الخسوف دروس وعبر

أمير محمد محمد المدري
1446/05/08 - 2024/11/10 13:13PM

الخسوف
دروس وعبر
 

الحمد لله رب العالمين، ولي الصالحين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين.

اللهم لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض، وملء ما بينهما، وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد، وكلنا لك عبد، لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد.

 


وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله خاتم الأنبياء، وإمام المتقين وأشرف المرسلين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

 


أما بعد:

فأوصيكم - أيها الناس - ونفسي بتقوى الله تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ﴾ [البقرة: 281]، اتقوا يومًا الوقوف فيه طويل والحساب فيه ثقيل.

 


عباد الله:

إن الأحداث والعبر والمواقف والقصص والمواعظ لا يتعظ بها إلا المؤمن. لا يعتبر منها إلا صاحب القلب السليم والنفس الزكية ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ ﴾ [ق: 37].

 


لا يتأثر بالأحداث والعبر والمواقف والقصص والمواعظ وسرعة الأيام إلا من يخشى الله وعذاب الله.

قال تعالى: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ﴾ [هود: 103].

 


يرى الناس فلاناً تزوج، وبعد شهر من زواجه يموت.. ومن هجروا مناصبهم ليلقوا ربهم بعد أن ذاقوا الموت.. ألا ما أقرب الموت ما أقرب أن يقول الناس مات فلان وهو أنت يا عبد الله.

 


أخي الحبيب:

تزود من التقوى فإنك لا تدري 
إذا جنّ ليل هل تعيش إلى الفجرِ 
فكم من فتًى أمسى وأصبح ضاحكًا 
وقد نُسجت أكفانه وهو لا يدري 
وكم من صغارٍ يُرتجى طول عمرهم 
وقد أُدخلت أجسادهم ظلمة القبرِ 
وكم من عروسٍ زينوها لعرسها 
وقد قُبضت أرواحهم ليلة القدرِ 
وكم من صحيحٍ مات من غير علة 
وكم من سقيمٍ عاش حينًا من الدهرِ 
فمن عاش ألفا ثم ألفين إنه 
ولا بد من يوم يسير إلى القبرِ 

 

 
أين سيأتينا الموت وفي أي مكان؟ يعلم الله... اللهم أحسن ختامنا يا رب العالمين.

﴿ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ﴾ [لقمان: 34]، ﴿ أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُّمُ الْمَوْتُ ﴾ [النساء: 78].

 


أخي الحبيب: «اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك».

 


عباد الله: ما أكثر المواعظ هذه الأيام، قبل أيام وقع خسوف للقمر، والمتأمل يرى أنه ما كان يحدث قديماً خسوف للقمر ويسمع به الناس إلا نادراً، أمّا في زماننا فقد كثُر الخسوف والكسوف والأهوال العظام، فلا بد أن يعتبر المعتبرون ويتعظ المتعظون ويخاف الخائفون.

 


الخسوف آية من آيات الله وهذه الآيات لا يُرسلها الله لنا عبثًا ولا سدى إنما يرسلها تخويفًا لعلنا نخاف، لعلنا نرجع ونعود، يقول الله سبحانه: ﴿ وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴾ [الإسراء: 59].

 


عباد الله: إنّ حكمةَ الله اقتضت أن العبادَ ما عملوا عملاً على خلاف شرع الله إلا وعاقبهم من العقوبات في الدنيا ما يكون فيه اعتبارهم، وما من عقوبةٍ إلا وبينها وبين المعصية تناسبًا ظاهرًا أو باطنًا.

 


هذه الآية رسالة إلى كل عاص، إلى كل مقصر، إلى كل مضيع لأوامر الله: أن لهذا الكون خالقاً مدبراً حكيمًا لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض، يعلم ما كان وما يكون وما سيكون لو كان كيف يكون.

 


إنها رسالة أن تنتبه يا عبد الله من غفلتك من معاصيك فإن لك موقفاً بين يدي الله لا محالة يحاسبك فيه على الصغير والكبير والفتيل والقطمير.

 


إنها رسالة أن هناك ما هو أشد من الخسوف والكسوف والزلازل والبراكين، إنه الموت والسكرات والقبور الموحشات والصراط والميزان والحشر والنشر والوقوف بين يدي رب الأرض السماوات.

 


في هذه الآية - عباد الله -: رسالة أن كل ما في الكون خاضعاً لله خاشعاً له مُطيعاً لأوامره.

قال جل في علاه: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ﴾ [الحج: 18].

 


عباد الله: انظر إلى الكون كله من عرشه إلى فرشه، ومن سمائه إلى أرضه لتتعرف على وحدانية الله، وعظمة الخالق جل في علاه.

 


انظر إلى السماء وارتفاعها، والأرض واتساعها، والجبال وأثقالها والأفلاك ودورانها، والبحار وأمواجها.

 


انظر إلى كل متحركٍ وساكن، والله إن الكل يقر بتوحيد الله ويعلن السجود لله، ولا يغفل عن ذكر مولاه إلا من كفر من الجن والإنس ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

انظر لتلك الشجرة 
ذات الغصون النضرة 
كيف نمت من حبة 
وكيف صارت شجرة 
ابحث وقل: من ذا الذي 
يُخرج منها الثمرة؟! 
ذاك هو الله.. الذي 
أنعمه منهمرة 
ذو حكمةٍ بالغة 
وقدرة مقتدرة 
وانظر إلى الشمس التي 
جذوتها مستعرة 
فيها ضياء وبها 
حرارة منتشرة 
ابحث وقل: من ذا الذي 
يخرج منها الشررة؟! 
ذاك هو الله الذي 
أنعمه منهمرة 
ذو حكمة بالغةٍ 
وقدرة مقتدرة.. 
 

الشمس والبدر من آيات قدرته 
والبر والبحر فيضٌ من عطاياهُ 
الطير سبّحه والوحش مجّده 
والموج كبّره والحوت ناجاهُ 
والنمل تحت الصخور الصم قدّسه 
والنحل يهتف حمداً في خلاياهُ 
والناس يعصونه جهرا فيسترهم 
والعبد ينسى وربى ليس ينساهُ 

 

 
عباد الله: في خسوف والكسوف رسالة أن كل شيء يتغير يتحول ويتغير ويزول إلا الله لا يتغير ولا يحول ولا يزول. ﴿ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ﴾ [القصص: 88].

 


الشمس بقوتها ومجراتها وضوئها تتغير وتكسف ويوم القيامة، قال تعالى: ﴿ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ﴾ [التكوير: 1].

القمر بنوره وجماله يتغير ويخسف ويوم القيامة، قال تعالى: ﴿ فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ ﴾ [القيامة: 7].

الجبال الثابتة الراسية لا بد أن تتغير وتزول، قال تعالى: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِفَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً ﴾ [طه: 105].

 


أغنياء أصبحوا فقراء، فقراء أصبحوا أغنياء، أحياء أصبحوا أمواتاً، أموات أصبحوا أحياء، أصحاء أصبحوا مرضى، مرضى أصبحوا أصحاء، كل شيء يتغير ويزول إلا الله لا يتغير ولا يزول سبحانه: ﴿ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ﴾ [الرحمن: 29].

 


يغفر ذنباً، ويفرج هماً، ويكشف كرباً، ويجبر كسيراً، ويغني فقيراً، ويعلم جاهلاً، ويهدي ضالاً، ويرشد حيران، ويغيث لهفاناً، ويفك عانياً، ويشبع جائعاً، ويشفي مريضاَ، ويعافي مبتلى، ويقبل تائباً، ويجزي محسناً وينصر مظلوماً، ويقصم جباراً ويقيل عثرة، ويستر عورة، ويؤمن روعة.

 


عباد الله: بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم ولسائر المؤمنين فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

 


عباد الله: هذه الآيات والحوادث لا تزيدنا إلا تعظيماً لله وحباً لله وثناءً لله وتوكلاً على الله، فهو القوي وكل قوي غير الله ضعيف، وهو الغني وكل غني غير الله فقير، وهو العزيز وكل عزيز غير الله ذليل، وهو الحي وكل حي غير الله ميت.

 


المؤمِنُ يعتقد أن الله خالقُ هذا الكون، كلّ ما يتحرَّك في السماء وما تمورُ به الأرض كلُّ نسمةِ بَشر وحَرَكة شجر بإذنِ الله تبارك وتعالى، قال الله تعالى: ﴿ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ﴾ [الفرقان: 2].

 


لا يفعل الله شيئًا عَبثًا، لا يفعل شيئًا إلاّ لحكمةٍ ارتضاها، ولا يجرِي في الكون أمرٌ إلا بتدبيره وتقديرِه، قال تعالى: ﴿ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [الأنعام: 59].وبهذا نعلَم أنّ الذي يسيِّر الطبيعةَ ويُسيِّر الكونَ هو الله تبارك وتعالى.

 


أيُّها المسلمون: مِن رحمة الله بالعباد أن يُرسل من حين إلى آخر بعض الآيات الدالة على عظمته وربوبيَّته وجلاله، ليثوب الناس إليه بعد طول فتور، وليخافهُ المذنبون بعد غفلة وغرور، وليُقْلع أهل الشرِّ عن جميع الشرور.

 


قال قتادة: «إن الله تعالى يخوّف الناس بما شاء من الآيات لعلهم يعتبرون ويذكرون ويرجعون».

فالحكمة من إرسال الله بالآيات تخويف العباد لعلَّهم يرجعون.

 


عباد الله: الناس عند حدوث الآيات أصناف ثلاثة:

فمنهم الجاحدون المكذبون كما جحد فرعون وقومه بالآيات التي جاء بها موسى عليه السلام، وفي هؤلاء قال الله تعالى: (﴿ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا ﴾ [الأنعام: 25]، وقال تعالى: ﴿ وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأعراف: 132].

 


ومنهم المعرضون كما قال تعالى: ﴿ وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ ﴾ [الأنعام: 4]، وقال تعالى: ﴿ وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ ﴾ [القمر: 2].

 


وأمَّا المؤمنون الموقنون فهؤلاء هم الذين ينتفعون تمام المنفعة بهذه الآيات، فتحملهم على الخوف والمبادرة إلى التضرع والدعاء والسجود.

 


عباد الله:

كثر الخسوف في هذا العصر لأن المعاصي زادت وكثرت الذنوب وخاصة الربا والزنا وشرب الخمور. إن لذهاب ونقصان ضوء القمر ارتباطًا مباشرًا بأعمال بني آدم وبمعاصي بني آدم، والمعصية شؤمٌ كلها، ولها عواقبها على الأنفس والأهل والمجتمعات والدول، وحتى على الكون.

 


أما شؤمها على العبد فيهون العبد على ربه، وترتفع مهابته من قلوب خلقه، (﴿ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ ﴾ [الحج: 18]، يقول الحسن: «هانوا عليه فعصوه، ولو عزوا عليه لعصمهم».

 


أخرج الإمام أحمد عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه قال: «لما فُتحت قبرص رأيت أبا الدرداء جالساً وحده يبكي، فقلت: يا أبا الدرداء، ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله؟ فقال: «ويحك يا جبير، ما أهون الخلق على الله إذا أضاعوا أمره، بينما هي أمة قاهرة ظاهرة لهم الملك تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى».

 


بسبب الذنوب والمعاصي يكون الهم والحزن، ويكون العجز والكسل وتفشو البطالة، ويكون الجبن والبخل، ويكون غلبة الدين وقهر الرجال.

 


بالمعصية تزول النعم، وتحل النقم، وتتحول العافية، ويستجلب سخط الرب، فكيف لا ينخسف قمر أو ينكسف شمس.

إذا ابتلي العبد بالمعاصي؟! استوحش قلبه وضعف بأهل الخير والصلاح ارتباطه، قال بعض السلف: «إني لأعصي الله فأرى ذلك في خلق امرأتي ودابتي».

 


وأما شؤم الذنوب والمخالفات على المجتمعات فأمر عظيم وخطرٌ جسيم، فكم أُهلكت من أمة، وكم دُمّرت من شعوب، قال تعالى: ﴿ وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ ﴾ [الأنبياء: 11]، وقال جل شأنه: ﴿ كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ * فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ ﴾ [الدخان: 29].

 


بسبب المخالفات تتوالى المحن، وتتداعى الفتن، وترتفع الأسعار، وتتعقد المعيشة، وتكثر المخاوف، وتقل الوظائف، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11].

 


عباد الله: إن بلاداً من بلاد الله الواسعة كانت قائمةً شاخصة، فظلم سُكّانها أنفسهم، فحل بهم أمر الله وسنته، قال تعالى: ﴿ وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ ﴾ [القصص: 58].

 


فعمَّ قومَ نوح الغرق، وأهلكت عادا الريح العقيم، وأخذت ثمود الصيحة، وقلبت على اللوطية ديارهم، فجعل الله عاليها سافلها، وأمطر عليها حجارة من سجيل، فساء مطر المنذرين، قال جل وعلا: ﴿ فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [العنكبوت: 40].

 


إنها الحقيقة الصارخة: ﴿ فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ ﴾ [العنكبوت: 40]، تلكم الذنوب، وتلكم عواقبها، وما هي من الظالمين من أمثالنا ببعيد.

 


ما ظهرت المعاصي في ديار إلا أهلكتها، ولا تمكنت من قلوب إلا أعمتها، ولا فشت في أمة إلا أذلتها، ولا تخلّلت في دولة إلا أسقطتها.

 


هذا وصلوا - عباد الله: - على رسول الهدى فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ﴾ [الأحزاب: 56].

 


اللهم صلِّ وسلّم على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين.

 

 

المرفقات

1731233609_الخسوف دروس وعبر.docx

المشاهدات 27 | التعليقات 0