الدعــــاء
سليمان بن خالد الحربي
الخطبة الأولى:
إِنَّ الْحَمْدَ للهِ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُـحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ سَارَ عَلَى نَهْجِهِ وَاقْتَفَى أَثَرَهُ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا. أَمَّا بَعْدُ:
فَاتَّقُوا اللهَ -أَيُّهَا الـمُسْلِمُونَ- حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.
مَعْشَرَ الـمُصْلِّينَ! لَقَدْ دَعَا زَكَرِيَّا -عَلَيْهِ السَّلَامُ- رَبَّهُ وَنَادَاهُ بِنَدَاءٍ عَجِيبٍ، فَابْتَدَأَ بِذِكْرِ ضَعْفِهَ وَحَاجَتِهِ لِرَبِّهِ، {قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا} [مريم: 4]، فَهَذَا غَايَةُ الخُضُوعِ وَالتَّذَلُّلِ، وَإِظْهَارِ الضَّعْفِ وَالقُصُورِ، وَهَذَا مِنْ أَحَبِّ الوَسَائِلِ إِلَى اللهِ؛ لأَنَّهُ يَدُلُّ عَلَى التَّبَرِّي مِنَ الحَوْلِ وَالقُوَّةِ، وَتَعَلُّقِ القَلْبِ بِحَوْلِ اللهِ وَقُوَّتِهِ.
ثُمَّ قَالَ كَلِمَةً عَظِيمَةً دَالَّةً عَلَى اليَّقِينِ وَالثِّقَةِ بِاللهِ، فَقَالَ: {وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا} [مريم: 4]، مَا أَجْمَلَ هَذَا اليَقِينِ! يَصِفُ نَفْسَهُ وَيَقِينَهُ وَسَعَادَتَهُ بِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ خَائِفًا فِي وَقْتٍ مِنَ الأَوْقَاتِ، بَلْ كُلَّمَا دَعَوْتُكَ اسْتَجَبْتَ لِي! وَهَذَا تَوَسُّلٌ بِمَا سَلفَ لِهُ مِنَ الاسْتِجَابَةِ وَالإِحْسَانِ، وَأَنَّكَ قَدْ عَوَّدْتَنِي الاسْتِجَابَةَ، وَلَمْ تَكُنْ تَرُدَّنِي خَائِبًا وَلَا مَحْرُومًا مِنَ الإِجَابَةِ، بَلْ لَمْ تَزَلْ بِي حَفِيًّا وَلِدُعَائِي مُجِيبًا، وَلَمْ تَزَلْ أَلْطَافُكَ تَتَوالَى عَلَيَّ، وَإِحْسَانُكَ وَاصِلًا إِلَيَّ، وَهَذَا تَوَسُّلٌ إِلَى اللهِ بِإِنْعَامِهِ عَلَيْهِ، وَإِجَابَةِ دَعَوَاتِهِ السَّابِقَةِ.
هَذِهِ قُلُوبُ الـمُؤْمِنينَ، يَقُولُونَ: لَمْ نَكُنْ بَدُعَاءِ رِبِّنَا أَشْقِياءَ وَلَا خَائِبينَ، بَلْ سُعَدَاءَ فَرِحِينَ بِرَبٍّ يَسْمَعُ الدُّعَاءَ، وَيُزِيلُ البَلَاءَ، وَيَكْشِفُ الضَّرَّاءَ، وَيُعْطِي النَّعْمَاءَ، لَوْ يَسْتَشْعِرُ العَبْدُ مَنْ يُنَادِي وَمَنْ يَسْأَلُ لَعَظَّمَ فِي نَفْسِهِ الرَّجَاءَ وَالرَّغْبَاءَ!
نَحْنُ نَسْأَلُ مَنْ هُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٍ، مَنْ بِيَدِهِ الأَمْرُ وَالخَيْرُ، مَنْ لَا يُعْجِزُهُ شَيْءٌ؛ وَلِذَلِكَ كاَنَ زَكَرِيَّا -عَلَيْهِ السَّلَامُ- يَدْعُو رَبَّهُ وَيَقُولُ: {إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا} [مريم: 4]، ويقول: {وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا} [مريم: 8]، وَمَعَ ذَلِكَ يَسْأَلُ رَبَّهُ الوَلَدَ لِـمَصْلَحَةٍ شَرْعِيَّةٍ!
عَجَبًا مِمَّنْ تَرَاكَمَ عَلَيْهُ الهَمُّ وَالغَمُّ ثُمَّ لَا يَنْطَرِحُ بَيْنَ يَدَيِ القَادِرِ! عَجَبًا مَمَّنْ ذَاقَ مِنْ نَكَدِ الدُّنْيَا وَأَوْجَاعِهَا وَيُفَرِّطُ فِي قُرْبِ اللهِ مِنَ الدَّاعِينَ!
نَعَمْ، إِنَّ اللهَ قَرِيبٌ مِنَ الدَّاعِينَ؛ وَلِذَلِكَ كُلُّ آيَاتِ السُّؤَالِ فِي القُرْآنِ حِينَمَا يَسْأَلُ الصَّحَابَةُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَجْعَلُ اللهُ الجَوَابَ وِالإِبْلَاغَ بِوَاسِطَةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَبْتَدِئُ الجَوَابَ بِقُلْ؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا} [طه:105]، وَنَحْو هَذَا مِنَ الأَسْئِلَةِ، إِلَّا فِي هَذِهِ الآيَةِ: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186]، مَعَ أَنَّ الـمُفَسِّرِينَ ذَكَرُوا أَنَّ الصَّحَابَةَ سَأَلُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ، فَلَمْ يَقُلِ اللهُ: (فَقُلْ إِنِّي قَرِيبٌ)، وَإِنَّمَا قَالَ: {فَإِنِّي قَرِيبٌ}، فَلَمْ يَجْعَلِ اللهُ وَاسِطَةً بَيْنَهُ وَبَيْنَ عِبَادِهِ؛ لِعِظَمِ السُّؤَالِ عِنْدَهُ.
وَلِذَلِكَ كَثُرَ فِي الشَّرِيعَةِ مَوَاطِنُ إِجَابَةِ الدَّعُاءِ، لَا تَكَادُ تَجِدُ وَقْتًا إِلَّا وَفِيهِ مَوْطِنٌ لإِجَابَةِ الدَّعْوَةِ؛ بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ، وَبَعْدَ الأَذَانِ، وَفِي أَدْبَارِ الصَّلَوَاتِ، وَفِي السُّجُودِ، وَفِي آخِرِ اللَّيْلِ يَنْزِلُ رَبُّنَا إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا -نُزُولًا يَلِيقُ بِجَلَالِهِ وَقُدْرَتِهِ- وَيَقُولُ: «هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأَسْتَجِيبُ لَهُ؟ هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ؟».
إِنَّ الخَلَلَ كَبِيرٌ فِي قُلُوبِنَا مِنْ حَيْثُ الاعْتِقَادِ، وَمِنْ حَيْثُ العَمَلِ وَالاسْتِجَابَةِ، فَيَقِينُ القُلُوبِ فِي ضَعْفٍ، وَانْطِلَاقُ اللِّسَانِ بِالدُّعَاءِ فِي ضَعْفٍ، وَإِنْ دَعَا فَعَلَى غَيْرِ حُضُورِ قَلْبٍ سُوى دَعَوَاتٍ يُكَرِّرُهَا لَا رُوحَ فِيهَا، فَأَيْنَ السَّائِلُونَ فِي هَذَا الشَّهْرِ؟! ارْفَعُوا حَاجَاتكُمْ عِبَادَ اللهِ، نَادُوا رَبَّكُمْ، قُولُوا: يَا رَبَّنَا يَا إِلَهَنَا يِا مَوْلَانَا يَا خَالِقَنَا يَا رَازِقَنَا يَا وَلِيَّ نِعْمَتِنَا، نَادُوهُ بِصَوْتٍ خَفِيٍّ كَمَا فَعَلَ زَكَرِيَّا -عَلَيْهِ السَّلَامُ- نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا، وَهُوَ مِنْ آدَابِ الدُّعَاءِ، أَتَعْلَمُونِ لِمَاذَا؟ لأَنَّ اللهَ -جَلَّ وَعَلَا- قَرِيبٌ؛ كَمَا قَالَ: {فَإِنِّي قَرِيبٌ}، فَإِذَا أَيْقَنْتَ بِقُرْبِهِ أَيْقَنْتَ بِالـمُخَافَتَةِ فِي طَلَبِكَ وَسُؤَالِكَ.
عِبَادَ اللهِ! عِنْدَنَا كَسَلٌ وَعَجْزٌ فِي الدُّعَاءِ، نَحْتَاجُ إِلَى اسْتِحْضَارِ وَاسْتِجْمَاعِ النَّفْسَ لِهَذِهِ العِبَادَةِ العَظِيمَةِ؛ وَلِهَذَا قَالَ الرَّسُولُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَةُ»، وَقَالَ: «مُخُّ العِبَادَةِ»، أَفَلَا تَسْتَحِقُّ مِنَّا هَذِهِ العِبَادَةُ اسْتِجَمَاعَ القَلْبِ وَالرَّغْبَةَ؟!
إِنَّ دُعَاءَ الـمُؤْمِنِ لَيْسَ كُدَعَاءِ غَيْرِهِ، فَهُوَ مُسْتَجَابٌ لَا مَحَالَةَ، فَاللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- قَالَ: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر:60]، وقال: {أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة:186]، وَلَـمَّا ذَكَرَ الكَافِرَ وَدَعْوَتَهُ قَالَ: {بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ} [الأنعام:41]، فَشَرَطَ الـمَشِيئَةَ فَقَالَ: {إِنْ شَاءَ}، وَلَمْ يَشْتَرِطْهَا مَعَ الـمُؤْمِنِينَ، فَهَلْ هُنَاكَ إِغْرَاءٌ بِالدُّعَاءِ أَكْثَرُ مِنْ هَذَا؟! فَدَعْوَتُكَ إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَكَ إِجَابَتُهَا، وَإِمَّا أَنْ يُدَّخَرُ لَكَ مِنَ الأَجْرِ مَا هُوَ أَعْظَمُ، وَإِمَّا أَنْ يُصْرَفُ عَنْكَ مِنَ الشَّرِّ مِثْلُهَا.
أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: {إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} [الطور:28]، بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي القُرْآنِ العَظِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِـمَا فِيهِ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الحَكِيمِ، أَقُولُ مَا سَمِعْتُمْ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الـمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ وخَطِيئَةٍ، فَاسْتَغْفِرُوهُ وَادْعُوهُ، {إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ} [إبراهيم:39].
الخطبة الثانية:
الحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَلَّا إِلهَ إِلَّا اللهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلى جَنَّتِهِ وَرِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَعْوَانِهِ. أَمَّا بَعْدُ:
أَيُّهَا الـمُؤْمِنُونَ! إِنَّ الدُّعَاءَ يُنْبِئُ عَنْ حَقِيقَةِ العُبُودِيَّةِ، وَقُوَّةِ الافْتِقَارِ، وَيُوجِبُ لِلْعَبْدِ خُضُوعَهُ وَخُشُوعَهُ لِرَبِّهِ وَشِدَّةَ الانْكِسَارِ، فَكَمْ مِنْ حَاجَةٍ دِينِيَّةٍ أَوْ دُنْيَوِيَّةٍ أَلْجَأَتَكَ إِلَى كَثْرَةِ التَّضَرُّعِ وَاللُّجْأ إِلَى اللهِ وَالاضْطِّرَارِ إِلَيْهِ؟! وَكَمْ مِنْ دَعْوَةٍ رَفَعَ اللهُ بِهَا الـمَكَارِهَ وَأَنْوَاعَ الـمَضَارِ، وَجَلَبَ بِهَا الخَيْرَاتِ وَالبَرَكَاتِ وَالـمَسَرَّاتِ؟! وَكَمْ تَعَرَّضَ العَبْدُ لِنَفَحَاتِ الكَرِيِمِ فِي سَاعَاتِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، فَأَصَابَتْهُ نَفْحَةٌ مِنْهَا فِي سَاعَةِ إِجَابَةٍ، فَسَعِدَ بِهَا وَأَفْلَحَ وَالْتَحقَ بِالأَبْرَارِ؟! وَكَمْ تَضَرَّعَ تَائِبٌ فَتَابَ اللهُ عَلَيْهِ وَغَفَرَ لَهُ الخَطَايَا وَالأَوْزَارَ؟! وَكَمْ دَعَاهُ مُضْطَّرٌّ فَكَشَفَ عَنْهُ السُّوءَ وَزَالَ عَنْهُ الاضْطِّرَارُ؟! وَكَمْ لَجَأَ إِلَيْهِ مُسْتَغِيثٌ فَأَغَاثَهُ بِخَيْرِهِ الـمِدْرَارِ؟!
فَمَنْ وُفِّقَ لِكَثْرَةِ الدُّعَاءِ فَلْيَبْشِرْ بِقُرْبِ الإِجَابَةِ، وَمَنْ أَنْزَلَ حَوَائِجَهُ كُلَّهَا بِرَبِّهِ فَلْيَطْمَئِنَّ بِحُصُولِهَا مِنْ فَضْلِهِ وَثَوَابِهِ، فَحَقِيقٌ بِكَ أَيُّهَا العَبْدُ أَنْ تُلِحَّ بِالدُّعَاءِ لَيْلًا وَنَهَارًا ، وَأَنْ تَلْجَأَ إِلَى اللهِ سِرًّا وَجِهَارًا، وَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّهُ لِا غِنَى لَكَ عَنْهُ طَرْفَةَ عِيْنٍ فِي دِينِكَ وَدُنْيَاكَ، فَإِنَّهُ رَبَّكُ وَإِلهُكَ وَنَصِيرُكَ وَمُوْلَاكَ، لَئِنْ كَانَتِ النِّعَمُ تَنْزِلُ عَلَيْكِ غِزَارًا، وَالنِّقَمُ تُدْفَعُ عَنْكَ لِيْلًا وَنَهَارَا، قَبْلَ أَنْ تَدْعُوهُ وَتَسْأَلَهُ، فَمَا بَالُكَ إِذَا دَعَوْتَهُ وَنَادَيْتَهُ وَسَأَلْتَهُ وَنَحْنُ فِي شَهْرِ الخَيْرِ وَالدُّعَاءِ؟!
أَلِظُّوا إِلَى اللهِ بِالدُّعَاءِ فَي صَلَاحِكُمْ وَصَلَاحِ ذُرِّيَاتِكُمْ وَصَلَاحِ أَحْوَالِ الـمُسْلِمِينَ، سَلُوا اللهَ حَوَائِجَكُمْ، اشْكُوا بَثَّكُمْ وَأَحْزَانَكُمْ وَهُمُومَكُمْ إِلَى رَبِّ البَرِيَّاتِ وَمُفَرِّجِ الكُرُبَاتِ، اجْعَلُوا هَذَا الشَّهْرَ مُنْطَلَقًا لَكُمْ مَعَ مُخِّ العِبَادَةِ، كُونُوا مِنَ الـمُلِحِّينَ الـمُكْثِرِينَ السَّائِلِينَ، فَإِنَّ اللهَ امْتَدَحَ الأَنْبِيَاءَ فَقَالَ: {وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا} [الأنبياء:90]. فَاللَّهُمَّ تَقَبَّلَ صِيَامَنَا وَقِيَامَنَا وَدُعَاءَنَا وَصَالِحَ أَعْمَالَنَا، اللَّهُمَّ أَصْلِحْ قُلُوبَنَا، وَاغْفِرْ ذُنُوبَنَا، وَاسْتُرْ عُيُوبَنَا، وَاقْضِ دُيُونَنَا، وَاشْفِ مَرْضَانَا، وَعَافِ مُبْتَلَانَا، وَنَسْأَلُكَ الجَنَّةَ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ، اللَّهُمَّ أَحْيِنَا فِي عَافِيَةٍ، وَتَوَفَّنَا فِي عَافِيَةٍ، اللَّهُمَّ ارْفَعِ الوَبَاءَ، وَاكْشِفِ البَلَاءَ، اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا ... اللَّهُمَ اغْفِرْ لَنَا ... وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِينَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
المرفقات
1650797122_الدعــاء.docx