخيمُ الأخطاءِ وتكبيرُها, والله المستعان.[/font]
[font="] ومع هذا نقول: إن جهاز الهيأة ليس بمعصوم، بل يقع منه أخطاء من قبل بعض منسوبيه كسائر الأجهزة الحكومية الأخرى ذات الاحتكاك المباشر بالجمهور، لكن هذه الأخطاء مغمورة في بحر الحسنات والمصالح.[/font]
[font="] سيظل رجال الحسبة والهيأة بشرا يصيبون ويخطئون، ولكننا نجزم بأن أكثرهم لا يتعمد الخطأ ولا يتقصد الظلم، كما أن هذه الأخطاء لا تمثل نظام الهيأة، وإنما تمثل سلوكيات بعض المنسوبين لها من حصول تهور واستعجال، أو عدم حكمة، والواجب استصلاح هؤلاء دون تعميم الأحكام، وتحميل الجهاز كله هذه الأخطاء ومعاداة هذه العبادة، فإن ذلك من سبل الإفساد التي ينتهجها أعداء الهيأة.[/font]
[font="] ولكن من هم أعداء جهاز هيأة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ أعداء الهيئة على أصناف:[/font]
[font="] فمنهم دعاة العَلمانية واللبرالية الذين لا يؤمنون بالأمر والنهي أصلا، وينادون بالحرية المطلقة، ومنهم أهل الشهوات والمجاهرة بالمحرمات، الذين يعادون الهيأة لأنها تقطع عليهم شهواتِهم، وتفسد برامجهم من السكر والعربدة، والعبث ببنات المسلمين، ومنهم من وقع له قصةٌ مع الهيأة أو موقفٌ شخصي، وبنى على هذا الموقف عداوة عامة لجهاز الهيأة، ومنهم بعض الجاهلين الذين بنوا موقفهم العدائي تُجاه الهيأة على قصص وأخبار، دون تثبت وتفهم مع موافقة هوى في نفوسهم، مع أن كثيرًا مما يروى عن الهيئة كذب ملفق، ليس له خطام ولا زمام.[/font]
[font="] فليحذر المسلم من التهوين من أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو الطعن في القائمين بهذه العبادة، أو التشكيك في مقاصدهم أو تشويه سمعتهم، فإن رأى خطئا أو نقصا فليقصدِ المسؤولين في رئاسة الهيئات ولْيناصحهم، وهم بحمد الله حريصون على الإصلاح والتسديد.[/font]
[font="]نسأل الله أن يصلح أحوال البلاد والعباد إنه قريب مجيب.[/font]
[font="]الخطبة الثانية[/font]
[font="] عباد الله: إنَّ مِمَّا يُؤذِن بشرٍّ عظيم، ما انتشر في الآونة الأخيرة من تكرر الاعتداءات من بعض الْمُفسدين على أعضاء الحسبة والهيأة أثناء تأديتهم لواجبهم.[/font]
[font="] ومنها ما وقع في إحدى المناطق، حيث كانت دورية الهيأة تمارس عملها المعتاد في الأسواق والأماكن العامة، فشاهدت الدورية مخالفة على بعض الأشخاص مما استدعى إحضارهم للمركز لتقديم النصح لهم واتخاذ الإجراء المتبع، وفي نفس اليوم، حضر أحد الشباب ومعه عدد كبير من أقاربه ودخلوا مبنى الهيأة، ثم قاموا بضرب أحد الأعضاء، وجره إلى الشارع مما نتج عنه إصاباتٌ متفرقةٌ في وجهه وجسده، نُقل على إثرها إلى المستشفى، ثم تم بعد ذلك القبض على المتورطين من قبل الجهات الأمنية. [/font]
[font="] يقال لكل رجال الحسبة والهيأة: أنتم أتباع الرسل، وحماة الدين والوطن، فاصبروا وصابروا ورابطوا, واحتسبوا الأجر عند الله، فإن أجركم عظيم، وثوابكم جزيل، قد يقابلكم بعض الناس بالنكران والجحود, وقد يتهمكم بعضهم بالقسوة والجمود, ولكن حسبكم ويكفيكم من عملكم دعوةٌ صالحةٌ من أمٍ أنقذتم ابنتها من طريق الانحلال, وأبٍ أنقذتم ابنه من براثن الفساد, وأسرةٍ سرتم بها إلى بر النجاة، وأنقذتموها من التشرد والضياع.[/font]
[font="] والله يوفقكم ويرعاكم ويسدد على طريق الحق خطاكم، وتذكروا قول الله-تعالى-: [وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ].[/font][/align]
المرفقات

الدفاع عن رجال الهيئة-17-11-1435هـ-سامي الحمود-الملتقى-بتصرف..doc

الدفاع عن رجال الهيئة-17-11-1435هـ-سامي الحمود-الملتقى-بتصرف..doc

المشاهدات 2180 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا