الختام ونهاية رمضان وأحكام العيد

صالح العويد
1437/09/25 - 2016/06/30 20:11PM

خطبة مجمعة

الْحَمْدُ لِلهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ؛ مُنَزِّلِ الرَّحَمَاتِ، وَمُجِيبِ الدَّعَوَاتِ، وَمُقِيلِ الْعَثَرَاتِ، وَبَاسِطِ الْخَيْرَاتِ، نَحْمَدُهُ حَمْدًا كَثِيرًا، وَنَشْكُرُهُ شُكْرًا مَزِيدًا، فَكَمْ لَهُ عَلَيْنَا مِنْ نِعْمَةٍ؟ وَكَمْ عَفَا عَنَّا مِنْ زَلَّةٍ؟ وَكَمْ أَقَالَ لَنَا مِنْ عَثْرَةٍ؟ وَكَمْ سَتَرَ لَنَا مِنْ غَدْرَةٍ؟ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ لَهُ فِينَا أَلْطَافٌ لَا نَعْلَمُهَا، وَأَغْدَقَ عَلَيْنَا نِعَمًا لَا نَعُدُّهَا، وَدَفَعَ عَنَّا نِقَمًا نَجْهَلُهَا؛ فَهُوَ رَبٌّ لِلْخَلْقِ دَبَّرَهَمُ وَلَمْ يُضَيِّعْهُمْ، سَأَلَهُ المُشْرِكُونَ النَّجَاةَ مِنْ لُجَّةِ الْبَحْرِ فَنَجَّاهُمْ. نَظَرَ إِلَى دُعَائِهِمْ وَاضْطِرَارِهِمْ وَلَمْ يَنْظُرْ إِلَى مَاضِيهِمْ؛ فَسُبْحَانَهُ مِنْ رَبٍّ عَلِيمٍ رَحِيمٍ لَطِيفٍ خَبِيرٍ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْتِمَاسًا لِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، يَرْجُو فِيهَا الْخَيْرَ وَالْبِرَّ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ؛ وَرَاقِبُوهُ فِيمَا بَقِيَ مِنْ هَذِهِ اللَّيَالِي الْعَظِيمَةِ؛ فَإِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالْخَوَاتِيمِ؛ فَأَحْسِنُوا خِتَامَ الشَّهْرِ بِمُضَاعَفَةِ أَعْمَالِ الْبِرِّ، وَالْتَمِسُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ، وَاحْتَسِبُوا فِيهَا الْأَجْرَليلة القدر خير من الف شهر؛ فَإِنَّ «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» فَأَرُوا اللهُ تَعَالَى مِنْ أَنْفُسِكُمْ خَيْرًا تَجِدُوا خَيْرًا.
أيها الصائمون، ما أسرعَ ما تنقضي الليالي والأيام، وما أعجلَ ما تنصرم الشهور والأعوام، وهذه سُنّة الله في الحياة، [كُلُّ شَىْء هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ ٱلْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ] ففي تقلّب الدهر عِبر، وفي تغير الأحوال مدّكر.مضَت ليالٍ غرٌّ بفضائلها ونفحات ربّها، وأوشك باقيها على الرّحيل وكأنّها ضربُ خيال، لقد قطعت بنا مرحلةً من حياتنا لن تعود ألا فسلام الله على شهر الصيام والقيام لقد مر كلمحة برق أو غمضة عين، كان مضمارًا للمتنافسين، وميدانًا للمتسابقين، ألا وإنه راحل لا محالة فشيِّعوه، وتمتعوا فيما بقي من لحظاته ولا تضيِّعوه، ولا ندري هل سندركه مرة أخرى، أم يحول بيننا وبينه هادم اللذات ومفرق الجماعات.
أَيُّهَا النَّاسُ: تَعَلَّقَتْ قُلُوبُ الْعُبَّادِ المُتَهَجِّدِينَ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَتَمَنَّوْا أَنَّهُمْ عَلِمُوا أَيَّ لَيْلَةٍ هِيَ مِنَ الْعَشْرِ، لَا لِيَخُصُّوهَا بِقِيَامٍ فَهُمْ قَدْ يقَومُوا كُلَّ الشَّهْرِ، وَإِنَّمَا لِيُجَاهِدُوا قُلُوبَهُمْ عَلَى الْخُشُوعِ فِيهَا، وَالْفَرَحِ بِهَا، وَاسْتِثْمَارِ كُلِّ لَحْظَةٍ مِنْهَا.
وَهَذِهِ اللَّيْلَةُ من هذا اليوم هي لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ لَيْلَةٌ عَظِيمَةٌ فَاضِلَةٌ، وَهِيَ مِنَ اللَّيَالِي الَّتِي يُرْجَى أَنْ تَكُونَ هِيَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ؛ بَلْ هِيَ فِي كُلِّ عَامٍ مِنْ أَرْجَى اللَّيَالِي؛ وَذَلِكَ لِكَثْرَةِ الْأَحَادِيثِ فِيهَا، مِمَّا يَدُلُّ عَلَى كَثْرَةِ مُوَافَقَةِ لَيْلَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ لِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، حَتَّى أَقْسَمَ مُقْرِئُ الصَّحَابَةِ وَفَقِيهُهُمْ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عَلَى ذَلِكَ؛ كَمَا فِي حَدِيثِ زِرِّ بنِ حُبَيْشٍ -رَحِمَه اللُه تَعَالى- قَالَ: «سَأَلْتُ أُبيَّ بنَ كَعْبٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فَقُلْتُ: إِنَّ أَخَاكَ ابْنَ مَسْعُودٍ يقولُ: مَنْ يَقُمِ الحَوْلَ يُصِبْ لَيْلَةَ القَدْرِ، فَقَالَ: رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى، أَرَادَ أَنْ لَا يَتَّكِلَ النَّاسُ، أَمَا إِنَّهُ قَدْ عَلِمَ أَنَّها فِي رَمَضَانَ، وَأَنَّهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ، وأَنها لَيْلَةُ سَبْعٍ وعِشْرينَ، ثُم حَلَفَ لا يَسْتَثْنِي أَنَّهَا لَيْلَةُ سَبْعٍ وعِشْرينَ، فَقُلْتُ: بِأَيِّ شَيْءٍ تَقُولُ ذَلكَ يَا أَبَا المنْذِرِ؟ قَالَ: بالْعَلامَةِ أَوْ بِالآيَةِ الَّتي أَخْبَرنَا رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَّها تَطْلُعُ يَوْمَئذٍ لا شُعَاعَ لها» رَوَاهُ مُسْلِمٌ. وَفِي رِوَايَةٍ لأَحْمَدَ: «أَنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ غَدَاةَ إِذْ كَأَنَّها طَسْتٌ لَيْسَ لَها شُعَاعٌ». وَفِي رِوَايةٍ لِلتِّرْمِذِيِّ قَالَ أُبَيٌّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: «وَاللهِ لَقَدْ عَلِمَ ابنُ مَسْعُودٍ أَنَّها في رَمَضَان، وأَنَّها لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرينَ، ولَكِنْ كَرِهَ أَنْ يُخبِرَكُمْ فَتَتَّكِلُوا».
فَمَذْهَبُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، وَعَلَى ذَلِكَ أَقْسَمَ، وَتَبِعَهُ فِي ذَلِكَ تِلْمِيذُهُ زِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى- حَتَّى قَالَ: «لَوْلَا سُفَهَاؤُكُمْ لَوَضَعْتُ يَدَيَّ فِي أُذُنَيَّ فَنَادَيْتُ: أَنَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ سَبْعٌ وَعِشْرُونَ، نَبَأُ مَنْ لَمْ يَكْذِبْنِي، عَنْ نَبَأِ مَنْ لَمْ يَكْذِبْهُ، يَعْنِي: أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» رَوَاهُ أَحْمَدُ وَصَحَّحَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ.
وَقَالَ زِرٌّ أَيْضًا عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ: «كَانَ عُمَرُ، وَحُذَيْفَةُ، وَنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَشُكُّونَ أَنَّهَا لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، تَبْقَى ثَلَاثٌ» رَوَاهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ.
وَمِمَّنْ رَوَى أَحَادِيثَ فِي لَيْلَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ تُثْبِتُ أَنَّهَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ: مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ، وَابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ: فاستلِفِوا الزمن وغالِبوا الهوى، واجعَلوا لكم في بقيّة الليالي مدَّخرًا فإنّها أنفس الذّخر، واغتنِموا آخرَ ساعاتِه بالدّعاء، ففي رمضانَ كنوزٌ غالية، وسلِوا الكريمَ فخزائِنه ملأى ويداه سحَّاء الليل والنّهار، وودِّعوا شهرَكم بكثرةِ الإنابة والاستغفار وقيامٍ لله مخلصٍ في دُجى الأسحار، فلحظاتُ رمضانَ الأخيرة نفيسة، ، وافتَحوا صفحةً مشرقة مع مولاكم، يا أرباب الذنوب العظيمة، الغنيمةَ الغنيمةَ في هذه الليالي الكريمة، فمن أعتق فيها من النار فقد فاز ـ والله ـ بالجائزة العظيمة، والمنحة الجسيمة،!
إخوة الإيمان، لقد كان السلف الصالح رحمهم الله يجتهدون في إتقان العمل وإتمامه، ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله ويخافون من رده،(والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة انهم إلى ربهم راجعون) . يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (كونوا لقبول العمل أشد اهتمامًا منكم بالعمل، ألم تسمعوا إلى قول الله عز وجل: إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْمُتَّقِينَ [المائدة:27]؟!) ويقول مالك بن دينار رحمه الله: "الخوف على العمل ألا يُتقبل أشد من العمل" وقال فضالة بن عبيد رحمه الله: "لو أني أعلم أن الله تقبل مني حسنة واحدة لكان أحب إلي من الدنيا وما فيها" عباد الله، شهركم عزم على النقلة، ونوى الرحلة، وهو ذاهب بأفعالكم، شاهداً لكم أو عليكم بما أودعتموه، فيا ترى تراه يرحل حامد الصنيع أو ذاماً التضييع؟!! فمن كان أحسن فعليه بالتمام، ومن كان فرّط فليختتم بالحسنى فالعمل بالختام. فيا من أعتقه مولاه من النار، إياك ثم إياك أن تعود بعد أن صرت حرًا إلى رق الأوزار، فاللهَ اللهَ في الثبات والاستمرار على الأعمال الصالحة في بقية أعماركم، واصلوا المسيرة في عمل الخير، لتفوزوا برضا المولى جل وعلا، واعلموا أنه لئن انقضى شهر رمضان المبارك فإن عمل المؤمن لا ينقضي إلا بالموت، ومن علامة قبول الحسنة الحسنة بعدها، ورب الشهور واحد، وهو على أعمالكم رقيب وشاهد، وبئس القوم: لا يعرفون الله إلا في رمضان.
عباد الله، استودعوا شهركم عملاً صالحًا يشهد لكم عند الملك العلام، ولقد شرع لكم مولاكم في ختام شهركم أعمالاً عظيمة، تسدُّ الخلل، وتجبر التقصير، وتزيد المثوبة والأجر، ، ففُرضت عليكم صدقة الفطر طهرة من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين ففي البخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: (فرض رسول الله زكاة الفطر صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير، على العبد والحر والذكر والأنثى والكبير والصغير من المسلمين). وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس من صلاة العيد، فيجب على المسلم إخراجها عن نفسه، وعمن تلزمة نفقته من الزوجة والأولاد والأبوين، ويستحب اخراجها عن الجنين، ومقدارها الواجب صاع من البر، أو الشعير، أو الأقط، أو التمر، أو الزبيب، ويجزى غيرها مما يطعمه الناس كالأرز ونحوه. والأفضل إخراجها ما بين صلاة الفجر وصلاة العيد، وإن إخرجها قبل العيد بيوم أو يومين جاز، تخرج في المكان الذي فيه الصائم، ولا بأس أن يوكل من يخرجها عنه في بلده إذا كان مسافراً خاصة عند وجود المصلحة الراجحة، والمنفعة الظاهرة.

ترحلت يا شهر الصيام بصومنا#وقد كنت أنواراً بكل مكان
لئن فنيت أيامك الزهر بغتة#فما الحزن من قلبي عليك بفان
عليك سلام الله كن شاهداً لنا#بخير رعاك الله من رمضان

بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم ونفعني وإياكم بمافيه من الآيات والذكرالحكيم أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين والمسلمات من كل الآثام والخطيئات، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه كان للأوابين غفورًا.












الخطبة الثانية

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وبفضله ترفع الدرجات وتكفر السيئات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له قاضي الحاجات، العالم بالخفايا والمكنونات، وأشهد أن نبينا محمدًا عبد الله ورسوله سيد البريات، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه أولي الفضل والمكرمات، والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما دامت الأرض والسماوات.
أما بعد:
عباد الله إذا مد الله في أعماركم ، وأدركتم يوم عيدكم ، فاشكروا الله بإكمال عدة شهركم .كبروا ربكم ، ، واخرجوا يوم عيدكم فرحين بفضل الله ورحمته ، شاكرين لنعمته ، ومجتنبين ما يسخطه . واعلموا أن للعيد سنناً وآداباً يحسن ذكرها والعمل بها . فمن سنن العيد:
1- التكبير ، ابتداء من دخول ليلة العيد وانتهاءً بصلاة العيد . قال الله تعالى : " ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون " .وصيغة التكبير أن يقول: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد .يجهر به الرجال في المجامع والأسواق والبيوت ، وتسر به النساء
2- الاغتسال لصلاة العيد والتطيب ولبس أحسن الثياب وليحذرالرجال الإسبال .
3- الأكل قبل الخروج من المنزل على تمرات أو غيرها قبل الذهاب لصلاة العيد ، ويسن أن يأكلهن وتراً
4- الذهاب من طريق إلى المصلى والعودة من طريق آخر
5- اصطحاب النساء والأطفال والصبيان دون استثناء كما كانت سنته صلى الله عليه وسلم وحذارمن تبرج النساءوحضورهن لصلاة العيد فيفتن أويفتن وكذلك لا تمس طيبا كما نهى عن ذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
6- الاستماع إلى خطبة العيد .
7- التهنئة بالعيد فعن جبير بن نفير قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد ، يقول بعضهم لبعض : تقبل منا ومنك ، قال الحافظ ابن حجر: اسناده حسن .
هذا، واعلموا - رحمكم الله - أن من خير أعمالكم وأزكاها عند مليككم كثرة صلاتكم وسلامكم على الرحمة المهداة والنعمة المسداة، نبيكم محمد بن عبد الله كما أمركم بذلك ربكم جل في علاه فقال تعالى قولاً كريمًا: إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً [الأحزاب:56].اللهم صل وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء وعن آل بيت نبيك الطيبين الطاهرين وعن أزواجه أمهات المؤمنين وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بمنك وكرمك وعفوك وإحسانك يا أرحم الراحمين.اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح اللهم أئمتناوولاة أمورنا اللهم وفقهم لما تحب وترضى ، وخذ بناصيتهم للبر والتقوى اللهم واحفظ إمامنا ووفقه لهداك واجعل عمله في رضاك اللهم وانصر به دينك وأعل به كلمتك ياسميع الدعاء اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، والموت راحة لنا من كل شر. اللهم ادفع عنا الغلا والربا والزناوالزلازل والمحن وسوءالفتن ماظهرمنهاومابطن، عن بلدناوسائربلاد المسلمين اللهم أصلح أحوالناوأحوال المسلمين اللهم أغني فقرائناوأشبع جوعانا واهدضالناواشف مرضاناوفرج همومناواقض ديونناوارحم اللهم موتانااللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات اللهم اجبركسرقلوبناعلى فراق شهرنا اللهم أعده عليناأعواماعديدة وأزمنة مديدة في حياة طيبة سعيدة اللهم اجعلنا ممن قبلت صيامه وقيامه ووفرت أقسامه وغفرت له زلـله وإجرامه وقبلت منه ليلة القدرعلى قلة أعماله اللهم أعتق رقابناورقاب والديناوزوجاتناوذرياتناعن الناروالمسلمين أجمعينربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين،اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار عباد الله:إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ والإحسان وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه وفضله يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون
المشاهدات 1203 | التعليقات 0