الدِّرَاسَةُ عَنْ بُعْدٍ للِابْتِدَائِيَّةِ ,, - يَومَ عَاشُورَاءَ

محمد البدر
1443/01/04 - 2021/08/12 00:37AM

خُطْبَةِ عَنْ (الدِّرَاسَةُ عَنْ بُعْدٍ للِابْتِدَائِيَّةِ وَحُضُورِيًّا لِبَقِيَّةِ الـمَرْاحَل - يَومَ عَاشُورَاءَ)

الْخُطْبَةَ الأُولَى:  

عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ نَحْمَدُ اللهَ عَلَى نِعْمَةٍ بُلُوغِ شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ وَنَسْأَلْهُ  أَنْ يُبَلِّغَنَا يَوْمِ عَاشُورَاءَ لصِيَامُه اِقْتِدَاءً بالنَّبِيَّﷺقَالَﷺ:«صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ»رَوَاهُ مُسْلِمٌ.وَعَنْ ابن عَبّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللهِﷺ«صَامَ يَوْمَ عَاشُورَاء وأَمَرَ بِصِيَامِهِ»مُتّفَقٌ عَلَيْهِ.وَعَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ أَهْلَ الْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا يَصُومُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِﷺصَامَهُ وَالْمُسْلِمُونَ قَبْلَ أَنْ يُفْتَرَضَ رَمَضَانُ فَلَمَّا افْتُرِضَ رَمَضَانُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِﷺ«إِنَّ عَاشُورَاءَ يَوْمٌ مِنْ أَيَّامِ اللَّهِ فَمَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ»رَوَاهُ مُسْلِمٌ .وَعَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيِّﷺ:«بَعَثَ رَجُلاً يُنَادِي فِي  النَّاسِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ:أَنَّ مَنْ أَكَلَ فَلْيُتِمَّ أَوْ فَلْيَصُمْ، وَمَنْ لَمْ يأْكُلْ فَلاَ يَأْكُلْ»مُتّفَقٌ عَلَيْهِ.وَعَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ أَهْلُ خَيْبَرَ يَصُومُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ يَتَّخِذُونَهُ عِيدًا وَيُلْبِسُونَ نِسَاءَهُمْ فِيهِ حُلِيَّهُمْ وَشَارَتَهُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِﷺ«فَصُومُوهُ أَنْتُمْ»رَوَاهُ مُسْلِمٌ.وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ:«حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِﷺيَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِﷺفَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِع قَالَ:فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِي رَسُولُ اللَّهِﷺ»رَوَاهُ مُسْلِمٌ.وَقَالَﷺ:«لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لأَصُومَنَّ التَّاسِعَ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ .

عِبَادَ اللَّهِ:إِنَّ يَومَ عَاشُورَاءَ مُنَاسَبَةٌ لِلذِّكرِ وَالشُّكرِ وَالعِبَادَةِ فَقَدِ ارتَبَطَ عِندَ الرِّافِضَةِ مَجُوسِ هَذِهِ الأُمَّةِ ببِدَع وَمُنكَرَاتٍ وَضَلالاتٍ وَخُرَافَاتٍ وَخُزعبلاتٍ، فَتَرَاهُم يَلطمُونَ خُدُودَهُم وَيَضْرِبُونَ صُدُورِهِمْ  وَيَخمِشُونَ وُجُوهَهُم وَيَصِيحُونَ وَيُوَلوِلُونَ، وَيَعلُو بُكَاؤُهُم وَيَرتَفِعُ عَوِيلُهُم، وَيَكثُرُ نَحِيبُهُم وَيُعَذِّبُونَ أَجسَادَهُم، وَتَسِيلُ مِنهُمُ الدُّمُوعُ وَالدِّمَاءُ، وَيَختَلِطُ الرِّجَالُ بَالنِّسَاءُ، يَفعَلُونَ ذَلِكَ بِاسمِ الحُزنِ عَلَى مَقتَلِ الحُسَينِ ويَدَّعُونَ حُبَّه وَأَهلِ البَيتِ وَهَذَا كَذِبٌ وَافْتِرَاءٌ فَهُم أَشَدُّ النَّاسِ بُغضًا لِلصَّحَابَةِ ، لِأَنَّهُمْ يَلعَنُونَ أَبَا بَكرٍ وَعُمَرَ،وَيَتَّهِمُونَ بِالزِّنَا أَطهَرَهُم الصِّدِّيقَةَ بِنتَ الصِّدِّيقَ زَوجَةَ رَسُولِ اللهِﷺ قَالَ تَعَالَى ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي  الدُّنيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُم عَذَابًا مُهِينًا﴾.فَالرِّافِضَةِ المَجُوس فِي  كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ أَشَدُّ عِدَاءً وَبُغضًا لأَهلِ السُّنَّةِ،وَالوَاقِعُ المُشَاهَدُ فِي الْبُلْدَانِ الْمُجَاورَة خَيرُ دَلِيلٍ عَلَى ذَلِكَ ،وَلْنَحذَرْ مِنْ هَؤُلاءِ فَوَاللهِ إِنَّهُم لَيَدِينُونَ بِالوَلاءِ لِدَولَةِ الرَّفضِ إِيرَانَ.

أَقُولُ قَوْلِي هَذَا..


الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:

عِبَادَ اللَّهِ: لَقَدْ رَفَعَ اللَّهُ  تَعَالَى  شَأنَ الْعِلْمَ وَأهلِه، فَقَالَ تَعَالَى:﴿يَرْفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مِنكُمْ وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ دَرَجَـٰتٍ﴾وَقَالَﷺ«مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ»رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.وَقَالَﷺ«إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرَضِينَ , حَتَّى النَّمْلَةَ فِي  جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ , لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْر»رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ.التَّعْلِيمُ نِعْمَةٌ عَظِيمَةٌ ،عَلَيْنَا أَنْ نَشْكُرَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى ذَلِكَ قَالَﷺ«إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ العِلْمُ، وَيَثْبُتَ الْجَهْلُ، وَيُشْرَبَ الْخَمْرُ، وَيَظْهَرَ الزِّنَا»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

عِبَادَ اللَّهِ:نَحْنُ كَمَا تَعْلَمُونَ عَلَى أَعْتَابِ عَامٍ دِرَاسِيٍّ جَدِيْدٍ نَسْأَلُ اللهَ التَّوْفِيقَ لَأَبْنَائِنَا وَبَنَاتِنَا، وَالـمُعَلِّمِيْنَ وَالـمُعَلِّمَاتِ فِي هَذِهِ الظُّرُوْفِ الاسْتِثْنَائِيَّةِ ، وَإِنَّ مِنْ نِعَمِ اللَّهِ عَلَيْنَا أَنَّ الدَّوْلَةَ وَفَّقَهَا اللَّهُ أَمَرْت باسْتِئْنَاف التَّعْلِيْمِ للمَرْحَلَةِ الِابْتِدَائِيَّةِ عَنْ بُعْدٍ وَفِي  جَمِيع الـمَرْاحَل الْأُخْرَى تَكُونُ الدِّرَاسَةُ حُضُورِيًّا بَعْدَ أَخْذِ جُرعَتينِ مِنْ الَّلقَاحِ الْمُضَادِّ لفَايْرُوسُ كُورُونَا لِسَلَامَةِ الْجَمِيع وَحَتَّى تكونَ المنشآتُ التعليميةُ بيئةً آمِنَةً بِإِذْنِ اللَّهِ، وَ عَلَى الآبَاءُ وَالأُمَّهَاتُ إِيْجَادِ الْبِيئَةِ الْمُنَاسِبَةَ وَ الْحِرْصِ عَلَى مُتَابَعَة الْأَبْنَاءِ فَأَنْتُمْ اللَّبِنَةِ الْأُولَى وَالْقُدْوَةِ الْحَسَنَةُ لهم فاغرسوا فِي  الْأَبْنَاءِ حُبُّ الْعَقِيدَةِ الصَّحِيحَة والتَّوْحِيدَ وَالسُّنَّةِ وَمَا عَلَيْهِ سَلَفُ الْأُمَّةِ ، وَالْحِرْصِ عَلَى الصَّلَاةِ فِي  الْمَسَاجِدِ وَاحْتِرَامِهَا ، وَ ربَّوْا بَنَاتِكُمْ عَلَى الحِشْمَةِ وَالْحِجَابِ وَ السَّتْرِ وَالْحَيَاءُ وَحَسَنُ الْأَخْلَاقِ والْمُحَافَظَةِ عَلَى الصَّلَاةِ فِي  الْبُيُوتِ ، اجْعَلُوا مِنْ أَبْنَائِكُم مُوَاطِنِينَ  صَالِحِينَ نَافِعَيْنِ لِأُمَّتِهِمْ وَمجُتمَعَاتهُم وَأوْطَانهِمْ ، مُطِيعِينَ لِوُلَاةِ اَلْأَمْرِ قَالَ تَعَالَى :﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ﴾‏ وَحَذَّرُوهُمْ مِنْ خَطَرَ كُلِّ الجَمَاعَاتِ الْمُنْحَرِفَةِ وَالْمُخَالِفَةُ لِلشَّرْعِ ، أَمْثَالَ الْخَوَارِجُ وَالإِخْوَانَ وَالدَّوَاعِشِ وَ التَّبْلِيغِ وَغَيْرُهُمْ ، وَاعْلَمُوا أَنَّ تَرْبِيَتِهِمْ جِهَادَ، وَ أَعْظَمُ  بِهِ مِنْ جِهَادَ تُؤَجَرُونَ عَلَيهِ.

.الا وَصَلُّوا ...

المرفقات

1628728624_الدِّرَاسَةُ عَنْ بُعْدٍ للِابْتِدَائِيَّةِ وَحُضُورِيًّا لِبَقِيَّةِ الـمَرْاحَل - يَومَ عَاشُورَاءَ.pdf

المشاهدات 878 | التعليقات 0