الدُّعَاءُ مِنْ أَجَلِّ العِبَادَاتِ

محمد البدر
1442/10/21 - 2021/06/02 23:38PM

 

الْخُطْبَةِ الأُولَى:

عِبَادَ اللَّهِ: قَالَ تَعَالَى:﴿وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ﴾.وَقَالَ تَعَالَى:﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِيْنَ يَسْتَكْبِرُوْنَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُوْنَ جَهَنَّمَ دَاخِرِيْنَ﴾.وَقَالَﷺ:«الدُّعَاءُ هُوَ العِبادَةُ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.

وَقَالَﷺ:«يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.الدُّعَاءُ مِنْ أَجَلِّ العِبَادَاتِ ،ومِنْ أَعظمِ الطَّاعاتِ وأَزْكاهَا، وذلكَ لِمَا فيْهِ مِنْ تَحْقيقٍ للعُبُوديَّةِ.قَالَﷺ:«مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ، وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ،وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ،قَالَ:«اللَّهُ أَكْثَرُ»رَوَاهُ أَحمَدُوَقَالَ الأَلبَانيُّ: حَسَنٌ صَحِيحٌ.وَقَالَﷺ:«لَا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ، مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ، مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ» قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا الِاسْتِعْجَالُ قَالَ: يَقُولُ: «قَدْ دَعَوْتُ وَقَدْ دَعَوْتُ، فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِي، فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ»رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

عِبَادَ اللَّهِ:الدُّعاءَ فضلاً عنْ كونِهِ عبادةً فهوَ بابٌ منْ أبوابِ الأَمَلِ للمَحْرُومِينَ، وَهوَ طَوْقُ النَّجَاةِ لليائِسينَ،وأُنْسٌ وَرَاحَةٌ للمَرْضَى ، ومَطْهَرَةٌ للمُذْنِبينَ، يُذْهِبُ الهَمَّ ،ويُزِيلُ الغَمَّ ،وَيَشْرَحُ الصَّدْرَ، قَالَﷺ:«مَا أَصَابَ مُسْلِمًا قَطُّ هَمٌّ أَوْ حَزَنٌ فَقَالَ:اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ بَصَرِي، وَجِلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي، إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمَّهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَ حُزْنِهِ فَرَحًا قَالُوا:يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا نَتَعَلَّمُ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ قَالَ:«بَلَى، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهُنَّ أَنْ يَتَعَلَّمَهُنَّ»صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.وينبغِي للداعِي أنْ يتحرَّى الحلالَ فِي مطعمِهِ ومشربِهِ وملبسِهِ قَالَﷺ:«..ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ»رَوَاهُ مُسْلِمٌ.وعلى الداعِي أنْ يُوقِنَ بالإجابةِ، وأنْ يكونَ حاضِرَ القلبِ وَقْتَ الدُّعاءِ، قَالَﷺ:«ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ،وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لاَهٍ»رَوَاهُ التِّرْمِذِيِّ وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ.وَقَالَﷺ:«..لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لَا تُوَافِقُوا مِنَ اللهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ، فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ»رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

عِبَادَ اللهِ:وللدعاء آداب شرعية وأحكام مرعية ومنها وهو أعظمها وآكدها:إفراد الله بالدعاء واجتناب دعاء غيره دعاء عبادة أو توسل قَالَ تَعَالَى:﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾.فمن دعا ميتاً أو غائباً، نبياً أو ولياً  ملكاً أو جناً في حال رخاء أو شدة فقد اتخذه شريكاً مع الله تعالى والعياذ بالله وذلك هو الذي بعث الله نبيهﷺ يحذر منه وينهى عنه.

أَقُولُ قَوْلِي هَذَا...

الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:

عِبَادَ اللهِ:ومن آداب الدعاء رفع اليدين عند الدعاء إظهاراً للتذلل والمسكنة والحاجة وكان النبيﷺيرفع يديه للدعاء في مواطن ومنها تكرار الدعاء والإلحاح فيه فإن الله تعالى يحب ذلك من عبده، ومنها أن يحسن ظنه بربه ويظن بربه إجابة الدعاء ولو طال الأمد كماقَالَﷺ:«يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ، يَقُولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. ومنها أن يقرن دعاءه بما يكون سبباً لإجابة دعائه كالتوسل بأسماء الله وصفاته كأن يقول اللهم إني أسألك بأنك أنت الله لا إله أنت أن تغفر لي. ومثل اللهم أنت الرحمن الرحيم فارحمني. وكالتوسل إلى الله بالعمل الصالح  كما علمنا الله تعالى أن نقول:﴿رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ﴾فذكروا أولاً إيمانهم بالله وبرسوله ﷺثم ذكروا حاجتهم وهي طلبُ المغفرة والتكفير والتوفي مع الأبرار.الا وصلوا.

المرفقات

1622677056_الدُّعَاءُ مِنْ أَجَلِّ العِبَادَاتِ.pdf

المشاهدات 1008 | التعليقات 0