الخروج للتنزه آداب وأحكام مختصرة وموافقة لتعميم الوزارة29/ 5 / 1444هـ
نجم الدين
الخروج للتنزه ، آداب وأحكام 29 / 5 / 1444هـ
الخطبة الأولى :
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ) (سورة الأحزاب70-71[l1] )
أما بعد:
عبادالله: إن من سماحة الإسلام الترويح عن النفس، ومن ذلك الخروج مع الأهل أو مع الأصدقاء للنزهة والفسحة، وهنا بعض الأمور التي يذكر بها من يخرج لذلك :
فإن كانت مسافة سفر فيؤمروا أحدهم قال صلى الله عليه وسلم ( إذا كان ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم ) رواه أبوداود وحسّنه الألباني
وعليهم أن يعرفوا أحكام الصلاة في السفر، من الجمع والقصر وغيرها.
ومن يخرج للنزهة عليه الاجتهاد في معرفة القبلة واستقبالها في الصلاة، وعدم استقبالها أو استدبارها عند قضاء الحاجة،واجتناب الجحور أن تكون مكان لذلك.واجتناب فعل ذلك في الماء الراكد.
والحرص على الوضوء وعدم الأخذ برخصة التيمم، إلا عند وجود الحاجة لذلك كفقد الماء أو التضرر عند استعماله ، والحرص على أذكار الصباح والمساء والدعاء نزول المكان بما ورد ،قال ﷺ: من نزل منزلاً فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله. رواه أحمد ومسلم
والحرص على الأذان فقد ثبت في الحديث الذي رواه البخاري (فَإِذَا كُنْتَ فِي غَنَمِكَ أَوْ بَادِيَتِكَ فَأَذَّنْتَ لِلصَّلاَةِ، فَارْفَعْ صَوْتَكَ بِالنِّدَاءِ، فَإِنَّهُ: «لاَ يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ المُؤَذِّنِ جِنٌّ وَلاَ إِنْسٌ، وَلاَ شَيْءٌ، إِلَّا شَهِدَ لَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ )
والخروج للبراري فرصة أن يتفكر الإنسان في ملكوت الله فيرى السماء بصفائها ونجومها،وفي الأرض في جبالها وأوديتها. فالتفكر عبادة يؤجر عليها المسلم
وينبغي ألا تخلو أي جلسة من ذكر الله ، قال صلى الله عليه وسلم قال: "ما جَلَس قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ تَعالى فِيهِ ولَمْ يُصَلُّوا على نَبِيِّهمْ فِيهِ إِلاَّ كانَ عَلَيْهِمْ تِرَةٌ، فإنْ شاءَ عَذبهُمْ، وَإنْ شاءَ غَفَرَ لَهُم" رواه الترمذي وصححه الألباني
عبادالله : من يبيت في أماكن التنزه والبراري قد يحتاج إلى غسل الجنابة، وهذا يجب وجوباً ولا تساهل معه مطلقاً،ولا يُلجأ إلى التيمم إلا في حال الضرورة
أيها المسلمون : نزول الغيث من السماء نعمة ، والأجواء الجميلة ، مع الصحة والعافية والأمن نِعَمٌ من الله تعالى فلا ينبغي أن تٌقابلَ هذه النعم بالمعاصي، فتفويت الصلوات حتى خروج وقتها معصية، وأذية من يجلسون بالجوار معصية، ورمي المخلفات وتركها في المكان بعد مغادرته معصية لأن فيها أذية للآخرين، فإذا كانت إماطة الأذى طاعة فإن وضع الأذى معصية، وينبغي أخذ الحيطة وعدم التهور بعبور الأودية والمخاطرة بذلك وقت السيول القوية، وإبعاد الأطفال عن الأماكن الخطرة فكم تسبب التفريط في ذلك في حصول مآس وآلام.
أيها المسلمون: ومادام ولي الأمر منع الاحتطاب والقطع الجائر للأشجار فإن من يفعل ذلك آثم بفعله ذلك ومتعدٍ على ماليس له بحق.
وفقنا الله وإياكم بأن نطيعه حق الطاعة، وأن يجنبنا المعاصي والفتن ما ظهر منها وما بطن، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ، أقول ماتسمعون وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي لا إله إلا هو رب الأولين والآخرين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى سائر الأنبياء، أفضل الصلاة وأتم التسليم. أمابعد:
فياعبادالله إن آداب النوم والاستيقاظ كثيرة لا بد من تذكرها حتى ولو كان المسلم في مكان التنزه والرحلة، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم : إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بٍدَاخِلَةِ إزراه، فإنه لا يدري ما خَلَفَـهُ عليه. أخرجه أحمد ورواه البخاري
وكذلك بعض الناس يوقد النار في البر،لكن عليه إذا أراد النوم أن يطفئها ولو كانت جمرا ويتأكد تماما أنها انطفئت ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن هذه النار إنما هي عدو لكم فإذا نمتم فأطفئوها عنكم رواه البخاري ومسلم
هذا وصلّوا -رحمكم الله- على خير البريّة وأزكى البشريّة محمّد بن عبد الله بن عبد المطلب صاحبِ الحوض والشّفاعة، فقد أمركم الله بأمرٍ بدأ فيه بنفسه، وثنّى بملائكتِه المسبِّحة بقدسه، وحثكم على ذلك أيّها المؤمنون؛ فقال -جلّ وعلا-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا)[الأحزاب:56]؛ اللهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنّك حميد مجيد.
[l1]
المرفقات
1671742724_الخروج للتنزه آداب وأحكام.docx
1671742725_الخروج للتنزه آداب وأحكام.pdf