الحوثيون بين الخطر والواجب

ثابت الأهدل
1433/01/28 - 2011/12/23 06:35AM
الحَمْدُ للهِ العَلِيمِ الحَكِيمِ؛ قَسَّمَ الأَرْزَاقَ، وَضَرَبَ الآجَالَ، وَقَدَّرَ المَقَادِيرَ؛ )وَخَلَقَ كُلَّ شَيء فَقَدَّرَهُۥ تَقدِيرا( فَلاَ حَذَرَ يُنْجِي مِنْ قَدَرِهِ، وَلا خَوْفَ يَرُدُّ قَضَاءَهُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، نَحْمَدُهُ عَلَى نِعَمِهِ وَآلاَئِهِ، وَنَشْكُرُهُ عَلَى عَطَائِهِ وَإِحْسَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ أَخْبَرَ بِمَا كَانَ وَمَا يَكُونُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ مِنَ الْمِحَنِ وَالفِتَنِ وَالمَلاحِمِ؛ فَوَقَعَ مَا أَخْبَرَ بِهِ كَمَا أَخْبَرَ، فَكَانَ ذَلِكَ دَلِيلَ صِدْقِهِ، وَعَلاَمَةً عَلَى نُبُوَّتِهِ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ
أَمَّا بَعدُ ، فَأُوصِيكُم ـ أَيُّهَا النَّاسُ ـ وَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}
1-أَيُّهَا النَّاسُ: مِنْ أَعْظَمِ مَا ابْتُلِيَتْ بِهِ هَذِهِ الأُمَّةُ الخَاتِمَةُ المُبَارَكَةُ ظُهُورُ النِّفَاقِ وَالمُنَافِقِينَ فِيهَا، وَتَأْثِيرُهُمْ فِي مَاضِيهَا وَحَاضِرِهَا، وَتَلْوِيثُهُمْ لِتَارِيخِهَا، وَإِعَاقَتُهُمْ لِانْتِصَارَاتِهَا وَفُتُوحِهَا، وَمُمَالَأَتُهُمُ الأَعْدَاءَ عَلَيْهَا؛ حَتَّى لاَ تَكَادُ تُوجَدُ فَتْرَةٌ مِنْ تَارِيخِ المُسْلِمِينَ؛ عَزَّ فِيهَا سُلْطَانُهُمْ، وَاتَّسَعَتْ دَوْلَتُهُمْ، وَانْتَصَرُوا فِي حُرُوبِهِمْ، وَخَضَعَ لَهُمْ أَعْدَاؤُهُمْ إِلاَّ قَامَ المُنَافِقُونَ بِمُهِمَّتِهِمْ؛ فَأَفْسَدُوا النَّصْرَ، وَاتَّصَلُوا بِالعَدُوِّ، وَكَادُوا المَكَائِدَ، وَغَدَرُوا بِالإِسْلامِ وَأَهْلِهِ، وَهُوَ ابْتِلاَءٌ أَصَابَ المُسْلِمِينَ فِي كُلِّ بُقْعَةٍ مِنَ الأَرْضِ، وَلَمْ يَخْلُ مِنْهُ قَرْنٌ مِنَ القُرُونِ السَّالِفَةِ.
=ومِن أَشهَرِهَا وَأَنكَرِهَا وَأَخطَرِهَا ، وَأَلَدِّهَا لأَهلِ الحَقِّ عِدَاءً وَبُغضًا ، وَأَشَدِّهَا بِأهلِ السُّنَّةِ تَرَبُّصًا وَفَتكًا ، تِلكُمُ الفِرقَةُ الرافضة المُسَمَّاةُ زُورًا بِالشِّيعَةِ ، وَإِنَّمَا هِيَ في حَقِيقَتِهَا نَبتَةٌ يَهُودِيَّةٌ خَبِيثَةٌ ، سَقَتهَا دِمَاءُ كَربَلاءَ وَالجَمَلِ وَصِفِّينَ ،
2-عباد الله، عداوة الرافضة لأهل السنة شديدة، وتلك العداوة والبغض متأصلة في نفوسهم منذ أن اعتنقوا عقيدة التشيع الفاسدة أصلا ومنهجًا، ولا عجب؛ فإن الحية لا تلد إلا حية، ومن يستقرئ التاريخ فإنه يجد المآسي والمجازر التي أقامها الشيعة ضدّ أهل السنة وتحالفهم مع أعداء الإسلام أشهر من أن يذكر.
=وفي ذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: "الشيعة ترى أن كفر أهل السنة أغلظ من كفر اليهود والنصارى؛ لأن أولئك عندهم كفار أصليون، وهؤلاء مرتدون، وكفر الردة أغلظ بالإجماع من الكفر الأصلي".
3-إن للشيعة الروافض مواقف خيانة غادرة بأهل السنة، سجلها التاريخ عليهم في مصادره الوثيقة، ويكفي أن أذكرك ـ أخي السامع ـ بخيانة ابن العلقمي وإسقاط الدولة العباسية.
=وَلم تَزَلْ أَحقَادُهَا تُشَبُّ في عَاشُورَاءَ مِن كُلِّ عَامٍ ، في مَنَاحَاتٍ يَهرَمُ فِيهَا الكَبِيرُ وَيُرَبىَّ عَلَيهَا الصَّغِيرُ ، تُشَقُّ فِيهَا الثِّيَابُ وَالجُيُوبُ ، وَتُلطَمُ الصَّدُورُ وَالخُدُودُ ، وَيُحلَقُ وَيُصلَقُ وَيُتَوَعَّدُ وَيُتَهَدَّدُ ، في بُكَاءٍ وَصُرَاخٍ وَعَوِيلٍ ، وَإِلفٍ لِمَشَاهِدِ الدِّمَاءِ تَسِيلُ ، وَتَغَنٍّ بِالانتِقَامِ وَحُلمٍ بِالثَّأرِ . إِنَّهُمُ الرَّافِضَةُ ، سَرَطَانُ الأُمَّةِ وَمَرَضُهَا العُضَالُ ، خَدَعُوا بِالتُّقيَةِ حَتى العُلَمَاءَ ، فَتَأَلَّفُوا عَلَى بَاطِلِهِم قُلُوبَهُم ، وَأَعمَوا عَنِ الحَقِّ عُيُونَهُم ، حَتى شَغَلُوا الأُمَّةَ عَشَرَاتِ السِّنِينَ بِدَعَوَاتِ التَّقرِيبِ بَينَ أَهلِ السُّنَّةِ وَالرَّافِضَةِ ، مُتَنَاسِينَ أَنَّهُ وَمُنذُ أَنِ انتَصَرَ المُسلِمُونَ في مَعرَكَةِ القَادِسِيَّةِ عَلَى أَجدَادِ الرَّافِضَةِ مِنَ الفُرسِ المَجُوسِ ، وَمُنذُ أَن أَسقَطُوا المَدَائِنَ الَّتي كَانَت عَاصِمَةَ مُلكِهِم ، وَهُم يَحمِلُونَ الحِقدَ في نُفُوسِهِم وَتَمتَلِئُ بِالغَيظِ صُدُورُهُم ، غَيرَ أَنَّهُم بَدؤُوا بِالثَّأرِ مُبَكِّرِينَ ، فَقَتَلَ أَبُو لُؤلُؤَةَ المَجُوسِيُّ الخَلِيفَةَ الرَّاشِدَ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنهُ ـ ، ثم ظَهَرَ عَبدُاللهِ بنُ سبأٍ اليَهُودِيُّ ، فَادَّعَى الإِسلامَ ظَاهِرًا مَعَ كُفرِهِ بَاطِنًا ، وَلم يَزَلْ حَتى أَلَّبَ الثُّوَّارَ عَلَى ثَالِثِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ عُثَمَانَ بنِ عَفَّانَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنهُ ـ فَقَتَلُوهُ ، ثم مَا زَالَ حَتى جَعَلَ عَلِيًّا ـ رَضِيَ اللهُ عَنهُ ـ إِلَهًا ، وَلَمَّا استَنكَرَ عَلَيهِ عَلِيٌّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنهُ ـ وَعَلَى فِرقَتِهِ مَقَالَتَهُم وَنَفَاهُ وَحَرَّقَ قَومَهُ بِالنَّارِ ، طَفِقَ الخَبِيثُ يَكِيدُ لِلمُسلِمِينَ ، وَيَشُبُّ بَينَهُمُ الفِتَنَ وَيُوقِعُ المَعَارِكَ ، وَلَمَّا اجتَمَعَت كَلِمَتُهُم عَلَى يَدِ سَيِّدِ شَبَابِ أَهلِ الجَنَّةِ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنهُ ـ إِذْ تَنَازَلَ لِمُعَاوَيَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنهُ ـ بِالخِلافَةِ ، تَخَلَّى الشِّيعَةُ عَنِ الحُسَينِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنهُ ـ وَأَسلَمُوهُ ، فَقُتِلَ في يَومِ عَاشُورَاءَ ،
=ثم مَا زَالُوا بَعدُ يَكِيدُونَ لِلمُسلِمِينَ وَيُؤَسِّسُونَ لِحَربِهِم ، فَظَهَرَ القَرَامِطَةُ في الأَحسَاءِ وَالبَحرَينِ ، وَنَشَأَتِ الزَّيدِيَّةُ في اليَمَنِ ، وَقَامَت دَولَةُ العُبَيدِيِّينَ الرَّافِضِيَّةُ في مِصرَ وَالمَغرِبِ ، وفي القَرنِ الرَّابِعِ ظَهَرَتِ الدَّولَةُ البُوَيهِيَّةُ الرَّافِضِيَّةُ في الدَّيلَمِ . وَقَد كَانَ لِكُلٍّ مِن تِلكَ الفِرَقِ وَالدُّوَلِ نَصِيبٌ مِن عِدَاءِ أَهلِ السُّنَّةِ ، فَالقَرَامِطَةُ قَتَلُوا الحُجَّاجَ في المَسجِدِ الحَرَامِ في إِحدَى السَّنَوَاتِ في يَومِ التَّروِيَةِ ، وَاقتَلَعُوا الحَجَرَ الأَسوَدَ مِن مَكَانِهِ وَأَبقَوهُ بِحَوزَتِهِم في الأَحسَاءِ أَكثَرَ مِن عِشرِينَ عَامًا ، وَالبُوَيهِيُّونَ أَظهَرُوا الفَسَادَ في بَغدَادَ ، وَتَجَرَّأَ السُّفَهَاءُ في عَهدِهِم عَلَى شَتمِ الصَّحَابَةِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنهُم ـ وَكَانَ مِن أَمرِهِم أَن أَمَرُوا بِإِغلاقِ الأَسوَاقِ في يَومِ عَاشُورَاءَ وَعَطَّلُوا البَيعَ ، وَظَهَرَتِ النِّسَاءُ نَاشِرَاتٍ لِشُعُورِهِنَّ يَلطِمنَ في الأَسوَاقِ وَأَمَّا العُبَيدِيُّونَ المُسَمَّونَ زُورًا بِالفَاطِمِيِّينَ ، فَقَد كَانَ أَبرَزُ حُكَّامِهِمُ الحَاكِمَ بِأَمرِ اللهِ ، الَّذِي ادَّعَى الأُلُوهِيَّةَ ، وَعَزَمَ مَرَّتَينِ عَلَى نَبشِ قَبرِ النَّبيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ـ وَنَقلِهِ إِلى مِصرَ ،
=وَأَمَّا خِيَانَةُ الرَّافِضَةِ العُظمَى لِلمُسلِمِينَ وَبَلِيَّتُهُم الكُبرَى عَلَيهِم ، فَقَد حَصَلَت بِقِيَادَةِ نُصَيرِ الدِّينِ الطُّوسِيِّ وَابنِ العَلقَمِيِّ الرَّافِضِيَّينِ ، حَيثُ تَعَاوَنَا مَعَ التَّتَارِ وَأَدخَلُوهُم بِلادَ الإِسلامِ ، فَقُتِلَ بِسَبَبِهِم أَكثَرُ مِن مِليُوني مُسلِمٍ في بَغدَادَ وَحدَهَا ، وَسَقَطَتِ الدَّولَةُ العَبَّاسِيَّةُ السُّنِّيَّةُ ،
=وَخَرَجَتِ الفِرقَةُ النُّصَيرِيَّةُ الخَبِيثَةُ ، وَالَّتي مَا زَالَ إِخوَانُنَا في سُورِيَّةَ يَذوقُونَ الأَمَرَّينِ مِنهَا إِلى اليَومَ وغير ذلك كثير وكثير
4-ومن الدول التي نالها هذا الخطراليمن قديماً وحديثاً ولقد تابعنا كيف برز في[font="] [/font]الأيام الأخيرة بشكل مخيف الحوثيون واتضحت نواياهم الخبيثة وأطماعهم التوسعية[font="] [/font]وانفتاح شهيتهم للسيطرة على أكبر قدر من المديريات والمحافظات مستغلين الأوضاع[font="] [/font]المتأزمة ومعتمدين على الانتصارات الموهومة التي حققوها على الجيش المنهوك[font="] [/font]المخدوع[font="].[/font]
=فبعد الحرب[font="] [/font]السادسة بان حقدهم الكبير وبدءوا في التوسع والتمدد[font="] [/font]ونشر النقاط العسكرية وأذلوا أهل السنة واستعبدوهم وأشرعوا السجون[font="] [/font]والمعتقلات لإسامتهم فيها سوء العذاب وأخرجوهم من أراضيهم بل وأحرقوا مساجدهم[font="] [/font]وأخرجوهم منها بالقوة ونهبوا أموالهم وسفكوا دمائهم وهدموا بيوتهم وحاصروا قراهم[font="] [/font]ومدنهم[font="].[/font]
=فأعجب الرافضة بأنفسهم واغتروا بقوتهم بعد أن[font="] [/font]رأوا هزالة هذه الجيوش وضعفها وخورها فأخذوا يعدون عدتهم لحرب الشعوب السنية تحركهم[font="] [/font]في ذلك أطماع عقدية وآمال مجوسية لتحقيق حلم قيام الدولة الفارسية فها هي إيران[font="] [/font]اليوم تتهيأ لحرب عدوها الأول أهل السنة الذين ليس لهم عدو سواهم ولم يشنوا حرباً[font="] [/font]حقيقية إلا عليهم[font="] [/font]ففي إيران[font="] [/font]نفسها يسومون أهل السنة سوء[font="] [/font]العذاب ويمنعوهم حتى من بناء المساجد مع أن الأديان والملل الأخرى هناك مسموح لها[font="] [/font]بأن تبني ماتريد من معابد ودور للعبادة إلا أهل السنة[font="].[/font]
وفي العراق[font="] [/font]قتلوا مئات الألوف وهجّروا الآف[font="] [/font]العائلات واغتالوا أهل العلم والكفاءات وانتهكوا أعراض العفيفات وتجاوزت جرائمهم[font="] [/font]جرائم الأمريكان واليهود[font="].[/font]
وفي سوريا[font="] [/font]تشاهدون مايمارسه النظام الطائفي الدروزي الباطني من[font="] [/font]ممارسات يعجز اللسان عن تصويرها والبنان عن تسطيرها وما زالت الدماء تجري هناك[font="] [/font]أنهاراً وبلغ الحقد والكره والعدوان مبلغه وفاق الطغيان[font="] [/font]الوصف[font="].[/font]
وفي[font="] [/font]لبنان[font="] [/font]يعاني أهل السنة منهم الأمرين على يد حزب اللات[font="] [/font]وضاقت بهم الأرض ولم يرقب الشيعة فيهم إلا ولا ذمة[font="].[/font]
وفي أفغانستان[font="] [/font]ظهرت حقيقتهم وأظهروا أنه لا عداء بينهم وبين أحد إلا أهل السنة[font="] [/font]حيث رحبوا بالقوات الصليبية وجاءوا على ظهور الدبابات الأمريكية ليشاركوهم في إسقاط[font="] [/font]الدولة السنية المتمثلة في حكومة طالبان الإسلامية[font="].[/font]
كذلك تحركاتهم الحثيثة[font="] [/font]في عدد من دول الخليج تساندهم في ذلك إيران الفارسية ويتلقون[font="] [/font]الأوامر من قم وطهران والنجف الأشرك وكربلاء المنجسة[font="].[/font]
=إن خطرهم على السنة وأهلها[font="] [/font]عظيم[font="] [/font]فقلوبهم تغلي بالحقد الدفين على[font="] [/font]أهل السنة الذين يصفونهم بالنواصب والوهابية ويفتيهم آياتهم ومراجعهم ورءوس ضلالتهم[font="] [/font]بوجوب قتلهم يقول شيخ[font="] [/font]الإسلام ابن تيمية رحمه الله "ولهذَا السَّببِ يُعاونُونَ الكُفَّارَ على الجمهُور[font="] [/font]منَ المسلمين، ويُعاونُونَ التتار، وهُم كَانوا من أعظمِ الأسبابِ في خروجِ جنكيز[font="] [/font]خان مَلكِ الكفار إلى بلاد الإسلام، وفي قدومِ هولاكو إلى بلادِ العراق، ....)
5=فماذا تقول هذه العصابات الحوثية ومؤسِّسوها عن صفوة الأمة وسابقيها؟ اسمع إلى شيء من أقوالهم وجسارتهم على أفضل وخير جيلٍ، يقول العجوز الحوثي بدر الدين صاحب كتاب "الإيجاز في الرد على فتاوى الحجاز وعلى عبدالعزيز بن باز"، يقول: "أنا عن نفسي أُؤمِن بتكفيرهم"؛ يعني: أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- ويقول ابنه حسين الحوثي الهالك: "واحترامًا لمشاعر السنة في داخل اليمن وخارجها كُنَّا نسكت مع اعتقادنا أنهما - أي: الشيخين أبا بكر وعمر- مخطئون عاصون ضالُّون".
وقال -أيضًا- في أحد خطاباته ما نصه: "الأمة في كل سنة تهبط نحو الأسفل من جيل بعد جيل إلى أن وصلت تحت أقدام اليهود من عهد أبي بكر إلى الآن".
وقال هذا الحوثي -لا رحمه الله-: "معاوية سيئة من سيئات عمر، وأبو بكر واحد من سيئاته، وعثمان واحد من سيئاته".
ويواصل هذا الرافضي حديثَه وتجنِّيه وتسافُلَه على خِيار الأمة، فكبُرت كلمةً تخرج من لسانه حين قال: "السلف الصالح هم مَن لعب بالأمة، وهم مَن أسس الظلم في الأمة وفرَّق الأمة؛ لأن أبرز شخصية تلوح في ذهن مَن يقول السلف الصالح يعني بهم: أبا بكر وعمر وعثمان، ومعاوية وعائشة، وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة، وهذه النوعية الفاشلة هم السلف الصالح".
6-عباد الله[font="] [/font]ربما يقول البعض أن مسألة الحوثيين[font="] [/font]مسألة تتعلق كثيراً وترتبط بشمال اليمن ولا علاقة لنا هنا بهم في[font="] [/font] بقية اليمن ولكن الحقيقة الجلية التي ظهرت هي أن أطماع الحوثيين لا تقتصر على شمال[font="] [/font]اليمن فقط وإنما تمتد أطماعهم إلى الاستيلاء على الجزيرة العربية بأسرها[font="] [/font]ويطمحون لجعل أهل السنة أقلية مستضعفة لتمرير مخططاتهم الصفوية عليهم للسيطرة عليهم[font="] [/font]وإخضاعهم لهم وإنا لنخشى أن مايحدث لأهل السنة اليوم في دماج وصعدة والجوف وعمران[font="] [/font]من حصار وتشريد وتضييق وهدم للبيوت وأخذ للمساجد وتحويلها إلى حسينيات رافضية وثنية[font="] [/font]سيكون غداً في أراضينا ومناطقنا إن لم نأخذ حذرنا من هذا الخطر القادم والعدو[font="] [/font]الداهم لأنهم لا يشعرون بالانتماء إلى أمة العرب العظيمة وإنما يفتخرون بالانتماء[font="] [/font]والارتباط فكراً وسلوكاً وشعوراً وشعاراً بأصحاب العمائم السوداء يوالونهم ويصومون[font="] [/font]معهم ويعيدون بأعيادهم ويأخذون بأرائهم وينتظرون توجيهاتهم يقول الله سبحانه وتعالى[font="] {[/font]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ[font="] [/font]انْفِرُوا جَمِيعًا} ويقول {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ[font="] [/font]آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا[font="]}.[/font]
=وَالوَاجِبُ عَلَى أَهلِ هَذِهِ البِلادِ الاعتِصَامُ بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ، وَلُزُومُ جماعَةِ المُسلِمِينَ وَإِمَامِهِم ، وَالحِرصُ عَلَى وِحدَةِ أَهلِ السُّنَّةِ وَائتِلافِهِم ، وَالحَذرُ مِنَ التَّنَازُعِ وَالاختِلافِ بَينَهُم ، عَمَلاً بِقَولِ اللهِ ـ جَلَّ وَعَلا ـ : " وَاعتَصِمُوا بِحَبلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا " وَقَولِهِ ـ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ـ : " تَرَكتُ فِيكُم أَمرَينِ لَن تَضِلُّوا مَا إِنْ تَمَسَّكتُم بهما : كِتَابَ اللهِ وَسُنَّتي " رَوَاهُ الحَاكِمُ وَغَيرُهُ وَحَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ . بَارَكَ اللهُ لي وَلَكُم في القُرآنِ وَالسُّنَّةِ ...
الثانية
1-من يدعم جماعة الحوثيين؟ ومن صنعهم؟ الذي يدعم الحوثيين هو النظام الملالي في إيران (نظام الخميني)؛ بهدف تصدير الثورة وإقامة حركات انفصالية في قلب البلاد العربية على غرار لبنان والعراق، حيث تدعمهم إيران بالسلاح والمال والتدريب والإعلام والدعم السياسي.
=فالمتتبع للأحداث لا يجد بالغ عناء في اكتشاف التواطؤ الإيراني ومحاولة زعزعة المنطقة ككل، وليس اليمن فقط، فاليمن والعراق جزء من مخطط فارسي كبير.
=والصراع الذي يحدث في اليمن اليوم ما هو في الحقيقة إلا مخطط شيعي إيراني ينفذ بأيدي الحوثيين لنشر التشيع الرافضي في جزيرة العرب وطعن بلاد التوحيد في الظهر، والله سبحانه يقول: وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ .
2-واسألوا التاريخ:مَن الذي سلَّم القدس بعد عمر للنصارى الصليبين؟!
مَن الذي سرق الحجر الأسود واغتصبه في الأحساء اثنين وعشرين سنة؟!
مَن الذي كان سببًا في سقوط الخلافة الإسلامية العباسية؟!
مَن الذي عاق الفتوحات العثمانية في قلب أوروبا وطعنها من الخلف؟! مَن...؟! ومَن...؟! سلسلة طويلة من المؤامرات والدسائس والخيانات.
إنها الحركات الباطنية الرافضية التي أنشَأت فِرَقًا للموت ولكن على أهل السنة، وكل ذنبهم أن يترضَّوا عن أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم-.
=َاعلَمُوا أَنَّهُ يَجِبُ عَلَى أَهلِ السُّنَّةِ جَمِيعًا حُكَّامًا وَمَحكُومِينَ ، عُلَمَاءَ وَمُفَكِّرِينَ ، وَقَادَةً وَعَامَّةً ، أَن يَتَصَدَّوا لِهَذِهِ الفِرقَةِ الخَبِيثَةِ ، وَأَن يَعلَمُوا أَنَّ هُنَالِكَ مُخَطَّطًا رَافِضِيًّا يُرَوَّجُ لَهُ لإِسقَاطِ أَهلِ السُّنَّةِ ، وَمِمَّا ظَهَرَ مِن أَجزَائِهِ شِرَاءُ الأَرَاضِي في مُدُنِ أَهلِ السُّنَّةِ ، وَهُوَ الأَمرُ الَّذِي أَفتى عُلَمَاؤُنَا بِعَدَمِ جَوَازِهِ ، فَالحَذَرَ الحَذَرَ ، وَلا تَكُنِ الدُّنيَا عِندَ أَحَدِنَا أَهَمَّ مِن دِينِهِ وَعَقِيدَتِهِ ، وَعَلَينَا الالتِفَافُ حَولَ العُلَمَاءِ الرَّبَّانِيِّينَ وَالدُّعَاةِ الصَّادِقِينَ وَخَاصَّةً في أَزمِنَةِ الفِتَنِ ، فَقَد قَالَ ـ تَعَالى ـ : {وَإِذَا جَاءَهُم أَمرٌ مِنَ الأَمنِ أَوِ الخَوفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَو رَدُّوهُ إِلى الرَّسُولِ وَإِلى أُولي الأَمرِ مِنهُم لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَستَنبِطُونَهُ مِنهُم}
=وَإِنَّ لَنَا فِيمَا حَصَلَ في لِبنَانَ عَلَى يَدِ حَرَكَةِ أَمَلٍ الرَّافِضِيَّةِ قَبلَ أَكثَرَ مِن عِشرِينَ عَامًا مِن قَتلٍ ذَرِيعٍ لِلمُسلِمِينَ وَمَا حَصَلَ في العِرَاقِ مِن تَعَاوُنِ الرَّافِضَةِ مَعَ دَولَةِ الكُفرِ وَرَائِدَةِ الطُّغيَانِ ، وَمَا يَحصُلُ الآنَ في سُورِيَّةَ مِن حَربِ النُّصَيرِيَّةِ عَلَى أَهلِ السُّنَّةِ ، إِنَّ لَنَا في ذَلِكَ لِعِبرَةً ، فَلْنَتَّقِ اللهَ ـ أَهلَ السُّنَّةِ ـ وَلْنَحذَرْ هَؤُلاءِ وَإِن أَظهَرُوا غير ما يخفون ، فَوَاللهِ إِنَّهُم لَيَدِينُونَ بِالوَلاءِ لِدَولَةِ الرَّفضِ إِيرَانَ ، فَلْنَنتَبِهْ وَلْنَنْصُرِ اللهَ بِنَصرِ دِينِهِ وَالمُؤمِنِينَ بِهِ ، وَلْنُبشِرْ بَعدَ ذَلِكَ بِنَصرِ اللهِ لَنَا حَيثُ قَالَ ـ سُبحَانَهُ {وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ . الَّذِينَ إِن مَكَّنَّاهُم في الأَرضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالمَعرُوفِ وَنَهَوا عَنِ المُنكَرِ وَللهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ}
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، وانصر عبادك الموحدين، اللهم عليك بالرافضة والمنافقين والعلمانيين، اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك ولا يؤمنون بوعدك، وخالف بين كلمتهم، وألق في قلوبهم الرعب، وألق عليهم رجزك وعذابك إله الحق
المشاهدات 2492 | التعليقات 2

جزاك الله كل خير أخي الفاضل على هذه الخطبة الرائعة الموفقة وزادك الله توفيقاً وتسديداً ، وبما أنه قد مضى على هذه الخطبة الرائعة فترة لا بأس بها ، فلعلك أخي الحبيب تمتعنا بخطب أخرى مشابهة تتحدث عن الرافضة عموماً والحوثيين خصوصاً ، لا سيما وهم اليوم - في بلادنا - أقوى من ذي قبل ، وأكثر انتشاراً ، وضعاف الإيمان ومعدومي الضمائر يتهافتون عليهم تهافت الفاراش على النار ، نسأل الله لك جزيل الأجر ووافر المثوبة ، وحمى الله أمتنا وبلادنا من كيد الفجار وشر الأشرار . والسلام عليكم ورحمة الله .


بارك الله فيك لقد أحسنت القول وأصبت الرأي وأنا أقول للتابع لهم كيف ينسى أو يتناسى هذا التاريخ المظلم ولو أمعن الناس لا أقول في تاريخهم القديم بل في حياتهم الحالية وما فيها من إجرام ووحشية وفساد وشرك وبدع لكان كافيا لا أقول في تركهم بل في الوقوف ضدهم ومحاربتهم.