الْحُوثِيُّونَ تَارِيخٌ أَسْوَدٌ وَحَاضِرٌ مُظْلِمٌ 14 جماد ثاني 1436هـ

محمد بن مبارك الشرافي
1436/06/12 - 2015/04/01 17:54PM
الْحُوثِيُّونَ تَارِيخٌ أَسْوَدٌ وَحَاضِرٌ مُظْلِمٌ 14 جماد ثاني 1436هـ(1)
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ؛ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا . وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ إِقْرَارًا بِهِ وَتَوْحِيدًا . وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا مَزِيدًا.
أَمَّا بَعْدُ : فَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ خُطْبَةَ الْجُمْعَةِ جُعِلَتْ لِتَثْقِيفِ النَّاسِ فِي عَقِيدَتِهِمْ وَلِتَوْضِيحِ دِينِهِمُ الصَّحِيحَ وَتَحْذِيرِهِمْ مِنَ الْفَسَادِ فِي العَقِيدَةِ وَالعَمَلِ، وَتَحْذِيرِهِمْ مِنْ فِرَقِ الضَّلَالِ ، وَإِنَّ مِنَ الْفِرَقِ الضَّالَّةِ التِي حَانَ الْوَقْتُ لِكَشْفِ عَقِيدَتِهِمْ وَبَيَانِ انْحِرَافِهِمْ الْحُوْثِيِّيِنَ ، تِلْكَ الْفِرْقَةُ الْبَاطِنِيَّةُ الرَّافِضِيَّةُ .
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : إِنَّ أُصُولَ هَذِهِ الفِرْقَةِ تَعُودُ فِي الأَصْلِ إَلَى الشِّيَعَةِ الذِينَ خَرَجَ أَوَّلُهُمْ فِي خِلَافَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْه.
وإِنَّ الْمُؤَسِّسَ الحَقِيقِيَّ لَهُمْ هَوِ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَبِأٍ اليَهُودِيُّ , وَكَانُوا فِي أَوَّلِ الأَمْرِ يُفَضِّلُونَ آلَ البَيْتِ وَهُمْ عَلِيٌّ وَبَنُوهُ عَلَى سَائِرِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ , ثُمَّ تَطَوَّرَ أَمْرُهُمْ سُوءاً حَتَّى قَالُوا : إِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ اغْتَصَبُوا الخِلَافَةَ مِنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ , ثُمَّ ازْدَادَ ضَلَالُهُمْ وَانْحَرَفُوا انْحِرَافاً عَظِيماً مَعَ تَطَاوُلِ السِّنِينَ .
أَيُّهَا الـمُسْلِمُونَ : وِمِنْ أَبْرَزِ عَقَائِدِهِمْ : أَنَّ الصَّحَابَةَ كَلَّهُمْ كَفَّارٌ إِلَّا ثَلَاثَةَ عَشَرَ مِنْهُمْ, وَأَنَّ القُرَّآنَ نَاقِصٌ وَأَنَّ القرآن الكَامِلَ لَدَيْهِمْ هُمْ فَقَط , وَيُسَمُّونَهُ (مِصْحَفُ فَاطِمَةَ) يَعْنُونَ بِنْتَ النَّبِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا , وَمِنْ عَقَائِدِهِمْ : الاسْتِغَاثَةُ بِآلِ البَيْتِ فِي الشَّدَائِد , وِلِذَلِكَ يَصِحُيونَ بِأَعْلَى أَصَواتِهِمْ يَا حُسَيْن يَا حُسَيْن , يَا عَلِيُّ يَا زَهْرَاء , وَهَذَا هُوَ الشِّرْكُ الأَكْبَرُ الذِيْ حَذَّرَتْ مِنْهُ جَمِيْعُ الكُتُبِ السَّمَاوِيَةُ . وَمِنْهَا : أَنَّهُمْ يَلْعَنُونَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضَيَ اللهُ عَنْهُمَا , بَلْ يَجْعَلُونَ سَبَّهُمْ مِنْ أَذْكَارِ الصَّبَاحِ وَالْمَسَاء , وَمْنَ عَقَائِدِهِمْ أَنَّ عَائِشَةَ رَضَيَ اللهُ عَنْهَا زَانِيَة , مَعَ أَنَّ اللهَ بَرْأَهَا فَي القُرْآنَ , وَلَكِنَّهُمْ فِي غَيِّهِمْ يَعْمَهُونَ . وَهُمْ فِرَقٌ وَأَحْزَابٌ بَعْضُهَا شَرٌّ مِنْ بَعْض .
وَأَمَّا الحُوثِيُّونَ فَهُمْ فِي الأَصْلِ قَبِيلَةٌ يَمَنِيَةٌ وَكَانُوا عَلَى مَذْهَبِ الزَّيْدِيَةِ الذِيْ كَانَ قَرِيباً إِلَى حَدٍّ مَا مِنْ أَهْلِ السُنَّة , وَالخِلَافُ بَيْنَهُمْ فِي بَعْضِ الْمَسَائِلِ بِخِلَافِ بَقِيَّةِ فِرْقِ الشِّيَعَة , ثُمَّ إِنَّهُ فِي بِدَايَةِالتِّسْعِينِيَّاتِ قَبْلَ حَوَالَيْ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةٍ مِنْ الآنَ خَرَجَتْ فِي مُحَافَظَةِ صَعَدَةَ باليمن حَرَكَةٌ تِنْظِيمِيَّةٌ أَطْلَقَتْعَلَى نَفْسِهَا (الشَّبَابَ الْمُؤْمِنَ) كَانَ مِنْ أَبْرَزِ مُؤَسِّسِيهَا بَدْرُ الدِّينِ الحُوثِيُّ، ثُمَّ تَوَلَّىرِئَاسَتَهَا ابْنُهُ حُسَيْنُ بنُ بَدْرُ الدِّينِ الْحُوثِيُّ ، وَكَانَ نَشَاطُ هَذَا التَّنْظِيمِ فِي بِدَايَاتِهِ فِكْرِيَّاً يَهْدِفُإِلَى تَدْرِيسِ الْمَذْهَبِ الزَّيْدِيِّ الذِي كَانَ كَمَا قُلْنَا : قَرِيبَاً مِنْ مَذْهَبِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَكَانُوا يَتَرَضَّوْنَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا .
ثُمَّ حَصَلَ انْشِقَاقٌ وَمُنَافَرَةٌ بَيْنَ عُلَمَاءِالزَّيْدِيَّةِ مِنْ جِهَةٍ وَبَيْنَ بَدْرِ الدِّينِ الْحُوثِيِّ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى بِسَبَبِ آرَاءِ الْحُوثِيِّ الْمُخَالِفَةِلِلزَّيْدِيَّةِ؛ وَمْنَهَا : دِفَاعُهُ الْمُسْتَمِيتُ وَمَيْلُهُ الْوَاضِحُ لِمَذْهَبِ الشِّيعَةِ الإِمَامِيَّةِ الاثْنَي عَشْرِيِّةِوَتَصْحِيحِهِ لِبَعْضِ مُعْتَقَدَاتِهِمْ، فَأَصْدَرَ عُلُمَاءُ الزَّيْدِيَّةِ بَيَاناً تَبَرَّؤُوا فِيِه مِنَ الْحُوثِيِّوَآرَائِهِ .
عِنْدَهَا اضْطَرَّ الْحُوثِيُّ لِلْهِجْرَةِ إِلَى إِيَرَانَ، وَعَاشَ هُنَاكَ عِدَّةَ سَنَوَاتٍتَغَذَّى فِيهَا مِنَ الْمُعْتَقَدِ الصَّفَوِيِّ وَازْدَادَتْ قَنَاعَتُهُ بِالْمَذْهَبْ الإِمَامِيِّ الاثْنَيْ عَشْرِيِّ، وَفِيعَامِ 1422هـ عَادَ الْحُوثِيُّ إِلَى بِلَادِهِ، وَعَادَ لِتَدْرِيسِ أَفْكَارِهِ الْجَدِيدَةِ وَالتِي مِنْهَا: لَعْنُ الصَّحَابَةِ وَتَكْفِيرُهُمْ، وَوُجُوبُ أَخْذِ الخُمُسِ، وَغَيْرِهَا مِنَ الْمَسَائِلِ التِي وَافَقَ فِيهَا مَذْهَبَالشِّيعَةِ الإِمَامِيِّةِ، وَفِي تِلْكَ الأَثْنَاءِ أَيْضَاً كَانَتِ الْحَرَكَةُ الْحُوثِيَّةُ تُرْسِلُ أَبْنَاءَ صَعَدَةَ إِلَى إِيَرَانَ لِلدِّرَاسَةِ فِي الْحَوْزَاتِ الْعِلْمِيَّةِ فِي قُمَّ وَالنَّجَفِ؛ لِتُعِبِّئَهُمُ الْعَمِائِمُ الصَّفْوَيِّةُ هُنَاكَ أَنَّ كُلَّحُكُومَةٍ غَيْرَ وِلَايَةِ الْفَقِيه النَّائِبَةِ عَنِ الإِمَامِ الْمُنْتَظَرِ هِيَ حُكُومَةٌ غَيْرُ شَرْعِيَّةٍ وَلا مُعْتَرَفٍبِهَا، وَلِهَذَا كَانَ الْحُوثِيُّونَ يَكْرَهُونَ الْحُكُومَةَ الْيَمَنِيَّةَ فَانْدَلَعَتْحُرُوبٌ خَمْسَةٌ بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ كَلَّفَتْ بِلَادَ اليْمَنِ آلافَ الأَرْوَاحِ وَخَسَائِرَ مَالِيَّةًكُبْرَى.
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ : الظُّرُوفُ الاقْتِصَادِيَّةُ وَالاجْتِمَاعِيَّةُ التِي يُعَانِي مِنْهَا الْيَمَنُ،وَالدَّعْمُ الصَّفَوِيُّ الْعَسْكِرِيُّ وَالْمَالِيُّ - كَانَ مِنْ أَهَمِّ الْأَسْبَابِ التِي جَعَلَتْ هَذِهِ الْحَرَكَةَ تَبْرُزُ عَلَىالسَّاحَةِ فِي سَنَوَاتٍ قَلائِلَ، فَضْلاً عَنِ الشِّعَارَاِت الرَّنَّانَةِ التِي كَانَ يَرْفَعُهَا الْحُوثِيُّونَ؛كَشِعَارِ (الْمَوْتُ لِأَمْرِيكَا ، الْمَوْتُ لِإِسْرَائِيلَ ، لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْيَهُودِ) ، وَغَيْرِهَا مِنَ الشِّعَارَاِت الْخَدَّاعَةِوَالتِي أَكْسَبَتْهُمْ تَعَاطُفَاً كَبِيراً بَيْنَ أَبْنَاءِ الْيَمَنِ، وَهَذِهِ إِحْدَى الْحِيَلِ الرَّافْضِيَّةِ فِي كَسْبِتَعَاطُفِ الشُّعُوبِ الإِسْلَامِيَّةِ الْمَقْهُورَةِ.
قَالَ أَهْلُ العِلْمِ : إِنَّ الْحَرَكَةَ الْحُوثِيَّةَتَنْتَسِبُ فِي أَصْلِهَا إِلَى الْفِرْقَةِ الْجَارُودِيَّةِ وَهِيَ أَشَدُّ الْفِرَقِ الزَّيْدِيَّةِ غُلُوًّاوَشَطَطَاً وَالتِي مِنْ عَقِيدَتِهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَصَّ عَلَىإِمَامَةِ عَليِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَنَّهُ الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِهِ ، وَأَنَّ الصَّحَابَةَ كَفَرُوا بِتَرْكِهِمْ بَيْعَةَ عَلِيِّ بْنِ أَبِيطَالِبٍ بِالْخِلَافَةِ ، وَلِذَلِكَ فَمِنْ أَبْرَزِ عَقَائِدِهِمْ تَكْفِيرُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
هَذَا أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ اعْتِقَادُهُمْ فِي خِيَارِ الأُمَّةِ ، بَيْنَمَا دِينُنَا مَبْنَاهُ عَلَى إِعْزَازِ الصَّحَابَةِ وَإِجْلَالِهِمْ ، لِأَنَّهُمْ حَمَلَةُ الدِّينِ وَحُمَاةُ الشَّريِعَةِ ، يَقُولُ اللهُ تَعَالَى{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِرُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِوَرِضْوَانًا}
وَأَثْنَى عَلَيْهِمْ بِقَوْلِهِ{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِالْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِيقُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا}
إِنَّ جِيْلَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ جِيلٌ فَرِيدٌ فِيإِيمَانِهِ وَجِهَادِهِ، وَعِلْمِهِ وَعَمَلِهِ، بِذَلُوا الْمُهَجَ وَالْأَرْوَاحَ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَخْلَصُوا دِينَهُمْللهِ، فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا، وَاللهُ يُحِبُّالصَّابِرِينَ.
يَقُولُ أَبُو زُرْعَةِرَحِمَهُ اللهُ : إِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ يَنْتَقِصُ أَحْدَاً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَفَاعْلَمْ أَنَّهُ زِنْدِيقٌ ، وَقَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللهُ : إِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ يَذْكُرَ أَحَدَاً مِنَالصَّحَابَةِ بِسُوءٍ فَاتَّهِمْهُ عَلَى الإِسْلَامِ .
وَأَمَّا لِمَاذَا يَحْنَقُهَؤُلاءِ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِالأَخَصِّ؛ فِلَأَنَّ الْفَارُوقَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ هُوَ الذِي أَطْفَأَ نَارَ الْمَجُوسِ وَأَسْقَطَعُرُوشَ الْفُرْسِ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : إِنَّ هَذِهِ الْفِرْقَةَ الْخَبِيثَةَ لَيَسْتَ أَوَّلَ فِرْقَةٍ شِيعِيَّةٍ أَقْلَقَتِ الْمُسْلِمِينَ شُعُوبَاً وَحُكُّامَاً ، بَلْ إِنَّهَا سَبَقَتْهَا فِرَقٌ ضَالَّةٌ مُنْحَرِفَةٌ عَانَى مِنْهَا الْمُسْلِمُونَ عَبْرَ تَارِيخِهِمْ؛ كَحَرَكَةِ الْقَرَامِطَةِ، وَالْحَرَكَةِالْعُبَيْدِيَّةِ، وَالصَّفَوِيَّةِ، وَغَيْرِهَا مِنَ الْحَرَكَاتِ التِي أَذَاقَتِ الْمُسْلِمِينَ الْوَيْلاتِ ، وَأَدْخَلَتْأَهْلَ الإِسْلَامِ فِي صِرَاعَاتٍ دَاخِلِيَّةٍ مَرِيرَةٍ ، فَمَا هَذِهِ الْحَرَكَةُ إِلَّا امْتِدَادٌ لِتِلْكَ الْحَرَكَاتِالْبَاطِنِيَّةِ جَاءَتْ اسْتِجَابَةً لِلصَّوْتِ الصَّفَوِيِّ الذِي دَعَا لِتَصْدِيرِ الثَّوْرَةِ الْمَزْعُومَةِ فِي مَشَارِقِالأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : إِنَّ دَوْلَةَإِيَرَان هِيَ الدَّاعِمُ الرَّئِيسِيُّ لِهَذِهِ الْحَرَكَةِ التِي سَعَتْ لِاحْتِلَالِ الْيَمَنِ وَالتَّمَدُّدِ إِلَى مَا حَوْلَهُ ، حَتَّى مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَيَزْعُمُونَ أَنَّهُا مُحْتَلَّةٌ مِنَ أَهْلِ السُّنَّةِ ، وَأَنَّ الأَحَقَّ بِهَا هُمْ ، ثُمَّ الْقَنَوَاتُ الشِّيعِيَّةُ الْفَضَائِيَّةُأَيْضَاً تَقِفُ مَعَ الْحَركَةِ الْحُوثِيَّةِ وَتُظْهِرُهُمْ مَظْهَرَ الْمَظْلُومِ.
وَالْوَقاَئِعُ تَنْطِقُبِهَذَا الْمَكْرِ الْكُبَّارِ، وَلَعَلَّ مِنْ أَوَاخِرِهَا تَصْرِيحَاتِ قَادَةِ إِيَرَانَ وَتَحْذِيرَهِمْ لِدُوَلِ الْجِوَارِ مِنَالتَّدَخُّلِ فِي شُؤُونِ الْيَمَنِ .
وَنَقُولُ: سُبْحَانَ اللهِ ! وَهَلْ تَسْلِيحُ إِيرَانَ لِجَمَاعَةِ الْحُوثِيِّ الْمَارِقَةِوَدَعْمُهَا لا يُعَدُّ تَدَخُّلاً فِي الشُّؤُونِ الدَّاخِلِيَّةِ الْيَمَنِيَّةِ؟!
فَهَلْ سَيَسْمَحُ الْفُرْسُبِتَدَخُّلِ الْحُكَومَاتِ السُّنِّيَّةِ لِحِمَايَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ فِي إِيَرَانَ مِنَ الْبَطْشِالصَّفَوِيِّ فِي الأَحْوَازِ وَغَيرِهَا؟
نَسْأَلُ اللهُ تَعَالَى أَنْ يَنْصُرَنَا عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيْنَا، وَأَنْ يَرُدَّ كَيْدَالرَّوَافِضِ فِي نُحُورِهِمْ، وَأَنْ يُخَلِّصَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ شَرِّهِمْ وَفِتَنِهِمْ، وَأَنْ يَضْرِبَ عَلَيْهِمْذُلَّاً وَهَوَانَاً مِنْ عِنْدِهِ، وَمَنْ يُهِنِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا،وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتِغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّهُ رَحِيمٌوَدُودٌ.


الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى عَبْدِهِالْمُصْطَفَى، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اجْتَبَى.
أمَّا بَعْدُ : فَإِنَّ بِلادَنَا الْمَمْلَكَةَ حَرَسَهَا اللهُ الْغَنِيَّةَ بِثَرَوَاتِهَا ، وَالْغَالِيَةَ بِمُقَدَّسَاتِهَا كَانَتْ وَلا زَالَتْ هَدَفَاً لِلأَطْمَاعِاْلفَارِسِيَّةِ وَالتَّوَسُّعَاتِ الإِيرَانِيَّةِ ، وَكَمْ أَطْلَقُوا مِنَ التَّهْدِيدَاتِ وَالْوَعِيدِ بِاحْتِلَالِ بِلَادِنَا ، وَدُوَلِ الْخَلِيجِ الْعَرَبِيِّ الذِي يُسَمُّونَهُ الْخَلِيجَ الْفَارِسِيَّ ، وَلِذَلِكَ جَاءَتْ هَذِهِ الْعَاصِفَةُ التِي قَادَتْهَا الْمَمْلَكَةُ مَعَ شَقِيقَاتِهَا مِنْ بِلَادِ الإِسْلَاِم رَدَّاً عَلَى دَوْلَةِ الصَّفَوِيِّينَ إِيَرَان وَذِرَاعِهَا فِي الْمَنْطِقَةِ: الْحُوثِيِّينَ .
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : إِنَّ التَّارِيخَ يَنْطِقُ أَنَّ هَؤُلاءِ الرَّوَافِضَ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ صَفْحَةٌ بَيْضَاءُمَعَ أَهْلِ الإِسْلَامِ، وَلَمْ تَكُنْ لَهُمْ فُتُوحَاتٌ عَبْرَ التَّارِيخِ تُذْكَرُ، وَإِنَّمَا هُمْ خَنْجَرٌ يَطْعَنُ فِيظَهْرِ الأُمَّةِ.
فَمَنِ الذِي سَلَّمَ الْقُدْسَ بَعْدَ عُمَرَ لِلنَّصَارِىالصَّلِيبِيِّن ؟ وَمَنِ الذِي سَرَقَ الْحَجَرَ الأَسْوَدَ وَاغْتَصَبَهِ فِي الأَحْسَاءِ ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَسَنَة ؟ وَمَنِ الذِي كَانَ سَبَباً فِي سُقُوطِ الْخِلَافَةِ الإِسْلَامِيَّةِ الْعَبَّاسِيَّةِ؟ سِلْسِلَةٌ طَوِيلَةٌ مِنَ الْمُؤَامَرَاتِ وَالدَّسَائِسِ وَالْخِيَانَاتِ.
إِنَّهَاالْحَرَكَاتُ الْبَاطِنِيَّةُ الرَّافِضِيَّةُ التِي أَنْشَأَتْ فِرَقًا لِلْمَوْتِ فِي العِرَاقِ وَسُورِيَا وَلَكِنْ عَلَى أَهْلِ السُّنَّةِ ، وَكُلُّذَنْبِهِمْ أَنْ تَرَضَّوْا عَنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
ثُمَّ إِنَّ هَؤُلاءِ لَدَيْهِمْ تَنَاقُضَاتٍ عَجِيبَةً فَهُمْ يُعْلِنُونَ الْبَرَاءَةَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَيَلْعَنُونَ إِسْرَائِيلَ وَأَمْرِيكَا وَيَصِفُونَهَابِالشَّيْطَانِ الْأَكْبَرِ، وَفِي الْخَفَاءِ يَتَعَاوَنُونَ مَعَهُمْ .
أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَرُدَّ كَيْدَهُمْ فِي نُحُورِهِمْ وَأَنْ يَكْفِيَ الْمُسْلِمِينَ شَرَّهُمْ , كَمَا أَسْأَلُهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَنْصُرَ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى هَؤُلاءِ الْمُشْركِينَ , اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلاةَ أُمُورِنَا , اللَّهُمَّ وَفِّقْ خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ وَنَائِبَهُ لِمَا تُحِبَّهُ وَتَرْضَاهُ , اللَّهُمَّ سَدِّدْ آرَاءَهُمْ وَصَوِّبْ عَمَلَهُمْ , وَأَصْلِحْ بِطَانَتَهْمُ , وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ , وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

(1)استفد كثيرا من خطبة سابقة للشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل جزاه الله خيرا
المرفقات

الْحُوثِيُّونَ تَارِيخٌ أَسْوَدٌ وَحَاضِرٌ مُظْلِمٌ 14 جماد ثاني 1436هـ.doc

الْحُوثِيُّونَ تَارِيخٌ أَسْوَدٌ وَحَاضِرٌ مُظْلِمٌ 14 جماد ثاني 1436هـ.doc

المشاهدات 3420 | التعليقات 2

جزاك الله خيرا ونفع بعلمك


جزاك الله خيرا ونفع بعلمك