الدفاع عن رجال الحسبة
إبراهيم بن سلطان العريفان
1435/11/10 - 2014/09/05 08:22AM
الحمد لله رب البريات ، بارئ النسمات ، وخالق المخلوقات ، وموجد الكائنات ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، أغدق علينا الخيرات ، ومن علينا بوافر النعم والهبات ، تبارك رباً كريم الأعطيات ، وعز إلهاً عظيم البركات ، حذر من المعاصي والموبقات ، ودعا إلى طريق الجنات ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله نبي الهدى والرحمات ، ذو العظمة والكرامات ، حث على الطاعات ، ونهى عن المخالفات ، عليه من ربه أفضل الصلوات ، وأزكى التسليمات ، وأعظم التشريفات ، وعلى آله وأصحابه أهل المكرمات ، أعالي الهامات ، وذوي المقامات ، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم النجاة والعرصات.
فأوصيكم - أيها الناس - ونفسي بتقوى رب البرية ، وخالق البشرية ، فتقواه طريق للجنة العلية ، قال ربكم في آية وعظية ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ).
إخوة الإيمان والعقيدة .. لقد حكم الله تعالى على هذه الأمة بأنها خير أمة أخرجت للناس، وذلك لأمر عظيم بينه الرب جل وعلا في كتابه فقال ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ) فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو سبب خيرية هذه الأمة. قال الله تعالى ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ).
فإذا أمرت هذه الأمة بالمعروف ونهت عن المنكر استحقت الفلاح في الدنيا والآخرة، واستحقت الخيرية من بين سائر الأمم، ومتى أهملت الأمة وتركت هذا الأصل العظيم حل عليها العقاب والبلاء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( والذي نفسي بيده؛ لَتَأْمُرُنَّ بالمعروف ولَتَنْهَوُنَّ عن المنكر، أو لَيُوشِكَنَّ الله أن يبعث عليكم عقابًا منه ،ثم لَتَدْعُنَّه فلا يستجيب لكم ) ثم تدعون الله تعالى أن يرفع عنكم العقوبة والبلاء فلا يستجيب الله، ذلك بشؤمِ ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
أيها المسلم .. ما هو شعورك لو أن ساحراً خبيثاً يكفر بالله العظيم، يريد أن يفرق بينك وبين زوجتك لا قدر الله ، أو يتسبب لك - حفظك الله - بشيء من الأمراض. أو أن وافداً خبيثاً قد اتخذ مصنعاً للخمر بجوار بيتك، يوشك أن يبث الخمرة الملعونة بين أبنائك وإخوانك. أو أن شاباً فاسداً يعاكس أو يتحرش ببنات المسلمين .. فجاءت تلك اليد الحانية الحازمة، فقبضت على الساحر فأبطلت كيده، وداهمت الخمّار فقطعت شره، وأوقفت الشاب فمنعت فساده .. كل ذلك لتنعم أنت وأنا وكل مسلم ومسلمة بالأمان ، ونعيش في كنف العفة والفضيلة .
إنهم .. رجال الهيئات ، أُسْدُ الشّرى, ونمور الورى, وحماة الفضيلة، وحراس الأعراض، وصمامو الأمان .
رجال نذروا أنفسهم, وحملوا أرواحهم على أكفهم, صيانة لأعراض نسائنا, وفلذات أكبادنا من لصوص العورات وسُرَّاق العفة !
يكفي أن هؤلاء الرجال الأبطال ، يقومون بشعيرة هذه الأمة ، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، الشعيرةٌ التي فلحنا بسببها الخيرية على سائر الأمم، ووصف الله أهل الإيمان بأنهم ( يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )
إن من نعم الله الكبرى علينا في هذا البلد المبارك .. وجود جهاز حكومي يعنى بأعمال الحسبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يعمل جنباً إلى جنب مع أجهزة الأمن الأخرى ، برجال أمنها وفقهم الله وسددهم .
هذا الجهاز المبارك، من خصائص هذه الدولة المباركة التي قامت على الشريعة والملة .
تأمل في كثيرٍ من المجتمعات التي ضعف فيها جانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ ترى جهلاً بالسنن , وانتشارا للبدع , وإهمالاً للصلوات , واتِّباع للشهوات . وأن من سنن الله الماضية أن يسلط العقوبات والنكبات على تلك المجتمعات ، فإن المنكر متى ما فشا في مجتمع ولم يجد من يقف في طريقه ؛ حلُّ بالأمة العذاب والهلاك، ففي حديث زينب رضي الله عنها أنها قالت : يا رسول الله ! أنهلِك وفينا الصالحون ؟ قال ( نعم , إذا كَثُرَ الخَبَث ).
نعم .. إن وجود المصلحين في الأمة هو صمَّام الأمان لها , وسبب نجاتها من الهلاك العام , ولهذا قال تعالى ( وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ) ولم يقل صالحون. وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( إنَّ الناس إذا رأوُا الظالم فلم يأخُذوا على يديه، أوشكَ أن يعمَّهم الله بعقابٍ منه ).
الله أكبر .. إنه تهديد يهزُّ القلوب الحية , ويحثُّ على المسارعة إلى إحياء هذه الشعيرة والعمل بها وحمايتها والدفاع عن القائمين عليها.
فيا أيُّها المسلم .. مُرْ بالمعروف وانْهَ عن المنكر بعلمٍ وحلم , ورفقٍ وصبرٍ ، تقطع المنكرَ أو تخفِّفه, والدال على الخير كفاعله , والمسلمون نَصَحَة , والمنافقون غَشَشَة , ومن يتحر الخير يُهْدَ إلى طريقه , ومن عمل صالحاً فلأنفسهم يُمَهِّدُون.
عباد الله .. ظل رجال الهيئة يتوارثون هذه المهمة الشريفة منذ عشرات السنين، حتى نبتت في مجتمعنا المحافظ نابتة خبيثة من أرباب الشهوات، وعشاق الرذيلة؛ فبدأت تُظهر امتعاضها وكراهتها لوظيفة الحسبة، وتجاهر بعدائها لهذا الجهاز ، وظل الهمز واللمز والتجريح والتقبيح ديدن غويلمة الصحافة الذين طالما دبجّوا المقالات وسوّدوا الصفحات بمكائدهم وأكاذيبهم .
عباد الله .. لا شك أن لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دور عظيم في إصلاح المجتمع والحفاظ على أمنه واستقراره ، فرجال الحسبة يحمون أعراض المسلمين ويحافظون على عقائدهم ، ويذّكرون الناس بإقامة شعائر الله ، ويحاربون الفساد، فكم من مروج للمخدرات قبضوا عليه ، وكم من وكر للدعارة كشفوه، وكم من مصنع للخمور أغلقوه ، وكم من دجال وساحر كبتوه، وكم من شاب ضال إلى الحق ردوه .
كم من عصابة تروج للفساد قمعوها، وكم من فتاة مغرر بها ستروا عليها وحفظوا عرضها، والحقائق والأرقام تشهد بهذا .. مع قلة الحوافز، وضعف الإمكانيات، وقلة الكوادر، وفي وقت تتسع فيه البلاد وتكثر المناشط ويقوى المؤثر الخارجي والإنفتاح العالمي .
فنسأل الله تعالى أن يمن علينا بالأمن والأمان .. وأن يهد شبابنا وفياتنا .. ويحبب إليهم الإيمان ويزينه في قلوبهم، ويكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان، ويجعلهم من الراشدين.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله رب العالين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
معاشر المؤمنين .. إن من أعظم حسنات هذه البلاد المباركة ما قام به مؤسسها الإمام الصالح الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله تعالى حين أسس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هذه الهيئة التي لها في عنق كل واحدٍ منا ديناٌ، وذلك أنها قامت عنا بهذا الواجب العظيم واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ولكن للأسف .. اليوم - يا عباد الله - تشنُ حربٌ شرسة ضد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورجال الحسبة. بسبب بعض الأخطاء التي يقع من أفراد هذا الجهاز المبارك .. وآخرها ما وقع بين بعض أفراد الهيئة والرجل المقيم البريطاني.
ولو سلمنا أن ذلك وقع حقاً، فماذا يريدون؟ أيريدون أن تغلق هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن النكر بسبب أخطاء بعض أفرادها؟
من قال: إن رجال الهيئة ملائكة معصومون لا يخطأون ولا يذنبون، كلا إنهم بشر يخطئون ويذنبون ويجتهدون وربما لا يوفقون إلى الصواب، لكن هذا لا يعني أن يطالِب هؤلاء المفتونون بإلغاء الهيئة وإغلاقها.
أليس الأطباء يخطئون! أليس الشرطة والعساكر يخطئون! أليس أفراد الدفاع المدني يخطئون! فهل نطالب بإغلاق تلك الوزارات.
إذا أذنب الفرد في أي دائرة، أو مؤسسة، أو أخطأ سواءٌ كان طبيباً، أو شرطياً، أو رجلاً من رجال الهيئة فإنه يتحمل خطأه وهو الذي يعاقب أم المؤسسة فإنها تبقى من أجل مصلحة المجتمع.
ألا فليصمت هؤلاء المفتونون وليطالبوا ومن حقهم أن يطالبوا بأن يحاكم المخطأ وأن يقتص من الظالم، لكن ليس من حقهم أن يتسلطوا على هذا الجهاز المبارك.
ومع هذا نقول: إن جهاز الهيئة ليس بمعصوم، بل يقع منه أخطاء من قبل بعض منسوبيه كسائر الأجهزة الحكومية الأخرى ذات الاحتكاك المباشر بالجمهور ، لكن هذه الأخطاء مغمورة في بحر الحسنات والمصالح .
سيظل رجال الحسبة بشراً يصيبون ويخطئون، ولكننا نجزم بأن أكثرهم لا يتعمد الخطأ ولا يتقصد الظلم ، كما أن هذه الأخطاء لا تمثل نظام الهيئة، وإنما تمثل سلوكيات بعض المنسوبين لها من حصول تهور واستعجال، أوعدم حكمة، والواجب استصلاح هؤلاء دون تعميم الأحكام، وتحميل الجهاز كله هذه الأخطاء ومعاداة هذه الشعيرة، فإن ذلك من سبل الإفساد التي ينتهجها أعداء الهيئة .
وتذكروا قول الله تعالى ( وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ )
عباد الله ... صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلة والسلام عليه ....
فأوصيكم - أيها الناس - ونفسي بتقوى رب البرية ، وخالق البشرية ، فتقواه طريق للجنة العلية ، قال ربكم في آية وعظية ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ).
إخوة الإيمان والعقيدة .. لقد حكم الله تعالى على هذه الأمة بأنها خير أمة أخرجت للناس، وذلك لأمر عظيم بينه الرب جل وعلا في كتابه فقال ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ) فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو سبب خيرية هذه الأمة. قال الله تعالى ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ).
فإذا أمرت هذه الأمة بالمعروف ونهت عن المنكر استحقت الفلاح في الدنيا والآخرة، واستحقت الخيرية من بين سائر الأمم، ومتى أهملت الأمة وتركت هذا الأصل العظيم حل عليها العقاب والبلاء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( والذي نفسي بيده؛ لَتَأْمُرُنَّ بالمعروف ولَتَنْهَوُنَّ عن المنكر، أو لَيُوشِكَنَّ الله أن يبعث عليكم عقابًا منه ،ثم لَتَدْعُنَّه فلا يستجيب لكم ) ثم تدعون الله تعالى أن يرفع عنكم العقوبة والبلاء فلا يستجيب الله، ذلك بشؤمِ ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
أيها المسلم .. ما هو شعورك لو أن ساحراً خبيثاً يكفر بالله العظيم، يريد أن يفرق بينك وبين زوجتك لا قدر الله ، أو يتسبب لك - حفظك الله - بشيء من الأمراض. أو أن وافداً خبيثاً قد اتخذ مصنعاً للخمر بجوار بيتك، يوشك أن يبث الخمرة الملعونة بين أبنائك وإخوانك. أو أن شاباً فاسداً يعاكس أو يتحرش ببنات المسلمين .. فجاءت تلك اليد الحانية الحازمة، فقبضت على الساحر فأبطلت كيده، وداهمت الخمّار فقطعت شره، وأوقفت الشاب فمنعت فساده .. كل ذلك لتنعم أنت وأنا وكل مسلم ومسلمة بالأمان ، ونعيش في كنف العفة والفضيلة .
إنهم .. رجال الهيئات ، أُسْدُ الشّرى, ونمور الورى, وحماة الفضيلة، وحراس الأعراض، وصمامو الأمان .
رجال نذروا أنفسهم, وحملوا أرواحهم على أكفهم, صيانة لأعراض نسائنا, وفلذات أكبادنا من لصوص العورات وسُرَّاق العفة !
يكفي أن هؤلاء الرجال الأبطال ، يقومون بشعيرة هذه الأمة ، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، الشعيرةٌ التي فلحنا بسببها الخيرية على سائر الأمم، ووصف الله أهل الإيمان بأنهم ( يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )
إن من نعم الله الكبرى علينا في هذا البلد المبارك .. وجود جهاز حكومي يعنى بأعمال الحسبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يعمل جنباً إلى جنب مع أجهزة الأمن الأخرى ، برجال أمنها وفقهم الله وسددهم .
هذا الجهاز المبارك، من خصائص هذه الدولة المباركة التي قامت على الشريعة والملة .
تأمل في كثيرٍ من المجتمعات التي ضعف فيها جانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ ترى جهلاً بالسنن , وانتشارا للبدع , وإهمالاً للصلوات , واتِّباع للشهوات . وأن من سنن الله الماضية أن يسلط العقوبات والنكبات على تلك المجتمعات ، فإن المنكر متى ما فشا في مجتمع ولم يجد من يقف في طريقه ؛ حلُّ بالأمة العذاب والهلاك، ففي حديث زينب رضي الله عنها أنها قالت : يا رسول الله ! أنهلِك وفينا الصالحون ؟ قال ( نعم , إذا كَثُرَ الخَبَث ).
نعم .. إن وجود المصلحين في الأمة هو صمَّام الأمان لها , وسبب نجاتها من الهلاك العام , ولهذا قال تعالى ( وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ) ولم يقل صالحون. وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( إنَّ الناس إذا رأوُا الظالم فلم يأخُذوا على يديه، أوشكَ أن يعمَّهم الله بعقابٍ منه ).
الله أكبر .. إنه تهديد يهزُّ القلوب الحية , ويحثُّ على المسارعة إلى إحياء هذه الشعيرة والعمل بها وحمايتها والدفاع عن القائمين عليها.
فيا أيُّها المسلم .. مُرْ بالمعروف وانْهَ عن المنكر بعلمٍ وحلم , ورفقٍ وصبرٍ ، تقطع المنكرَ أو تخفِّفه, والدال على الخير كفاعله , والمسلمون نَصَحَة , والمنافقون غَشَشَة , ومن يتحر الخير يُهْدَ إلى طريقه , ومن عمل صالحاً فلأنفسهم يُمَهِّدُون.
عباد الله .. ظل رجال الهيئة يتوارثون هذه المهمة الشريفة منذ عشرات السنين، حتى نبتت في مجتمعنا المحافظ نابتة خبيثة من أرباب الشهوات، وعشاق الرذيلة؛ فبدأت تُظهر امتعاضها وكراهتها لوظيفة الحسبة، وتجاهر بعدائها لهذا الجهاز ، وظل الهمز واللمز والتجريح والتقبيح ديدن غويلمة الصحافة الذين طالما دبجّوا المقالات وسوّدوا الصفحات بمكائدهم وأكاذيبهم .
عباد الله .. لا شك أن لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دور عظيم في إصلاح المجتمع والحفاظ على أمنه واستقراره ، فرجال الحسبة يحمون أعراض المسلمين ويحافظون على عقائدهم ، ويذّكرون الناس بإقامة شعائر الله ، ويحاربون الفساد، فكم من مروج للمخدرات قبضوا عليه ، وكم من وكر للدعارة كشفوه، وكم من مصنع للخمور أغلقوه ، وكم من دجال وساحر كبتوه، وكم من شاب ضال إلى الحق ردوه .
كم من عصابة تروج للفساد قمعوها، وكم من فتاة مغرر بها ستروا عليها وحفظوا عرضها، والحقائق والأرقام تشهد بهذا .. مع قلة الحوافز، وضعف الإمكانيات، وقلة الكوادر، وفي وقت تتسع فيه البلاد وتكثر المناشط ويقوى المؤثر الخارجي والإنفتاح العالمي .
فنسأل الله تعالى أن يمن علينا بالأمن والأمان .. وأن يهد شبابنا وفياتنا .. ويحبب إليهم الإيمان ويزينه في قلوبهم، ويكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان، ويجعلهم من الراشدين.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله رب العالين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
معاشر المؤمنين .. إن من أعظم حسنات هذه البلاد المباركة ما قام به مؤسسها الإمام الصالح الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله تعالى حين أسس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هذه الهيئة التي لها في عنق كل واحدٍ منا ديناٌ، وذلك أنها قامت عنا بهذا الواجب العظيم واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ولكن للأسف .. اليوم - يا عباد الله - تشنُ حربٌ شرسة ضد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورجال الحسبة. بسبب بعض الأخطاء التي يقع من أفراد هذا الجهاز المبارك .. وآخرها ما وقع بين بعض أفراد الهيئة والرجل المقيم البريطاني.
ولو سلمنا أن ذلك وقع حقاً، فماذا يريدون؟ أيريدون أن تغلق هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن النكر بسبب أخطاء بعض أفرادها؟
من قال: إن رجال الهيئة ملائكة معصومون لا يخطأون ولا يذنبون، كلا إنهم بشر يخطئون ويذنبون ويجتهدون وربما لا يوفقون إلى الصواب، لكن هذا لا يعني أن يطالِب هؤلاء المفتونون بإلغاء الهيئة وإغلاقها.
أليس الأطباء يخطئون! أليس الشرطة والعساكر يخطئون! أليس أفراد الدفاع المدني يخطئون! فهل نطالب بإغلاق تلك الوزارات.
إذا أذنب الفرد في أي دائرة، أو مؤسسة، أو أخطأ سواءٌ كان طبيباً، أو شرطياً، أو رجلاً من رجال الهيئة فإنه يتحمل خطأه وهو الذي يعاقب أم المؤسسة فإنها تبقى من أجل مصلحة المجتمع.
ألا فليصمت هؤلاء المفتونون وليطالبوا ومن حقهم أن يطالبوا بأن يحاكم المخطأ وأن يقتص من الظالم، لكن ليس من حقهم أن يتسلطوا على هذا الجهاز المبارك.
ومع هذا نقول: إن جهاز الهيئة ليس بمعصوم، بل يقع منه أخطاء من قبل بعض منسوبيه كسائر الأجهزة الحكومية الأخرى ذات الاحتكاك المباشر بالجمهور ، لكن هذه الأخطاء مغمورة في بحر الحسنات والمصالح .
سيظل رجال الحسبة بشراً يصيبون ويخطئون، ولكننا نجزم بأن أكثرهم لا يتعمد الخطأ ولا يتقصد الظلم ، كما أن هذه الأخطاء لا تمثل نظام الهيئة، وإنما تمثل سلوكيات بعض المنسوبين لها من حصول تهور واستعجال، أوعدم حكمة، والواجب استصلاح هؤلاء دون تعميم الأحكام، وتحميل الجهاز كله هذه الأخطاء ومعاداة هذه الشعيرة، فإن ذلك من سبل الإفساد التي ينتهجها أعداء الهيئة .
وتذكروا قول الله تعالى ( وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ )
عباد الله ... صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلة والسلام عليه ....
المشاهدات 2612 | التعليقات 2
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
زياد الريسي - مدير الإدارة العلمية
لا فض فوك شيخ إبراهيم وجزيت خيرا.
قوم كرهوا الشريعة فعجزوا أن يقاوموها أو يطعنوا فيها فلجأوا إلى الطعن من حملتها والازدراء من أهلها فتتبعوا زلاتهم ووقفوا لهم بكل مرصد وكل ذلك ليهدموا العفة ويذبحوا المروءة وينحروا الفضيلة.
وما علموا أنهم بفعلهم هذا إنما يحاربون الله في دينه وبالتالي من يغالب الله يغلب.
تعديل التعليق