🌟الدجَّال🌟
تركي بن عبدالله الميمان
🌟المسيح الدجال🌟
الخُطْبَةُ الأُوْلَى
إِنَّ الحَمْدَ للهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ونَتُوبُ إِلَيه، مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أَمَّا بَعْد: فَأُوْصِيْكُمْ ونَفْسِي بِتَقْوَى U؛ فَالمُتَّقُونَ هُمْ نِعْمَالعِبَادِ، وَأَعَدَّ اللهُ لَهُمْ نِعْمَ الدَّارَ ﴿وَلَنِعْمَ دَارُ المُتَّقِينَ* جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللهُ المُتَّقِينَ﴾.
عِبَادَ الله: إِنَّها مُصِيْبَةٌ دِيْنِيَّة، وكَارِثَةٌ عَالَمِيَّة، وَأَعْظَمُ شُبْهَةٍ تَمُرُّ علىالبَشَرِيَّة! إِنَّهَافِتْنَةُ المَسِيحِ الدَّجَّال! قال ﷺ: (مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إلى قِيَامِ السَّاعَةِ؛ خَلْقٌ أَكْبَرُ مِنَ الدَّجَّالِ): أي أَكْبَرُ فِتْنَةً، وَأَعْظَمُ شَوْكَةً . قال ابنُ كَثِير: (خَلَقَ اللهُ على يَدَيْهِ خَوَارِقَ كَثِيرَةً؛ يُضِلُّ بِهَا مَنْ يَشَاءُ، ويَثْبُتُ مَعَهَا المُؤْمِنُونَ؛ فَيَزْدَادُونَ إِيمَانًا) .
وَلِذَلِكَ حَذَّرَ الأَنْبِيَاءُ كُلُّهُمْ مِنْ فِتْنَتِه؛ قال ﷺ: (إِنَّ اللهَ لَمْ يَبْعَثْ نَبِيًّا إِلَّا حَذَّرَ أُمَّتَهُ الدَّجَّالَ، وأَنَا آخِرُ الأَنْبِيَاءِ، وأَنْتُمْ آخِرُ الأُمَمِ، وهُوَ خَارِجٌ فِيكُمْ لَا مَحَالَة!).
ويَخْرُجُ الدَّجَّالُ على النَّاسِ على حِيْنِ غَفْلَةٍ مِنْهُمْ؛ قال ﷺ: (لَا يَخْرُجُ الدَّجَّالُ حَتَّى يَذْهَلَ النَّاسُ عَنْ ذِكْرِهِ، وحَتَّى تَتْرُكَ الأَئِمَّةُ ذِكْرَهُ على المَنَابِرِ!).
قال الألباني: (ولَقَدْ صَدَقَ هذا الخَبَرُ على أَئِمَّةِ المَسَاجِد؛فَتَرَكُوا ذِكْرَ الدَّجَّال على المَنَابِر؛ فَكَانَ مِنَ الوَاجِبِ أَنْيَقُوْمَ أَهْلُ العِلْمِ؛ فَيُبَيِّنُوا لِلْأُمَّةِ مَا حَدَّثَهُمْ بِهِالرَسُوْلُ ﷺ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّال؛ ويَعُود الناسُفَيَذْكُرُوْنَه، فَيَتَّخِذُونَ الأَسْبَابَ لِاتِّقَائِه).
وَسُمِّيَ المَسِيحُ دَجَّالاً؛ مِنَ الدَّجَل: وهُوَ التَّغْطِيَة؛ لأَنَّهُ يُغَطِّي الحَقَّبِالبَاطِل؛ وَسُمِّيَ مَسِيْحًا؛ لِأَنَّ إِحْدَى عَيْنَيْهِ مَمْسُوحَةٌ لا يُبْصِرُ بِهَا.
والدَّجَّالُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي آدَم: شَابٌّ قَصِير، خَشِنُ الرَّأْس، عَقِيمٌ لا يُوْلَدُ لَه، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ (كَافِر)، يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ. قال ابنُ حَجَر: (يَرَاهُ المُؤْمِنُ وإِنْ كَانَ لَا يَعْرِفُ الكِتَابَةَ! ولَا يَرَاهُ الكَافِرُ ولَوْ كَانَ يَعْرِفُ الكِتَابَةَ! فَيَخْلُقُ اللهُ لِلْمُؤْمِنِ الإِدْرَاكَ دُونَ تَعَلُّمٍ؛لِأَنَّ ذَلِكَ الزَّمَانَ، تَنْخَرِقُ فِيهِ العَادَاتُ!). قال النَّوَوِي: (هذِهِ الكِتَابَةُ على ظَاهِرِهَا، جَعَلَهَا اللهُ مِنَ العَلَامَاتِ القَاطِعَةِ بِكُفْرِهِ وكَذِبِهِ: يُظْهِرُهَا اللهُ لِكُلِّ مُسْلِمٍ، وَيُخْفِيهَا عَمَّنْ أَرَادَ فِتْنَتَه).
وَيَخْرُجُ الدَّجَّال: مِنْ بِلادِ فَارِسٍ، مِنْ خُرَاسَان، مِنْ حارَةٍ مِنْ أَصْبَهَان، يُقَالُ لها: اليَهُوْدِيَّة! قال ﷺ: (الدَّجَّالُ يَخْرُجُ مِنْ أَرْضٍ بِالمَشْرِقِ، يُقَالُ لَهَا خُرَاسَانُ)، و(يَخْرُجُ الدَّجَّالُ مِنْ يَهُودِيَّةِ أَصْبَهَانَ) .
والدَّجَّالُ سَرِيعُ التَّنَقُّلِ، لا يَتْرُكُ بَلَدًا إِلَّا دَخَلَهُ، إِلَّا مَكَةَوالمَدِيْنَة، كُلَّمَا أَرَادَ أَنْ يَدْخُلَ وَاحِدَةً مِنْهُمَا؛ اِسْتَقْبَلَهُ مَلَكٌ بِيَدِهِ السَّيْفُ، يَصُدُّهُ عَنْهَا! قال ﷺ: (لَيْسَ مِنْ بَلَدٍ إِلَّا سَيَطَؤُهُ الدَّجَّالُ، إِلَّا مَكَّةَ والمَدِينَةَ، لَيْسَ لَهُ مِنْ نِقَابِهَا نَقْبٌ –أي طريقٌ-، إِلَّا عَلَيْهِالمَلاَئِكَةُ صَافِّينَ يَحْرُسُونَهَا). قال بعضُ العلماء: (هَذِهِ البلادُالمُقَدَّسَة، جَعَلَهَا اللهُ عِصْمَةً مِنَ الدَّجَّالِ لِمَنْ سَكَنَهَا وهُوَ مُلْتَزِمٌ بِمَا يَجِبُ عَلَيهِ؛ فالعِبْرَةُ بالإيمانِ والعَمَلِ الصالح، فَهُوَ السَّبَبُ الأَكْبَرُ في النَّجَاة، وأمَّا السَّكَنُ في مَكَّةَ والمدينةِ؛ فَهُوَ سَبَبٌ ثانوي؛ فَمَنْ لم يأخُذْ بالسَّبَبِ الأَكْبَر: لم يُفِدْهُالسَّبَبُ الأَصغَر).
ويَتْبَعُ الدَّجَّالَ: سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ يَهُودِ أَصْبَهَانَ، ويَتْبَعُهُ كَثِيرٌ مِنَالعَوَامِّ والجُهَّال! فَيَقُولُ لِأَحَدِهِم: (أَرَأَيْتَ إِنْ بَعَثْتُ لَكَ أَبَاكَ وأُمَّكَ، أَتَشْهَدُ أَنِّي رَبُّكَ؟ فيقول: نَعَمْ؛ فَيَتَمَثَّلُ لَهُ شَيْطَانَانِ في صُورَةِ أَبِيهِ وأُمِّهِ، فيقولان: يَا بُنَيَّ، اتَّبِعْهُ، فَإِنَّهُ رَبُّكَ!).
وَيَمْكُثُ الدَّجَّالُ في الأَرْضِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا؛ قال ﷺ: (يَوْمٌ كَسَنَةٍ، وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ، وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ). ومِقْدَارُذَلِكَ: سَنَةٌ، وَشَهْرَان، ونِصْفُ شَهْر.
وَمِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّال: أَنَّ مَعَهُ جَنَّةٌ ونَار، فَنَارُهُ جَنَّة، وجَنَّتُهُ نَار! ومَعَالدَّجَّالِ (نَهْرَانِ يَجْرِيَان): أَحَدُهُمَا: مَاءٌ أَبْيَضُ، والآخَرُ: نَارٌ تَأَجَّجُ؛فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِك؛ فَلْيَأْتِ النَّهْرَ الَّذِي يَرَاهُ نَارًا، فَإِنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ!
ومِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّال: أَنَّهُ يَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِر، والأَرْضَ فَتُنْبِت! وَيَمُرُّ بِالخَرِبَةِ، فَيَقُولُ لَهَا: (أَخْرِجِي كُنُوزَكِ)، فَتَتْبَعُهُ كُنُوزُهَا! ثُمَّ يَدْعُو رَجُلًا، فَيَضْرِبُهُ بِالسَّيْفِ، فَيَقْطَعُهُ قِطْعَتَيْن، ثُمَّ يَدْعُوهُ فَيُقْبِلُ ضَاحِكًا!
وَأَمَّا نِهَايَةُ الدَّجَّالِ؛ فَتَكُونُ على يَدِ عِيْسَى بِنِ مَرْيَم u، حِينَ يَنْزِلُعلى المنَارَةِ البَيْضَاءِ في دِمَشْقَ، فَيَجْتَمِعُ عليهِ المؤمنون، فَيَسِيرُبِهِمْ قَاصِدًا نَحْوَ الدَّجَّال، وَقَدْ تَوَجَّهَ نَحْوَ بَيْتِ المَقْدِس، فَيَلْحَقُهُ عِيْسَى بِنُ مَرْيَم، فَإِذَا نَظَرَ إِلَيْهِ الدَّجَّالُ؛ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ المِلْحُ في المَاءِ! ويَنْطَلِقُ هَارِبًا، فَيَقُولُ عِيسَى u: (إِنَّ لِي فِيكَ ضَرْبَةً لَنْ تَفُوتَنِي!)، فَيُدْرِكُهُ فَيَقْتُلُهُ، ويَتَخَلَّصُ النَّاسُ مِنْ شَرِّه.
أَقُوْلُ قَوْلِي هَذَا، وَأسْتَغْفِرُ اللهَ لِيْ وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَاسْتَغْفِرُوْهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيم
الخُطْبَةُ الثَّانِيَة
الحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِه، والشُّكْرُ لَهُ على تَوْفِيْقِهِ وامْتِنَانِه، وأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا الله، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُه.
عِبَادَ الله: اليَقِينُ بِوَعْدِ الله، والصَّبْرُ على مُقْتَضَاه؛ هِيَ صَخْرَةُ الثَّبَاتِ الصَّلْبَةُ، الَّتِي يَتَحَطَّمُ عَلَيْهَا الدَّجَّال! ولِذَا أَوْصَى النبيُّ ﷺ بـ(الثَّبَاتِ) عندَ فِتْنَةِ الدَّجَّال؛ حِينَ قال عنه: (فَعَاثَ يَمِينًا، وَعَاثَ شِمَالًا؛ يا عِبَادَ اللهِ فَاثْبُتُوا).
وفي الحَدِيث الآخَر: يَخْرُجُ إلى الدَّجَّالِ رَجُلٌ مِنْ خَيْرِ النَّاسِ، فَيَقُول:(أَشْهَدُ أَنَّكَ الدَّجَّالُ الَّذِي حَدَّثَنَا عَنْكَ رَسُولُ الله)، فَيَقْتُلُهُ الدَّجَّالُثُمَّ يُحْيِيهِ، فَيَقُولُ الرَّجُل:(مَا ازْدَدْتُ فِيكَ إِلَّا بَصِيرَةً!). قال العَيْنِي:(لأنَّ النبيَّ ﷺ أَخْبَرَ بِأَنَّ عَلامَةَ الدَّجَّال: أَنَّهُ يُحْيِى المَقْتُول، فَزَادَتْ بَصِيْرَتُهُ بِحُصُولِ تِلْكَ العَلامَة) .
ومَنْ أَدْرَكَ الدَّجَّالَ؛ فَلْيَقْرَأْ عَلَيْهِ فَوَاتِحَ سُورَةِ الكَهْفِ؛ قال ﷺ: (مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الكَهْف؛ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ).قال النَّوَوِي: (سَبَبُ ذَلِكَ: مَا في أَوَّلِـهَا مِنَ العَجَائِبِ والآيَات؛ فَمَنْ تَدَبَّرَهَا: لَمْ يُفْتَتَنْ بالدَّجَّال).
وَمِمَّا يَعْصِمُ مِنَ الدَّجَّال: الاِسْتِعَاذَةُ بِاللهِ مِنْ فِتْنَتِه، والفِرَارُ مِنْهَا؛ فَإِنَّ القُلُوْبَ ضَعِيْفَةٌ، والشُّبَهَ خَطَّافَة! قال ﷺ: (فوَاللهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِيهِ وهُوَ يَحْسِبُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ؛ فَيَتَّبِعُهُ مِمَّا يَبْعَثُ بِهِ مِنَالشُّبُهَات!).
فَفِرُّوا إلى اللهِ مِنَ الفِتَن؛ واسْتَعِيْذُوا باللهِ مِنْ شَرِّهَا؛ فَإِنَّهُ ﴿لَا عَاصِمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ﴾. قال ﷺ: (إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنَ التَّشَهُّدِ الْآخِرِ؛ فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنْ أَرْبَعٍ: مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، ومِنْ عَذَابِ القَبْرِ، ومِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا والمَمَاتِ، ومِنْ شَرِّ المَسِيحِ الدَّجَّال).
******
* اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ والمُسْلِمِينَ، وأَذِلَّ الشِّرْكَ والمُشْرِكِيْن، وارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِيْن، الأَئِمَّةِ المَهْدِيِّين: أَبِي بَكْرٍ، وعُمَرَ، وعُثمانَ، وعَلِيّ؛ وعَنْ بَقِيَّةِ الصَّحَابَةِ والتابعِين، ومَنْ تَبِعَهُمْبِإِحْسَانٍ إلى يومِ الدِّين.
* اللَّهُمَّ فَرِّجْ هَمَّ المَهْمُوْمِيْنَ، وَنَفِّسْ كَرْبَ المَكْرُوْبِين، واقْضِ الدَّينَ عن المَدِيْنِين.
* اللَّهُمَّ آمِنَّا في أَوْطَانِنَا، وأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُوْرِنَا، وَوَفِّقْ (وَلِيَّ أَمْرِنَا وَوَلِيَّ عَهْدِهِ) لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِمَا لِلْبِرِّ والتَّقْوَى.
* اللَّهُمَّ اسْقِنَا الغَيْثَ ولا تَجْعَلْنَا مِنَ القَانِطِيْن، اللَّهُمَّ اغِثْنَا، اللَّهُمَّاغِثْنَا، اللَّهُمَّاغِثْنَا.
* عِبَادَ الله: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَآءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾.
* فَاذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوْهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ﴿وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾.
المرفقات
1729652598_الدجال .pdf
1729652598_الدجال (نسخة للطباعة) .pdf
1729652599_الدجال (نسخة مختصرة) .pdf
1729652602_الدجال (نسخة للطباعة) .docx
1729652604_الدجال .docx
1729652605_الدجال (نسخة مختصرة) .docx
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق