الحوثيون الضلالة والجريمة

أبو عبد الله الأنصاري
1433/09/16 - 2012/08/04 05:45AM
حديثنا اليوم - أيها الكرام - عن ذلك الورم الخبيث الناتئ في جسد أمتنا اليمنية المسلمة ، حديثنا اليوم عن الحوثيين الخارجين على هدي الأمة وجماعتها ، المنحرفين عن عقيدة المسلمين الواضحة إلى عقائد الرافضة الطاعنين على صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فشاقوا الله ورسوله ، وخرجوا عن سبيل المؤمنين ، وانتحلوا أفكارا غريبة عن الأمة ، وعقائد ضالة بعيدة عن الدين :
- نعم يا معاشر الناس إن أبرز ضلالات الحوثيين وانحرافاتهم : طعنهم وسبهم أصحابَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ووقيعتهم فيهم بالبغي والأذى ، إنهم يُضللون من زكاهم القرآن ، ويسبون من أثنى عليهم رب العالمين سبحانه وتعالى ، فالله تعالى يقول في صحابة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم : ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم ) .
- لقد بين لنا تعالى شأن أولئك الأخيار من المهاجرين والأنصار وأخبرنا سبحانه بثنائه عليهم ومدحته لهم ثم أخبرنا عن واجب الذين يأتون من بعدهم وذلك في الثلاث الآيات من سورة الحشر حيث يقول جل وعلا أولاً في شأن المهاجرين خاصة : ( لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ) فسماهم صادقين ، ثم قال تعالى في الأنصار : ( وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) فسماهم مفلحين ، ثم بين سبحانه ما يجب على من يأتي بعدهم من محبتهم والثناء عليهم وسلامة الصدر عليهم فقال تعالى : ( وَالَّذِينَ جَاؤُو مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ) ، يقول الإمام البغوي رحمه الله تعالى في تفسيره عند قوله عز وجل: { وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ } يعني التابعين وهم الذين يجيئون بعد المهاجرين والأنصار إلى يوم القيامة ثم ذكر أنهم يدعون لأنفسهم ولمن سبقهم بالإيمان بالمغفرة فقال: { يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلا } غشًا وحسدًا وبغضًا، { لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } من كان في قلبه غِلّ على أحد من الصحابة ولم يترحم على جميعهم فإنه ليس ممن عناه الله بهذه الآية لأن الله تعالى رتب المؤمنين على ثلاثة منازل: المهاجرين والأنصار والتابعين الموصوفين بما ذكر الله، فمن لم يكن من التابعين بهذه الصفة كان خارجًا من أقسام المؤمنين.
- كفى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثناء الله عليهم بقوله : ( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ) ، وقوله تعالى : ( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ) . فعلم سبحانه ما في قلوبهم من الإيمان والصدق فزاكهم بذلك وأثنى عليهم به وسجل هذه التزكية والثناء في كتابه يتلوها كل مسلم فيعرف لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قدرهم ومنزلتهم .
- يا معاشر الناس : لقد فاجأ اليمنيين ما جاء في مذكرات وملازم الهالك حسين بدر الدين الحوثي التي يطعن فيها في أعداد غفيرة من الصحابة ومن المبشرين بالجنة وفي أفضل هذه الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنه يطعن ويتبرأ من أبي بكر وعمر وعثمان بل ويطعن في عرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالطعن في زوجته الحصان الرزان العالمة الفقيهة المبشرة بالجنة وبرفقة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الجنة عائشة بنت أبي بكر عليها رضوان الله تعالى ، عائشة التي قال لها زوجها صلى الله عليه وآله وسلم : ( أمَا تَرْضَينَ أن تكوني زوجَتي في الدنيا والآخرة؟! )، قالتْ: بَلَى، قال: ( فأنت زوجتي في الدنيا والآخرة ) .
- قال محمد بن الحسين الآجري رحمه الله : لقد خاب وخسر من أصبح وأمسى وفي قلبه بغض لعائشة رضي الله عنها أو لأحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو لأحد من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرضي الله عنهم أجمعين ونفعنا بحبهم .
صحابة هادينا وأعلام ديننا ... تُسب بلا ذنب جَنَتْهً ولا وزر
أكان جزاءَ المصطفى سبُّ جنده ... وأزواجه ظلما وأصحابه الطُّهْر
- متى يقبل من شخص أن يدعي محبة شخص ما وهو يطعن عليه في عرضه وشرفه ، الطعن في العرض الذي هو أغلى ما يملكه المرء :
أصون عرضي بمالي لا أدنسه لا بارك الله بعد العرض بالمال
- فكيف إذا كان هذا العرض هو عرض محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟!
- إن الطعن في صحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأزواجه هو في الحقيقة طعن في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بطريق غير مباشر كما قال الإمام عبد الله بن مصعب في الذين يشتمون الصحابة : إنما هم قوم أرادوا رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم فلم يجدوا أحداً من الأمة يتابعهم على ذلك فيه ، فشتموا أصحابه رضي الله عنهم ، ما أقبح بالرجل أن يصحب صحابة السوء ، فكأنهم قالوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صَحِب صحابة السَّوء ، وقال أبو نعيم : لا يبسط لسانه فيهم إلا من سوء طويته في النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته والإسلام والمسلمين.
- يا معاشر الناس كم أثنى المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم على الصحابة الأطهار بأعطر الثناء وأكمله وبيَّن منزلتهم وشرفهم وقرر فضيلتهم على من سواهم وأخبر بغفران الله لهم ورضاه عنهم فمن ذلك حديث عن عمران بن حصين قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم " . متفق عليه .
- وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة".
- وفيهما عن جابر قال : كنا يوم الحديبية ألفا وأربعمائة . قال لنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم : " أنتم اليوم خير أهل الأرض " .
- وفيهما عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( وما يدريك لعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة )، وفي رواية ( اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ) ، فاغرورقت عينا عمر.
- وفي البخاري عن رفاعة قال : جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : " ما تعدون أهل بدر فيكم " . قال : " من أفضل المسلمين " قال : " وكذلك من شهد بدرا من الملائكة " .
- وأمر صلى الله عليه وآله وسلم بإكرامهم فقال كما في حديث عمر رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " أكرموا أصحابي فإنهم خياركم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يظهر الكذب..) الحديث .
- يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : « إن الله عز وجل نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وآله وسلم خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه وبعثه برسالته ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد صلى الله عليه وآله وسلم فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه صلى الله عليه وآله وسلم يقاتلون عن دينه » .
- ويقول رضي الله عنه وأرضاه : من كان متأسيا فليتأس بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا وأقومها هديا وأحسنها حالا قوم اختارهم الله لصحبه نبيه وإقامة دينه فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوا آثارهم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم .
- وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الطعن عليهم والوقيعة فيهم كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم و لا نصيفه ) .
- وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " دعوا لي أصحابي ، فوالذي نفسي بيده لو أنفقتم مثل أحد أو مثل الجبال ذهبا ما بلغتم أعمالهم " رواه أحمد وصححه الألباني .
- وروى الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : " من سب أصحابي ، فعليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين " حسنه الألباني .
- وروى الطبراني عن ابن مسعود رضي الله عته أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( إذا ذكر أصحابي فأمسكوا وإذا ذكرت النجوم فأمسكوا وإذا ذكر القدر فأمسكوا ) وصححه الألباني .
- وصح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، فلَمقام أحدهم ساعة يعني مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خير من عمل أحدكم أربعين سنة .
- وكان ابن عمر يقول : لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم فلَمقام أحدهم ساعة خير من عمل أحدكم عمره . حسنه الألباني.
- قَالَ شيخ البخاري عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ : لَوْ أَنَّ الرُّومَ سَبَوْا مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِنَ الرُّومِ إِلَى الْحِيلَةِ ثُمَّ رَدَّهُمْ رَجُلٌ فِي قَلْبِهِ شَيْءٌ عَلَى أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم مَا قَبْلَ اللَّهُ مِنْهُ ذَلِكَ.
الخطبة الثانية
- معاشر الناس : يقول الإمام أحمد بن حنبل: ومن الحجة الواضحة الثابتة البيّنة المعروفة ذِكْرُ محاسن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كلهم أجمعين والكف عن ذكر مساويهم، والخلاف الذي شجر بينهم، فمن سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو أحداً منهم فهو مبتدع رافضي خبيث، مخالف لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً، بل حبهم سنة، والدعاء لهم قربة، والاقتداء بهم وسيلة، والأخذ بآثارهم فضيلة ، مَنْ تَنَقَّصَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَلاَ يَنْطَوِي إِلاَّ عَلَى بَلِيَّةٍ , وَلَهُ خَبِيئَةُ سَوْءٍ , إِذ قَصَدَ إِلَى خَيْرِ النَّاسِ , وَهُمْ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم ، حَسْبُكَ. وقال : مَنْ شَتَمَ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم لاَ نَأْمَنُ أَنْ يَكُونَ قَدْ مَرَقَ عَنِ الدِّينِ .
- وقال الإمام الشافعي : ما أرى الناس ابتُلُوا بشتم أصحاب محمّد صلى الله عليه وآله وسلم إلا لِيَزيدَهمُ الله عزَّ وجلَّ بذلك ثواباً عندَ انقطاعِ عَمَلِهم.
- قَالَ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ: َمَنْ أَحْسَنَ اَلثَّنَاءَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اَللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَقَدْ بَرِئَ مِنْ اَلنِّفَاقِ وَمَنْ يَنْتَقِصُ أَحَدًا مِنْهُمْ أَوْ يُبْغِضُهُ لِشَيْءٍ كَانَ مِنْهُ فَهُوَ مُبْتَدِعٌ مُخَالِفٌ لِلسُّنَّةِ وَالسَّلَفِ اَلصَّالِحِ، وَالْخَوْفُ عَلَيْهِ أَنْ لَا يُرْفَعَ لَهُ عَمَلٌ إِلَى اَلسَّمَاءِ حَتَّى يُحِبَّهُمْ جَمِيعًا وَيَكُونَ قَلْبُهُ لَهُمْ سَلِيمًا.
- وقال الطحاوي: "ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا نفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم، وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان .
- وقال الإمام أبو زرعة الرازي : إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حق، والقرآن حق، وما جاء به حق، وإنما أدى إلينا ذلك كله الصحابة، فمن جرحهم إنما أراد إبطال الكتاب والسنة، فيكون الجرح به ألصق والحكم عليه بالزندقة والضلال والكذب والفساد هو الأقوم الأحق .
- وقال محمد بن عبد الحكم من متقدمي الفقهاء المالكية: من سب أبا بكر وعمر أو واحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلا يُصَلَّى خلفه، ومن صلى خلفه أعاد أبدا.
- وقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قُلْتُ لِعَبْدِ اَلرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ: أَحْضُرُ جِنَازَةَ مَنْ سَبَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اَللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ: لَوْ كَانَ مِنْ عَصَبَتِي مَا وَرَّثْتُهُ.
- الصحابة عليهم رضوان الله هم من نزل القرآن بين أظهرهم ونزل بلسانهم ، عاينوا التنزيل وشهدوا تفسير المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم لمقاصده ، وإذ قد اعتقد هؤلاء المجرمون أن الصحابة كانوا ضالين فإنهم لا يعترفون بتفسيرهم للقرآن الكريم ولا يعتبرون بفهمهم لمعانيه ، وبذلك فلهم طريقتهم الزائغة في فهم القرآن على أهوائهم ويتلقونها من ملازم قدوة السوء الهالك حسين الحوثي.
- وأخطر ما في مسلكهم الخبيث هذا أنهم يسلكون طريق العنف والقوة الذي يصل إلى القتل وسفك الدماء لفرض أفكارهم الضالة ، وعقائدهم الخبيثة على اليمنيين .
- ألسوا هم من يسفك دماء اليمنيين في حجة والجوف ، ويحاصرون ويقتلون طلبة العلم والعلماء من أهل السنة السلفيين من طلاب شيخنا العلامة المحدث مقبل بن هادي الوادعي في دماج صعدة ، كما سبق لهم أن سفكوا دماء اليمنيين من الجيش والمواطنين من قبل في غالب مديريات صعدة وعدد من مديريات الجوف .
- كل ذلك على أساس من الحقد الطائفي لأنهم يعتقدون أن كل من ليس على عقيدتهم في الطعن في الصحابة والبراءة منهم فهو حلال الدم .
- يا معاشر الناس : إن ما يقوم به الحوثيون اليوم من استحلالٍ للأنفس المحرمة وإزهاقٍ للأرواح المعصومة ليجبروا اليمنيين على ضلالهم العقائدي وزيغهم الفكري هو الإجرام الأكبر وهو من أكبر صور الحرابة والفساد في الأرض الذي بيَّن الله حكمهما فقال تعالى : (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم ) .
- ومن مبدأ الإخوة الإسلامية وأن المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يُسلِمه فإن على اليمنيين عموما وعلى الدولة وكل ذي منعة ونجدة من القبائل خصوصاً أن يتصدوا لهذا الزحف الرافضي الخبيث المدعوم من دولة إيران الفارسية لا الإسلامية هذا الزحف الذي لا يعظم لله حرمة ولا يرعى للإسلام مقدساً ، بل لا يرقب في مؤمن إلا ولا ذمة ، كما يجب عليهم أن ينصروا المستضعفين والمعتدى عليهم من قبل هؤلاء القتلة المجرمين بكل ما أوتوا من قوة والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول : ( ما من امرئ يخذل امرءا مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه و ينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته و ما من أحد ينصر مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه و ينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته ).
المشاهدات 1480 | التعليقات 0