الخوف من الجليل أرق مضاجع المتقين
كامل الضبع زيدان
1436/08/19 - 2015/06/06 13:50PM
الخوف من الجليل أرق مضاجع المتقين
يأمرنا رب العالمين جل جلاله أن نخافه وحده لا شريك له فيقول {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين} هذا شرط للإيمان أن يخاف العبد من الله وحده وكل من خاف من شيء هرب منه وأما من خاف من الله عزو جل لا ملجأ ولا منجى ولا مهرب ولا مفر من الله إلا إليه فالسماء سماؤه والأرض أرضه والملك ملكه فأين يذهب العبد وأين المفر ليس له إلا الله يؤمنه ويأخذ بيده إليه ويهديه إلى سواء السبيل.
والخوف من الجليل جل جلاله ربنا العظيم من أهم عبادات القلوب والتي هي أهم وأسرع في وصول العبد إلى مرضات الله عزو جل من عبادات الأبدان وهي متلازمة مع المحبة والرجاء ولابد من تكامل هذه الثلاثة في قلب المؤمن حتى تكتمل عبادته وسعادته وشوقه للقاء الله عزو جل الذي هو أنعم نعيم الدنيا وأنعم نعيم الآخرة هو لقاء الله عزو جل والنظر إلى وجه الله الكريم في جنات النعيم ولكن كما قال العلماء لابد من تغليب جانب الخوف حال الصحة والعافية والشباب وتغليب الرجاء عند المرض وقرب الأجل ولابد وأن يكون الخوف خوفا محمودا وهو الذي يمنع العبد من الوقوع في المعاصي والذنوب ولا يصل بالعبد إلى درجة اليأس والقنوط.
كيف لا نخاف وحبيب رب العالمين صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه {والله إني لأعلمكم بالله وأتقاكم له وأشدكم له خشية} وكان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه الشريفتين وتتورمان من طول الوقوف بين يدي الله عزو جل ويبكي لسماع القرءان من عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ويسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل من شدة خوفه ووجله صلى الله عليه وسلم وكان يقول {لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا لبكيتم كثيرا وما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله تعالى} وكل من كان لله أعرف كان أشد لله خشية وخوفا فالملائكة الكرام عليهم السلام {يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون} والأنبياء والمرسلون {الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبا} والعلماء ورثة الأنبياء{إنما يخشى الله من عباده العلماء} وكما قال العلماء إنما العلم الخشية وربنا جل جلاله حذرنا نفسه في كتابه وخوفنا وآيات العذاب في كتاب الله تمزق القلوب الحية اليقظة التي تعمل لله عزو جل ولعقابه وناره وعذابه ألف حساب وحساب وهكذا كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضوان الله عليهم أجمعين والتابعون لهم بإحسان في غاية الخوف والوجل مع عظيم ما هم فيه من صحبة حبيب رب العالمين واختيار الله عزو جل لهم أن يكونوا كذلك وشهادة الحبيب صلى الله عليه وسلم لهم بأنهم من أهل الجنة وأنهم خير القرون على الإطلاق إلا أنهم في غاية الحذر والخوف.
أبوبكر الصديق رضي الله عنه وهو خير من صحب الأنبياء ينظر إلى طائر ويغبطه على ما هو فيه ويقول يا ليتني مثلك أسرح وأمرح ولا أحاسب ويمسك بلسانه ويقول هذا الذي أوردني الموارد ويقرأ القرءان ولا يكاد يسمع من خلفه من شدة خوفه وبكاءه رضي الله عنه وأرضاه، وهذا الفاروق عمر رضي الله عنه وأرضاه يمسك تبنة ويقول يا ليتني تبنة تأكلها البهائم وتنتهي ويقول لعبد الله بن عمر بعدما طعن رضي الله عنه ويح أمك ضع خدي على الأرض لعل الله يرحمني وكان يقرأ قول الله عزو جل {إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع} فخر مغشيا عليه ومرض شهرا على إثرها، وهذا ذو النوريين عثمان زوج بنتي رسول الله وصاحب الفضل والإنفاق العظيم في سبيل الله يقول لو أنني بين الجنة والنار أنتظر لأعلم إلى أيتهما أذهب لتمنيت أن أكون رمادا قبل أن أعلم ذلك وهكذا كان علي رضي الله عنه وسائر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم أجمعين وسار على طريقهم التابعون وتابعيهم بإحسان الإمام الحسن البصري كان كثير البكاء ولما سئل عن ذلك قال أخشي أن يطرحني في النار ولا يبالي هؤلاء الأفاضل الأماجد مع جلالة قدرهم يخافون هذا الخوف ونحن الضعفاء المذنبون ولا سبيل للمقارنة بيننا وبين الصحابة والتابعين ولكن ترى العجب العجاب من أناس في غاية اللامبالاة بما هو قادم من أهوال عظيمة سكرات الموت وشدائده والقبر وما فيه من أهوال وشدائد وفتنة سؤال الملكين شديدا الانتهار فينتهرانه ويجلسانه ويقولان له من ربك ما دينك من نبيك وعندها يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت ويجيب الصادق أما المستهتر الذي عاش في غفلة ولهو ولعب ولم يحسب للأمر حسابه ولم يعد للسؤال جوابا فلا يلومن إلا نفسه.
الثواب الجزيل لمن خاف رب العالمين
قال الله عزو جل {إن الذين آمنوا عملوا الصالحات أولئك هم خير البرية جزائهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه} وقد ذكر الحبيب صلى الله عليه وسلم في السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله {ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه} وقد قال الحبيب صلى الله عليه وسلم {عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله} وقال صلى الله عليه وسلم {لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع} ويبلغ الحبيب صلى الله عليه وسلم عن رب العزة جل جلاله أنه قال {وعزتي وجلالي لا أجمع على عبدي خوفين ولا أمنين أبدا إن خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة وإن أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة}
الواجب علينا
أن نفر بأنفسنا وأهلينا وأولادنا ومن جعلهم الله عزو جل تحت رعايتنا وسنسأل عنهم يوم الدين {إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع} نفر بهم جميعا من عذاب الله بحضهم على طاعة الله والبعد عن معصية الله للنجو بهم من سخط الله عزو جل وغضبه وناره وعذابه {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} اللهم اجعلنا نخشاك كأننا نراك وأكرمنا بتقواك اللهم آمين والحمد لله رب العالمين.
أخوكم / كامل الضبع محمد زيدان
يأمرنا رب العالمين جل جلاله أن نخافه وحده لا شريك له فيقول {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين} هذا شرط للإيمان أن يخاف العبد من الله وحده وكل من خاف من شيء هرب منه وأما من خاف من الله عزو جل لا ملجأ ولا منجى ولا مهرب ولا مفر من الله إلا إليه فالسماء سماؤه والأرض أرضه والملك ملكه فأين يذهب العبد وأين المفر ليس له إلا الله يؤمنه ويأخذ بيده إليه ويهديه إلى سواء السبيل.
والخوف من الجليل جل جلاله ربنا العظيم من أهم عبادات القلوب والتي هي أهم وأسرع في وصول العبد إلى مرضات الله عزو جل من عبادات الأبدان وهي متلازمة مع المحبة والرجاء ولابد من تكامل هذه الثلاثة في قلب المؤمن حتى تكتمل عبادته وسعادته وشوقه للقاء الله عزو جل الذي هو أنعم نعيم الدنيا وأنعم نعيم الآخرة هو لقاء الله عزو جل والنظر إلى وجه الله الكريم في جنات النعيم ولكن كما قال العلماء لابد من تغليب جانب الخوف حال الصحة والعافية والشباب وتغليب الرجاء عند المرض وقرب الأجل ولابد وأن يكون الخوف خوفا محمودا وهو الذي يمنع العبد من الوقوع في المعاصي والذنوب ولا يصل بالعبد إلى درجة اليأس والقنوط.
كيف لا نخاف وحبيب رب العالمين صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه {والله إني لأعلمكم بالله وأتقاكم له وأشدكم له خشية} وكان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه الشريفتين وتتورمان من طول الوقوف بين يدي الله عزو جل ويبكي لسماع القرءان من عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ويسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل من شدة خوفه ووجله صلى الله عليه وسلم وكان يقول {لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا لبكيتم كثيرا وما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله تعالى} وكل من كان لله أعرف كان أشد لله خشية وخوفا فالملائكة الكرام عليهم السلام {يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون} والأنبياء والمرسلون {الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبا} والعلماء ورثة الأنبياء{إنما يخشى الله من عباده العلماء} وكما قال العلماء إنما العلم الخشية وربنا جل جلاله حذرنا نفسه في كتابه وخوفنا وآيات العذاب في كتاب الله تمزق القلوب الحية اليقظة التي تعمل لله عزو جل ولعقابه وناره وعذابه ألف حساب وحساب وهكذا كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضوان الله عليهم أجمعين والتابعون لهم بإحسان في غاية الخوف والوجل مع عظيم ما هم فيه من صحبة حبيب رب العالمين واختيار الله عزو جل لهم أن يكونوا كذلك وشهادة الحبيب صلى الله عليه وسلم لهم بأنهم من أهل الجنة وأنهم خير القرون على الإطلاق إلا أنهم في غاية الحذر والخوف.
أبوبكر الصديق رضي الله عنه وهو خير من صحب الأنبياء ينظر إلى طائر ويغبطه على ما هو فيه ويقول يا ليتني مثلك أسرح وأمرح ولا أحاسب ويمسك بلسانه ويقول هذا الذي أوردني الموارد ويقرأ القرءان ولا يكاد يسمع من خلفه من شدة خوفه وبكاءه رضي الله عنه وأرضاه، وهذا الفاروق عمر رضي الله عنه وأرضاه يمسك تبنة ويقول يا ليتني تبنة تأكلها البهائم وتنتهي ويقول لعبد الله بن عمر بعدما طعن رضي الله عنه ويح أمك ضع خدي على الأرض لعل الله يرحمني وكان يقرأ قول الله عزو جل {إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع} فخر مغشيا عليه ومرض شهرا على إثرها، وهذا ذو النوريين عثمان زوج بنتي رسول الله وصاحب الفضل والإنفاق العظيم في سبيل الله يقول لو أنني بين الجنة والنار أنتظر لأعلم إلى أيتهما أذهب لتمنيت أن أكون رمادا قبل أن أعلم ذلك وهكذا كان علي رضي الله عنه وسائر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم أجمعين وسار على طريقهم التابعون وتابعيهم بإحسان الإمام الحسن البصري كان كثير البكاء ولما سئل عن ذلك قال أخشي أن يطرحني في النار ولا يبالي هؤلاء الأفاضل الأماجد مع جلالة قدرهم يخافون هذا الخوف ونحن الضعفاء المذنبون ولا سبيل للمقارنة بيننا وبين الصحابة والتابعين ولكن ترى العجب العجاب من أناس في غاية اللامبالاة بما هو قادم من أهوال عظيمة سكرات الموت وشدائده والقبر وما فيه من أهوال وشدائد وفتنة سؤال الملكين شديدا الانتهار فينتهرانه ويجلسانه ويقولان له من ربك ما دينك من نبيك وعندها يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت ويجيب الصادق أما المستهتر الذي عاش في غفلة ولهو ولعب ولم يحسب للأمر حسابه ولم يعد للسؤال جوابا فلا يلومن إلا نفسه.
الثواب الجزيل لمن خاف رب العالمين
قال الله عزو جل {إن الذين آمنوا عملوا الصالحات أولئك هم خير البرية جزائهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه} وقد ذكر الحبيب صلى الله عليه وسلم في السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله {ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه} وقد قال الحبيب صلى الله عليه وسلم {عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله} وقال صلى الله عليه وسلم {لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع} ويبلغ الحبيب صلى الله عليه وسلم عن رب العزة جل جلاله أنه قال {وعزتي وجلالي لا أجمع على عبدي خوفين ولا أمنين أبدا إن خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة وإن أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة}
الواجب علينا
أن نفر بأنفسنا وأهلينا وأولادنا ومن جعلهم الله عزو جل تحت رعايتنا وسنسأل عنهم يوم الدين {إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع} نفر بهم جميعا من عذاب الله بحضهم على طاعة الله والبعد عن معصية الله للنجو بهم من سخط الله عزو جل وغضبه وناره وعذابه {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} اللهم اجعلنا نخشاك كأننا نراك وأكرمنا بتقواك اللهم آمين والحمد لله رب العالمين.
أخوكم / كامل الضبع محمد زيدان